أثار اقتراح تشافي هيرنانديز أسطورة برشلونة بتغيير أحد أهم قواعد كرة القدم الكثير من الجدل في الصحافة العالمية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وتتلخص فكرته بأن يتم تقليص عدد اللاعبين في المباريات من 11 لاعب إلى 10 لاعبين فقط.
ويرى تشافي أن كرة القدم أصبحت مملة جداً بسبب تطور التكتيك في السنوات الأخيرة، وهناك مدربين مثل دييجو سيميوني يحققون الانتصارات بالاعتماد على استراتيجية دفاعية لعدم منح الخصم أية مساحات يمكن استغلالها، وهذا برأيه يؤثر على متعة كرة القدم ويجعل اللعبة تفقد شعبيتها.
واقترح تشافي أن يتم خوض المباريات بـ10 لاعبين، فهو يرى أن هذا التغيير الجذري سيعيد لكرة القدم متعتها، والهدف من ذلك هو أن يجد الفريق المهاجم مساحات تساعده للوصول إلى المرمى، وبالتالي ستصبح المباريات هجومية بشكل أكبر ونشهد المزيد من الأهداف والفرص الضائعة.
وقبل أن نبدأ في تحليل اقتراح تشافي، يجب الإشارة إلى أن هذا الاقتراح من الصعب جداً تطبيقه، حيث استبعد رئيس الفيفا انفانتينو أن يتم تغيير قاعدة مهمة كهذه، رغم تأكيده على أنه سوف يجلس مع تشافي ويناقشه بشأن أفكاره.
لكن دعونا نخوص أكثر في التفاصيل ونحلل هذا الاقتراح الغريب، فهناك عدة سلبيات سوف تنتج في حال تم تطبيقه لم يراعيهم تشافي أبداً:-
عدد كبير من اللاعبين سيصبحون بلا عمل
اللاعبون التابعون للفيفا يقدر عددهم بنحو 25 ألف لاعب، وهناك 10 أضعاف هذا العدد يلعبون تحت مظلة اتحاداتهم الوطنية، ولو افترضنا أنه تم تقليص عدد اللاعبين في المباراة إلى 10 فقط، فكل نادي سوف يتخلى عن لاعب على الأقل، وربما لاعبين، لأن كل مركز يوجد فيه لاعب اساسي وآخر احتياطي.
لو افترضنا أن هناك 200 ألف لاعب يمارسون كرة القدم سواء على المستوى الاحترافي أو في الدرجات الدنيا، ففي النهاية سيكون هناك 10 آلاف لاعب على الأقل لا يجدون فريقاً يلعبون له، لأن الأندية الكبيرة سوف تتخلى عن لاعبيها الزائدين عن الحاجة للأندية الأصغر، وهكذا إلى أن يجد عدد كبير من اللاعبين نفسهم بلا عمل، أو مضطرين لقبول عروض لا تتناسب أبداً مع المستوى المعيشي الذي كانوا عليه في السابق.
زيادة الفروق بين الأندية الكبيرة والصغيرة
الفرق الصغيرة تحاول تضييق المساحات على الفرق الكبيرة بهدف واحد فقط، وهو تخفيض فارق الجودة بينهما، فكريستيانو رونالدو مثلاً سيكون أخطر بأضعاف عندما يكون لديه مساحة كبيرة يتحرك بها.
الفرق الصغيرة لن تستطيع الاستفادة من المساحة التي سوف تنتج من هذا الاقتراح بقدر استفادة الأندية الكبيرة، وهذا طبيعي لأنه كلما ارتفعت جودة اللاعب كلما كان من الأخطر تركه بمساحة أكبر.
لنفترض أن برشلونة يواجه رايو فاييكانو، وكل فريق يلعب بـ 10 لاعبين، حينها سيكون هناك 9% إضافية من مساحة الملعب المعتادة، وبالطبع ستكون أفضلية ساحقة للفريق الكاتالوني الذي يملك لاعبين بارعين جداً، ويتدربون بشكل أعلى بمراحل على الصعيد البدني من خصمهم المتواضع، ولك أن تتخيل ماذا يمكن لليونيل ميسي ولويس سواريز أن يفعلوا في كل هذه المساحة التي ستنتج.
الجماهير سوف تعارض .. وتشافي مخطئ
أولاً، الجماهير لن تتقبل تغيير جذري من هذا النوع، لأننا شاهدنا ردة فعل معارضة بشدة على بعض التغييرات التي حدثت مؤخراً، وهناك أشخاص لا يتقبلون فكرة دخول التكنولوجيا إلى كرة القدم رغم أنها تحد بشكل كبير من الأخطاء التحكيمية، وذلك يعود لسبب بسيط، أن الشخص بطبيعته البشرية لا يفضل التغيير كثيراً، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بتغييرات جذرية من هذا النوع.
وبعيداً عن معارضة الجماهير لاقتراح كهذا، تشافي ادعى أن كرة القدم أصبحت مملة، ولم يعد هناك مساحات كما كان في السابق، وهذا أمر صحيح نسبياً، فالجانب التكتيكي أصبح يطغى على الجانب الفني، لكن يجب أن لا ننسى أيضاً أنه مثلما يتم تطوير الشق الدفاعي باستمرار، يتم على الجانب الآخر وبشكل موازي تحسين الشق الهجومي، وفي كل يوم نرى خطط هجومية جديدة ولاعبين بارعين في تسجيل الأهداف كما نرى تماماً مدافعين جيدين وأفكار دفاعية.
رئيس الفيفا رد على اقتراح تشافي قائلاً “تشافي يقترح ذلك لأنه يعتقد أن المساحات أصبحت أقل والخشونة ازدادت، لكن من المؤكد أيضاً أن الأهداف في ازدياد، وبالتالي من الصعب أن يحدث تغيير كهذا، لكن كل شيء قابل للنقاش”.
وتشير الإحصائيات أن معدل تسجيل الأهداف ارتفع في السنوات الأخيرة عما كان عليه الحال في نهاية القرن الماضي وبداية القرن الجديد، ورغم أن الكرة الحديثة تشهد تطوراً تكتيكياً، لكن فن التكتيكي يفيد العملية الهجومية كما يفيد بتأمين الجانب الدفاعي تماماً، عدا عن أن نسبة المتابعين لكرة القدم بارتفاع مستمر يوم بعد الآخر، وبالتالي اللعبة تتطور جماهيراً في كل ساعة على عكس ما يدعيه تشافي.
حل أسهل وأكثر منطقية
إن كان تشافي يرى أن هناك مشكلة في عدم وجود مساحات في المباريات، فربما لم يخطر على باله أن هناك حلول أخرى غير تقليص عدد اللاعبين، مثل أن يتم توسيع الملعب بالقدر الذي يتوافق مع وجود 10 لاعبين في مقاييس الملعب الحالي، هذا على اعتبار إن كان هناك ضرورة بالفعل لإتاحة مساحة أكبر للاعبين.
ويرى تشافي أن كرة القدم أصبحت مملة جداً بسبب تطور التكتيك في السنوات الأخيرة، وهناك مدربين مثل دييجو سيميوني يحققون الانتصارات بالاعتماد على استراتيجية دفاعية لعدم منح الخصم أية مساحات يمكن استغلالها، وهذا برأيه يؤثر على متعة كرة القدم ويجعل اللعبة تفقد شعبيتها.
واقترح تشافي أن يتم خوض المباريات بـ10 لاعبين، فهو يرى أن هذا التغيير الجذري سيعيد لكرة القدم متعتها، والهدف من ذلك هو أن يجد الفريق المهاجم مساحات تساعده للوصول إلى المرمى، وبالتالي ستصبح المباريات هجومية بشكل أكبر ونشهد المزيد من الأهداف والفرص الضائعة.
وقبل أن نبدأ في تحليل اقتراح تشافي، يجب الإشارة إلى أن هذا الاقتراح من الصعب جداً تطبيقه، حيث استبعد رئيس الفيفا انفانتينو أن يتم تغيير قاعدة مهمة كهذه، رغم تأكيده على أنه سوف يجلس مع تشافي ويناقشه بشأن أفكاره.
لكن دعونا نخوص أكثر في التفاصيل ونحلل هذا الاقتراح الغريب، فهناك عدة سلبيات سوف تنتج في حال تم تطبيقه لم يراعيهم تشافي أبداً:-
عدد كبير من اللاعبين سيصبحون بلا عمل
اللاعبون التابعون للفيفا يقدر عددهم بنحو 25 ألف لاعب، وهناك 10 أضعاف هذا العدد يلعبون تحت مظلة اتحاداتهم الوطنية، ولو افترضنا أنه تم تقليص عدد اللاعبين في المباراة إلى 10 فقط، فكل نادي سوف يتخلى عن لاعب على الأقل، وربما لاعبين، لأن كل مركز يوجد فيه لاعب اساسي وآخر احتياطي.
لو افترضنا أن هناك 200 ألف لاعب يمارسون كرة القدم سواء على المستوى الاحترافي أو في الدرجات الدنيا، ففي النهاية سيكون هناك 10 آلاف لاعب على الأقل لا يجدون فريقاً يلعبون له، لأن الأندية الكبيرة سوف تتخلى عن لاعبيها الزائدين عن الحاجة للأندية الأصغر، وهكذا إلى أن يجد عدد كبير من اللاعبين نفسهم بلا عمل، أو مضطرين لقبول عروض لا تتناسب أبداً مع المستوى المعيشي الذي كانوا عليه في السابق.
زيادة الفروق بين الأندية الكبيرة والصغيرة
الفرق الصغيرة تحاول تضييق المساحات على الفرق الكبيرة بهدف واحد فقط، وهو تخفيض فارق الجودة بينهما، فكريستيانو رونالدو مثلاً سيكون أخطر بأضعاف عندما يكون لديه مساحة كبيرة يتحرك بها.
الفرق الصغيرة لن تستطيع الاستفادة من المساحة التي سوف تنتج من هذا الاقتراح بقدر استفادة الأندية الكبيرة، وهذا طبيعي لأنه كلما ارتفعت جودة اللاعب كلما كان من الأخطر تركه بمساحة أكبر.
لنفترض أن برشلونة يواجه رايو فاييكانو، وكل فريق يلعب بـ 10 لاعبين، حينها سيكون هناك 9% إضافية من مساحة الملعب المعتادة، وبالطبع ستكون أفضلية ساحقة للفريق الكاتالوني الذي يملك لاعبين بارعين جداً، ويتدربون بشكل أعلى بمراحل على الصعيد البدني من خصمهم المتواضع، ولك أن تتخيل ماذا يمكن لليونيل ميسي ولويس سواريز أن يفعلوا في كل هذه المساحة التي ستنتج.
الجماهير سوف تعارض .. وتشافي مخطئ
أولاً، الجماهير لن تتقبل تغيير جذري من هذا النوع، لأننا شاهدنا ردة فعل معارضة بشدة على بعض التغييرات التي حدثت مؤخراً، وهناك أشخاص لا يتقبلون فكرة دخول التكنولوجيا إلى كرة القدم رغم أنها تحد بشكل كبير من الأخطاء التحكيمية، وذلك يعود لسبب بسيط، أن الشخص بطبيعته البشرية لا يفضل التغيير كثيراً، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بتغييرات جذرية من هذا النوع.
وبعيداً عن معارضة الجماهير لاقتراح كهذا، تشافي ادعى أن كرة القدم أصبحت مملة، ولم يعد هناك مساحات كما كان في السابق، وهذا أمر صحيح نسبياً، فالجانب التكتيكي أصبح يطغى على الجانب الفني، لكن يجب أن لا ننسى أيضاً أنه مثلما يتم تطوير الشق الدفاعي باستمرار، يتم على الجانب الآخر وبشكل موازي تحسين الشق الهجومي، وفي كل يوم نرى خطط هجومية جديدة ولاعبين بارعين في تسجيل الأهداف كما نرى تماماً مدافعين جيدين وأفكار دفاعية.
رئيس الفيفا رد على اقتراح تشافي قائلاً “تشافي يقترح ذلك لأنه يعتقد أن المساحات أصبحت أقل والخشونة ازدادت، لكن من المؤكد أيضاً أن الأهداف في ازدياد، وبالتالي من الصعب أن يحدث تغيير كهذا، لكن كل شيء قابل للنقاش”.
وتشير الإحصائيات أن معدل تسجيل الأهداف ارتفع في السنوات الأخيرة عما كان عليه الحال في نهاية القرن الماضي وبداية القرن الجديد، ورغم أن الكرة الحديثة تشهد تطوراً تكتيكياً، لكن فن التكتيكي يفيد العملية الهجومية كما يفيد بتأمين الجانب الدفاعي تماماً، عدا عن أن نسبة المتابعين لكرة القدم بارتفاع مستمر يوم بعد الآخر، وبالتالي اللعبة تتطور جماهيراً في كل ساعة على عكس ما يدعيه تشافي.
حل أسهل وأكثر منطقية
إن كان تشافي يرى أن هناك مشكلة في عدم وجود مساحات في المباريات، فربما لم يخطر على باله أن هناك حلول أخرى غير تقليص عدد اللاعبين، مثل أن يتم توسيع الملعب بالقدر الذي يتوافق مع وجود 10 لاعبين في مقاييس الملعب الحالي، هذا على اعتبار إن كان هناك ضرورة بالفعل لإتاحة مساحة أكبر للاعبين.