الطائر الحر
Well-Known Member
https://twitter.com/share?text=باحث...arethis&via=AJArabic&url=https://aja.me/reg7d
تقرير الباحثين كشف عن بعض التفاصيل المدهشة حول كيفية خلط المصريين للحبر الأحمر والأسود (ويكيميديا)
كشفت دراسة علمية جديدة أجراها فريق دولي من العلماء الأوروبيين على قطع أوراق بردي تعود للقرن الثاني قبل الميلاد أسرار مكونات الحبر الذي استخدمه المصريون القدامى في الكتابة.
وأظهر التحليل الذي أجراه الباحثون على 12 قطعة بردي عن بعض التفاصيل المدهشة حول كيفية خلط المصريين للحبر الأحمر والأسود، ونشرت نتائج الدراسة في الدورية الرسمية للأكاديمية الأميركية للعلوم (PNAS) في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ما سر وجود الرصاص في الحبر؟
من المعروف أن قدماء المصريين كانوا يستخدمون الأحبار للكتابة منذ 3200 سنة قبل الميلاد على الأقل، لكن العينات التي قام فريق متعدد التخصصات من الباحثين من جامعة كوبنهاغن (University of Copenhagen) والمرفق الأوروبي للإشعاع السنكروتروني European Synchrotron Radiation Facility) (ESRF بدراستها تعود إلى الفترة الرومانية في مصر (حوالي 100م إلى 200 م)، وتم جمعها في الأصل من مكتبة معبد تبتونيس (Tebtunis) الشهيرة، وهي المكتبة المؤسسية الوحيدة المعروفة بأنها نجت من تلك الفترة.
وباستخدام مجموعة متنوعة من تقنيات الإشعاع السنكروتروني الناتج عن تسريع الجسيمات، بما في ذلك استخدام الأشعة السينية عالية الطاقة لتحليل العينات المجهرية، كشف الباحثون عن التركيب الجزيئي والبنيوي للأحبار بتفاصيل غير مسبوقة.
وتشير نتائج التحليل الذي أجراه الباحثون إلى أن المركبات التي عثروا عليها في الأحبار الحمراء أساسها الحديد، وتعود على الأرجح لصبغة طبيعية مأخوذة من حجر المغرة الذي يحتوي على نسب من الحديد والألومنيوم والهيماتيت المعدني أو أكسيد الحديد الثلاثي.
وبحسب بيان لجامعة كوبنهاغن، فقد تفاجأ الباحثون عند تحليل أوراق البردي بالعثور على مركبات الرصاص غير المعروفة سابقا في كل من الأحبار الحمراء والسوداء، واقترحوا أنها كانت تستخدم لخصائص التجفيف الخاصة بهم بدلا من كونها صبغة.
يقول عالم المصريات والمؤلف الأول للدراسة توماس كريستيانسن من جامعة كوبنهاغن "إن تحاليل الأحبار الموجودة على أجزاء البردي كشفت عن تركيبات لم تكن معروفة من قبل للأحبار الحمراء والسوداء، وخاصة المركبات القائمة على الحديد والرصاص".
ووجد الباحثون أن مركبات الرصاص الموجودة في الحبر كانت مختلفة عن أصباغ الرصاص التقليدية المستخدمة في التلوين، مما يشير إلى أنه تمت إضافة هذه المركبات لأغراض فنية وللتجفيف.
صور الأشعة السينية الفلورية لكتابة على ورق البردي تظهر (الأحمر) والرصاص (الأزرق) في الحبر الأحمر (المرفق الأوروبي للإشعاع السنكروتروني)
هل أُنتج الحبر في مصانع متخصصة؟
يقول مؤلفو الدراسة إن المجففات التي تحتوي على الرصاص تمنع المادة الرابطة من الانتشار أكثر من اللازم عند وضع الحبر أو الطلاء على سطح الورق، وهو ما يفسر تشكيل الرصاص هالة غير مرئية تحيط بجزيئات المغرة في الحبر، وفقا لبيان للمرفق الأوروبي للإشعاع السنكروتروني.
ويعتقد الباحثون أن كهنة المعابد، الذين كتبوا مخطوطات البردي التي تم تحليلها لم يصنعوا الأحبار بأنفسهم، لأن تركيبتها المعقدة تتطلب معرفة متخصصة، وهم يرجحون بناء على كمية المواد الخام اللازمة لتزويد مكتبة المعبد مثل تلك الموجودة في تبتونس، أن يكونوا قد حصلوا عليها أو أشرفوا على إنتاجها في ورش عمل متخصصة، وما يؤيد هذه الفرضية هو أن تحضير الحبر الأحمر داخل ورشة عمل قد تم ذكره في وثيقة يونانية تعود إلى القرن الثالث الميلادي.
ومن المعروف، أنه تم اعتماد تقنية استخدام الرصاص كعامل تجفيف أيضا في القرن الـ15 في أوروبا عندما بدأت اللوحات الزيتية بالظهور، لكن يبدو أن قدامى المصريين اكتشفوا الحيلة قبل ذلك بحوالي 1400 عام على الأقل.
ويعتقد الباحثون أن نتائج هذه الدراسة ستكون مفيدة أيضا لأغراض حفظ الوثائق، لأن المعرفة التفصيلية لتكوين المواد يمكن أن تساعد المتاحف والمجموعات في الحفاظ على التراث الثقافي.
ويخطط الباحثون لإجراء مزيد من الاختبارات وأنواع مختلفة من التحليل، فما وجدوه حتى الآن يقدم مثالا على الأدوات العلمية الحديثة التي يمكنها أن تكشف المزيد من الأسرار من الماضي، حتى الحبر الملون، كما يقولون.
