أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

تأملات في أسئلة الصحابيات !!

ظل آليآسمين

Well-Known Member
إنضم
9 نوفمبر 2012
المشاركات
2,626
مستوى التفاعل
10
النقاط
38
a7a2c586a7.gif



تأملات في أسئلة الصحابيات



مدخل الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
على مَرِّ التاريخ وتعاقب الأمم والحضارات كانت المرأة ممسوخة الهويَّة، فاقدة الأهلية، منزوعة الحرية، لا قيمة لها تذكر أو شأنًا معتبر!.
بل كانت تقاسي في عامة أحوالها - باستثناء عصور الرسالات - ألوانًا من الظلم والذّل، والقهر والشقاء، صاغتها أهواء ضالة أو عقائد فاسدة.
وعندما هلَّت أنوار الرسالة الخالدة في الجزيرة العربية، وانهمرت آيات التنزيل على المصطفى صلى الله عليه وسلم أصبحت المرأةُ أسعدَ الناس بهذا الدين العظيم الذي وضع عنها آصار الجاهلية وأغلال التقاليد الضَّالة ووهن العبودية لغير الله سبحانه.
عن عمر بن الخطاب قال: «والله إن كنَّا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرًا حتى أنزل الله فيهن ما أنزل وقسم لهن ما قسم» (1) .
فنالت المرأة حضَّها الوافر من العناية في أصل التكريم الإنساني والخلق في أحسن تقويم والتفضيل على كثير من الخلق، كما أعلنه الباري سبحانه من الملأ الأعلى بقوله (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (2) .
قال الشيخ ابن سعدي ( رحمه الله) :
وهذا من كرمه عليهم وإحسانه الذي لا يقدَّر قدره، حيث كرم بني آدم بجميع وجوه الإكرام، فكرمهم بالعلم والعقل، وإرسال الرسل إنزال الكتب، وجعل منهم الأولياء والأصفياء وأنعم عليهم بالنعم الظاهرة والباطنة (3) .
لقد منحها الإسلام حقَّ الحياة الكريمة، وشرَّفها بالعبادة والعلم والتكليف الشرعي، الذي صان فطرتها، وحمى عقيدتها، وطهّر أخلاقها ونوّر فكرها كما وعدها بالجزاء الأخروي.
قال تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) (4) .
وكفل لها هذا الدين العظيم سائر الحقوق المالية والاجتماعية وفي مقدمتها الوصيَّة المتكررة التي لا نظير لها في البرِّ بالأم والتأكيد على صلتها والإحسان إليها أضعاف نصيب الأب في حق البرِّ وحسن المعاملة.
وفي رحاب الإيمان تمتعت المرأة بكامل حقوقها الزوجية فأشرقت على الحياة بالحب والرحمة والبذل والعطاء، واعتبرها الحبيب صلى الله عليه وسلم أفضل كنوز الدنيا التي يُسعى للظّفر بها لصلاحها بقوله: « الدُّنيا متاعٌ وخيرُ متاعِ الدنيا المرأةُ الصالحةُ » (5) .
وتتوالى أيادي البرِّ والتكريم لتقلّد المرأة شرف العلم الذي هو أساس الدين ونبعه الذي تستقي منه أحكامه وآدابه وشرائعه، فانتدبت إلى طلبه ومعرفته، بالأمر الإلهي العام الذي استهلّ به الرسالة وافتتح به التنزيل الكريم فقال عزَّ من قائل( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (6)، وحضَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجال على تعليم فتياتهن وتأديبهن أحسن الأدب وبشرهم بمضاعفة الأجر لهم.
روى البخاري في صحيحه عن أبي بردة عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أيُّما رجلٍ كانت عنده وليدة فعلَّمها فأحسن تعليمها، وأدبها فأحسن تأديبها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران ...»الحديث (7) .
وأكرمها سبحانه بنشــر العلم وبلاغه للناس بقولــه - مخاطبًا أمهات المؤمنين – (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً) (8) .
أمرهن أن يخبرن بما يقرأ في بيوتهن من آيات كتاب الله، وما يرين من الحكمة، وهي ما أوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مـن السنة قولاً وفعلاً، حتى يبلغ ذلك إلى الناس فيعملوا بما فيه ويقتدوا به (9).
واستجاب لهذا الأمر الكريم أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن -، وكان لعائشة - رضي الله عنها - النصيب الأوفى في الدعوة والبلاغ لأنها أكثر أمهات المؤمنين تشرفًا بنزول الوحي وأوفرهن علمًا وروايةً للحديث الشريف ، روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألفين ومائتين وعشرة أحاديث.
والذين رووا الألوف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة:
