أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

تدعوا على من ظلمها من سنوات

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

ظل آليآسمين

Well-Known Member
إنضم
9 نوفمبر 2012
المشاركات
2,626
مستوى التفاعل
10
النقاط
38
** يبدو في اتصالها حرقة وفي صوتها تقول أنها تعرضت لظلم كبير وتقول لازلت أتجرع مرارة هذا الظلم وهو من سنوات وقع عليها تقول أنا مستمرة في الدعاء على من ظلمني هل آثم بهذا الدعاء وهل هناك طريقة أخرى أبتعد به عن هذا الدعاء؟
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا﴾ ﴿الشورى: ٤٠﴾ثم بيَّن الله سبحانه وتعالى وفتح للناس بابًا أرحب وقال: ﴿وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ ﴿الشورى: ٤٣﴾ فدلَّ ذلك على أن الإنسان يجوز له أن يدعو على من ظلمه لكن الأفضل أن يعفو قال الله تعالى: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَكُمْ﴾ ﴿النور: ٢٢﴾وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري أن الله سبحانه وتعالى بعث نبيًّا من الأميين ينصر الناس ثم ذكر من صفاته أنه يعفو ويغفر فهذا يدل على أن من صفات الرحمة التي بعث الله سبحانه وتعالى بها نبيه وأمر أمته أن يقتدون بهديه وسنته أن تحاول المرأة أن تدعو لهم وأن تعفو فإذا عجزت فلا بأس أن تدعو على من ظلمها، وأنا أحب أن كل من ظُلم يقول كما قال سعيد بن جُبير حينما ظلمه الحجاج وفعل به ما فعل يقول: اللهم لا تسلطه على أحدٍ بعدي، فهذا دعاء له ودعاء لأمة محمد فيؤجر على ذلك فهو لم يدعو على ذلك بل إنما دعا أن يكف الله شره عنه وعن إخوانه المسلمين .

الأمر الآخر يجب على المسلم في مثل هذا الموطن ألا يبالغ في التفكير في مثل هؤلاء لأنه إذا فكر في مثل هؤلاء فإنه يظن أنه هو الضحية دائمًا ولهذا ينبغي أن يعرف أن الله منَّ عليه أكثر من هذا لكن إذا بدأ يفكر أنا مظلوم ويطيل التفكير سوف ينسى منن الله عليه سوف ينسى نعم الله عليه، الله سبحانه وتعالى لابد أن يبتلي عبده؛ يبتلي عبده إما بجسده، يبتلي عبده إما بسنن كونية يبتلي عبده إما بمن يظلمه حقه أو يبخسه حقه أو يمنعه وظيفة أو يمنعه أمرًا من أمور الدنيا هو يجب عليه أن يعرف هذا لأجل أن يترقى في سُلَّم ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ ﴿الفاتحة: ٥﴾ فيعرف أن هذا الابتلاء إنما أراد الله أن يمتحنه هل سوف يتضرع إلى مخلوق هل سوف يتوكل على الله، جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأنا أحب كل من أصيب ببلية أو أصيب بمظلمة أن يتأمل هذا الأثر نعم هو أثر ليس مرفوعًا لكن معناه قد شهدت عليه السنة النبوية وكتاب ربنا سبحانه وتعالى روى الإمام أحمد وقد ذكر ذلك الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب في كتابه فتح المجيد أن وهبه بن ربه كما روى الإمام أحمد أن الله سبحانه وتعالى قال: "ما من عبدٍ من عبيدي يتوكل علي أعرف ذلك من نيته فتكيد له السماوات السبع والأراضون السبع إلا جعلته له مخرجًا من حيث لا يحتسب" هذا الحديث عزاء لكل من ظُلم إذا كان يعلم أن الله سبحانه وتعالى هو الذي قدَّر هذا الأمر وأنه سبحانه وتعالى بحكمته وأن الله سبحانه وتعالى إنما فعل ذلك لأجل أن ينظر هل سوف يتضرع إلى مخلوق أو يسأل الخالق سبحانه وتعالى هل يتوكل على الله حق توكله أم يكون كما قال الله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّـهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ﴾ ﴿الحج: ١١﴾ فهذا يدل على أن الإنسان ينبغي له أن يتأمل مثل هذا وأن تعلم المرأة أن هذه القضية قضية بسيطة لأن الله سبحانه وتعالى سوف يجازيكِ أعظم من ذلك جاء في الحديث الذي رواه البخاري وغيره من حديث أنس "يؤتى بأبأس أهل الدنيا من أهل الجنة فيغمس في النار غمسة واحدة ثم يخرج فيقال له يا ابن آدم هل مرَّ بك بؤسٌ قط؟ هل رأيت بؤس قط؟ فيتذكر فيقول: ها، لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط وما رأيت بؤس قط" فهذا يدل أن الله إذا أنعم عليك بالصبر وإذا أنعم عليك بالتوكل وإذا أنعم عليك بمدارج ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ ﴿الفاتحة: ٥﴾فإنك سوف تجد أن هذه المصيبة نعمة تتضرع بها إلى الله .
وقد أشار ابن القيم رحمه الله إلى أن الله سبحانه وتعالى قد يُنعم على عبده فيكون هذا الإنعام عليه سببًا في معصيته، وقد يبتلي عبده فيكون هذا سببًا في التَّرقي، يقول ابن القيم رحمه الله {ولقد يُبتلى العبد بالمصيبة فمازال يتضرع إلى الله ويبكي بين يديه فينال من الله الدرجات والله يعلم أن فرجه قريب فيحب هذا منه} ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو داود: "ينظر إليكم أَزِلين فيظل يضحك يضحك يعلم أن فرجكم قريب" .
41328992610.gif


من حلقة يوم الأحد 29/10/1433هـ أجاب فضيلة الشيخ عبدالله السلمي - حفظه الله -

 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )