منذ آلاف السنين، وقر فى خيال البشر أن هناك مخلوقة نصفها العلوى إنسانة ونصفها السفلى سمكة، هى عروسة البحر، وأنها نتجت عن تزاوج البشر بالكائنات البحرية، لكن على ما يبدو أن هناك حالة شديدة الندرة فى الطب تشبه إلى حد كبير هذا الشكل الذى تصوره الإنسان لطفلة تعانى مما يعرف طبيا باسم "متلازمة عروسة البحر".
ونقل موقع صحيفة ديلى ميل البريطانية عن فيتزهاريس ليندسى المؤرخ الطبى أن هذه المتلازمة خطيرة وتهدد الحياة، وهى عبارة عن التصاق الساقين خلال التكوين الجنينى فى بطن الأم، نتيجة فشل إمدادات الأوعية الدموية الطبيعية للنصف السفلى من الجسم، بسبب وجود شريان خاطئ يسحب الدماء من النصف السفلى ويعيدها للمشيمة. وأن هذه الحالة يمكن أن تؤثر هذه الحالة على 1 من كل 100 ألف من التوائم المتماثلة، وأكثر من نصف الحالات تولد ميتة أساسا، وحالات أخرى تولد حية وتموت بعد أيام.
وفى حالة طبية نادرة جدا ولدت فتاة فى بيرو تدعى ميلاجروس سيرون بهذه الحالة، وكانت تعانى من تشوه فى الكلية اليسرى وضعف وصغر الكلية اليمنى، وقناة واحدة مشتركة للجهاز البولى والهضمى والتناسلى، لكن كانت حالة القلب والرئتين جيدة، هذا بالإضافة إلى الشكل المميز لعروس البحر من حيث التصاق الساقين.
ووفقا للموقع تم إجراء سلسلة من الجراحات للفتاة عن طريق فريق من 8 جراحين، بنجاح باهر، دون أية مضاعفات من التخدير أو من النزيف، وتستطيع الآن الوقوف والمشى بصعوبة، لكنها ما زالت تحتاج إلى 16 عملية أخرى حتى تصبح فى صورة شبه طبيعية.
الفتاة عند الولادة
الفتاة بعد العملية
