عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 81,740
- مستوى التفاعل
- 2,748
- النقاط
- 113
بيري.. ابن طبقة العمال يجبر ويمبلدون على تخليد ذكراه
فريد بيري
عندما سحق فريد بيري منافسه الألماني جوتفريد فون كرام، ليفوز بلقب بطولة ويمبلدون للتنس في 1936، لم يعرف أنه سيكون آخر بريطاني يتوج بلقب الرجال في هذه البطولة، طوال 77 عاما.
وكان من الصعب على اللاعبين والقائمين على شؤون اللعبة في بريطانيا، السير على خطى إنجازات بيري (ثمانية ألقاب كبرى) والعودة ببريطانيا لتصبح من جديد قوة فاعلة على صعيد اللعبة.
وفقط في 1984 ظهر تمثال بيري في ملاعب نادي عموم إنجلترا، تخليدا لذكرى انتصاراته في البطولة في أعوام 1934 و1935 و1936.
وأخيرا نجح الإسكتلندي آندي موراي في تحقيق الإنجاز عندما هزم الصربي نوفاك ديوكوفيتش في نهائي ويمبلدون في 2013، وذلك بعد عام واحد فقط من نجاحه في أن يصبح أول بريطاني منذ بيري يحرز لقبا في البطولات الأربع الكبرى، بعدما فاز على ديوكوفيتش أيضا في نهائي أمريكا المفتوحة.
ولو قدر للرجلين أن يلتقيا (بيري توفي في 1995) لكانت العلاقة بينهما قوية، نظرا لتشابه طباعهما في المثابرة وعدم الاستسلام والميل نحو التمرد.
ولربما مازح بيري، المرتبط بماركة الملابس الشهيرة التي تحمل اسمه، موراي، فيما يتصل بعدم اهتمامه كثيرا بتصفيف شعره في سنواته الأولى في الملاعب.
وإلى جانب الأداء المتميز تماما في الملاعب وتمسكه بمظهره الرياضي على المستوى البدني فإن بيري تميز أيضا بدقته في اختيار ملابسه وحرصه على تصفيف شعره.
وقال الأمريكي الشهير جاك كرامر عن بيري "لم يكن هناك بطل كان مظهره الخارجي يدل على أنه بطل، مثل فريد بيري".
البداية
وولد بيري في 18 مايو/ أيار 1909 في ضاحية عمالية في ستوكبورت وكان والده يعمل في غزل القطن قبل أن يصبح عضوا في البرلمان عن حزب العمال، لكنه رغم ذلك دخل عالم التنس الذي كان وقتها قصرا وحكرا على الأغنياء.
وبعد انتقاله إلى إيلينج في لندن في 1919 بدأ بيري مسيرته الرياضية في تنس الطاولة.
وفاز بلقب عالمي في 1929، لكن اهتمامه الأكبر كان بالتنس كرياضة وكأسلوب حياة.
وصعد بيري إلى الدور الثالث في ويمبلدون في 1929، بعد صعوده من الأدوار التأهيلية بفضل كرة خلفية أظهرت تأثره بتنس الطاولة.
وفي العام التالي صعد للدور الرابع بعد الفوز على لاعب إيطالي ارستقراطي هو البارون أومبرتو دي موربوجو، وهو فوز وصفه بيري بأنه بداية مسيرته المهنية مع التنس.
وبدأ بيري الهيمنة في الملاعب مع فوزه بلقب أمريكا المفتوحة في 1933 بعد أن هزم جاك كروفورد.
وفي 1934 أصبح أول بريطاني يحرز لقب فردي الرجال في ويمبلدون في 25 عاما، بعد فوزه على كروفورد أيضا.
التجاهل
لكن الإشادة بإنجاز بيري الذي اعتبر دخيلا على اللعبة بسبب خلفيته الاجتماعية، جاءت ضعيفة.
ومباشرة بعد التتويج وضعت ربطة عنق تحمل شعار النادي على المقعد الخاص ببيري، بينما كان لا يزال في دورة المياه ولم تقدم له رسميا تقديرا لإنجازه.
وفي وقت لاحق كتب بيري في سيرته الذاتية "بعض العناصر الموجودة في نادي عموم إنجلترا واتحاد التنس البريطاني، عاملوني بلا احترام، باعتبار أنني جريء وصريح ومتمرد، ولأنني لم أكن ذلك الشخص المنتمي إلى طبقة عليا وهو النموذج الذي أرادوه بطلا لويمبلدون".
وفاز بيري أيضا بلقب أستراليا المفتوحة وببطولة أمريكا المفتوحة للمرة الثانية في 1934.
وفي 1935 توج بلقب فرنسا المفتوحة في ملاعب رولان جاروس، ليصبح أول لاعب يفوز بجميع الألقاب الأربعة الكبرى خلال مسيرته في الملاعب.
محاولة الاحتراف وحياة الشهرة
وفي ظل عدم وجود أموال في رياضة الهواة عند فوزه على فون كرامر في نهائي ويمبلدون في 1936، اتجهت انظار بيري إلى التحول للاحتراف في الولايات المتحدة لكنه لم يكن محل ترحيب من جانب المؤسسة التي تجاهلته.
وبعيدا عن أجواء الصفوة في بريطانيا عاش بيري حياة المشاهير واختلط ببعض نجوم هوليوود.
وبعد ثلاث زيجات فاشلة انتهت بالطلاق، تزوج بيري من باربره ريس في 1952، واستمر الزواج حتى وفاته في ملبورن الأسترالية في 1995 بعد أن أنجبا طلفين.
وعاد بيري إلى ويمبلدون بانتظام ضمن فريق هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، لكنه لم يشعر أنه بات مقبولا إلا بعد مرور 50 عاما على انتصاره الأول.
وكتب عن ذلك لاحقا "لم أتصور أنني سأعيش حتى أرى هذا اليوم الذي وضع فيه تمثال لابن عامل داخل ملاعب ويمبلدون المنمقة".
فريد بيري
عندما سحق فريد بيري منافسه الألماني جوتفريد فون كرام، ليفوز بلقب بطولة ويمبلدون للتنس في 1936، لم يعرف أنه سيكون آخر بريطاني يتوج بلقب الرجال في هذه البطولة، طوال 77 عاما.
وكان من الصعب على اللاعبين والقائمين على شؤون اللعبة في بريطانيا، السير على خطى إنجازات بيري (ثمانية ألقاب كبرى) والعودة ببريطانيا لتصبح من جديد قوة فاعلة على صعيد اللعبة.
وفقط في 1984 ظهر تمثال بيري في ملاعب نادي عموم إنجلترا، تخليدا لذكرى انتصاراته في البطولة في أعوام 1934 و1935 و1936.
وأخيرا نجح الإسكتلندي آندي موراي في تحقيق الإنجاز عندما هزم الصربي نوفاك ديوكوفيتش في نهائي ويمبلدون في 2013، وذلك بعد عام واحد فقط من نجاحه في أن يصبح أول بريطاني منذ بيري يحرز لقبا في البطولات الأربع الكبرى، بعدما فاز على ديوكوفيتش أيضا في نهائي أمريكا المفتوحة.
ولو قدر للرجلين أن يلتقيا (بيري توفي في 1995) لكانت العلاقة بينهما قوية، نظرا لتشابه طباعهما في المثابرة وعدم الاستسلام والميل نحو التمرد.
ولربما مازح بيري، المرتبط بماركة الملابس الشهيرة التي تحمل اسمه، موراي، فيما يتصل بعدم اهتمامه كثيرا بتصفيف شعره في سنواته الأولى في الملاعب.
وإلى جانب الأداء المتميز تماما في الملاعب وتمسكه بمظهره الرياضي على المستوى البدني فإن بيري تميز أيضا بدقته في اختيار ملابسه وحرصه على تصفيف شعره.
وقال الأمريكي الشهير جاك كرامر عن بيري "لم يكن هناك بطل كان مظهره الخارجي يدل على أنه بطل، مثل فريد بيري".
البداية
وولد بيري في 18 مايو/ أيار 1909 في ضاحية عمالية في ستوكبورت وكان والده يعمل في غزل القطن قبل أن يصبح عضوا في البرلمان عن حزب العمال، لكنه رغم ذلك دخل عالم التنس الذي كان وقتها قصرا وحكرا على الأغنياء.
وبعد انتقاله إلى إيلينج في لندن في 1919 بدأ بيري مسيرته الرياضية في تنس الطاولة.
وفاز بلقب عالمي في 1929، لكن اهتمامه الأكبر كان بالتنس كرياضة وكأسلوب حياة.
وصعد بيري إلى الدور الثالث في ويمبلدون في 1929، بعد صعوده من الأدوار التأهيلية بفضل كرة خلفية أظهرت تأثره بتنس الطاولة.
وفي العام التالي صعد للدور الرابع بعد الفوز على لاعب إيطالي ارستقراطي هو البارون أومبرتو دي موربوجو، وهو فوز وصفه بيري بأنه بداية مسيرته المهنية مع التنس.
وبدأ بيري الهيمنة في الملاعب مع فوزه بلقب أمريكا المفتوحة في 1933 بعد أن هزم جاك كروفورد.
وفي 1934 أصبح أول بريطاني يحرز لقب فردي الرجال في ويمبلدون في 25 عاما، بعد فوزه على كروفورد أيضا.
التجاهل
لكن الإشادة بإنجاز بيري الذي اعتبر دخيلا على اللعبة بسبب خلفيته الاجتماعية، جاءت ضعيفة.
ومباشرة بعد التتويج وضعت ربطة عنق تحمل شعار النادي على المقعد الخاص ببيري، بينما كان لا يزال في دورة المياه ولم تقدم له رسميا تقديرا لإنجازه.
وفي وقت لاحق كتب بيري في سيرته الذاتية "بعض العناصر الموجودة في نادي عموم إنجلترا واتحاد التنس البريطاني، عاملوني بلا احترام، باعتبار أنني جريء وصريح ومتمرد، ولأنني لم أكن ذلك الشخص المنتمي إلى طبقة عليا وهو النموذج الذي أرادوه بطلا لويمبلدون".
وفاز بيري أيضا بلقب أستراليا المفتوحة وببطولة أمريكا المفتوحة للمرة الثانية في 1934.
وفي 1935 توج بلقب فرنسا المفتوحة في ملاعب رولان جاروس، ليصبح أول لاعب يفوز بجميع الألقاب الأربعة الكبرى خلال مسيرته في الملاعب.
محاولة الاحتراف وحياة الشهرة
وفي ظل عدم وجود أموال في رياضة الهواة عند فوزه على فون كرامر في نهائي ويمبلدون في 1936، اتجهت انظار بيري إلى التحول للاحتراف في الولايات المتحدة لكنه لم يكن محل ترحيب من جانب المؤسسة التي تجاهلته.
وبعيدا عن أجواء الصفوة في بريطانيا عاش بيري حياة المشاهير واختلط ببعض نجوم هوليوود.
وبعد ثلاث زيجات فاشلة انتهت بالطلاق، تزوج بيري من باربره ريس في 1952، واستمر الزواج حتى وفاته في ملبورن الأسترالية في 1995 بعد أن أنجبا طلفين.
وعاد بيري إلى ويمبلدون بانتظام ضمن فريق هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، لكنه لم يشعر أنه بات مقبولا إلا بعد مرور 50 عاما على انتصاره الأول.
وكتب عن ذلك لاحقا "لم أتصور أنني سأعيش حتى أرى هذا اليوم الذي وضع فيه تمثال لابن عامل داخل ملاعب ويمبلدون المنمقة".