ابو مناف البصري
المالكي
*رواية ومصاب*
بمناسبة وفاة القاسم إبن الإمام الكاظم عليهما السلآم في 22 جُمادى الأولى ....
من أبواب الحوائج المعروفة و المشهورة هو السيد المظلوم القاسم إبن الإمام موسى الكاظم و أخو الإمام الرضا عليهما السلآم
القاسم إبن الإمام موسى الكاظم قبره في منطقة تسمى (الهاشمية) في ضواحي المدحتية بين الحلة و الديوانية في العراق و قبره مزار مشهور و قبة عالية يَؤمّهُ أصحاب الحوائج تقربًّا و تشفعًّا به إلى آلله تعالى في قضاء حوائجهم ...
ذَكَر السيد إبن طاووس في كتابه المصباح على أن زيارته لآ تقل ثوابًا عن زيارة أبي الفضل العباس أو علي الأكبر عليهما السلآم ...
و ذكر العلامة القرشي في كتابه حياة الإمام موسى بن جعفر أحاديثَ أنّ زيارته تضاهي زيارة الحسين عليه السلآم و زيارة أخيه الإمام الرضا عليه السلآم بمعنى أنّ له مقام كبير عند أهل البيت عليهم السلآم ...
القاسم إبن الإمام موسى بن جعفر قضيته أو مأساته مثيرة جدًا و هو من ضحايا الحملة المسعورة آلتي قادها العباسيون لإستئصال أهل البيت ...
إنّ مواجهة العباسيين لأهل البيت أشد خطورة من مواجهة بني أمية ؛ لأنّ بني أمية كانوا في حرب مع الأئمة ؛ أما العباسيون فأرادوا إستئصال الإمامة من جذورها و القضاء عليها و تنصيب أنفسهم بأنّهم هم الأئمة و هم وَرَثة الرسول ؛ لذلك أبادوهم قتلًا و سُمّاً و غِيلةً و كأنّ رسول آلله صلّى آلله عليه وآله ليس أبٌ لهم
نتيجة هذه الحملة المسعورة و القسوة و الملاحقة و القتل و البطش نجد مشاهد العلويين و أبناء الأئمة متفرقة في مختلف أقطار الأرض في الأودية و في الجبال في إيران و أفغانستان و في مناطق كبيرة في العراق و في أرمينيا و في كشمير و في زوايا متعددة في الهند كلها نفهم من خلالها قسوة المطاردة و الملاحقة آلتي تلاحق ذرية الرسول صلّى آلله عليه وآله ..
في هذآ الإطار هَرَب القاسم بحثًا عن مكان يأمن فيه على حياته و خرج على هيئة مُزارِع من أجل أن يُبعِد عنه الشبهة ؛ فكان يتمشى على ضفاف ترعة من ترع نهر الفرات ؛ و لشدة قلقه و حذره كان يرى أنّ كل من في الوجود هم أعداء للرسول ؛ لكنّه تفاجأ حينما مرّ بِحيٍّ سكني من أحياء العرب فشاهد طفلتين تقول إحداهما للأخرى : لآ وحق الأمير صاحب بيعة الغدير ...
هذه الكلمة أثلجت صدر القاسم و بدأ عنده فهم جديد لسكان هذه المنطقة فسأل الطفلة بحذر : بُنيّة من هذآ الذي تقسمين به؟
قالت أما تعرفه ؟ ذاك هو الضارب بالسيفين الطاعن بالرمحين مولاي أبو الحسن و الحسين صاحب بيعة الغدير الإمام أمير المؤمنين وإذآ بالقاسم عليه السلآم أحسَّ بدِفء معنوي و راحة نفسية ...
قال لها بنيّة هل لكِ أن ترشيديني إلى كبير هذآ الحي
قالت نعم إنّ أبي كبيرهم
فسار القاسم و كانت تمشي خلفه إلى أن أوصلته إلى مضيف أبيها فنزل ضيفًا عندهم و ابتهج به صاحب البيت ؛ و كلما يسأله عن إسمه لآ يجيبه إحتياطًا و حذرًا ؛ و بعد أيام قال لصاحب البيت إنني أبحث عن عمل ؛فعرض عليه أعمالًا من جملتها : قال يا بني أتسقي المياه ؟ قال بلى فاستحسن ذلك منه و كان يأتي يوميًا إلى ضفة النهر و يملأ كيزان المياه ؛ و كانت النساء تتحدث عن عفّته و عبادته ؛ فعرض عليه ذلك الرجل كبير الحي الزواج من إبنته فقبل ؛ لكن كلما أراد أن يعرف إسمه يرفض ؛ فزوجّه إبنته و كانت تتحدث عن عبادته لأبيها و لأهلها إلى أن رُزِق منها طفلة ومع ذلك كان يُعرَف بالغريب ...
الطفلة كانت تخرج و تلعب مع الفتيات و ترجع باكية لأبيها و تقول يا أبه لِمَ لآ تخبرهم عن إسمك ؟ فكان يضمها لصدره و هو يقول : بنيّة أنتِ فِلَذة من كبد رسول آلله ...
مرض القاسم مرضًا شديدًا فأحضر عمه و أخذ يوصيه بوصاياه :
قال إذآ أنا مت فأدفُنّي في حجرتي هذه و إجعل على قبري عَلَماً أخضر ...
هذه الكلمة إستفزّته ؛ و قال آن الأوان لأن تخبرني من أنت ؟
فقال يا عم إذآ كنت تسأل عن حَسَبي و نَسَبي أنا القاسم إبن موسى بن جعفر فجعل يضرب رأسه و هو يقول وا حيائي من أبيك الإمام موسى بن جعفر
فأوصاه بالنسبة إلى إبنته إذآ صار موسم الحج تحج أنت و زوجتي و تأخذ طفلتي معك و تصل إلى المدينة إن شاء آلله و رسم له الموقع لمنزل أهله و قال إنّ في تلك الدار أمّي فأنزِل إبنتي فستدرج و تعرف طريقها ...
توفي هنآك مظلومًا غريبًا و نفّذ عمّهُ الوصية و بنى على قبره قبةً و عَلَمًا أخضر و سافر كمآ أوصاه إلى الحج و أخذ الطفلة معه و كانت طوال الليل و طوال الطريق تأنّ و تحن و تتذكر أباها فوصل بهآ إلى الحج و مِن هنآك إلى المدينة فجاء إلى أن وصل إلى باب دار عالية ؛ سأل لمن هذه الدار قالوا هذه دار تخص أولاد و ذراري رسول آلله و لكن مافيها إلاّ أرامل ومآ فيها رجال فطرق الباب و فتحت الباب فأنزل الطفلة فأخذت تدرج فأجتمع النساء حولها ؛ فجاءت أمّهُ و جعلت تتطلع إلى شمائلها و علمت من خلال شمائلها ...
وأصبح بعد ذلك قبر القاسم مزارًا يحكي معاناة هذآ السيد المظلوم و ظهرت في قبره الكثير من الكرامات ...
#اللهم إلعن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع لهم على ذلك آللهم إلعن العصابة آلتي جاهدت الحسين وشايعت وبايعت وتابعت على قتله آللهم العنهم جميعا ...
بمناسبة وفاة القاسم إبن الإمام الكاظم عليهما السلآم في 22 جُمادى الأولى ....
من أبواب الحوائج المعروفة و المشهورة هو السيد المظلوم القاسم إبن الإمام موسى الكاظم و أخو الإمام الرضا عليهما السلآم
القاسم إبن الإمام موسى الكاظم قبره في منطقة تسمى (الهاشمية) في ضواحي المدحتية بين الحلة و الديوانية في العراق و قبره مزار مشهور و قبة عالية يَؤمّهُ أصحاب الحوائج تقربًّا و تشفعًّا به إلى آلله تعالى في قضاء حوائجهم ...
ذَكَر السيد إبن طاووس في كتابه المصباح على أن زيارته لآ تقل ثوابًا عن زيارة أبي الفضل العباس أو علي الأكبر عليهما السلآم ...
و ذكر العلامة القرشي في كتابه حياة الإمام موسى بن جعفر أحاديثَ أنّ زيارته تضاهي زيارة الحسين عليه السلآم و زيارة أخيه الإمام الرضا عليه السلآم بمعنى أنّ له مقام كبير عند أهل البيت عليهم السلآم ...
القاسم إبن الإمام موسى بن جعفر قضيته أو مأساته مثيرة جدًا و هو من ضحايا الحملة المسعورة آلتي قادها العباسيون لإستئصال أهل البيت ...
إنّ مواجهة العباسيين لأهل البيت أشد خطورة من مواجهة بني أمية ؛ لأنّ بني أمية كانوا في حرب مع الأئمة ؛ أما العباسيون فأرادوا إستئصال الإمامة من جذورها و القضاء عليها و تنصيب أنفسهم بأنّهم هم الأئمة و هم وَرَثة الرسول ؛ لذلك أبادوهم قتلًا و سُمّاً و غِيلةً و كأنّ رسول آلله صلّى آلله عليه وآله ليس أبٌ لهم
نتيجة هذه الحملة المسعورة و القسوة و الملاحقة و القتل و البطش نجد مشاهد العلويين و أبناء الأئمة متفرقة في مختلف أقطار الأرض في الأودية و في الجبال في إيران و أفغانستان و في مناطق كبيرة في العراق و في أرمينيا و في كشمير و في زوايا متعددة في الهند كلها نفهم من خلالها قسوة المطاردة و الملاحقة آلتي تلاحق ذرية الرسول صلّى آلله عليه وآله ..
