ابو مناف البصري
المالكي
بخل ونفوس ضيقة ومبالغة
كلام قاله الإمام علي (عليه السلام) عندما زار احد اصحابه العلاء بن زياد الحارثي في مرضه عندما رأى سعة داره.
فقال له (عليه السلام):
مَا كُنْتَ تَصْنَعُ بِسِعَةِ هَذِهِ الدَّارِ فِي الدُّنْيَا وَ أَنْتَ إِلَيْهَا فِي الْآخِرَةِ كُنْتَ أَحْوَجَ وَ بَلَى إِنْ شِئْتَ بَلَغْتَ بِهَا الْآخِرَةَ تَقْرِي فِيهَا الضَّيْفَ وَ تَصِلُ فِيهَا الرَّحِمَ وَ تُطْلِعُ مِنْهَا الْحُقُوقَ مَطَالِعَهَا فَإِذاً أَنْتَ قَدْ بَلَغْتَ بِهَا الْآخِرَةَ.
المصدر:
نهج البلاغة.
تتعدد الأسباب في وقتنا الراهن لقلة الضيافة او رفضها لدى البعض.
وغالب الأٍسباب تكون بخل او نفوس ضيقة لا تُريد احد يزورها او مُبالغات ليس لها داعي.
البخل.
هل معيار الضيافة في المنزل حين يزورك شخص قريب لصلة الرحم او السؤال عنك يحتاج تكاليف عالية ؟!
الأمر لا يحتاج ذلك والجود من الموجود, والضيف الذي يتطلب نادر وقليل وإذا تطلب فيكون ذلك قلة ذوق منه.
ماذا سوف يُقدم للضيف في العادة لنرى مدى البخل لدى البعض ؟
مشروبات ساخنة شاي او قهوة وماء او عصير وضيافة بسيطة مثل خضروات او فواكه او مكسرات او بعض الحلويات و الموالح.
ولا داعي لشرائها, فغالبية هذه الأمور موجودة في اغلب المنازل.
وحين تأتي لتقدير قيمتها فهي تُكلف القليل.
فلماذا هذا البخل ؟ وتستغرب حين يصدر هذا الفعل من افراد لديهم اكتفاء مادي وحتى لو قدموا ضيافة لهذا الزائر او الزائرين مثل وجبة عشاء فهي لن تُكلفهم إلا مبلغ بسيط.
فلماذا تجعل ارحامك وحتى المُقربين منهم لا يزورونك او تدعوهم لزيارتك بداعي البخل ؟!
ونأتي لنقطة بعض الزوار وهي حين تزور احدهم لا تتشرط وتنتقد كل ضيافة يُقدمونها لك وتتطلب.
عليك ان تغض البصر حتى لو كانت ضيافتهم بسيطة ﻷي سبب من الأسباب حتى لو كان بخل منهم, ﻷن غايتك هي الزيارة وصلة الرحم والسؤال عن الحال تتقرب بذلك لوجه الله تعالى.
ومن انواع البخل ايضاً حين يتعلق الأمر بالإجتماع العائلي على نطاق واسع مثل تجمع الأخوة والأخوات والأبناء والأحفاد فيكون العدد كبير مما يضطرهم ان يستأجروا استراحة او مزرعة او اي مكان مُتاح لقضاء يوم او نصف يوم مع بعضهم.
ورُغم كثرة العدد وتوفر المال عند البعض اكثر من الآخر إلا انك تجد بعض النفوس البخيلة التي التي تُدقق على حساب مبلغ قليل او تجد بعض النفوس التي تستكثر دفع هذا المبلغ القليل بين فترة وفترة وتجده مُكلف بالنسبة لها, مع انها في حال مادي جيد او مُمتاز.
وهذا امر غريب ممن يصدر منهم هذا التصرف تترك ثواب صلة الرحم وتجمع القلوب في هذا الإجتماع وتستكثرون مبلغ قليل من المال في مقابل الفوائد الكثيرة التي سوف يحصل عليها الجميع ؟!
وايضاً يستطيع الكبار ممن حالهم فوق المتوسط ان يتكفل بدفع قيمة الإيجار بين فترة وفترة.
