الطائر الحر
Well-Known Member
الخبراء ينصحون بضرورة تحقيق التوازن بين الأطعمة الباردة والساخنة (غيتي)
تؤثر درجة حرارة الطعام الذي يستهلكه الإنسان على جسمه، كما تؤثر في مدى استفادته من فوائد الأطعمة وخصائصها الغذائية، ولكن ما هي درجة الحرارة الأكثر ملاءمة للطعام؟
في تقريرها الذي نشرته صحيفة الكونفدنسيال الإسبانية، قالت الكاتبة سونيا فرنانديز إن الإنسان يشعر بقلق متزايد إزاء النظام الغذائي الخاص به ونوعية الطعام والأطباق التي ينبغي أن يدرجها في نظامه بشكل منتظم حتى يستفيد من فوائدها وخصائصها الغذائية.
والدليل على ذلك أن الأسواق تطرح باستمرار مجموعة جديدة من "الأطعمة الخارقة" التي تهتم بجسم الإنسان باعتبار أن العديد منها تتميز بفوائد صحية متعددة.
وأضافت أن خبراء التغذية يؤكدون في كل مرة على ضرورة اتباع نظام غذائي متوازن ومتنوع يلبي احتياجاتنا، كما يشيرون دائما إلى تداعيات بعض التقنيات في طبخ وإعداد الطعام الخاص بالنظام الغذائي الشخصي.
درجة حرارة الطعام
يسعى الإنسان عادة إلى الاستفادة من جميع الخصائص الغذائية المتوافرة في الطعام، لذلك من الضروري أن يأخذ بعين الاعتبار الكثير من الجوانب المتعلقة بطريقة استهلاكه، ومن بينها درجة حرارته.
وبقدر ما قد تبدو هذه المسألة تافهة بالنسبة للبعض، إلا أنها ليست كذلك عند النظر إلى عوامل عدة، ويمكن القول إن النسق المتسارع للحياة أجبر الكثير من الأشخاص على استهلاك الأطباق الجاهزة بسبب ضيق الوقت، وعادة ما يتناول هؤلاء الأشخاص الطعام باردا، فهل من الصحي أن نتعود على استهلاكه باردا؟
تحدد درجة الحرارة الخصائص الحسية للطعام، مثل الذوق والملمس والرائحة والجودة، وهو ما يؤثر على كيفية استفادة الجسم من خصائص الطعام وفوائده.
وأفاد خبراء التغذية بأن تناول الطعام الساخن يؤثر بشكل إيجابي على عملية الهضم لدى الإنسان، وقد برزت هذه النظرية بشكل واضح في كتاب "تعلم الأكل والسيطرة على وزنك" لاختصاصي التغذية أنطونيو إسكريبانو.
أشار إسكريبانو في كتابه المذكور إلى أن درجة حرارة جسم الإنسان من الداخل تبلغ حوالي 37 درجة، مما يعني أن الطعام يصبح ساخنا بعد ملامسته للجهاز الهضمي.
وبناء على ذلك، تستغرق هذه العملية بعض الوقت، وهو ما يجعل عملية إفراغ الطعام من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة تتم ببطء.
بعبارة أخرى، إن تناول الطعام باردا يجعل المعدة تقضي وقتا أطول بكثير في ضبط درجة حرارة المعدة مع حرارة الجسم، على عكس ما يحدث عند استهلاك الأطعمة الساخنة، إذ يحدث تباطؤ في عملية الهضم.
الطعام البارد أولا
وأردفت الكاتبة أن الإنسان لا يحبذ أكل الطعام ساخنا خلال فصل الصيف عموما، كما أن ضيق الوقت لا يسمح له دائما بطهي الطعام في المنزل، لذا يوصي خبراء التغذية الأشخاص الذين يتناولون أطباقا باردة بشرب مشروب ساخن مثل الشاي أو القهوة بعد الأكل.
وفي حال تنوعت الأطباق في قائمة الأكل، ينصح الخبراء بأكل الطعام البارد أولا ثم الساخن فيما بعد.
وتهدف هذه النصيحة إلى مساعدة الجسم في الحصول على درجة الحرارة التي يحتاجها لأداء عملية التفريغ، وبالتالي عملية الهضم، لأن تناول الأكل الساخن أولا يؤخر عملية الهضم.
وذكرت الكاتبة أن تناول الطعام الساخن يناسب الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في عملية الهضم، فضلا عن أولئك الذين يريدون إنقاص وزنهم.
تحقيق التوازن
وفيما يتعلق بالاختلافات الغذائية بين الأطعمة الباردة والساخنة، فإن من الواضح أن هذه المسألة تحددها تقنية الطهي المستخدمة نفسها.
يذكر أن الفطائر واليخنات المليئة بالزيت توفر سعرات حرارية أكثر بكثير من الأطباق المشوية أو المطبوخة بواسطة البخار، لذلك يستطيع الأشخاص التحكم بشكل أكبر في السعرات الحرارية المستهلكة من خلال اختيار الطعام المجهز باستخدام تقنيات الطهي الخالية من الزيوت والدهون.
وأشارت الكاتبة إلى أنه ينبغي أن نأخذ بعين الاعتبار أن الأطعمة لا تتعرض جميعها إلى نفس التغييرات الغذائية أثناء عملية الطهي، حيث يمكن أن تكون هذه التغييرات إيجابية أو سلبية، فعلى سبيل المثال تحتفظ الخضروات بنسبة كبيرة من الفيتامينات والمعادن عندما لا يتم طهيها بشكل كامل، وهو ما يعرف بمصطلح الدينتين، لأن هذه الأغذية تفقد قيمتها الغذائية في الماء إذا تم غليها أكثر من اللازم.
وخلصت الكاتبة إلى أن الحرارة تعمل في كثير من الأحيان على إتلاف خصائص الخضروات، وعلى عكس ذلك، تتعزز الخصائص الغذائية الخاصة بالجزر والهليون بفضل عملية الطهو.
ويبدو أن الأطعمة الباردة ليست جميعها ضارة، ولا يمكن القول إن جميع الأغذية الساخنة مفيدة للصحة، ومن الأفضل تحقيق توازن بين تناول الأطباق الباردة والساخنة، للاستفادة من الفوائد الغذائية التي يوفرها كل نوع منهما للجسم.