الطائر الحر
Well-Known Member
إذا كنتم تبحثون عن بلدات وقرى نائية، مزروعة وسط لوحات خضراء شاسعة، ومكلّلة بأسطح من القرميد اياً كان لونه، قرى تشبه أهلها، بيوتها متجاورة الى حدّ التناغم، تستقبل زوارها بفرح وترحاب، فأهلا بكم في البرتغال؛ هذا البلد الذي يسهل الوقوع في حبه من الزيارة الاولى.
في العدد الفائت من "الرجل"، خصّصنا تقريراً عن اهم المدن الساحلية في البلاد، منها لشبونة وبورتو ولاغوس، اما في هذا التقرير فنصوّب نظرنا نحو القرى النائية التي غالباً ما تفوت السائح زيارتها، إذ إن الاكثرية تكتفي بالتجوال في العاصمة وجوارها.
أجمل ما في سياحة القرى، هو الاستغناء عن الفنادق والمكوث في أحد بيوتها متى أمكن، ففي هذه المساحات المفعمة بالكثير من الالفة والمحبة، يشعر الزائر بأنه في بيته أو وسط أقاربه. هنا السكان أصيلون، لا يتجهّمون، ولا يحبون اللغو والثرثرة، واستغلال السياح بكلام معسول وفارغ.
لذلك، إذا أردتم أن تخرجوا من هواء المكيّفات نحو المساحات الخضراء والهواء الطلق، لتتنقلوا وسط أزقة آمنة مرصوفة أرضها بالحجارة، وجدرانها مغطاة بالازهار او ما يتدلى من أشجار متلاصقة، اي نحو ما يمكن وصفه بمزيج فسيفسائي متناغم من الجمال المشيّد منذ مئات السنين، فإليكم الخريطة المفصلة:
أوبيدش:
هكذا يلفظ اسمها الاهالي. أوبيدِش، تشبه جوهرة التاج الملكي بجمالها، فإذا لم يكن لديكم متسع من الوقت لزيارة عدد اكبر من القرى، يمكن الاكتفاء بهذا المكان.
لدى الدخول من بوابتها الرئيسية، ينتقل السائح فوراً الى عالم ينتمي الى حقبة القرون الوسطى. صحيح ان القرية لا تحتاج الى اكثر من يوم لزيارة اماكن الجذب الاساسية، لكن المكوث على الاقل ليلة واحدة فيها، أمر يستحق الإقدام؛ إذ ما من شيء أجمل من الاستيقاظ في احد بيوتها، والخروج الى الحديقة المطلّة على مشهد يخطف الانفاس، وارتشاف القهوة الصباحية؛ هنا يشعر المرء بأن التأمل في جمال هذه القرية قادر على اعادة شحن بطارياته بطاقة ايجابية مذهلة.
تعدّ أوبيدش من أكثر القرى الاوروبية المفعمة بالرومنسية، بفضل بيوتها الملوّنة، وأبوابها الخشبية وهندستها القوطية وأزقتها المرصوفة بالحجارة، وأينما وقع النظر في هذه القرية، يشعر المرء بأنه يعاين لوحة مرسومة بريشة فنان. فإذا زرتم القرية في شهر يونيو، فستحظون بفرصة مشاهدة المهرجان السنوي التقليدي الذي يحتفل بإرث القرون الوسطى، كما تتمتع القرية بفندق مفعم بالجو الرومنسي هو فندق القصر.
طوال 600 عام، شكّلت اوبيدش مركز الاقامة لكثير من ملكات البرتغال، إذ ان الملوك كانوا يقدمون لملكاتهم فرصة الاقامة في هذه الواحة المفعمة بالحياة، تعبيراً عن حبهم لهنّ، لذلك، باتت القرية "تتنفس" الرومانسية. يحيط بالقرية سور عالٍ مفتوح على افق واسع، يحتاج المرء لاجتيازه إلى نحو ساعتين.
إيفورا:
تعدّ واحدة من أكثر البلدات التي لا تزال آثارها وعمارتها مصونة بشكل مذهل. شكلت بلدة رئيسية للتجارة الرومانية، كما يتوسط شوارعها الرئيسية معبد ديانا الروماني المحاذي لعدد من الكنائس الاثرية والاديرة التي ازدهرت خلال القرن الثاني عشر، أي في المرحلة التي اتخذ فيها ملوك البرتغال من هذه البلدة مقراً رئيساً للحكم. ولا تزال ايفورا تحمل الكثير من بقايا حكم البرابرة، ما يجعل منها واحدة من اكثر البلدات الاوروبية غنىً بالارث والتاريخ والهندسة المعمارية المتنوعة. كما تضمّ عدداً من الشوارع الاثرية التي تضجّ بالحياة، بفضل متاجرها الراقية.
كويمبرا:
مدينة العلم والثقافة. هذا هو الانطباع الذي يخرج به الزائر؛ كيف لا وهي تحتضن إحدى اقدم الجامعات في اوروبا، ما يجعلها نقطة استقطاب لمئات الطلاب. في الساحة الرحبة لهذا الصرح الجامعي، يمكن ان يطل الزائر على المشهد الواسع للمدينة. إذا كنتم تزورون كويمبرا برفقة العائلة والاطفال، فمن الضروري ان تزوروا مركز "برتغال الصغيرة" (Portugal dos Pequenitos)، فهو يحتضن عشرات النماذج الهندسية لبيوت البرتغال، وجميعها مبنية وفق احجام صغيرة، ما يجعل المكان اشبه بحلم للصغار والكبار. على اي حال، تتمتع كويمبرا التي تقع على سلسلة هضاب، بموقع يتوسط مدينتي بورتو ولشبونة، ما يجعل الوصول اليها سهلاً جداً.
ألكوباتشا:
إذا كنتم من محبي الهندسة القوطية، فننصح لكم بزيارة البلدة. فهي تحتوي على دير يتمتع بهندسة قوطية مميزة، الذي أعلن عام 2007، ضمّه الى لائحة "عجائب البرتغال السبع"، علماً انه مدرج على لائحة الارث العالمي للهندسة القوطية.
باطَلْها:
تقع على مقربة من الكوباتشا، لذلك يمكن زيارة المكانين في يوم واحد. تحتضن تحفة هندسية لا مثيل لها، هي دير "سانتا ماريا" الذي شيد عام 1386 بأمر ملكي.
بينياو:
إذا كنتم تستمتعون بقيادة السيارة ساعات بمحاذاة أحد اجمل الانهر المزنّرة بلوحات طبيعية خلابة، فبينياو هي المكان المثالي لخوض هذه التجربة. فالبلدة تعدّ أحد اكثر الاماكن التي تعلق في الذاكرة، فيها شيء من طعم توسكانا الايطالية، علماً ان طبيعتيهما مختلفتان كل الاختلاف. يمرّ فيها نهر دورو، ما يجعل الرحلة في القارب، من اجمل ما يمكن اختباره، إذ إن النهر يشقّ طريقه وسط جبال متتابعة، مزروعة بعناية.
في العدد الفائت من "الرجل"، خصّصنا تقريراً عن اهم المدن الساحلية في البلاد، منها لشبونة وبورتو ولاغوس، اما في هذا التقرير فنصوّب نظرنا نحو القرى النائية التي غالباً ما تفوت السائح زيارتها، إذ إن الاكثرية تكتفي بالتجوال في العاصمة وجوارها.
أجمل ما في سياحة القرى، هو الاستغناء عن الفنادق والمكوث في أحد بيوتها متى أمكن، ففي هذه المساحات المفعمة بالكثير من الالفة والمحبة، يشعر الزائر بأنه في بيته أو وسط أقاربه. هنا السكان أصيلون، لا يتجهّمون، ولا يحبون اللغو والثرثرة، واستغلال السياح بكلام معسول وفارغ.
لذلك، إذا أردتم أن تخرجوا من هواء المكيّفات نحو المساحات الخضراء والهواء الطلق، لتتنقلوا وسط أزقة آمنة مرصوفة أرضها بالحجارة، وجدرانها مغطاة بالازهار او ما يتدلى من أشجار متلاصقة، اي نحو ما يمكن وصفه بمزيج فسيفسائي متناغم من الجمال المشيّد منذ مئات السنين، فإليكم الخريطة المفصلة:
أوبيدش:
هكذا يلفظ اسمها الاهالي. أوبيدِش، تشبه جوهرة التاج الملكي بجمالها، فإذا لم يكن لديكم متسع من الوقت لزيارة عدد اكبر من القرى، يمكن الاكتفاء بهذا المكان.
لدى الدخول من بوابتها الرئيسية، ينتقل السائح فوراً الى عالم ينتمي الى حقبة القرون الوسطى. صحيح ان القرية لا تحتاج الى اكثر من يوم لزيارة اماكن الجذب الاساسية، لكن المكوث على الاقل ليلة واحدة فيها، أمر يستحق الإقدام؛ إذ ما من شيء أجمل من الاستيقاظ في احد بيوتها، والخروج الى الحديقة المطلّة على مشهد يخطف الانفاس، وارتشاف القهوة الصباحية؛ هنا يشعر المرء بأن التأمل في جمال هذه القرية قادر على اعادة شحن بطارياته بطاقة ايجابية مذهلة.
تعدّ أوبيدش من أكثر القرى الاوروبية المفعمة بالرومنسية، بفضل بيوتها الملوّنة، وأبوابها الخشبية وهندستها القوطية وأزقتها المرصوفة بالحجارة، وأينما وقع النظر في هذه القرية، يشعر المرء بأنه يعاين لوحة مرسومة بريشة فنان. فإذا زرتم القرية في شهر يونيو، فستحظون بفرصة مشاهدة المهرجان السنوي التقليدي الذي يحتفل بإرث القرون الوسطى، كما تتمتع القرية بفندق مفعم بالجو الرومنسي هو فندق القصر.
طوال 600 عام، شكّلت اوبيدش مركز الاقامة لكثير من ملكات البرتغال، إذ ان الملوك كانوا يقدمون لملكاتهم فرصة الاقامة في هذه الواحة المفعمة بالحياة، تعبيراً عن حبهم لهنّ، لذلك، باتت القرية "تتنفس" الرومانسية. يحيط بالقرية سور عالٍ مفتوح على افق واسع، يحتاج المرء لاجتيازه إلى نحو ساعتين.
إيفورا:
تعدّ واحدة من أكثر البلدات التي لا تزال آثارها وعمارتها مصونة بشكل مذهل. شكلت بلدة رئيسية للتجارة الرومانية، كما يتوسط شوارعها الرئيسية معبد ديانا الروماني المحاذي لعدد من الكنائس الاثرية والاديرة التي ازدهرت خلال القرن الثاني عشر، أي في المرحلة التي اتخذ فيها ملوك البرتغال من هذه البلدة مقراً رئيساً للحكم. ولا تزال ايفورا تحمل الكثير من بقايا حكم البرابرة، ما يجعل منها واحدة من اكثر البلدات الاوروبية غنىً بالارث والتاريخ والهندسة المعمارية المتنوعة. كما تضمّ عدداً من الشوارع الاثرية التي تضجّ بالحياة، بفضل متاجرها الراقية.
كويمبرا:
مدينة العلم والثقافة. هذا هو الانطباع الذي يخرج به الزائر؛ كيف لا وهي تحتضن إحدى اقدم الجامعات في اوروبا، ما يجعلها نقطة استقطاب لمئات الطلاب. في الساحة الرحبة لهذا الصرح الجامعي، يمكن ان يطل الزائر على المشهد الواسع للمدينة. إذا كنتم تزورون كويمبرا برفقة العائلة والاطفال، فمن الضروري ان تزوروا مركز "برتغال الصغيرة" (Portugal dos Pequenitos)، فهو يحتضن عشرات النماذج الهندسية لبيوت البرتغال، وجميعها مبنية وفق احجام صغيرة، ما يجعل المكان اشبه بحلم للصغار والكبار. على اي حال، تتمتع كويمبرا التي تقع على سلسلة هضاب، بموقع يتوسط مدينتي بورتو ولشبونة، ما يجعل الوصول اليها سهلاً جداً.
ألكوباتشا:
إذا كنتم من محبي الهندسة القوطية، فننصح لكم بزيارة البلدة. فهي تحتوي على دير يتمتع بهندسة قوطية مميزة، الذي أعلن عام 2007، ضمّه الى لائحة "عجائب البرتغال السبع"، علماً انه مدرج على لائحة الارث العالمي للهندسة القوطية.
باطَلْها:
تقع على مقربة من الكوباتشا، لذلك يمكن زيارة المكانين في يوم واحد. تحتضن تحفة هندسية لا مثيل لها، هي دير "سانتا ماريا" الذي شيد عام 1386 بأمر ملكي.
بينياو:
إذا كنتم تستمتعون بقيادة السيارة ساعات بمحاذاة أحد اجمل الانهر المزنّرة بلوحات طبيعية خلابة، فبينياو هي المكان المثالي لخوض هذه التجربة. فالبلدة تعدّ أحد اكثر الاماكن التي تعلق في الذاكرة، فيها شيء من طعم توسكانا الايطالية، علماً ان طبيعتيهما مختلفتان كل الاختلاف. يمرّ فيها نهر دورو، ما يجعل الرحلة في القارب، من اجمل ما يمكن اختباره، إذ إن النهر يشقّ طريقه وسط جبال متتابعة، مزروعة بعناية.