جاروط
Well-Known Member
- إنضم
- 2 مارس 2016
- المشاركات
- 2,163
- مستوى التفاعل
- 577
- النقاط
- 113
تحريم الكبر و الإعجاب
####$#########
قَالَ الله تَعَالَى:
{ تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83].
العلوّ: الكبر.
و الفساد: المعاصي، يعني من تَرك ذلك فله الجنة.
و قال تعالى:
{ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا } [الإسراء: 37].
أي: بطرًا، و كبرًا، و خيلاء، كمشي الجبارين { إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْض َ}.
أي: لن تقطعها بكبرك حتى تبلغ آخرها، { وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًاة}.
أي: لا تقدر أن تطاول الجبال و تساويها بكبرك.
و في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (( بينما رجل يمشي في من كان قبلكم و عليه بردان يتبختر فيهما إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة )).
و رأى البختري العابد رجلًا من آل علي يمشي و هو يخطر في مشيته.
فقال له: يَا هذا، إنَّ الذي أكرمك به لم تكن هذه مشيته.
قال: فتركها الرجل بعده.
و قال تَعَالَى:
{ وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18].
و معنى ((تُصَعِّر خَدَّكَ لِلنَّاسِ)): أيْ تُمِيلُهُ و تُعرِضُ بِهِ عَنِ النَّاسِ تَكَبُّرًا عَلَيْهِمْ.
وَ((المَرَحُ)): التَّبَخْتُرُ.
قال ابن عباس: يقول لا تتكبَّر فتحقر الناس و تعرض عنهم بوجهك إذا كلَّموك.
و قال قتادة: و لا تحقرن الفقراء، ليكن الفقير و الغني عندك سواء.
و رُوي عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:
(( رب ذي طمرين لا يُؤْبَهُ له، لو أقسم على الله لأَبَره. لو قال: اللَّهُمَّ إني أسألك الجنة لأعطاه الله الجنة و لم يعطه من الدنيا شيئًا )).
و قال عبد الله بن المبارك:
ألا رب ذي طمرين في منزل غدا
زرابيه مبثوثة و نمارقه
قد اطردت أنواره حول قصره
و أشرق و التفت عليه حدائقه
و قال تَعَالَى:
{ إنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الكُنُوزِ مَا إنَّ مَفَاتِحَهُ لتَنُوءُ بِالعُصْبَةِ أُولِي القُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الفَرِحِينَ} [القصص: 76] إِلَى قَوْله تَعَالَى: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ} [القصص: 81].
كان قارون ابن عم موسى، آمن به ثم لحقه الزهو و الإِعجاب فبغى على موسى و قومه. و كانت مفاتح خزائنه تثقل الجماعة الكثيرة.
و الفرح المنهي عنه هو انهماك النفس، و الأثر، و الإِعجاب.
و قوله: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ} [القصص: 77].
بأن تصرفه في مرضاة الله {وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} من مأكل، و ملبس، و مشرب و غيرها من المباحات.
و في الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:
(( ليس لك يَا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت. و ما سوى ذلك فهو ذاهب و تاركه للناس )).
{ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ}. بالمعاصي إن الله لا يحب المفسدين.
قال: أي: لما وعظه قومه أخذته العزَّة بالإِثم. {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي} [القصص: 78]، أي: علم بالتجارة، و وجوه تثمير المال و عَلِمَ الله أني أهل له ففضَّلني به عليكم.
قال الله تعالى:
{أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} [القصص: 78].
أي: سؤال استعلام، فإنه تعالى مطلع عليهم و إنما يُسألون سؤال تقريع و توبيخ.
و قوله تعالى: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ} [القصص: 81] إلى آخر القصة. ففيها شؤم البغي، و سوء مصرع الكبر و الإِعجاب و محبة الدنيا.
####$#########
قَالَ الله تَعَالَى:
{ تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83].
العلوّ: الكبر.
و الفساد: المعاصي، يعني من تَرك ذلك فله الجنة.
و قال تعالى:
{ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا } [الإسراء: 37].
أي: بطرًا، و كبرًا، و خيلاء، كمشي الجبارين { إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْض َ}.
أي: لن تقطعها بكبرك حتى تبلغ آخرها، { وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًاة}.
أي: لا تقدر أن تطاول الجبال و تساويها بكبرك.
و في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (( بينما رجل يمشي في من كان قبلكم و عليه بردان يتبختر فيهما إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة )).
و رأى البختري العابد رجلًا من آل علي يمشي و هو يخطر في مشيته.
فقال له: يَا هذا، إنَّ الذي أكرمك به لم تكن هذه مشيته.
قال: فتركها الرجل بعده.
و قال تَعَالَى:
{ وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18].
و معنى ((تُصَعِّر خَدَّكَ لِلنَّاسِ)): أيْ تُمِيلُهُ و تُعرِضُ بِهِ عَنِ النَّاسِ تَكَبُّرًا عَلَيْهِمْ.
وَ((المَرَحُ)): التَّبَخْتُرُ.
قال ابن عباس: يقول لا تتكبَّر فتحقر الناس و تعرض عنهم بوجهك إذا كلَّموك.
و قال قتادة: و لا تحقرن الفقراء، ليكن الفقير و الغني عندك سواء.
و رُوي عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:
(( رب ذي طمرين لا يُؤْبَهُ له، لو أقسم على الله لأَبَره. لو قال: اللَّهُمَّ إني أسألك الجنة لأعطاه الله الجنة و لم يعطه من الدنيا شيئًا )).
و قال عبد الله بن المبارك:
ألا رب ذي طمرين في منزل غدا
زرابيه مبثوثة و نمارقه
قد اطردت أنواره حول قصره
و أشرق و التفت عليه حدائقه
و قال تَعَالَى:
{ إنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الكُنُوزِ مَا إنَّ مَفَاتِحَهُ لتَنُوءُ بِالعُصْبَةِ أُولِي القُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الفَرِحِينَ} [القصص: 76] إِلَى قَوْله تَعَالَى: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ} [القصص: 81].
كان قارون ابن عم موسى، آمن به ثم لحقه الزهو و الإِعجاب فبغى على موسى و قومه. و كانت مفاتح خزائنه تثقل الجماعة الكثيرة.
و الفرح المنهي عنه هو انهماك النفس، و الأثر، و الإِعجاب.
و قوله: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ} [القصص: 77].
بأن تصرفه في مرضاة الله {وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} من مأكل، و ملبس، و مشرب و غيرها من المباحات.
و في الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:
(( ليس لك يَا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت. و ما سوى ذلك فهو ذاهب و تاركه للناس )).
{ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ}. بالمعاصي إن الله لا يحب المفسدين.
قال: أي: لما وعظه قومه أخذته العزَّة بالإِثم. {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي} [القصص: 78]، أي: علم بالتجارة، و وجوه تثمير المال و عَلِمَ الله أني أهل له ففضَّلني به عليكم.
قال الله تعالى:
{أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} [القصص: 78].
أي: سؤال استعلام، فإنه تعالى مطلع عليهم و إنما يُسألون سؤال تقريع و توبيخ.
و قوله تعالى: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ} [القصص: 81] إلى آخر القصة. ففيها شؤم البغي، و سوء مصرع الكبر و الإِعجاب و محبة الدنيا.