في هذآ الإطار هَرَب القاسم بحثًا عن مكان يأمن فيه على حياته و خرج على هيئة مُزارِع من أجل أن يُبعِد عنه الشبهة ؛ فكان يتمشى على ضفاف ترعة من ترع نهر الفرات ؛ و لشدة قلقه و حذره كان يرى أنّ كل من في الوجود هم أعداء للرسول ؛ لكنّه تفاجأ حينما مرّ بِحيٍّ سكني من أحياء العرب فشاهد طفلتين تقول إحداهما للأخرى : لآ وحق الأمير صاحب بيعة الغدير ...
هذه الكلمة أثلجت صدر القاسم و بدأ عنده فهم جديد لسكان هذه المنطقة فسأل الطفلة بحذر : بُنيّة من هذآ الذي تقسمين به؟
قالت أما تعرفه ؟ ذاك هو الضارب بالسيفين الطاعن بالرمحين مولاي أبو الحسن و الحسين صاحب بيعة الغدير الإمام أمير المؤمنين وإذآ بالقاسم عليه السلآم أحسَّ بدِفء معنوي و راحة نفسية ...
قال لها بنيّة هل لكِ أن ترشيديني إلى كبير هذآ الحي
قالت نعم إنّ أبي كبيرهم
فسار القاسم و كانت تمشي خلفه إلى أن أوصلته إلى مضيف أبيها فنزل ضيفًا عندهم و ابتهج به صاحب البيت ؛ و كلما يسأله عن إسمه لآ يجيبه إحتياطًا و حذرًا ؛ و بعد أيام قال لصاحب البيت إنني أبحث عن عمل ؛فعرض عليه أعمالًا من جملتها : قال يا بني أتسقي المياه ؟ قال بلى فاستحسن ذلك منه و كان يأتي يوميًا إلى ضفة النهر و يملأ كيزان المياه ؛ و كانت النساء تتحدث عن عفّته و عبادته ؛ فعرض عليه ذلك الرجل كبير الحي الزواج من إبنته فقبل ؛ لكن كلما أراد أن يعرف إسمه يرفض ؛ فزوجّه إبنته و كانت تتحدث عن عبادته لأبيها و لأهلها إلى أن رُزِق منها طفلة ومع ذلك كان يُعرَف بالغريب ...
الطفلة كانت تخرج و تلعب مع الفتيات و ترجع باكية لأبيها و تقول يا أبه لِمَ لآ تخبرهم عن إسمك ؟ فكان يضمها لصدره و هو يقول : بنيّة أنتِ فِلَذة من كبد رسول آلله ...
مرض القاسم مرضًا شديدًا فأحضر عمه و أخذ يوصيه بوصاياه :
قال إذآ أنا مت فأدفُنّي في حجرتي هذه و إجعل على قبري عَلَماً أخضر ...
هذه الكلمة إستفزّته ؛ و قال آن الأوان لأن تخبرني من أنت ؟
فقال يا عم إذآ كنت تسأل عن حَسَبي و نَسَبي أنا القاسم إبن موسى بن جعفر فجعل يضرب رأسه و هو يقول وا حيائي من أبيك الإمام موسى بن جعفر
فأوصاه بالنسبة إلى إبنته إذآ صار موسم الحج تحج أنت و زوجتي و تأخذ طفلتي معك و تصل إلى المدينة إن شاء آلله و رسم له الموقع لمنزل أهله و قال إنّ في تلك الدار أمّي فأنزِل إبنتي فستدرج و تعرف طريقها ...
توفي هنآك مظلومًا غريبًا و نفّذ عمّهُ الوصية و بنى على قبره قبةً و عَلَمًا أخضر و سافر كمآ أوصاه إلى الحج و أخذ الطفلة معه و كانت طوال الليل و طوال الطريق تأنّ و تحن و تتذكر أباها فوصل بهآ إلى الحج و مِن هنآك إلى المدينة فجاء إلى أن وصل إلى باب دار عالية ؛ سأل لمن هذه الدار قالوا هذه دار تخص أولاد و ذراري رسول آلله و لكن مافيها إلاّ أرامل ومآ فيها رجال فطرق الباب و فتحت الباب فأنزل الطفلة فأخذت تدرج فأجتمع النساء حولها ؛ فجاءت أمّهُ و جعلت تتطلع إلى شمائلها و علمت من خلال شمائلها ...
وأصبح بعد ذلك قبر القاسم مزارًا يحكي معاناة هذآ السيد المظلوم و ظهرت في قبره الكثير من الكرامات ...
#اللهم إلعن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع لهم على ذلك آللهم إلعن العصابة آلتي جاهدت الحسين وشايعت وبايعت وتابعت على قتله آللهم العنهم جميعا ...