العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ

أمسِ جثوتُ فوق شفاه دجلةَ
وكان الصمت يرعب كل المدينةِ
وعلى صهوة من خيالٍ عبرتُ
كل بيوتات بغداد بحزنها والصمتِ
خاليةً شوارعها إلا من الخوفِ
أتجنبُ الحديث حتى مع نفسي
وفي جسرٍ أجهل اسمهُ
اوقفتني عيونها وسُمرتها
من أخرج البصرةَ هنا
كأني رأيت كل البصرة بعيونها
باسمةً كدجلةَ حين المساء
اطلتُ الوقوف في حضرتها
رأيتُها تحكي ملمحةً في صمتها
وكان الغروب يسحب نفسه
سألتني أنتَ لست من المدينةِ
قلتُ دون أبجديةً تذكرُ
نعم انا من غربتين هنا
مشت تجرُ خلفها كل العيون
كأن المدينةِ بجُلها ترقب خطوتها
قالت كلانا في غربةٍ موحشة
قلتُ غداً سأعود ..!!
وإن عدتَ ستعود لغربتك أيضاً
تمتمتُ نعم سأعود بعد عامٍ
اطرقت برأسها وقالت
غربتاك اهون من غربتي في وطني
انا سُرقتُ من الف عامٍ
إذ كنتُ اقصُ له الحكايا
هناك عند شهريار
ضحكتُ بوجعٍ
نعم شهرزاد اكملي حكاياكِ
فلا زلنا نحرفُ كل الحكايا
ونتقولُ عليكم الاقاويل
قالت لذا من في هذا البلد
سيعيش فيه غريباً وهو في بيتهِ
لذا غربتك تهون..
اكملت دربي الموحش
لكنها اعطتني شيئاً من الماضي
فكانت عيونها ألف مجرةٍ تدور فيها
وعدت الى غربتي بلا قلبٍ
خربشة..
19/07/2020
العـ عقيل ـراقي