⚘(لَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَبۡتَغُواْ فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكُمۡۚ فَإِذَآ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَٰتٖ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ وَٱذۡكُرُوهُ كَمَا هَدَىٰكُمۡ وَإِن كُنتُم مِّن قَبۡلِهِۦ لَمِنَ ٱلضَّآلِّينَ) (١٩٨)
الآية الكريمة تسمح بالمعاملات الاقتصاديه في موسم الحج بين الحجيج و بينهم والآخرين من غيرهم وقد نزلت الايه الكريمه لان المشركين في الجاهليه كانوا يحرمون التعامل والمعاملات الاقتصاديه في ايام الحج لذلك شرعت الايه هذاالجانب الاقتصادي في الحج وما يزال في عصرنا من يرى هذه الرؤية لأنه يؤدي الى ضعف الاهتمام في الحج نتيجةالانصراف الى المنافع الاقتصاديه وفي قوله تعالى( فضلا من ربكم) ملاحظه فالمراد ان الفضل هو كسب لكن بحدود الربح المنطقي والمعقول طالما انه "فضل من الله" فهو معتدل اما الربح الزائد فهو مبالغه ويتنافى مع روح الاخوه الاسلاميه ومشروعيه التعامل الاقتصادي فيه حكمه وفائده لا يضرفي اداء فريضه الحج لان في الحج فسحه امام الحجاج بالاضافه الى الجانب العبادي يمكنهم ان يبيعوا ويشتروا ويعقدوا اتفاقيات اقتصاديه وغير اقتصاديه وفي هذا حكمه فالجانب الاقتصادي في الحج يعتبر مظهر من مظاهر الوحده الاقتصاديه والعامل الاقتصادي هو عامل ربط قوي بين الناس لانه يحقق منافعهم وهي سوق اسلامية مشتركه الآن اوروبا تقيم "سوق اوروبيه مشتركه" فهذا مظهر متقدم حضاري قال تعالى( تبتغوا فضلا من ربكم) الفائده المرتجاة من المعاملات الاقتصاديه تعارف الناس ببعضهم وتتيح فرصه للعلاقات الانسانيه الاخرى يعني الجانب الاقتصادي ياخذ منحىً اجتماعيا واسلاميا وعقد اتفاقات وهذه ايضا تشجع على اللقاءات الاخرى فالجانب الاجتماعي يخدم الجانب الاقتصادي و العكس بالعكس يؤدي الى التعارف وهو هدف ديني سامي قال تعالى
( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) والزيارات والاتفاقات وغير ذلك فهي لفته كريمه وصحيحة ثم تتابع الايه الكريمه توضيح شعائر الحج فتقول فاذا (فَإِذَآ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَٰتٖ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ ) وقوله تعالى" أفضتم" فيه استعارة تمثيلة فقد شبه تدفق الحجيج من عرفات الى المشعر الحرام اي "مزدلفه" بنهر تفيض اطرافه عندما يفيض الحجيج هذا يتدفق الناس من عرفات الى المزدلفه تجد على جانبي الطريق وداخل الطريق آلاف من البشر أمواج من البشر تسير الى مزدلفه وقد وصف الشاعرأبو الفتح، ضياء الدين نصرالله حركة الحجيج وصفا جميلا فقال:
ولما قضينا من مِنَى كل حاجه
ومسَّح بالاركان من هو ماسحُ
اخذنا باطراف الاحاديث بيننا
. وسالت بأعناق المطيِّ الأباطح
بعد ان قضوا شعائرهم أخذوا يتجاذبون أطراف الاحاديث على اقتاب الجمال وهي تمد رقابها في سيرها وتزدحم على الطريق كانها سيل من الرقاب .
الوقوف في عرفه يوم التاسع بعد الظهر الى الغروب --ينتقل الحجاج الى المشعر الحرام وهو ما يسمى (مزدلفه) ليجمعوا الحصى لرمي الجمرات يبيتون ليلتهم حامدين لله شاكرين مسبحين له ومستغفرين لهم ولابائهم وللمؤمنين والمؤمنات ثم يصلون الفجر ويتجهون الى منى لرمي الجمرات عند طلوع الشمس وتقديم الهدي لمن كان حجه حج تمتع ومعنى قوله تعالى( كما هداكم) اي كما علمكم وما جاء في كتابه فقد كنتم قبل ذلك جاهلين بعيدين عن دين الله القويم فهداكم الى الطريق الصحيح الذي يؤدي الى رضاه ويؤدي الى رحمته وجنته
شرح
حسن مصطفى بغدادي
الآية الكريمة تسمح بالمعاملات الاقتصاديه في موسم الحج بين الحجيج و بينهم والآخرين من غيرهم وقد نزلت الايه الكريمه لان المشركين في الجاهليه كانوا يحرمون التعامل والمعاملات الاقتصاديه في ايام الحج لذلك شرعت الايه هذاالجانب الاقتصادي في الحج وما يزال في عصرنا من يرى هذه الرؤية لأنه يؤدي الى ضعف الاهتمام في الحج نتيجةالانصراف الى المنافع الاقتصاديه وفي قوله تعالى( فضلا من ربكم) ملاحظه فالمراد ان الفضل هو كسب لكن بحدود الربح المنطقي والمعقول طالما انه "فضل من الله" فهو معتدل اما الربح الزائد فهو مبالغه ويتنافى مع روح الاخوه الاسلاميه ومشروعيه التعامل الاقتصادي فيه حكمه وفائده لا يضرفي اداء فريضه الحج لان في الحج فسحه امام الحجاج بالاضافه الى الجانب العبادي يمكنهم ان يبيعوا ويشتروا ويعقدوا اتفاقيات اقتصاديه وغير اقتصاديه وفي هذا حكمه فالجانب الاقتصادي في الحج يعتبر مظهر من مظاهر الوحده الاقتصاديه والعامل الاقتصادي هو عامل ربط قوي بين الناس لانه يحقق منافعهم وهي سوق اسلامية مشتركه الآن اوروبا تقيم "سوق اوروبيه مشتركه" فهذا مظهر متقدم حضاري قال تعالى( تبتغوا فضلا من ربكم) الفائده المرتجاة من المعاملات الاقتصاديه تعارف الناس ببعضهم وتتيح فرصه للعلاقات الانسانيه الاخرى يعني الجانب الاقتصادي ياخذ منحىً اجتماعيا واسلاميا وعقد اتفاقات وهذه ايضا تشجع على اللقاءات الاخرى فالجانب الاجتماعي يخدم الجانب الاقتصادي و العكس بالعكس يؤدي الى التعارف وهو هدف ديني سامي قال تعالى
( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) والزيارات والاتفاقات وغير ذلك فهي لفته كريمه وصحيحة ثم تتابع الايه الكريمه توضيح شعائر الحج فتقول فاذا (فَإِذَآ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَٰتٖ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ ) وقوله تعالى" أفضتم" فيه استعارة تمثيلة فقد شبه تدفق الحجيج من عرفات الى المشعر الحرام اي "مزدلفه" بنهر تفيض اطرافه عندما يفيض الحجيج هذا يتدفق الناس من عرفات الى المزدلفه تجد على جانبي الطريق وداخل الطريق آلاف من البشر أمواج من البشر تسير الى مزدلفه وقد وصف الشاعرأبو الفتح، ضياء الدين نصرالله حركة الحجيج وصفا جميلا فقال:ولما قضينا من مِنَى كل حاجه
ومسَّح بالاركان من هو ماسحُ
اخذنا باطراف الاحاديث بيننا
. وسالت بأعناق المطيِّ الأباطح
بعد ان قضوا شعائرهم أخذوا يتجاذبون أطراف الاحاديث على اقتاب الجمال وهي تمد رقابها في سيرها وتزدحم على الطريق كانها سيل من الرقاب .
الوقوف في عرفه يوم التاسع بعد الظهر الى الغروب --ينتقل الحجاج الى المشعر الحرام وهو ما يسمى (مزدلفه) ليجمعوا الحصى لرمي الجمرات يبيتون ليلتهم حامدين لله شاكرين مسبحين له ومستغفرين لهم ولابائهم وللمؤمنين والمؤمنات ثم يصلون الفجر ويتجهون الى منى لرمي الجمرات عند طلوع الشمس وتقديم الهدي لمن كان حجه حج تمتع ومعنى قوله تعالى( كما هداكم) اي كما علمكم وما جاء في كتابه فقد كنتم قبل ذلك جاهلين بعيدين عن دين الله القويم فهداكم الى الطريق الصحيح الذي يؤدي الى رضاه ويؤدي الى رحمته وجنته
شرح
حسن مصطفى بغدادي
