تصنيف أكثر من 86 ألف نوع من النباتات إلى «فائزة» و«خاسرة»
تحذيرات من خسارة كبيرة في التنوع النباتي إذا استمر تأثير الأنشطة البشرية على الكوكب في مساره الحالي
حلل الباحثان البيانات الخاصة بالأنواع النباتية المهددة بالانقراض والأنواع المهمة اقتصاديًّا Credit: CHIP CLARK, SMITHSONIAN
للأنشطة البشرية دورٌ كبيرٌ في تحديد الظروف البيئية حول العالم، بدايةً من تغيير مناخ الأرض ووصولًا إلى تدمير النظم البيئية وتدهورها وتغييرها على نطاق واسع، ونتيجةً لذلك نجد أن بعض الكائنات الحية تتمكن من البقاء والاستمرار في مجاراة هذه التغيرات، وتلك الكائنات الأكثر حظًّا يمكن اعتبارها "فائزة"، في حين أن بعض الكائنات الأخرى، التي تدفعها هذه التغيرات إلى الانقراض، تُعتبر "خاسرة" من الناحية التطورية.
وفي السياق، صنف باحثان أمريكيان أكثر من 86 ألف نوع من النباتات على أنها فائزة أو خاسرة، وفقًا لقدرتها على البقاء في ظل الأنشطة البشرية التي يؤثر بها البشر على كوكبنا.
تضمنت الدراسة -التي نشرتها دورية (Plants, People, Planet)- تحليل بيانات تتعلق بـ86 ألفًا و592 نوعًا من النباتات الوعائية، وهي مجموعة كبيرة من النباتات التي تحتوي على أنسجة وعائية تنقل الماء والمغذيات والمواد الأخرى.
وخلصت نتائج الدراسة إلى أن معظم هذه الأنواع تُعتبر "خاسرة" بالفعل، وأن العديد من الأنواع الأخرى من النباتات على وشك أن تصبح "خاسرة" بدلًا من "فائزة" إذا استمر تأثير الأنشطة البشرية على الكوكب في مساره الحالي.
بدأ الباحثان دراستهما في صيف عام 2019، متوقعين أن تأثير البشر على التنوع البيولوجي للأرض سيختلف على مر العصور، وأنه سيتحدد بشكل أساسي من خلال توافُق الكائنات الحية الأخرى مع الأنشطة البشرية.
يقول جاري كروبنيك -رئيس وحدة الحفاظ على نباتات المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، والمشارك في الدراسة- في تصريحات لـ"للعلم": تُظهر نتائج الدراسة أن عدد الأنواع النباتية الخاسرة يفوق عدد الأنواع الفائزة بشكل كبير، وأن عدد الخاسرين سيستمر في الزيادة مستقبلًا.
لتصنيف الأنواع النباتية، حلل الباحثان قواعد البيانات الخاصة بالأنواع النباتية المهددة بالانقراض والأنواع المهمة اقتصاديًّا والنباتات التي تشارك في التجارة العالمية، ثم صنفوا هذه الأنواع إلى فئة الفائزين وفئة الخاسرين، والتي ينقسم كلٌّ منهما إلى فئة الأنواع المفيدة والأنواع غير المفيدة للبشر، بالإضافة إلى فئة الأنواع التي من المحتمل أن تربح أو تخسر في المستقبل، وفئة الأنواع المحايدة، وفئة الأنواع التي انقرضت بالفعل، وجد الباحثان أن معظم الأنواع الخاسرة يمكن تصنيفها كغير مفيدة للبشر.
ووفق الدراسة، فإننا نعيش حاليًّا في عصر الأنثروبوسين، وهو حقبة جيولوجية يعود تاريخها إلى الوقت الذي بدأ فيه البشر في التأثير بشكل كبير على جيولوجيا الأرض والنظم البيئية، ربما يشمل آخر 10 آلاف سنة من تاريخ الكوكب، ويشمل تغير المناخ البشري المنشأ، والتلوث -خاصةً البلاستيكي- والاستغلال غير المستدام للموارد الطبيعية، وانتشار الأمراض.
يضيف "كروبنيك": قد يكون للأنواع التي تفيد البشرية ميزة إضافية تدعم بقاءها، لذا فإن الأنواع التي لا تستطيع التحمل أو التكيف أو الهجرة أو حتى إثبات فائدتها للبشر ستكون هي الخاسرة في عصر الأنثروبوسين، وقد ينقرضون.
كما تشير نتائج الدراسة إلى أن المجتمعات النباتية في المستقبل ستكون أكثر تجانسًا من مجتمعات اليوم، مما يعني قلة التنوع النباتي، الأمر الذي قد تكون له عواقب مثيرة للقلق.
يقول "كروبنيك": لا تزال عواقب تجانس النباتات المحلية غير واضحة، وقد تشمل بعض العواقب ضعف القدرة على تحمُّل الظروف الصعبة، وزيادة الإصابة بالأمراض.
ويأمل الباحثان ألا يتخذ المزارعون الطريق المختصرة من خلال تركيزهم على زراعة الأنواع النموذجية التي صُنفت على أنها "فائزة ومفيدة للبشر"، ويعتقدون أنه من الحكمة استخدام الأنواع المعرضة لأن تصبح "خاسرة" كي ندفع بها إلى فئة الفائزين.
ويوجد حوالي 300 ألف نوع معروف من النباتات الوعائية، وما درسه الباحثان يمثل أقل من 30% من هذه النباتات، وقد أوضح الباحثان أنه لم تكن هناك بيانات كافية لتصنيف الـ70٪ المتبقية، مما يعكس مقدار ما تبقى لنتعلمه عن ثروات الأرض النباتية.
من جهته، يقول جون كريس، الباحث في كلية دارتموث ومشتل أرنولد بجامعة هارفارد، والأمين الفخري للمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، والمؤلف الأول للدراسة: بغض النظر عما نفعله الآن، نحن بحاجة إلى التحرك بسرعة إذا أردنا أن يكون لدينا أي نوع من التأثير على المستقبل.
تحذيرات من خسارة كبيرة في التنوع النباتي إذا استمر تأثير الأنشطة البشرية على الكوكب في مساره الحالي
حلل الباحثان البيانات الخاصة بالأنواع النباتية المهددة بالانقراض والأنواع المهمة اقتصاديًّا Credit: CHIP CLARK, SMITHSONIAN
للأنشطة البشرية دورٌ كبيرٌ في تحديد الظروف البيئية حول العالم، بدايةً من تغيير مناخ الأرض ووصولًا إلى تدمير النظم البيئية وتدهورها وتغييرها على نطاق واسع، ونتيجةً لذلك نجد أن بعض الكائنات الحية تتمكن من البقاء والاستمرار في مجاراة هذه التغيرات، وتلك الكائنات الأكثر حظًّا يمكن اعتبارها "فائزة"، في حين أن بعض الكائنات الأخرى، التي تدفعها هذه التغيرات إلى الانقراض، تُعتبر "خاسرة" من الناحية التطورية.
وفي السياق، صنف باحثان أمريكيان أكثر من 86 ألف نوع من النباتات على أنها فائزة أو خاسرة، وفقًا لقدرتها على البقاء في ظل الأنشطة البشرية التي يؤثر بها البشر على كوكبنا.
تضمنت الدراسة -التي نشرتها دورية (Plants, People, Planet)- تحليل بيانات تتعلق بـ86 ألفًا و592 نوعًا من النباتات الوعائية، وهي مجموعة كبيرة من النباتات التي تحتوي على أنسجة وعائية تنقل الماء والمغذيات والمواد الأخرى.
وخلصت نتائج الدراسة إلى أن معظم هذه الأنواع تُعتبر "خاسرة" بالفعل، وأن العديد من الأنواع الأخرى من النباتات على وشك أن تصبح "خاسرة" بدلًا من "فائزة" إذا استمر تأثير الأنشطة البشرية على الكوكب في مساره الحالي.
بدأ الباحثان دراستهما في صيف عام 2019، متوقعين أن تأثير البشر على التنوع البيولوجي للأرض سيختلف على مر العصور، وأنه سيتحدد بشكل أساسي من خلال توافُق الكائنات الحية الأخرى مع الأنشطة البشرية.
يقول جاري كروبنيك -رئيس وحدة الحفاظ على نباتات المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، والمشارك في الدراسة- في تصريحات لـ"للعلم": تُظهر نتائج الدراسة أن عدد الأنواع النباتية الخاسرة يفوق عدد الأنواع الفائزة بشكل كبير، وأن عدد الخاسرين سيستمر في الزيادة مستقبلًا.
لتصنيف الأنواع النباتية، حلل الباحثان قواعد البيانات الخاصة بالأنواع النباتية المهددة بالانقراض والأنواع المهمة اقتصاديًّا والنباتات التي تشارك في التجارة العالمية، ثم صنفوا هذه الأنواع إلى فئة الفائزين وفئة الخاسرين، والتي ينقسم كلٌّ منهما إلى فئة الأنواع المفيدة والأنواع غير المفيدة للبشر، بالإضافة إلى فئة الأنواع التي من المحتمل أن تربح أو تخسر في المستقبل، وفئة الأنواع المحايدة، وفئة الأنواع التي انقرضت بالفعل، وجد الباحثان أن معظم الأنواع الخاسرة يمكن تصنيفها كغير مفيدة للبشر.
ووفق الدراسة، فإننا نعيش حاليًّا في عصر الأنثروبوسين، وهو حقبة جيولوجية يعود تاريخها إلى الوقت الذي بدأ فيه البشر في التأثير بشكل كبير على جيولوجيا الأرض والنظم البيئية، ربما يشمل آخر 10 آلاف سنة من تاريخ الكوكب، ويشمل تغير المناخ البشري المنشأ، والتلوث -خاصةً البلاستيكي- والاستغلال غير المستدام للموارد الطبيعية، وانتشار الأمراض.
يضيف "كروبنيك": قد يكون للأنواع التي تفيد البشرية ميزة إضافية تدعم بقاءها، لذا فإن الأنواع التي لا تستطيع التحمل أو التكيف أو الهجرة أو حتى إثبات فائدتها للبشر ستكون هي الخاسرة في عصر الأنثروبوسين، وقد ينقرضون.
كما تشير نتائج الدراسة إلى أن المجتمعات النباتية في المستقبل ستكون أكثر تجانسًا من مجتمعات اليوم، مما يعني قلة التنوع النباتي، الأمر الذي قد تكون له عواقب مثيرة للقلق.
يقول "كروبنيك": لا تزال عواقب تجانس النباتات المحلية غير واضحة، وقد تشمل بعض العواقب ضعف القدرة على تحمُّل الظروف الصعبة، وزيادة الإصابة بالأمراض.
ويأمل الباحثان ألا يتخذ المزارعون الطريق المختصرة من خلال تركيزهم على زراعة الأنواع النموذجية التي صُنفت على أنها "فائزة ومفيدة للبشر"، ويعتقدون أنه من الحكمة استخدام الأنواع المعرضة لأن تصبح "خاسرة" كي ندفع بها إلى فئة الفائزين.
ويوجد حوالي 300 ألف نوع معروف من النباتات الوعائية، وما درسه الباحثان يمثل أقل من 30% من هذه النباتات، وقد أوضح الباحثان أنه لم تكن هناك بيانات كافية لتصنيف الـ70٪ المتبقية، مما يعكس مقدار ما تبقى لنتعلمه عن ثروات الأرض النباتية.
من جهته، يقول جون كريس، الباحث في كلية دارتموث ومشتل أرنولد بجامعة هارفارد، والأمين الفخري للمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، والمؤلف الأول للدراسة: بغض النظر عما نفعله الآن، نحن بحاجة إلى التحرك بسرعة إذا أردنا أن يكون لدينا أي نوع من التأثير على المستقبل.
