من حرف الألف سأبدأ بسرد الرواية.. لست متأكدة .. لا أذكر ولكن ربما بدأت تلك القصة بابتسامة... ارأيت ابتسامة ابتدأت بحرف الألف ولكن تلك الابتسامة لم تبقى مجرد ابتسامة بل ليتها بقيت كذلك ولكنها جرت اليها أول حديث...لم يكن مباشر نوعا ما وإنما محاولة لجذب واختلاف نقاش يجمع طرفين... وزينت تلك الاحاديث بأروع كلام او بأجمل تعليقات بدأت بانسجام اؤلئك الطرفين مع بعضهما ... ارأيت انتقلت الآن من حرف الألف الى الباء ..>>> بأروع بأجمل بانسجام الى آخره ... ثم لقاء يتلو آخر ... ثم حديث يجرّ آخر .... انتقلت لحرف الثاء وتجاوزت التاء... وبدأت تنكشف جوانب الشخصيتين الواحد تلو الآخر ... ارأيت لم انسى التاء....وجادت بنا الايام وجمعتنا سويا .... بسبب وبدون سبب... حتى اصبحت لقاءاتنا هي حلوى تحلّي ايامنا... استمتعنا بها كثيرا والى هنا ذكرت الجيم والحاء .... ولكن لحظة فأنا لم أصل الى درجة الحب لأذكره ... الى هنا كانت القصة مجرد اعتياد ... ثم تطور الاعتياد لنصل الى مرحلة تأتي بعدها مباشرة ...>> هي الاعجاب...اعجاب بالشخصية...بالتصرفات ....بالمظهر ... لا تسألني لأنني انا ايضا لم اصل الى جواب ... ثم خُلِق هناك شيئا أجهل تسميته لا اشعر به الّا عندما تلتقي العيون ... هي مشاعر اكيد... ولكن دفء ام راحة !!! حقا لا ادري ... كل ما اعرفه ان عيوننا كانت من تتحدث عوضا عن السنتنا ... لا ادري ان كان هذا شعور مشترك ام من طرف واحد لكن كل ما اعرفه انني شعرت به ... ودارت الايام ومرت السنوات سنة تلو الاخرى ... ولكن ذات يوم فجأة وبدون اية مقدمات ** كبرنا** .... ارأيت ذكرت الخاء والدال والذال ولكن الراء فصل بين نصفي كلمة ( كبرنا) ... بين مقطعين ... الكاف والباء مقطوعة من بداية كلمة كبرياء ... والنون والالف من اخر كلمة خجلنا ... هذين السببين ربما برأيي فقط كانا سببا لبقاء ذلك المجهول مجهولا ... وكما فصل حرف الراء ذاك الزاد الذي كنا نتزود منه ... سلب بذلك الحق مني ان استخدم حرف النون والالف لأجمع بيني وبينك في كلمة واحدة ... وحفر بيده قبرا لحرف الواو الذي كان يربط بين كلمتين انا وانت ... وتشتتت مشاعر وضاعت قلوبنا بين سواد ليل يخلو من قمر مضيء ... وشمس نهار دافئ ازالت بسطوعها بقايا الظلام الذي كان يحفّنا ... ومرة أخرى اقول ذكرت الآن الراء والزين والسين والشين ... واشرق صباح يوم فيه ضوء لم يعد ليضيء قلبي ربما طمس ظلام الامس على نوافذه وأغلقها بإحكام .. لدرجة انني لم اعد اعرف كيف اتصرف ... هل اصرّح بما شعرت به ام كانت تلك اوهام ... وعادت اللحظات نفسها واجتمعت بك ... ولكن دون ان ينطق احد ... دون ان يبرر احد .. وغابت آخر شمعة امل في قلبي كانت تلفظ انفاسها الاخيرة وتقول حاولي لعله يتذكر ... لعل ذلك لم يكن من طرفك فقط ..... هل انتبهت ذكرت الصاد والضاد والطاء والظاء والعين والغين وضاعت الحكاية بين كاف " كان " ولام " لعل " ... وماتت قصتنا قبل مولدها .... اه اسف ... ما كان يجب ان اعود واقول قصتنا بل قصتي أنا ... فانا وانت لم نجتمع منذ البداية لتجمعنا نا المتكلمين ... بل ماتت قصتي أثناء مخاضها ونامت ذكرياتي بسلام وأطفأت الانوار بقوة ... ودخلت في سبات عميق فلم تعد لها فائدة وهدأت اعاصير الذاكرة ... وبقي الواو وحيدا ... وشهد الياء على ينبوع المشاعر الذي كان يتدفق يوما في هذا القلب المسكين ... وهذه قصتي اكتملت بأبجدية الحروف ابتدأت بالألف .... وسطر الياء نهايتها......
.
.
.
.
م/ ن