تقرير الباحثين كشف عن بعض التفاصيل المدهشة حول كيفية خلط المصريين للحبر الأحمر والأسود (ويكيميديا)
كشفت دراسة علمية جديدة أجراها فريق دولي من العلماء الأوروبيين على قطع أوراق بردي تعود للقرن الثاني قبل الميلاد أسرار مكونات الحبر الذي استخدمه المصريون القدامى في الكتابة.
وأظهر التحليل الذي أجراه الباحثون على 12 قطعة بردي عن بعض التفاصيل المدهشة حول كيفية خلط المصريين للحبر الأحمر والأسود، ونشرت نتائج الدراسة في الدورية الرسمية للأكاديمية الأميركية للعلوم (PNAS) في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ما سر وجود الرصاص في الحبر؟
من المعروف أن قدماء المصريين كانوا يستخدمون الأحبار للكتابة منذ 3200 سنة قبل الميلاد على الأقل، لكن العينات التي قام فريق متعدد التخصصات من الباحثين من جامعة كوبنهاغن (University of Copenhagen) والمرفق الأوروبي للإشعاع السنكروتروني European Synchrotron Radiation Facility) (ESRF بدراستها تعود إلى الفترة الرومانية في مصر (حوالي 100م إلى 200 م)، وتم جمعها في الأصل من مكتبة معبد تبتونيس (Tebtunis) الشهيرة، وهي المكتبة المؤسسية الوحيدة المعروفة بأنها نجت من تلك الفترة.
وباستخدام مجموعة متنوعة من تقنيات الإشعاع السنكروتروني الناتج عن تسريع الجسيمات، بما في ذلك استخدام الأشعة السينية عالية الطاقة لتحليل العينات المجهرية، كشف الباحثون عن التركيب الجزيئي والبنيوي للأحبار بتفاصيل غير مسبوقة.
وتشير نتائج التحليل الذي أجراه الباحثون إلى أن المركبات التي عثروا عليها في الأحبار الحمراء أساسها الحديد، وتعود على الأرجح لصبغة طبيعية مأخوذة من حجر المغرة الذي يحتوي على نسب من الحديد والألومنيوم والهيماتيت المعدني أو أكسيد الحديد الثلاثي.
وبحسب بيان لجامعة كوبنهاغن، فقد تفاجأ الباحثون عند تحليل أوراق البردي بالعثور على مركبات الرصاص غير المعروفة سابقا في كل من الأحبار الحمراء والسوداء، واقترحوا أنها كانت تستخدم لخصائص التجفيف الخاصة بهم بدلا من كونها صبغة.
يقول عالم المصريات والمؤلف الأول للدراسة توماس كريستيانسن من جامعة كوبنهاغن "إن تحاليل الأحبار الموجودة على أجزاء البردي كشفت عن تركيبات لم تكن معروفة من قبل للأحبار الحمراء والسوداء، وخاصة المركبات القائمة على الحديد والرصاص".
ووجد الباحثون أن مركبات الرصاص الموجودة في الحبر كانت مختلفة عن أصباغ الرصاص التقليدية المستخدمة في التلوين، مما يشير إلى أنه تمت إضافة هذه المركبات لأغراض فنية وللتجفيف.
صور الأشعة السينية الفلورية لكتابة على ورق البردي تظهر (الأحمر) والرصاص (الأزرق) في الحبر الأحمر (المرفق الأوروبي للإشعاع السنكروتروني)
هل أُنتج الحبر في مصانع متخصصة؟
يقول مؤلفو الدراسة إن المجففات التي تحتوي على الرصاص تمنع المادة الرابطة من الانتشار أكثر من اللازم عند وضع الحبر أو الطلاء على سطح الورق، وهو ما يفسر تشكيل الرصاص هالة غير مرئية تحيط بجزيئات المغرة في الحبر، وفقا لبيان للمرفق الأوروبي للإشعاع السنكروتروني.
ويعتقد الباحثون أن كهنة المعابد، الذين كتبوا مخطوطات البردي التي تم تحليلها لم يصنعوا الأحبار بأنفسهم، لأن تركيبتها المعقدة تتطلب معرفة متخصصة، وهم يرجحون بناء على كمية المواد الخام اللازمة لتزويد مكتبة المعبد مثل تلك الموجودة في تبتونس، أن يكونوا قد حصلوا عليها أو أشرفوا على إنتاجها في ورش عمل متخصصة، وما يؤيد هذه الفرضية هو أن تحضير الحبر الأحمر داخل ورشة عمل قد تم ذكره في وثيقة يونانية تعود إلى القرن الثالث الميلادي.
ومن المعروف، أنه تم اعتماد تقنية استخدام الرصاص كعامل تجفيف أيضا في القرن الـ15 في أوروبا عندما بدأت اللوحات الزيتية بالظهور، لكن يبدو أن قدامى المصريين اكتشفوا الحيلة قبل ذلك بحوالي 1400 عام على الأقل.
ويعتقد الباحثون أن نتائج هذه الدراسة ستكون مفيدة أيضا لأغراض حفظ الوثائق، لأن المعرفة التفصيلية لتكوين المواد يمكن أن تساعد المتاحف والمجموعات في الحفاظ على التراث الثقافي.
ويخطط الباحثون لإجراء مزيد من الاختبارات وأنواع مختلفة من التحليل، فما وجدوه حتى الآن يقدم مثالا على الأدوات العلمية الحديثة التي يمكنها أن تكشف المزيد من الأسرار من الماضي، حتى الحبر الملون، كما يقولون.