يمر باكو ألكاسير هذه الموسم بحالة غريبة اعتادت كرة القدم أن تقدمها لنا من وقت إلى آخر، فقد رحل اللاعب الإسباني من صفوف برشلونة إلى الدوري الألماني، بحثاً عن آفاق أرحب وسعياً للمشاركة بشكل أكبر في المباريات، ورغم أنه لم يحصل على ما كان يتطلع إليه بسبب جلوسه على مقاعد البدلاء في بعض المواجهات، إلا أن صاحب الـ25 سنة انفجر مع بوروسيا دورتموند ونجح في هز شباك الخصوم مباراة تلو الأخرى، مؤكداً بذلك أن فترته مع البلاوجرانا لم تكن سوى “نشاز” ضمن سمفونية مستوياته الحقيقية.
ألكاسير تخرج من مدرسة ناشئي فالنسيا وبدأ اللعب مع الفريق الأول عام 2010 وأصبح لاعباً أساسياً للخفافيش بعد انتقاله على سبيل الإعارة إلى خيتافي، وقد أبان اللاعب عن مؤهلات كبيرة، الأمر الذي دفع برشلونة للتعاقد معه صيف عام 2016 وأكمل مع البلاوجرانا موسمين عانى خلالهما من الجلوس على مقاعد البدلاء دون أن يمنحه لويس إنريكي وإرنستو فالفيردي الفرص الكافية لإثبات كافة مقوماته.
فنياً، حاول فالفيردي منذ قدومه إلى قلعة الكامب نو، الدفع بألكاسير كجناح أيمن، لكنه قدم مباريات مخيبة جداً، فأدواره الدفاعية كانت شبه معدومة كما أن المساهمات التي قام بها هجومياً كانت خجولة ولم ترق للمستوى المأمول، وهو ما جعل المدرب الباسكي السابق يتصرف في نهاية المطاف بنفس تصرف لويس إنريكي الذي ارتأى أن المكان الأفضل للمهاجم الإسباني يوجد على دكة البدلاء.
ولما سئم ألكاسير من تدفئة مقاعد البدلاء، قرر اللاعب الرحيل عن برشلونة صوب بوروسيا دورتموند على سبيل الإعارة، وقد انفجر في أسود الفيستيفالي وسجل العديد من الأهداف ليحتل المركز الثاني في ترتيب هدافي الدوري الألماني برصيد 8 أهداف، على الرغم من أنه لم يكن أساسياً في أغلب المباريات.
تألق ألكاسير لم يمر مرور الكرام على لويس إنريكي الذي استدعاه فوراً لتمثيل المنتخب الإسباني، وقد نجح المهاجم الفالنسياوي في هز شباك منتخب ويلز، مرتين قبل أن يزور شباك منتخب إنجلترا، وهو ما جعل جماهير برشلونة تعض أصابع الندم بسبب تفريط ناديها في مهاجم هداف، وما يزيد الطين بلة، هو توفر عقد ألكاسير مع الفريق الألماني، على بند أحقية الشراء بقيمة 23 مليون يورو.
أسباب عدم تألق ألكاسير مع برشلونة عديدة ومتشابكة، فاللاعب لم يحصل على الثقة الكافية من طرف فالفيردي وقبله إنريكي، فحتى مع رحيل نيمار وتراجع مستوى لويس سواريز في بداية الموسم المنقضي، لم يستطع النجم الإسباني تثبيت موطئ قدمه في تشكيلة البلاوجرانا.. هذا بالإضافة إلى عودة منير الحدادي الذي قدم أداءً مميزاً مع ديبورتيفو ألافيس خلال الموسم المنصرم، وهو ما جعل إدارة برشلونة تضع فيه ثقتها الكاملة حتى يكون حلاً معقولاً للويس سواريز على بنك الاحتياط.
والحقيقة أن ألكاسير لاعب يمتاز بتسديداته الدقيقة، وقدرته على اللعب على الأطراف وفي العمق ومهاراته في الألعاب الهوائية، وما إن حصل على الفرصة الآن في دورتموند حتى أبان أنه لاعب من طينة الكبار ويستحق مكاناً في تشكيلة المنتخب الإسباني، وهو ما مكنه من مصارعة جلوسه على مقاعد البدلاء باقتدار، ليُثبت نفسه كأحد أهم المهاجمين هذا الموسم.
ألكاسير من نوعية المهاجمين الذين يتألقون على فترات، فمع كل هدف، يرتفع منسوب ثقته ويرتفع معه حظ تسجيله، والعكس صحيح أيضاً، فعدم تسجيله في مباراة ما سينعكس على المباراة الموالية.. إذن فنحن أمام لاعب يمر بفترات يُظهر فيها مستويات خارقة للعادة تجعل منه فعلاً نجماً لامعاً، لاعب قادر على حمل فريق كامل على أكتافه وخلق الخطورة من العدم، لكن هذه الكلمات كلها تنقلب رأساً على عقب بمجرد وضعه تحت ضغوط كبيرة، لنرى شبحاً يُتقن العك الكروي ويُفسد هجمات فريقه أكثر مما يصلحها ويُساعد في إكمالها.
في فيلم برشلونة (خذ الكرة، مرر الكرة)، يقول كارليس بويول: “يصعب اللعب في برشلونة، لأنك إذا ارتكبت بعض الأخطاء في البداية فسينتقدك المشجعون، وتتراكم الضغوط عليك”، بينما قال هنري: “إرضاء المشجعين ليس سهلاً، وخاصة جماهير برشلونة”، أما تشافي هرنانديز فقد قال: “عانيت من تقلبات عديدة في برشلونة، ففي 2003 كنت سرطان الفريق، وفي 2014 صرت مسناً وعديم نفع”.. هذه التصريحات تُظهر جلياً حجم الضغوطات التي يعيشها لاعبو الفريق الكتالوني.
في الأخير.. صحيح أن التكتيك والموهبة والعامل البدني أشياء مهمة في كرة القدم، لكن لا شيء أهم من الجانب الذهني والنفسي، فهناك لاعبون لا يؤدون سوى عند وضعهم تحت ضغوط كبيرة، وآخرون يحتاجون الابتعاد عن الضغط قدر المستطاع، وباكو ألكاسير من النوعية الثانية.
ألكاسير تخرج من مدرسة ناشئي فالنسيا وبدأ اللعب مع الفريق الأول عام 2010 وأصبح لاعباً أساسياً للخفافيش بعد انتقاله على سبيل الإعارة إلى خيتافي، وقد أبان اللاعب عن مؤهلات كبيرة، الأمر الذي دفع برشلونة للتعاقد معه صيف عام 2016 وأكمل مع البلاوجرانا موسمين عانى خلالهما من الجلوس على مقاعد البدلاء دون أن يمنحه لويس إنريكي وإرنستو فالفيردي الفرص الكافية لإثبات كافة مقوماته.
فنياً، حاول فالفيردي منذ قدومه إلى قلعة الكامب نو، الدفع بألكاسير كجناح أيمن، لكنه قدم مباريات مخيبة جداً، فأدواره الدفاعية كانت شبه معدومة كما أن المساهمات التي قام بها هجومياً كانت خجولة ولم ترق للمستوى المأمول، وهو ما جعل المدرب الباسكي السابق يتصرف في نهاية المطاف بنفس تصرف لويس إنريكي الذي ارتأى أن المكان الأفضل للمهاجم الإسباني يوجد على دكة البدلاء.
ولما سئم ألكاسير من تدفئة مقاعد البدلاء، قرر اللاعب الرحيل عن برشلونة صوب بوروسيا دورتموند على سبيل الإعارة، وقد انفجر في أسود الفيستيفالي وسجل العديد من الأهداف ليحتل المركز الثاني في ترتيب هدافي الدوري الألماني برصيد 8 أهداف، على الرغم من أنه لم يكن أساسياً في أغلب المباريات.
تألق ألكاسير لم يمر مرور الكرام على لويس إنريكي الذي استدعاه فوراً لتمثيل المنتخب الإسباني، وقد نجح المهاجم الفالنسياوي في هز شباك منتخب ويلز، مرتين قبل أن يزور شباك منتخب إنجلترا، وهو ما جعل جماهير برشلونة تعض أصابع الندم بسبب تفريط ناديها في مهاجم هداف، وما يزيد الطين بلة، هو توفر عقد ألكاسير مع الفريق الألماني، على بند أحقية الشراء بقيمة 23 مليون يورو.
أسباب عدم تألق ألكاسير مع برشلونة عديدة ومتشابكة، فاللاعب لم يحصل على الثقة الكافية من طرف فالفيردي وقبله إنريكي، فحتى مع رحيل نيمار وتراجع مستوى لويس سواريز في بداية الموسم المنقضي، لم يستطع النجم الإسباني تثبيت موطئ قدمه في تشكيلة البلاوجرانا.. هذا بالإضافة إلى عودة منير الحدادي الذي قدم أداءً مميزاً مع ديبورتيفو ألافيس خلال الموسم المنصرم، وهو ما جعل إدارة برشلونة تضع فيه ثقتها الكاملة حتى يكون حلاً معقولاً للويس سواريز على بنك الاحتياط.
والحقيقة أن ألكاسير لاعب يمتاز بتسديداته الدقيقة، وقدرته على اللعب على الأطراف وفي العمق ومهاراته في الألعاب الهوائية، وما إن حصل على الفرصة الآن في دورتموند حتى أبان أنه لاعب من طينة الكبار ويستحق مكاناً في تشكيلة المنتخب الإسباني، وهو ما مكنه من مصارعة جلوسه على مقاعد البدلاء باقتدار، ليُثبت نفسه كأحد أهم المهاجمين هذا الموسم.
ألكاسير من نوعية المهاجمين الذين يتألقون على فترات، فمع كل هدف، يرتفع منسوب ثقته ويرتفع معه حظ تسجيله، والعكس صحيح أيضاً، فعدم تسجيله في مباراة ما سينعكس على المباراة الموالية.. إذن فنحن أمام لاعب يمر بفترات يُظهر فيها مستويات خارقة للعادة تجعل منه فعلاً نجماً لامعاً، لاعب قادر على حمل فريق كامل على أكتافه وخلق الخطورة من العدم، لكن هذه الكلمات كلها تنقلب رأساً على عقب بمجرد وضعه تحت ضغوط كبيرة، لنرى شبحاً يُتقن العك الكروي ويُفسد هجمات فريقه أكثر مما يصلحها ويُساعد في إكمالها.
في فيلم برشلونة (خذ الكرة، مرر الكرة)، يقول كارليس بويول: “يصعب اللعب في برشلونة، لأنك إذا ارتكبت بعض الأخطاء في البداية فسينتقدك المشجعون، وتتراكم الضغوط عليك”، بينما قال هنري: “إرضاء المشجعين ليس سهلاً، وخاصة جماهير برشلونة”، أما تشافي هرنانديز فقد قال: “عانيت من تقلبات عديدة في برشلونة، ففي 2003 كنت سرطان الفريق، وفي 2014 صرت مسناً وعديم نفع”.. هذه التصريحات تُظهر جلياً حجم الضغوطات التي يعيشها لاعبو الفريق الكتالوني.
في الأخير.. صحيح أن التكتيك والموهبة والعامل البدني أشياء مهمة في كرة القدم، لكن لا شيء أهم من الجانب الذهني والنفسي، فهناك لاعبون لا يؤدون سوى عند وضعهم تحت ضغوط كبيرة، وآخرون يحتاجون الابتعاد عن الضغط قدر المستطاع، وباكو ألكاسير من النوعية الثانية.