أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

ترقّق العظم... مرض لا يرحم!

إنضم
22 يوليو 2012
المشاركات
1,168
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
الإقامة
كوردستان العراق

يصبّ التشديد على اعتماد نظام غذائي متوازن في خانة العناية بالقوام الممشوق والحصول على الجسم المثالي فحسب، بل له فوائد صحية مختلفة. مثلاً، تخزّن حاجة الجسم للكالسيوم (الفيتامين d) لمدى الحياة خلال فترة النمو حتى سنّ المراهقة. لذا لا بدّ من الحصول على الكميات الكافية من الأغذية الغنيّة بالفيتامينات والمعادن الضرورية على أنواعها.

قد يؤدي الإهمال أو الاستهتار من حيث ندري أو لا ندري إلى تفاقم مرض صامت، يفتك لاحقاً بأواصر الجسم ويصيبه على حين غرّة. لا بدّ من التنويه بأنّ ما نزرعه في سنوات الصبا نحصده في الشيخوخة. الانتباه واجب!

ترقق العظم

العظام هي الهيكلية التي يقوم عليه الجسم. حين تكون إصابتها مباشرة، يضعف الجسم بأكمله إذ لا تعود العظام قادرة على تحمّل الثقل والضغط فترزح تحت وطأة المرض. يقول د. سمير منسّى (اختصاصي في طبّ وجراحة العظم): «إن من شأن ترقق العظم أن يجعل العظام أكثر هشاشة فتفقد من كثافتها ومتانتها لتصبح بالتالي عُرضة للكسر من دون أيّ سبب بديهيّ أو حركة قويّة. لذا قد يتعرّض كثيرون لكسور مختلفة، سواء كان ذلك في المعصم أو العمود الفقري أو الورك أو سواها. بمجرّد إضعاف العظم، فإن أي حركة غير مدروسة أو حتى عطسة قويّة كفيلة بالتسبّب بانهيار جزئي لفقرة أي خرزة من العمود الفقري».

تختلف درجات ترقق العظم إذ يمكن تقسيمها ثلاثة أنواع رئيسية. الأول وراثي يصيب النساء بنسبة ثماني مرّات أكثر من إصابة الرجال. غالباً ما تتعرّض له السيدات بعد انقطاع الطمث بسبب فقدان هورمون الأستروجين. أمّا النوع الثاني فعلى علاقة مباشرة بالشيخوخة والتقدم في العمر بسبب قلّة التعرّض لأشعة الشمس وبالتالي نقص الفيتامين «د» الذي يسهّل عملية امتصاص الكالسيوم. أمّا النوع الثالث فمتعدّد الأسباب يطال الرجال والنساء على حدّ سواء. قد تكون مسبباته السرطانات الخبيثة أو التهابات المفاصل أو امراض الكبد أو اضطرابات معوية حادة لسوء التغذية. كما تتسبّب اختلالات الغدة الدرقية والهورمونات بهذا الداء أيضاً.

كيف نصاب؟

بغضّ النظر عن بعض المسببات الأساسية فإن داء ترقّق العظم لا يرحم أحداً ولا يميّز بين الناس. يبقى أن البعض قد يكون أكثر عُرضة من سواه. يقول الدكتور منسّى: «من الضروري أن يعمد الجميع إلى فحص يقيس كثافة العظم مداورة، لا سيّما النساء المتقدمات في السن ومن بلغن سنّ انقطاع الطمث، واللواتي يعانين اضطرابات في الشهية مثل الأنوريكسيا نرفوزا، واللواتي يعانين أمراضاً نسائية وخللاً في معدّل الأستروجين، والمدخنين عامة ومدمني الكحول ومن يعانون نحافة وضعفاً جسدياً، والذين نادراً ما يقومون بحركة. تجدر الإشارة إلى أن الأشخاص الذين تبدو عليهم علامات هذا المرض يبرز لديهم تقوّس في الظهر أو التواء في العمود الفقري، ويتعرّضون غالباً لكسور وإلتواءات ولو بدرجات مختلفة». إلى ذلك، الألم المستمرّ في الظهر وخسارة الطول مع التقدم في العمر إشارات واضحة. لا بدّ من معاينة الطبيب للتشخيص الفوري والعلاج فهناك نحو 40 % من كسور العظم سببها ترقق العظم.

علاج مفيد

تتجدّد العظام في الجسم في الحالات الطبيعية فيمتص الجسم العظم القديم ليحلّ مكانه الجديد. وحين تزيد نسبة العظم القديم الممتصّ على نسبة العظم الجديد الذي يصنّعه الجسم يتضاءل ويخسر كثافته التي يبنيها لتبلغ ذروتها في الثلاثين من العمر. يشدّد د. منسّى: «لا يمكن إعادة نسبة الكثافة المفقودة بواسطة العلاج، لكن يتمّ إيقاف نسبة الخسارة المتبقية. يمكن الإستعانة بهورمون الأستروجين كعلاج للنساء اللواتي يعانين هذه المشكلة عبر أدوية وحبوب أو لاصقات على الكتف أو تحت الجلد. لكن يمنع استخدام هذه العلاجات في حال ارتفاع ضغط الدم أو الكوليستيرول أو المعاناة من أمراض نسائية. كما قد يصف الطبيب نوعاً من العقاقير لوقف هذه الحالة وتسهيل امتصاص الكالسيوم والإبقاء عليه لتقوية كثافة العظم. كما يمكن استخدام حقن أو بخاخات في الأنف أو جرعات إضافية من الكالسيوم على شكل حبوب قابلة للمضغ أو فوّار ليمتصها الجسم بطريقة أسرع وأكثر فاعلية. يُعطى العجزة تحديداً خلطات من الفيتامين «د» والكالسيوم لتسهيل عملية امتصاص الجسم للأخير».

عند التعرّض للكسور من جرّاء ترقق العظم، يصف الطبيب بعض المسكنات للحدّ من أوجاع كسور العظم. يجب الخضوع دائماً للفحوصات لمراقبة سير تطوّر العلاج.

الوقاية مهمّة

لا وقت محدّداً للبدء بالوقاية. منذ الصغر يستطيع الأطفال البدء بالعناية بصحتهم، خاصة الذين يعرفون بوجود هذا الداء في عائلاتهم. ، يمكن اعتماد نظام غذائي متوازن يقوم بشكل أساسي على تناول الحليب ومشتقاته والخضار الغنية بمادة الكالسيوم. يجب التعرّض أيضاً للشمس بانتظام للحصول على الفيتامين «د» الكفيل بتحسين عملية امتصاص الجسم للكالسيوم الأساسي لتكوين عظام سليمة. من ناحية ثانية، لا بدّ من ممارسة الرياضة باعتدال لتحريك العظم والعضل. يجب كذلك قطع السموم عن الجسم عبر التوقف النهائي عن التدخين لأنها عوامل تلحق الضرر بالجسم كلّه.

ليس مرض ترقق العظم داءً قاتلاً في ذاته لكن لا بدّ من الوقوف على بيّنة منه للتعامل معه بطريقة مثلى. لا مجال للتأكّد من الإصابة به من دون مراجعة الاختصاصيين وإجراء الفحوصات. لكن لا داعي للقلق والخوف فليس كلّ كسر أو التواء في العظم ناتجاً عن ترقق العظم.

 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )