ابو مناف البصري
المالكي
رمضانيّات (9) :
تخلّقوا بأخلاق الله
[ اَللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ أَسمائِكَ بِأَكْبَرِها، وَكُلُّ أَسْمائِكَ كَبيرَةٌ، اَللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ كُلِّها. ]
-دعاء البهاء -
معرفة الله تعالى لاتكون إلّا من خلال أسماءه الحُسنى وصفاته العُليا , فالأسماء والصفات هي عين الذات الآلهية المقدّسة , التي وإن كُنّا لا نستطيع معرفة كُنهها وحقيقتها , بل نحن مأمورون ومنهيّون بعدم التكلّم في كُنهها , ولكن هذا النهي لايعني ترك التعرّف على آثار هذه الذات من خلال صفاتها , بل إنّ هذه المعرفة تُعدّ أعظم المعارف واشرفها , فالذات الآلهيّة المقدّسة لها آثار وتجليّات ملأت أركان كلّ شيء في هذا الوجود هي أسماءه وصفاته , ولذا ورد في الدعاء :
(اللّهمّ إني أسألك .. , وبأسماءك التي ملأت أركان كُل شيء .. )،
فكلّ شيء في الكون متقوّم وجوداً وبقاءاً بهذه الأسماء والصفات , ولمّا كانت هذه الأسماء والصفات هي ركائز ومقوّمات وجود وبقاء كلّ شيء في هذا الكون الواسع الفسيح كان كلّ شيء في هذا الوجود يدلُّّ عليه تعالى , ومن هنا جاء الأمر الآلهي بضرورة التفكّر والتأمّل في خلق الله تعالى , لا لإستكشاف طبائع ومزايا وعجائب وعظيم خلقة هذه المخلوقات ودقّة صنعها وإحكامه , التي تدلّ على عظمة خالقها ومبدعها فحسب , بل للتعرّف على صفاته العليا وأسماءه الحسنى , وأنّه تعالى خالقٌ عالمٌ قادرٌ حكيم ٌ ..
ولهذا السبب – أيضاً - ولأنّ كلّ الموجودات في الكون متقوّمة بهذه الأسماء والصفات لا بُدّ من التدبّر في معانيها ودلالاتها وآثارها العظيمة على النفس البشرية والسلوك الإنساني ،تمهيداً للإتّصاف والتمظهّر بها ,حتّى نصل في النهاية الى عمق وجداننا وفطرتنا الإنسانيّة , نصل الى مركز الحُبّ والعشق للّه تعالى , والذي سيدفعنا دائماً وكُلما تعمقنا في التأمّل والتفكّر بمعاني وآثار ودلالات هذه الأسماء والصفات بقوّة وشدة للإرتباط التفصيلي به تعالى , لنصل عن طريق هذا الحُبّ والعشق الى أسمى وأرقى وأعلى درجات العبودية لله تعالى
" عبادة الأحرار " , وكُلّما كانت نفوسنا أكثر تشبّعاً وتشرّباً واختلاطاً وإمتزاجاً بهذه الأسماء والصفات كان لها حضورٌ دائم وتفصيلي في حياتنا , وكُنّا بهذا الحضور أعظم حرية لأنّ الإرتباط التفصيلي بالمطلق يُحرّر الإنسان من كلّ أشكال العبودية لغير الله تعالى , وبقدر درجة هذه الحرية تكون درجة العبودية , ولن نصل الى هذه الدرجة إلّا مع التوسّل بالصفات الآلهيّة , التوسّل بمعنى إتّخاذها طريقاً يُوصِلنا الى هذه الدرجة , ولن يكون كذلك إلّا إذا كان هذا التوسّل توسّل تمظهّر وأتّصاف ووعي وتفاعل معها , بحيث تملأ كُل ساحة النفس بأنوارها وآثارها العظيمة , ثم تنساب وتتجسّد في الخارج بشكل سلوكيات إيجابيّة , تحكي بشفافية وصدق عن صدق وحقّانيّة وجمال وجلال هذه الصفات .
يجب علينا أن نتخلّق بهذه الأسماء أو الصفات تخلّقاً حقيقياً واعيّاً , كما أوصانا بذلك الرسول الأكرم (ص ) : " تخلّقوا بأخلاق الله "
الشيخ مهدي عاتي المالكي..
تخلّقوا بأخلاق الله
[ اَللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ أَسمائِكَ بِأَكْبَرِها، وَكُلُّ أَسْمائِكَ كَبيرَةٌ، اَللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ كُلِّها. ]
-دعاء البهاء -
معرفة الله تعالى لاتكون إلّا من خلال أسماءه الحُسنى وصفاته العُليا , فالأسماء والصفات هي عين الذات الآلهية المقدّسة , التي وإن كُنّا لا نستطيع معرفة كُنهها وحقيقتها , بل نحن مأمورون ومنهيّون بعدم التكلّم في كُنهها , ولكن هذا النهي لايعني ترك التعرّف على آثار هذه الذات من خلال صفاتها , بل إنّ هذه المعرفة تُعدّ أعظم المعارف واشرفها , فالذات الآلهيّة المقدّسة لها آثار وتجليّات ملأت أركان كلّ شيء في هذا الوجود هي أسماءه وصفاته , ولذا ورد في الدعاء :
(اللّهمّ إني أسألك .. , وبأسماءك التي ملأت أركان كُل شيء .. )،
فكلّ شيء في الكون متقوّم وجوداً وبقاءاً بهذه الأسماء والصفات , ولمّا كانت هذه الأسماء والصفات هي ركائز ومقوّمات وجود وبقاء كلّ شيء في هذا الكون الواسع الفسيح كان كلّ شيء في هذا الوجود يدلُّّ عليه تعالى , ومن هنا جاء الأمر الآلهي بضرورة التفكّر والتأمّل في خلق الله تعالى , لا لإستكشاف طبائع ومزايا وعجائب وعظيم خلقة هذه المخلوقات ودقّة صنعها وإحكامه , التي تدلّ على عظمة خالقها ومبدعها فحسب , بل للتعرّف على صفاته العليا وأسماءه الحسنى , وأنّه تعالى خالقٌ عالمٌ قادرٌ حكيم ٌ ..
ولهذا السبب – أيضاً - ولأنّ كلّ الموجودات في الكون متقوّمة بهذه الأسماء والصفات لا بُدّ من التدبّر في معانيها ودلالاتها وآثارها العظيمة على النفس البشرية والسلوك الإنساني ،تمهيداً للإتّصاف والتمظهّر بها ,حتّى نصل في النهاية الى عمق وجداننا وفطرتنا الإنسانيّة , نصل الى مركز الحُبّ والعشق للّه تعالى , والذي سيدفعنا دائماً وكُلما تعمقنا في التأمّل والتفكّر بمعاني وآثار ودلالات هذه الأسماء والصفات بقوّة وشدة للإرتباط التفصيلي به تعالى , لنصل عن طريق هذا الحُبّ والعشق الى أسمى وأرقى وأعلى درجات العبودية لله تعالى
" عبادة الأحرار " , وكُلّما كانت نفوسنا أكثر تشبّعاً وتشرّباً واختلاطاً وإمتزاجاً بهذه الأسماء والصفات كان لها حضورٌ دائم وتفصيلي في حياتنا , وكُنّا بهذا الحضور أعظم حرية لأنّ الإرتباط التفصيلي بالمطلق يُحرّر الإنسان من كلّ أشكال العبودية لغير الله تعالى , وبقدر درجة هذه الحرية تكون درجة العبودية , ولن نصل الى هذه الدرجة إلّا مع التوسّل بالصفات الآلهيّة , التوسّل بمعنى إتّخاذها طريقاً يُوصِلنا الى هذه الدرجة , ولن يكون كذلك إلّا إذا كان هذا التوسّل توسّل تمظهّر وأتّصاف ووعي وتفاعل معها , بحيث تملأ كُل ساحة النفس بأنوارها وآثارها العظيمة , ثم تنساب وتتجسّد في الخارج بشكل سلوكيات إيجابيّة , تحكي بشفافية وصدق عن صدق وحقّانيّة وجمال وجلال هذه الصفات .
يجب علينا أن نتخلّق بهذه الأسماء أو الصفات تخلّقاً حقيقياً واعيّاً , كما أوصانا بذلك الرسول الأكرم (ص ) : " تخلّقوا بأخلاق الله "
الشيخ مهدي عاتي المالكي..