أبو هريرة، وعبد الله بن عمرو، وأنس بن مالك، وعائشة - رضي الله عنهم - (10) .
وشهد لها بالعلم والرواية والفقه الصحابةُ وكبار التابعين، فعـن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: « ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علمًا » (11) .
وقال عطاء: كانت عائشة أفقه الناس وأحسنَ الناس رأيًا في العامة (12) .
وقال مسروق: « نحلف بالله لقد رأينا الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألون عائشة عن الفرائض » (13).
هذا التفوّق العلمي الذي بلغته أمُّ المؤمنين -رضي الله عنها – وغيرها في بيت النبوة وضارعن به أفذاذ الرجال،كان ثمرة حبّ العلم واستشعار مسؤوليته، ولتمكين النبي صلى الله عليه وسلم من سماع الوحي والحكمة ومدارسته واستفتائه ومراجعته.
روى البخاري عن ابن أبي مليكة: أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت لا تسمع شيئًا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه، وأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حوسب عُذِّب» قال عائشة: فقلتُ: أَوَليسَ يقول الله تعالى: ( فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً) (14) . قالت: فقال: « إنَّما ذلك العَرْضُ، ولكنْ من نُوقشَ الحسابَ يَهْلِك » (15) .
وربما استخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمر من مسائل الإسلام العِظام لم يدركه الرجال، فاستعلموها عنه .
عن مسروقٍ قالَ: كنت مُتَّكئـًا عند عائشة ، فقالت: يا أبا عائشةَ ، ثلاثٌ من تَكَلَّم بواحدةٍ منهنَّ فقد أعظمَ على اللهِ الفريةَ . قلتُ : ما هنَّ ؟ من زَعَم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم رأى ربَّهُ فقد أعظمَ على اللهِ الفريةَ .
قال: وكانتُ مُتَّكِئـًا فجلستُ، فقلتُ: يا أمَّ المؤمنينَ ! اَنْظِريْني ولا تَعْجَليني، ألم يَقُل الله عز وجل: ( وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ) (16) ، (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى) (17).
فقالت: أنا أول هذه الأمَّةِ سَألَ عن ذلك رسول َ الله صلى الله عليه وسلم فقال: «إنَّما هو جبريلُ..» (18).
ولرسوخها في العلم وضلوعها فيه كانت غزيرة الفتوى، حاضرة الاستنباط، متمكنة من النظر والاجتهاد، « وهي أحد السبعة المكثرين من الفتوى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين حفظت عنهم الفتوى من الصحابة مائة ونيف وثلاثون نفسًا ما بين رجل وامرأة » (19).
إن هذه السؤالات الحسنة والحوارات المثمرة أحـد روافـد العلم التي نـدب إليها رب العالمين بقوله: ( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) (20) .
نعم، لقد امتدت أصداء هذه الآية – ومثيلاتها – إلى نساء السلف - رضي الله عنهن - فبادرن إلى التنور بالعلم والتفقه في الدين.
ألا ترى أسماء بنت عميس – رضي الله عنها – يأتيها الصحابة أرسالاً يسألونها عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لكم أصحاب السفينة هجرتان ولأصحابي هجرة واحدة »، ما فرحوا بشيء بعد الإسلام فرحهم به، وهم في الوقت ذاته مدينون لها باستفتائها رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخراج هذه الشهادة العظيمة منه و نظائرها في الصحابيات كثيرة فعلى قدر ما يتوفر للمرأة من الحب العميق للدين والإصرار على إتقان أحكامه وآدابه الشرعية يكون الإقدام على طلب العلم بلذة وشغف ، والسؤال عنه بعناية و بذله للناس بترفق .
ومما يبرهن على ذلك تدفق نساء الأنصار إلى بيوت النبي صلى الله عليه وسلم للتفقه وطلب الفتوى.
عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: « نعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين » (21) .
هذه الفتاوى الشرعية، والمراجعات العلمية، هي بعض النماذج الرائعة والثمار اليانعة للجهد النبوي الطويل في الدعوة والهداية والتعليم.
وهؤلاء السائلات هنّ غراس يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، تشربن من هديه الكريم حب العلم، والمجاهدة لتحصيله، والتخلّق بآدابه .
و كم سجلت دواوين السنة من مآثرهنّ الجمَّة في هذا المضمار – المتعلق بالطلب والحوار والاستفسار – وهاأنذا أتشرِّف بقطف جناها، واستمداد سناها في الصحائف الآتية .

( 1 ) متفق عليه بهذا اللفظ، رواه البخاري (421ح 4913). و مسلم (930 ح 1479) .
( 2 ) سورة الإسراء، الآية: 70.
( 3) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (ص414).
( 4 ) سورة النحل، الآية: 97.
( 5) رواه مسلم (926ح 1469).
( 6) سورة العلق، الآية: 1.
( 7) رواه البخاري (440 ح 5083) .
( 8 ) سورة الأحزاب، من الآية: 34.
( 9) ينظر: تفسير الطبري (22/9)، تفسير ابن كثير (3/487)، أحكام القرآن لابن العربي (3/1538)، تفسير ابن سعدي (ص612).
(10) الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة (ص59).، وينظر للتوسع: المرأة الداعية في العهد النبوي الشريف (ص104).
( 11) رواه الترمذي (2049 ح 3883) وقال : هذا حديث حسن صحيح.
( 12) الاستيعاب (4/1883)، سير أعلام النبلاء (2/185).
(13) صفوة الصفوة (2/32) .
( 14) سورة الانشقاق، الآية: 8.
( 15) متفق عليه، رواه البخاري (11ح 103) ، ورواه مسلم في (1176ح 2876).
( 16) سورة التكوير، الآية: 23 .
(17) سورة النجم، الآية: 13 .
( 18) متفق عليه، رواه مسلم (708 ح177) ورواه البخاري (415 ح 4855) بنحوه.
( 19) أعلام الموقعين (1/12)، وينظر : المنهاج النبوي في دعوة الشباب (ص415) .
( 20) سورة النحل، من الآية: 43.
(21) رواه مسلم (732 ح 323).
م/ن

 

ظل آليآسمين

Well-Known Member
إنضم
9 نوفمبر 2012
المشاركات
2,626
مستوى التفاعل
10
النقاط
38
رد: تأملات في أسئلة الصحابيات !!

حديث ((اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ.....))





عن أنس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عن أمّ سُلَيم أَنَّها قَالتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَسٌ خَادِمُكَ ادْعُ اللَّهَ لَه،ُ قَالَ: « اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ» (1)
من هي السائلة ؟
هي أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد البخاريّة، الأنصارية الخزرجية، مشهورة بكنيتها، مختلف في اسمها فقيل: مُليكة أو سَهْلَة، أو رُمَيْلَة، أو رُمَيْثَة، أو الرُّميصاء والغُميصَاء.
أسلمت مع السابقين إلى الإسلام من الأنصار، تزوجها في الجاهلية مالك بن النضر، فولدت له أنسًا، وعرضت على زوجها الإسلام فغضب عليها وخرج إلى الشام ومات هناك، ثم خطبها أبو طلحة الأنصاري، واشترطت إسلامه صداقًا لها، فأسلم وتزوجها، وأنجبت له غلامًا أعجب به ومات صغيرًا فصبرت على هذا البلاء، وقصتها مشهورة مخرجة في الصحيحين (2)، ثم أخلف الله عليها بغلامٍ آخر بورك فيه، وهو عبد الله بن أبي طلحة، وقد رزق بعشرة أولاد كلهم يحفظ القرآن ويحمل العلم عنه .
أخدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنها أنسًا وكان عمره عشر سنين، منذ قدم رسول الله المدينة حتى مات، وكانت تغزو مع رسول صلى الله عليه وسلم، فشهدت يوم أحد، وكانت تسقي العطشى، ثم شهدت يوم حُنَين وأبلت فيه بلاءً حسنـًًا، وكانت ذات عقلٍ وفضلٍ، روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، روى عنها ابنها أنس، وابن عباس وزيد بن ثابت وآخرون (3) .
غريب الحديث :
بَارِك: البركة هي النماء والزِّيادة والكثرة في كل خير، والتبريك الدعاء بالبركة، يقال: بارك الله لك وفيك وعليك، وباركك، وبارك فعلٌ يتعدى، وتبارك فعل لا يتعدى (4).
من فوائد الحديث :
1/ ترادف الإحسان والشفقة والحنان الذي غَمَرت به أم سليم ابنها أنسًا – رضي الله عنهما - فلم تتزوج حتى شبَّ وأمرها بذلك (5)، وبعد بلوغه العاشرة أتت به رسول الله صلى الله عليه وسلم لينال هذا الغلام شرف الملازمة له والخدمة في بيت النبوة، وطلبها من رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء له.
2/ التلطّف عند السؤال، وإظهار الافتقار ووصف الحال؛ ليكون أبلغ من جهة العلم والبيان، فأحسنت أم سليم بقولها: يا رسول الله بأبي أنت وأمِّي، وقولها إن لي خُويصة، هذا أُنيس خادمك، وفي رواية خويدمك ادع الله له ، وهذا التمهيد الحكيم يشرح صدر المسؤول للسماع وتحقيق المراد .
3/ رفق الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه المرأة (أم سليم – رضي الله عنها - )، وسماع سؤالها والمبادرة إلى إجابة طلبها، والمبالغة في الدعاء لصغيرها تحقيقًا لرغبتها وإرضاءً لها، كما قال أنس: [font=bldy_light]«
فدعا لي بكلِّ خير [font=bldy_light]»[/font]، وفي رواية: [font=bldy_light]«[/font] فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به [font=bldy_light]»[/font].
4/ مشروعية دعاء المسلم لأخيه بخير الدنيا والآخرة، والدعاء بكثرة المال والولد، وأن ذلك لا ينافي الخير الأخروي، لأن المال الصالح والولد الصالح مما يستعان به على الآخرة (6).
5/ من الأدب الحسن عند الدعاء بشيء له تعلق بالدنيا أن ينضم إلى دعائه طلب البركة فيه والصيانة من خطره، ومتى بورك في المال والولد لم يكن فيه فتنة، ولم يحصل بسببه ضرر، ولا تقصير في حق أحد ولا غير ذلك من الآفات، وقد كان أنس وولده رحمة، وخيرًا ونفعًا بلا ضرر، كلهم حفظ القرآن وروى العلم (7) .
6/ هذا الحديث من معالم نبوة المصطفى صلى الله عليه وسلم لما فيه من معجزة إجابة الدعوة وحصول أمر نادر هو اجتماع كثرة المال مع كثرة الولد وكون بستانه يثمر في السنة مرتين دون غيره.
قال أنس: [font=bldy_light]«[/font]فوالله إن مالي لكثير وإن ولدي وولد ولدي ليتعادّون عليَّ نحو المائة اليوم[font=bldy_light]»[/font].
وقال:[font=bldy_light]«[/font]دعا لي رسول الله ثلاث دعوات، قد رأيت منها اثنتين في الدنيا وأنا أرجو الثالثة في الآخرة [font=bldy_light]»[/font].
وتحدث أنس – رضي الله عنه - بهذه المواهب التي منَّ الله بها عليه استجابةً لدعوة نبيه عليه الصلاة والسلام من باب التحدث بنعم الله وشكره عليها (8) .
7/ الفقر والغنى محنتان من الله عز وجل يختبر بهما عباده في الشكر والصبر كما قال تعالى (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) (9).
فتنة الغنى: الحرص على جمع المال وحبِّه وكسبه من غير حِلِّه ومنع بذله في الواجبات وغيرها.
وفتنة الفقر: حصول الفقر المدقع الذي لا يصحبه خير ولا ورع ولا صبر حتى يتورّط صاحبه بسببه فيما لا يليق بأهل الدين والمروءة ولا يبالي بسبب فاقته على أي حرام أتى .
وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بالله من ذلك، ففي الحديث المتفق عليه عن عائشة: [font=bldy_light]«[/font] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الدعوات .. اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار .. إلى أن قال: ومن شر فتنة الغنى ومن شر فتنة الفقر ... [font=bldy_light]»[/font](10) .
والفضل كله في الكفاف، وهي الحال السليمة المتوسطة من الغنى المطغي ، والفقر المؤلم، والسلامة من قهر الحاجة وذلّ المسألة .
وقد امتنّ الله سبحانه وتعالى على محمد صلى الله عليه وسلم بما رزقه من خير الدنيا والآخرة ، فقال سبحانه:(أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى{6} وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى{7} وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى) (11).
ودعوى أن جمهور الصحابة كانوا على التقلل والزهد ممنوعة بالمشهور من أحوالهم بعد الفتوحات ، فمنهم من أبقى ما بيده مع التقرب إلى الله سبحانه بالبرِّ والصِّلة، ومنهم من استمرَّ على ما كان عليه قبل ذلك، فكان لا يُبقي شيئًا وهم قليل بالنسبة للطائفة الأخرى، ومن تبحَّر في سير السلف علم صحّة ذلك وأخبارهم في ذلك لا تحصى .
والخلاف في تفضيل الفقر على الغنى وعكسه، مسألة طال فيها النزاع، فمن العلماء من فضّل الفقر، ومما استدلوا به؛ ما جاء على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [font=bldy_light]«[/font]اطّلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء[font=bldy_light]»[/font](12)، وقوله: [font=bldy_light]«[/font]الفقر أزين على المؤمن من العذار الحسن على خدِّ الفرس[font=bldy_light]»[/font](13) ونحو ذلك .
كما استدلوا بحاله في التقلل من الدنيا والإعراض عن زينتها .
ومن العلماء من فضّل الغنى، ومما استدلوا به قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا اضطجع على شقه الأيمن: [font=bldy_light]«[/font]اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم ..... اقض عنّا الدين وأغننا من الفقر....[font=bldy_light]»[/font](14) وقوله صلى الله عليه وسلم : [font=bldy_light]«[/font]لا حسد إلا في اثنتين رجلٍ آتاه الله مالاً فسلّطه على هلكَته في الحق، ورجلٍ آتاه الله حكمةً فهو يقضي بها ويعلِّمها[font=bldy_light]»[/font](15) .
وقالوا: لا نعلم أحدًا من الأنبياء ولا من صحابتهم ولا العبّاد والمجتهدين كان يقول: [font=bldy_light]«[/font]اللهم افقرني[font=bldy_light]»[/font] ولا استعبدهم الله بذلك، بل استعبدهم أن يقولوا: اللهم ارزقني، اللهم عافني..
وكان مطرّف – رحمه الله - يقول: لأن أعافى فأشكر أحبَّ إليَّ من أن أبتلى فأصبر .
فالحاصل أن الابتلاء بالفقر والغنى مثل السقم والعافية، ومن صبر على مصيبته في الدنيا ورضي بما قسم الله له مع بذل الأسباب ، أعظم الله له الثواب في الآخرة .
ومن رزق حظًّا من الدنيا، وشكر الله سبحانه وتعالى عليه ، وأدى حق الله فيه، وأنفق منه في وجوه الخير والـبّر والصِّلة ونصرة هذا الدين، والبعد به عن كلِّ ما يسخط الله سبحانه وتعالى والصبر على ذلك، كان هذا خيرا في التقرب إلى الله سبحانه و أكثر حظا في النفع المتعدي .
كما فعل أنس رضي الله عنه بكثرة البذل و الإنفاق من ماله حتى قال– رضي الله عنه -: يا ثابت (يعني البناني) ما أملك صفراء ولا بيضاء إلا خاتمي (16).


[/font]ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ




(1) متفق عليه ، أخرجه البخاري - واللفظ له - (ص536 ح 6378)، و (ص533 ح6334) و (ص534 ح6344) بلفظه، إلاّ أنه قال: عن أمي ولم يقل عن أم سليم ، و رواه أيضاً (ص155 ح1982) بسنده عن أنس – رضي الله عنه-: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أمِّ سليم فأتته بتمرٍ وسَمنٍ قال: « أعيدوا سمنكم في سقائه، وتمركم في وعائه فإني صائم » ثم قام إلى ناحية من البيت فصلَّى غير المكتوبة فدعا لأم سليم وأهل بيتها، فقالت أم سليم: يا رسول الله إنّ لي خُوَيصةً، قال: « ما هي؟ » قالت: خادمك أنس، فما ترك خير آخرةٍ ولا دنيا إلا دعا لي به قال: «اللهم ارزُقهُ مالاً وولدًا وبارك له »، فإني لمن أكثر الأنصار مالاً، وحدثتني ابنتي أُمَيْنَة أنه دفن لِصُلبي مَقدمَ الحجّاج البصرةَ بضعٌ وعشرون ومائة.وأخرجه مسلم (ص1113 ح2480_2481)، و (ص780 ح660).
(2) أخرجها البخاري ( ص101 ح1301) و (ص471 ص5470) و مسلم (ص1060 ح2144).
كلاهما رواه بسنده عن أنس قال: كان ابنٌ لأبي طلحة يشتكي، فخرج أبو طلحة، فقبض الصبي فلما رجع أبو طلحة قال: « ما فعل ابني؟ قالت أم سليم: هو أسكن مما كان، فقرّبت إليه العشاء فتعشّى، ثم أصاب منها.... » الحديث مختصرًا .
(3) ينظر: الاستيعاب (4/1940)، صفوة الصفوة (2/66)، أسد (تحذير رابط هكر لاتضغط عليه) (6/345)، الإصابة (8/228)
(4) ينظر: معجم مقاييس اللغة (ص109)، لسان العرب (10/396 )، مختار الصحاح (ص20)، مشارق الأنوار (1/113).
(5) سير أعلام النبلاء (2/305).
(6)شرح ابن بطال (10/174)، فتح الباري (4/288).
(7) المنهاج (16/258)، وعمدة القاري (22/297).
(8) ينظر: فتح الباري (4/288).
(9) سورة الأنبياء، الآية: 35 .
(10) رواه البخاري (ص535 ح6368) بنحوه، ورواه مسلم – واللفظ له - (ص1148 ح589).
(11) سورة الضحى، الآيات: 6- 8 .
(12) رواه البخاري (ص542 ح6449) ، و مسلم (ص1152 ح2737).
(13) رواه الطبراني في الكبير (7/294 ح7181) ، قال ابن تيمية – رحمه الله -: كذب وسنده ضعيف. ا. هـ
والمعروف أنه من كلام عبدالرحمن بن زياد كما رواه ابن عدي في كامله (1/344). كشف الخفاء (2/113).
(14) رواه مسلم (ص1149 ح2713).
(15) متفق عليه، رواه البخاري (ص110 ح1409)، ومسلم (ص805 ح816) .
(16) رواه أحمد في المسند (3/248). وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: عن تفضيل الغنيّ الشاكـر على الفقير الصـابر ، فقال: أفضلهما أتقاهما لله تعالى فإن استويا في التقوى استويا في الدرجة ([16])
· ينظر في هذه المسألة :
شـرح ابن بطال (10/167)، تأويل مختلف الحديث (ص155- 158)، إحياء علـوم الدين (4/201)، فتـح الباري (11/329)، فيض القدير (5/479)، شرح الزرقاني (2/46)، الديباج (3/137)، أدب الدنيا والدين (ص189) .



م/ن




 

ظل آليآسمين

Well-Known Member
إنضم
9 نوفمبر 2012
المشاركات
2,626
مستوى التفاعل
10
النقاط
38
رد: تأملات في أسئلة الصحابيات !!



الحلقة (2) حديث :

((يا رسول الله صلِّ عليَّ وعلى زوجي...))


عن جابر قال: أتانا النبي صلى الله عليه وسلم فنادته امرأتي: يا رسول الله صلِّ عليَّ وعلى زوجي فقال: « صلى الله عليكِ وعلى زوجكِ ».(1)
**********
السّائلة :

هي سُهَيْمة (بضم أوله وفتح ثانيه مصغرّا) بنت مَسْعُود بن أَوْس (2) .
تزوجها ابن خالها جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام فولدت له عبد الرحمن وأم حبيب، وأسلمت سُهَيْمَةُ وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم(3) .
وكانت موفورة العقل، عظيمة الفضل مذكورة في المبايعات للرسول صلى الله عليه وسلم، تزوجها جابر وهي ثيّب لترعى أخواته وتعنى بشأنهن وتصلح هيئاتهن (4) .
*************
غريب الحديث :

صلِّ : قال الخطابي: الصلاة التي هي بمعنى التعظيم والتكريم لا تقال إلا لله جل وعلا، والتي بمعنى الدعاء تقال لغيره .
فيقال للرحمة صلاة، وصلَّى عليه الله إذا رحمه، و اللهم صلِّ على فلان معناه: الدعاء بطلب صلاة الله له ؛ وهي رحمته. كما يقال: حيَّاك الله إذا دعوت بتحية الله .
صَلَّى الإلهُ على امرئٍ ودَّعتُه ** وأتمَّ نعمتَه عليــهِ وزَادها

فصلاة الله على رسوله وعباده الصالحين: رحمته لهم وحسن ثنائه عليهم. قال تعالى: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً) (5).
وصلاة الملائكة هو: دعاؤهم واستغفارهم (6).
********
من فوائد الحديث :

1/ كرم خلق سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وتواضعه ورفقه، ومجيؤه إلى بيت جابر – رضي الله عنه - دليل عمليّ على عنايته بتفقد أحوال أصحابه ومخالطتهم، وإدخال السرور عليهم وملاطفتهم ومشاركتهم هموهم .
2/ مسارعة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم للظفر بصلاته عليهم ونيل دعوته والتشرف بها .
3/ استجابة المصطفى صلى الله عليه وسلم لنداء المرأة والدعاء لها ولزوجها بالصيغة التي طمحت إليها وهي الدعاء بصيغة الصلاة مع الدعاء لهما بالبركة .
4/ مشروعية الدعاء بلفظ الصلاة من النبي صلى الله عليه وسلم لمن شاء من أمته، وهذا ظاهر بدليل الكتاب (7) والسنة، ولصاحب الحق وهو محمد صلى الله عليه وسلم أن يتفضل من حقه بالدعاء لمن شاء من أمته (8).
5/ الصلاة في سؤال المرأة: [font=bldy_light]«
صلِّ عليَّ [font=bldy_light]»[/font] بمعنى؛ الدعاء بالخير وطلب البركة، وصلاة الله عليها بمعنى نزول الرحمة واللطف .
وأما الصلاة التي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهي شعاره الذي يضاف إلى اسمه باستمرار معناها: التعظيم والتكريم والدعاء وهي خاصةٌ له، لا يشاركه فيها غيره .
فلا يقال؛ أبو بكر صلى الله عليه وسلم، وإن كان معناها صحيحًا (9) .
ويقوّي المنع من الصلاة لغيره مستقلاً تجنب السلف له وأنه صنيعُ أهل الأهواء الذين جعلوا ذلك شعارًا لمن يعظّمونه من أهل البيت والغلوِّ فيهم .
وممن اختار المنع: مالك والشافعي وأبو البركات جد ابن تيمية - رحمهم الله - (10).
6/ الدعاء بلفظ الصلاة يختلف بحسب المدعو له، فصلاة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته دعاء لهم بالمغفرة والرحمة، وصلاة الأمة له دعاء له بزيادة الزلفى والمنزلة عند الله تبارك وتعالى (11).
7/ ظهور حكمة زوجة جابر – رضي الله عنهما - بالتماس رضى زوجها والتودُّد إليه بهذه الدعوة العظيمة من النبي صلى الله عليه وسلم، بعد تعرضها لسخطه ومخالفة أمره وخروجها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكلامها معه ، كما في الرواية: « فلا أرينّك ولا تؤذي رسول الله .. ولا تكلّميه ».




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ

(1)أخرجه النسائي في السنن الكبرى – واللفظ له - (6/112 ح10256) و أبو داود (1336 ح1533) ،و ابن حبّان(3/197 ح916). و الحاكم (4/123 ح7096) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقـه الذهبي في التلخيص. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رجاله رجال الصحيح خلا نبيح العنزي وهو: ثقة . مجمع الزوائد (4/140) .

(2) الطبقات الكبرى (8/339) .

(3) الإصابة (7/718)، أسد (تحذير رابط هكر لاتضغط عليه) (6/156) .

(4) ينظر : فتح الباري (7/506) والصفحة السابقة من الفتح .

(5) سورة الأحزاب، الآية: 43 .

(6) ينظر: معجم مقاييس اللغة (ص549)، لسان العرب (14/464)، مختار الصحاح (ص154)، والغريب لابن سلام (1/180)، مشارق الأنوار (2/56)، النهاية (3/50) .

(7) وهو قوله تعالى (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ): 103.

(8) شرح ابن بطال (10/115)، فتح الباري (8/685) .

(9) ينظر: شـرح السنـة (3/189)، وشرح الزرقاني (1/477)، وحاشية السندي (2/25)، وعون المعبود (4/275) .

(10) مجمع الفتاوى (22/ 472)، المنهاج (4/347)، فتح الباري (الصفحة السابقة) .

(11) عمدة القاري (9/94) .

م/ن




[/font]





 

سعد الدليمي

Well-Known Member
إنضم
10 نوفمبر 2012
المشاركات
1,414
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
الإقامة
العراق
رد: تأملات في أسئلة الصحابيات !!

[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://www.f-iraq.com/vb/backgrounds/18.gif');"][cell="filter:;"][align=center]
يعطيك العافيه
للاختيار الروعه
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
 
إنضم
27 أغسطس 2012
المشاركات
2,816
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
العمر
26
رد: تأملات في أسئلة الصحابيات !!

▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒
[size=+0][/size]
[size=+0]جزاااك الله خير [/size]
[size=+0]وجعلها في موازين حسناااتك[/size]
[size=+0]اسال الله ان يعطر ايامك بالرياحين [/size]
[size=+0]دمت بطاعة الله[/size]
[size=+0][/size]​

[size=+0]♥♡▓█▒☆ミ ☆彡☆ミ ☆彡☆ミ ☆彡☆ミ ☆彡☆ミ ☆彡☆ミ ☆彡[/size]
 

• ‏ملاك النعومة

Well-Known Member
إنضم
17 مايو 2012
المشاركات
622
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
الإقامة
العراق||~الانبار
رد: تأملات في أسئلة الصحابيات !!

[frame="3 80"]
جزاك الله الفردوس الاعلى
بارك الله فيك وانار الله دربك وقلبك بنور الهدى
وثبتك على حب الرسول وصحابته
جعل الله ما قدمته في ميزان حسناتك
دمتِ بسعآده

../ ❀

[/frame]
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )