Pгιиċεѕѕ Ńoυгнaη »❥
ملكة المنتدى
.
بين مطرقة الضغوط المعيشية وسندان الاكتئاب والاضطراب النفسي
عمان - ماهر الشوابكة
رغم خبرتها الضئيلة في الحياة، وجدت فريال (16 عاماً) نفسها مسؤولة ومن دون مقدمات عن زوج وطفل واستقرار أسرة، ما أدى إلى أصابتها باكتئاب نفسي، خاصة بعد تعرضها لمضاعفات صحية كادت تودي بحياتها بسبب الحمل المبكر.
ليس هذا حال فريال وحدها، وإنما حال كثيرات من ضحايا الزواج المبكر في الأردن، اذ لم تدم فرحة منال (17 عاماً) بثوبها الأبيض الذي طالما حلمت به غير ساعات، بعدما رفضت في ليلة زفافها تقبّل فكرة دخول زوجها الذي أبدى رغبته في إنجاب أطفال، فأصيبت بحالة من الانهيار العصبي أُدخلت على اثرها إلى المستشفى لتتعالج من صدمة نفسية وجسدية.
منال التي تسكن حياً شعبياً في عمان، أحالها زواجها المبكر إلى إنسانة «مضطربة نفسياً»، لا تزال تتناول أدوية مضادة للاكتئاب المزمن للعلاج.
وتقول الاختصاصية بطب العائلة الدكتورة كفاح الزعبي، إن الزواج المبكر مسؤولية الأسر التي تتخذ قرار زواج ابنتها مبكراً «هروباً من الضغوط الاقتصادية أو الاجتماعية، متناسية أنها تساهم في خلق أسرة أفرادها لا يتمتعون بصحة سليمة»، وتختصر الواقع: «إنهن أطفال ينجبن أطفالاً».
وتوافقها الرأي الاختصاصية النسائية والتوليد في منطقة جبل النزهة في عمان، الدكتورة مها الأميري، التي ترى ان الإنجاب المبكر «سبب رئيسي في ارتفاع وفيات الأطفال، أثناء الحمل وقبله وارتفاع نسب وفيات الأمهات»، وتشير الأميري إلى ان الحمل المبكر للأم دون الـ 18 عاماً، يعرضها ومواليدها لمخاطر صحية أكثر مقارنة بالنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و24 عاماً.
وتؤكد الاميري ان صغيرات السن ينجبن مواليد بأحجام صغيرة وبأوزان أقل من الطبيعي، نظراً لعدم اكتمال النمو الجسماني للمرأة الذي يؤهلها للإنجاب بالشكل الطبيعي، مشيرة إلى أن مضاعفات الحمل والولادة «تزداد بشدة في حالات الحمل المبكر، وتصل إلى تسمّم الحمل وضعف الجنين ما يؤدي إلى ارتفاع حاد في نسبة الوفيات بين الأطفال حديثي الولادة». وتشكل حالات الزواج المبكر في الأردن ما نسبته 13.4 في المئة من مجمل حالات الزواج في المملكة، أي ما مجموعه 7598 حالة من أصل 56570 حالة زواج تمت العام الماضي، بحسب دراسة رسمية عام 2011.
والزواج المبكر بالنسبة للفتيات والفتيان، يتم ما بين 15 - 18 سنة، وينص قانون الأحوال الشخصية في الاردن على ان السن القانوني للزواج هو 18 عاماً مع إعطاء القاضي الحق في تزويج مَن أتمَّت الخامسة عشرة من عمرها إذا رأى أن في زواجها «مصلحة لها»، وكذلك الحال بالنسبة للزوج.
ووفق بيانات رسمية للمجلس الأعلى للسكان في الأردن، فإن مليون طفلة دون سن 15 سنة مستعدة للزواج، ما ينذر بزيادة «مذهلة» في عدد السكان.
ويؤكد اختصاصي علم الاجتماع الدكتور موسى اشتيوي، إن للزواج المبكر «آثاراً سلبية على المرأة وعلى زوجها وأطفالها ومجتمعها، فبالإضافة إلى المشاكل الصحية التي تواجهها نتيجة الحمل المبكر فهي تحرمها من حق التعلم، ما ينعكس سلباً على تربية الأطفال، كما أنها تساهم في امتداد فترة لإنجاب ما يؤدي إلى زيادة عدد الولادات للمرأة الواحدة».
وتقول الدكتورة نغم أبو شقرا من مشروع القطاع الخاص لصحة المرأة الذي ينفذ بالتعاون مع وزارة الصحة، إن «الزواج المبكر في مجتمعاتنا العربية يحمل خصوصية معينة، وينتشر بشكل واسع في الريف والحضر، وله علاقة وثيقة بنظام القيم السائدة، الذي ينظر إلى الزواج المبكر على اعتباره صيانة من الانحراف».
ويرى اختصاصي أمراض الوراثة والنسائية والعقم الدكتور معين فضة ان الصحة الإنجابية «تتطلب أن تعيش المرأة مراحل عمرها المختلفة، في إطار صحي ونفسي واجتماعي سليم، وهي تتمتع بحالة من الرفاهية الصحية والذهنية والاجتماعية، للجهاز الإنجابي ووظائفه»، لافتاً إلى «إن أفضل سن للإنجاب هو بين 20 و30 سنة، ولسن الإنجاب في عمر16 عاماً ومنتصف الأربعينات مضاعفات خطيرة على المرأة».
بين مطرقة الضغوط المعيشية وسندان الاكتئاب والاضطراب النفسي
عمان - ماهر الشوابكة
رغم خبرتها الضئيلة في الحياة، وجدت فريال (16 عاماً) نفسها مسؤولة ومن دون مقدمات عن زوج وطفل واستقرار أسرة، ما أدى إلى أصابتها باكتئاب نفسي، خاصة بعد تعرضها لمضاعفات صحية كادت تودي بحياتها بسبب الحمل المبكر.
ليس هذا حال فريال وحدها، وإنما حال كثيرات من ضحايا الزواج المبكر في الأردن، اذ لم تدم فرحة منال (17 عاماً) بثوبها الأبيض الذي طالما حلمت به غير ساعات، بعدما رفضت في ليلة زفافها تقبّل فكرة دخول زوجها الذي أبدى رغبته في إنجاب أطفال، فأصيبت بحالة من الانهيار العصبي أُدخلت على اثرها إلى المستشفى لتتعالج من صدمة نفسية وجسدية.
منال التي تسكن حياً شعبياً في عمان، أحالها زواجها المبكر إلى إنسانة «مضطربة نفسياً»، لا تزال تتناول أدوية مضادة للاكتئاب المزمن للعلاج.
وتقول الاختصاصية بطب العائلة الدكتورة كفاح الزعبي، إن الزواج المبكر مسؤولية الأسر التي تتخذ قرار زواج ابنتها مبكراً «هروباً من الضغوط الاقتصادية أو الاجتماعية، متناسية أنها تساهم في خلق أسرة أفرادها لا يتمتعون بصحة سليمة»، وتختصر الواقع: «إنهن أطفال ينجبن أطفالاً».
وتوافقها الرأي الاختصاصية النسائية والتوليد في منطقة جبل النزهة في عمان، الدكتورة مها الأميري، التي ترى ان الإنجاب المبكر «سبب رئيسي في ارتفاع وفيات الأطفال، أثناء الحمل وقبله وارتفاع نسب وفيات الأمهات»، وتشير الأميري إلى ان الحمل المبكر للأم دون الـ 18 عاماً، يعرضها ومواليدها لمخاطر صحية أكثر مقارنة بالنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و24 عاماً.
وتؤكد الاميري ان صغيرات السن ينجبن مواليد بأحجام صغيرة وبأوزان أقل من الطبيعي، نظراً لعدم اكتمال النمو الجسماني للمرأة الذي يؤهلها للإنجاب بالشكل الطبيعي، مشيرة إلى أن مضاعفات الحمل والولادة «تزداد بشدة في حالات الحمل المبكر، وتصل إلى تسمّم الحمل وضعف الجنين ما يؤدي إلى ارتفاع حاد في نسبة الوفيات بين الأطفال حديثي الولادة». وتشكل حالات الزواج المبكر في الأردن ما نسبته 13.4 في المئة من مجمل حالات الزواج في المملكة، أي ما مجموعه 7598 حالة من أصل 56570 حالة زواج تمت العام الماضي، بحسب دراسة رسمية عام 2011.
والزواج المبكر بالنسبة للفتيات والفتيان، يتم ما بين 15 - 18 سنة، وينص قانون الأحوال الشخصية في الاردن على ان السن القانوني للزواج هو 18 عاماً مع إعطاء القاضي الحق في تزويج مَن أتمَّت الخامسة عشرة من عمرها إذا رأى أن في زواجها «مصلحة لها»، وكذلك الحال بالنسبة للزوج.
ووفق بيانات رسمية للمجلس الأعلى للسكان في الأردن، فإن مليون طفلة دون سن 15 سنة مستعدة للزواج، ما ينذر بزيادة «مذهلة» في عدد السكان.
ويؤكد اختصاصي علم الاجتماع الدكتور موسى اشتيوي، إن للزواج المبكر «آثاراً سلبية على المرأة وعلى زوجها وأطفالها ومجتمعها، فبالإضافة إلى المشاكل الصحية التي تواجهها نتيجة الحمل المبكر فهي تحرمها من حق التعلم، ما ينعكس سلباً على تربية الأطفال، كما أنها تساهم في امتداد فترة لإنجاب ما يؤدي إلى زيادة عدد الولادات للمرأة الواحدة».
وتقول الدكتورة نغم أبو شقرا من مشروع القطاع الخاص لصحة المرأة الذي ينفذ بالتعاون مع وزارة الصحة، إن «الزواج المبكر في مجتمعاتنا العربية يحمل خصوصية معينة، وينتشر بشكل واسع في الريف والحضر، وله علاقة وثيقة بنظام القيم السائدة، الذي ينظر إلى الزواج المبكر على اعتباره صيانة من الانحراف».
ويرى اختصاصي أمراض الوراثة والنسائية والعقم الدكتور معين فضة ان الصحة الإنجابية «تتطلب أن تعيش المرأة مراحل عمرها المختلفة، في إطار صحي ونفسي واجتماعي سليم، وهي تتمتع بحالة من الرفاهية الصحية والذهنية والاجتماعية، للجهاز الإنجابي ووظائفه»، لافتاً إلى «إن أفضل سن للإنجاب هو بين 20 و30 سنة، ولسن الإنجاب في عمر16 عاماً ومنتصف الأربعينات مضاعفات خطيرة على المرأة».