ولكن يأتي ايضاً عامل البخل فيقولون ليش كل نجعلها بيننا الكبار الذين ندفع ؟
وقد يكون سوف يدفع مرة وحدة في السنة ولكن البخل يلعب دوره في النفوس.
والبعض يكون يملك مكان للتجمع مثل مجلس كبير او مزرعة ولكن تجد ايضاً عامل البخل يأخذ دوره ولا يدعهم للتجمع عنده بين فترة و آخرى او ان يطلب مُقابل مادي.
لماذا هذا البخل ؟ ولماذا لا نجعل كفة ميزان صلة الرحم ومافيها من فوائد واجر وثواب ترجح على كفة البخل ؟!
النفوس الضيقة.
نقصد بذلك بعض الأفراد الذين لا يتقبلون احد وفي كثير من الأحيان يكون من احد شريكي الحياة هذا الطبع ويُؤثر على الطرف الثاني في هذه المسألة.
فتجد احدهم يرغب بأن يزوره اخوته او اخواته او ابنائهم او ارحامه, ولكن بسبب شريك او شريكة حياته يتوقف هذا الأمر.
ومن الخطأ على الشريك الآخر ان يتقبل قرار الشريك ضيق النفس في منع الزيارة وكراهتها فيُضحي بما فيها من اُنس وقُرب واجر وثواب ﻷجل ضيق نفس لدى الآخر.
و عليه ان يُصارحه سواءً كان الزوج او الزوجة ويقول له ما دمت لا تُريد استقبال زوار فهذا امر يخصك ولا اطلب منك مُقابلتهم او الجلوس معهم ولكني سوف استقبل من يطلب زيارتي من اخوة او اخوات او ارحام.
وهذا هو الحل الوسط لمن هو ضيق نفس.
ليس لك الحق بأن تجعل شريك او شريكة حياتك قاطع رحم وباب بيته مُغلق عن الجميع ﻷجل اطباعك, ولا تنسى انك بإجبارك الطرف الآخر او الضغط عليه ليكون مثلك سوف تنال ذنب قطيعة الرحم.
وانت ايها الشريك الآخر عليك بالعشرة بالمعروف ولا تصنع عداوة وخلاف مع شريك حياتك ولكن لا تكن قاطع رحم ولا تُغلق بابك ﻹجل ان يرضى او ترضى عنك, وكل شيء في الحياة يُحل بالتفاهم والإتفاق.
وفي نفس الوقت يجب ان تكون الزيارات لا تُضايق شريكك, فقد لا يكون ضيق نفس ولكنه يرفض سلوك الزوار الذي يكون غير مُؤدب.
مثل ان يأتون مع اطفالهم من غير ان يُراقبوهم ويُخربوا الأثاث والمنزل, او يتجول الزوار في كل ارجاء المنزل, او الزيارة في اوقات غير مُناسبة والإطالة في الزيارة لساعات طويلة وغيرها من سلوكيات تكون غير مُؤدبة وفوضوية.
لذلك إذا لاحظتم سلوكيات غير مُؤدبة من زواركم وتُزعج شريك حياتكم لا مانع من مصارحة من يقوم بها من زواركم لكي يتجنبوها ولا يقوموا بها.
المُبالغة.
وهذه النقطة تُسبب كراهية الزيارات وتُعقدها وتجعلها مُكلفة.
البساطة وعدم التكلف في الزيارات مثل السابق تجعل موضوع الضيافة امر سهل وبسيط, مجرد افتح باب المجلس او غرفة الضيافة وادخلوا وبعد قليل يأتي بالضيافة الموجودة وينتهي الأمر.
ولكن المُبالغة في الإستعدادات والتكاليف والتجهيزات والترتيبات والمصاريف وﻷجل زيارة واحدة يجب تحديد موعد قبل شهر.
فكل هذه الأمور تجعل الزيارة امر ثقيل وعبئ وهم وغم يُراد به ان يأتي ويزول ويرتاحوا منه.
يجب تجهيز اصناف كثيرة من الطعام والمشروبات والضيافة.
يجب ان نشتري طقم ضيافة جديد.
يجب ان نُغير الأثاث او نغسله ونجيب تحف ونحط كماليات.
لازم في نفس اليوم نطلب ضيافة وامور كثير من برا من اكثر من مطعم, فلازم ندور اسامي مطاعم لكل نوع.
و و و غيرها من امور.
وفي الغالب ليست الغاية الضيافة او الضيوف ونية القُرب لله عزوجل.
في غالب الأحيان النية للتصوير والنشر في وسائل التواصل وبأن الضيوف يصورون وينشرون, علشان يقولون للناس شوفوا ضيافتنا اللي مرة في السنة شلون شكلها.
ليش هذه المُبالغة والتكلف ؟ وليش صارت النية الإستعراض والتباهي بدل التزاور وصلة الرحم ؟ ولماذا هذه الخسائر والتكلف ؟
الضيافة والزيارة جميلة بالبساطة وان تكون بيوت الناس مفتوحة للزيارة بشكل ابسط.
فلقد وصلنا من اجل المُبالغة لمرحلة بأن حتى الأخ حين يُريد زيارة اخاه او اخته إلى موعد مُسبق, والأقارب يحتاجون مواعيد كل سنة مرة ويمكن ليس كل سنة وحتى الأصدقاء, فصارت اغلب غرف الضيافة والمجالس في البيوت اماكن خاوية على عروشها.
وعدم التزاور والتواصل يُقلل البركة ويُباعد القلوب.
كل هذه الأسباب لا تستحق ان نتقاطع ونترك الضيافة ﻷجلها وعلينا ان نُحارب هذه الأسباب التي لا قيمة لها ونفتح قلوبنا وبيوتنا للزوار من الأهل والأقارب.
وعلينا ان نجعل التزاور بيننا عادة لتزداد المحبة والأُلفة ولكي يزداد الصغار قُرب من الكبار ويتعرفون على اقاربهم ولكي نعرف احوال بعضنا البعض ومايدور في حياتنا.
نسأل من الله تعالى أن يُوفقنا ﻹكرام الضيوف والتواصل والتراحم والمحبة والمودة.
قال تعالى (فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)
[سورة الزمر 17 - 18]
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد
كلام قاله الإمام علي (عليه السلام) عندما زار احد اصحابه العلاء بن زياد الحارثي في مرضه عندما رأى سعة داره.
فقال له (عليه السلام):
مَا كُنْتَ تَصْنَعُ بِسِعَةِ هَذِهِ الدَّارِ فِي الدُّنْيَا وَ أَنْتَ إِلَيْهَا فِي الْآخِرَةِ كُنْتَ أَحْوَجَ وَ بَلَى إِنْ شِئْتَ بَلَغْتَ بِهَا الْآخِرَةَ تَقْرِي فِيهَا الضَّيْفَ وَ تَصِلُ فِيهَا الرَّحِمَ وَ تُطْلِعُ مِنْهَا الْحُقُوقَ مَطَالِعَهَا فَإِذاً أَنْتَ قَدْ بَلَغْتَ بِهَا الْآخِرَةَ.
المصدر:
نهج البلاغة.
تتعدد الأسباب في وقتنا الراهن لقلة الضيافة او رفضها لدى البعض.
وغالب الأٍسباب تكون بخل او نفوس ضيقة لا تُريد احد يزورها او مُبالغات ليس لها داعي.
البخل.
هل معيار الضيافة في المنزل حين يزورك شخص قريب لصلة الرحم او السؤال عنك يحتاج تكاليف عالية ؟!
الأمر لا يحتاج ذلك والجود من الموجود, والضيف الذي يتطلب نادر وقليل وإذا تطلب فيكون ذلك قلة ذوق منه.
ماذا سوف يُقدم للضيف في العادة لنرى مدى البخل لدى البعض ؟
مشروبات ساخنة شاي او قهوة وماء او عصير وضيافة بسيطة مثل خضروات او فواكه او مكسرات او بعض الحلويات و الموالح.
ولا داعي لشرائها, فغالبية هذه الأمور موجودة في اغلب المنازل.
وحين تأتي لتقدير قيمتها فهي تُكلف القليل.
فلماذا هذا البخل ؟ وتستغرب حين يصدر هذا الفعل من افراد لديهم اكتفاء مادي وحتى لو قدموا ضيافة لهذا الزائر او الزائرين مثل وجبة عشاء فهي لن تُكلفهم إلا مبلغ بسيط.
فلماذا تجعل ارحامك وحتى المُقربين منهم لا يزورونك او تدعوهم لزيارتك بداعي البخل ؟!
ونأتي لنقطة بعض الزوار وهي حين تزور احدهم لا تتشرط وتنتقد كل ضيافة يُقدمونها لك وتتطلب.
عليك ان تغض البصر حتى لو كانت ضيافتهم بسيطة ﻷي سبب من الأسباب حتى لو كان بخل منهم, ﻷن غايتك هي الزيارة وصلة الرحم والسؤال عن الحال تتقرب بذلك لوجه الله تعالى.
ومن انواع البخل ايضاً حين يتعلق الأمر بالإجتماع العائلي على نطاق واسع مثل تجمع الأخوة والأخوات والأبناء والأحفاد فيكون العدد كبير مما يضطرهم ان يستأجروا استراحة او مزرعة او اي مكان مُتاح لقضاء يوم او نصف يوم مع بعضهم.
ورُغم كثرة العدد وتوفر المال عند البعض اكثر من الآخر إلا انك تجد بعض النفوس البخيلة التي التي تُدقق على حساب مبلغ قليل او تجد بعض النفوس التي تستكثر دفع هذا المبلغ القليل بين فترة وفترة وتجده مُكلف بالنسبة لها, مع انها في حال مادي جيد او مُمتاز.
وهذا امر غريب ممن يصدر منهم هذا التصرف تترك ثواب صلة الرحم وتجمع القلوب في هذا الإجتماع وتستكثرون مبلغ قليل من المال في مقابل الفوائد الكثيرة التي سوف يحصل عليها الجميع ؟!
وايضاً يستطيع الكبار ممن حالهم فوق المتوسط ان يتكفل بدفع قيمة الإيجار بين فترة وفترة.
ولكن يأتي ايضاً عامل البخل فيقولون ليش كل نجعلها بيننا الكبار الذين ندفع ؟
وقد يكون سوف يدفع مرة وحدة في السنة ولكن البخل يلعب دوره في النفوس.
والبعض يكون يملك مكان للتجمع مثل مجلس كبير او مزرعة ولكن تجد ايضاً عامل البخل يأخذ دوره ولا يدعهم للتجمع عنده بين فترة و آخرى او ان يطلب مُقابل مادي.
لماذا هذا البخل ؟ ولماذا لا نجعل كفة ميزان صلة الرحم ومافيها من فوائد واجر وثواب ترجح على كفة البخل ؟!
النفوس الضيقة.
نقصد بذلك بعض الأفراد الذين لا يتقبلون احد وفي كثير من الأحيان يكون من احد شريكي الحياة هذا الطبع ويُؤثر على الطرف الثاني في هذه المسألة.
فتجد احدهم يرغب بأن يزوره اخوته او اخواته او ابنائهم او ارحامه, ولكن بسبب شريك او شريكة حياته يتوقف هذا الأمر.
ومن الخطأ على الشريك الآخر ان يتقبل قرار الشريك ضيق النفس في منع الزيارة وكراهتها فيُضحي بما فيها من اُنس وقُرب واجر وثواب ﻷجل ضيق نفس لدى الآخر.
و عليه ان يُصارحه سواءً كان الزوج او الزوجة ويقول له ما دمت لا تُريد استقبال زوار فهذا امر يخصك ولا اطلب منك مُقابلتهم او الجلوس معهم ولكني سوف استقبل من يطلب زيارتي من اخوة او اخوات او ارحام.
وهذا هو الحل الوسط لمن هو ضيق نفس.
ليس لك الحق بأن تجعل شريك او شريكة حياتك قاطع رحم وباب بيته مُغلق عن الجميع ﻷجل اطباعك, ولا تنسى انك بإجبارك الطرف الآخر او الضغط عليه ليكون مثلك سوف تنال ذنب قطيعة الرحم.
وانت ايها الشريك الآخر عليك بالعشرة بالمعروف ولا تصنع عداوة وخلاف مع شريك حياتك ولكن لا تكن قاطع رحم ولا تُغلق بابك ﻹجل ان يرضى او ترضى عنك, وكل شيء في الحياة يُحل بالتفاهم والإتفاق.
وفي نفس الوقت يجب ان تكون الزيارات لا تُضايق شريكك, فقد لا يكون ضيق نفس ولكنه يرفض سلوك الزوار الذي يكون غير مُؤدب.
مثل ان يأتون مع اطفالهم من غير ان يُراقبوهم ويُخربوا الأثاث والمنزل, او يتجول الزوار في كل ارجاء المنزل, او الزيارة في اوقات غير مُناسبة والإطالة في الزيارة لساعات طويلة وغيرها من سلوكيات تكون غير مُؤدبة وفوضوية.
لذلك إذا لاحظتم سلوكيات غير مُؤدبة من زواركم وتُزعج شريك حياتكم لا مانع من مصارحة من يقوم بها من زواركم لكي يتجنبوها ولا يقوموا بها.
المُبالغة.
وهذه النقطة تُسبب كراهية الزيارات وتُعقدها وتجعلها مُكلفة.
البساطة وعدم التكلف في الزيارات مثل السابق تجعل موضوع الضيافة امر سهل وبسيط, مجرد افتح باب المجلس او غرفة الضيافة وادخلوا وبعد قليل يأتي بالضيافة الموجودة وينتهي الأمر.
ولكن المُبالغة في الإستعدادات والتكاليف والتجهيزات والترتيبات والمصاريف وﻷجل زيارة واحدة يجب تحديد موعد قبل شهر.
فكل هذه الأمور تجعل الزيارة امر ثقيل وعبئ وهم وغم يُراد به ان يأتي ويزول ويرتاحوا منه.
يجب تجهيز اصناف كثيرة من الطعام والمشروبات والضيافة.
يجب ان نشتري طقم ضيافة جديد.
يجب ان نُغير الأثاث او نغسله ونجيب تحف ونحط كماليات.
لازم في نفس اليوم نطلب ضيافة وامور كثير من برا من اكثر من مطعم, فلازم ندور اسامي مطاعم لكل نوع.
و و و غيرها من امور.
وفي الغالب ليست الغاية الضيافة او الضيوف ونية القُرب لله عزوجل.
في غالب الأحيان النية للتصوير والنشر في وسائل التواصل وبأن الضيوف يصورون وينشرون, علشان يقولون للناس شوفوا ضيافتنا اللي مرة في السنة شلون شكلها.
ليش هذه المُبالغة والتكلف ؟ وليش صارت النية الإستعراض والتباهي بدل التزاور وصلة الرحم ؟ ولماذا هذه الخسائر والتكلف ؟
الضيافة والزيارة جميلة بالبساطة وان تكون بيوت الناس مفتوحة للزيارة بشكل ابسط.
فلقد وصلنا من اجل المُبالغة لمرحلة بأن حتى الأخ حين يُريد زيارة اخاه او اخته إلى موعد مُسبق, والأقارب يحتاجون مواعيد كل سنة مرة ويمكن ليس كل سنة وحتى الأصدقاء, فصارت اغلب غرف الضيافة والمجالس في البيوت اماكن خاوية على عروشها.
وعدم التزاور والتواصل يُقلل البركة ويُباعد القلوب.
كل هذه الأسباب لا تستحق ان نتقاطع ونترك الضيافة ﻷجلها وعلينا ان نُحارب هذه الأسباب التي لا قيمة لها ونفتح قلوبنا وبيوتنا للزوار من الأهل والأقارب.
وعلينا ان نجعل التزاور بيننا عادة لتزداد المحبة والأُلفة ولكي يزداد الصغار قُرب من الكبار ويتعرفون على اقاربهم ولكي نعرف احوال بعضنا البعض ومايدور في حياتنا.
نسأل من الله تعالى أن يُوفقنا ﻹكرام الضيوف والتواصل والتراحم والمحبة والمودة.
قال تعالى (فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)
[سورة الزمر 17 - 18]
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد