الطائر الحر
Well-Known Member
توصلت دراسة حديثة إلى أن اتباع حمية معينة أدى إلى التخلص من داء السكري لدى المصابين به، وإلى تخلصهم من الأدوية، إذ لم يعودوا بحاجة لتناولها. فما هي هذه الحمية السحرية؟
وأجرى الدراسة باحثون من المملكة المتحدة منهم ديفيد أونوين، ونشرت في مجلة "بي إم جيه نيتريشن بريفينشين أند هيلث (BMJ Nutrition, Prevention & Health).
أما النظام الغذائي -الذي كشف العلماء أنه قادر على عكس (reverse) مرض السكري- فهو الحمية منخفضة الكربوهيدرات، حيث تناول المشاركون أقل من 130 غراما من الكربوهيدرات يوميا، وكان الجزء الأكبر من النظام الغذائي مكونا من الخضار والأسماك واللحوم ومنتجات الألبان كاملة الدسم والبيض والمكسرات والتوت berries.
وشملت الدراسة 199 شخصا، تتراوح أعمارهم بين 24 و91 عاما، وكان 128 من بينهم مصابين بداء السكري من النوع الثاني، في حين كان 71 مصابا بحالة ما قبل السكري. واتبع المشاركون نظاما غذائيا منخفض الكربوهيدرات لمدة 23 شهرا في المتوسط.
ونؤكد هنا أن معطيات الدراسة والنصائح للاسترشاد العام فقط وليست بديلا عن استشارة الطبيب، فلا توقف تناول أي علاج، واستشر طبيبك حول ما إذا كان يمكن للحمية منخفضة الكربوهيدرات مساعدتك على التحكم في مرض السكري.
السكري وما قبله
ما قبل السكري" (Prediabetes) حالة تعني أن مستوى سكر الدم لدى المصاب أقل من تشخيصه بالإصابة بداء السكري، لكنه في الوقت نفسه أعلى من المستوى الطبيعي. وعند عدم التعامل مع هذه الحالة فإن الشخص سوف يصاب بالسكري من النوع الثاني خلال 10 سنوات أو أقل.
والسكري من النوع الثاني مرض مزمن يحدث بسبب حدوث مقاومة لهرمون الإنسولين -المسؤول عن إدخال الغلوكوز للخلايا- مما يقود لتراكمه وارتفاعه في الدم، ويؤدي لمضاعفات كبيرة على صحة المريض.
وخطورة حالة "ما قبل السكري" تأتي من أنها تؤدي عادة -إذا لم يتم التعامل معها بشكل ملائم- للإصابة بالسكري من النوع الثاني، مما يعرض الشخص لمضاعفاته مثل العمى وبتر الأطراف وأمراض القلب وارتفاع الكوليسترول والسكتة الدماغية.
ووجد الباحثون أنه عند اتباع النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات، فإن مرضى السكري من النوع الثاني -والذين يتلقون العلاج- انخفض متوسط أوزانهم من 99.7 إلى 91.4 كيلوغراما، وانخفض متوسط السكر التراكمي HbA1c من 65.5 مليمول/مول إلى 48 مليمول/مول.
المعطى المهم هنا للغاية أن 46% من مرضى السكري من النوع الثاني لم يعودوا بحاجة لتعاطي الأدوية للسكري.
وفحص سكر الدم التراكمي أحد الفحوصات التي تجرى لتقييم مستوى الغلوكوز في الدم، وذلك لتشخيص الإصابة بالسكري وتقييم التحكم بسكر الدم لدى المصابين.
والاسم العلمي للفحص هو اختبار الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي (Glycated hemoglobin HbA1c, hemoglobin A1c) وأيضا يعرف باسم "اختبار خضاب الدم السكري".
والمستوى الطبيعي لسكر الدم التراكمي أقل من 42 مليمول/مول، أما المصابون بحالة ما قبل السكري فيكون لديهم سكر الدم التراكمي من 42 إلى 47 مليمول/مول، أما المصابون بهذا الداء فيكون لديهم 48 مليمول/مول.
الوصول للنسبة الطبيعية
أما بالنسبة للمرضى الذين يعانون مما قبل السكري واتبعوا حمية منخفضة الكربوهيدرات، فقد انخفض متوسط السكر التراكمي من 44 مليمول/مول إلى 39 مليمول/مول.
أما الاستنتاج المهم في هذه الفئة فهو أن 93% قد وصلوا إلى نسبة سكر الدم التراكمي الطبيعية.
ويعود الباحثون فيقولون إن دمج الحمية الغذائية منخفضة الكربوهيدرات للمرضى، الذين يعانون من السكري من النوع الثاني وما قبل السكري، أدى لحدوث تحسن بالوزن وسكر الدم التراكمي ودهون الدم وضغط الدم.
وتشير هذه النتائج إلى الحاجة إلى مزيد من الأبحاث التجريبية حول تأثيرات النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات -يقول الباحثون- والتحكم في نسبة السكر بالدم على المدى الطويل، مع تسجيل التأثيرات الجانبية للنتائج الصحية الأيضية الأخرى.
وأضاف الباحثون أنه بالنسبة لأولئك الذين يختارون نهجا غذائيا منخفض الكربوهيدرات لمدة 23 شهرا بالمتوسط ، من الممكن إيقاف الدواء (drug-free type 2 diabetes remission) بنسبة 46%.
وقالو أيضا "أظهر بحثنا أن المشاركين الذين بدؤوا بأسوأ مستويات سكر الدم التراكمي HbA1c شهدوا أكبر تحسن في السيطرة على مرض السكري".
ما هي الكربوهيدرات؟
الكربوهيدرات (النشويات) هي إحدى المجموعات الغذائية الرئيسية الثلاث (التي تشمل أيضا الدهون والبروتينات). وتعد النشويات أهم مصدر طاقة للجسم.
وتقسم الكربوهيدرات اعتمادا على تركيبها الكيميائي إلى:
البسيطة: مثل السكر الأبيض وسكر الفاكهة والسكر الأسمر والسكريات الموجودة بشكل طبيعي في الأطعمة مثل الفواكه والخضراوات والحليب ومنتجات الألبان والسكريات المضافة أثناء تجهيز الأغذية وتكريرها.
المعقدة: مثل خبز الحبوب الكاملة والحبوب والخضراوات النشوية مثل البطاطا والبقوليات، والخبز والأرز والمعكرونة.
ويقوم الجهاز الهضمي بهضم الكربوهيدرات وتحويلها إلى غلوكوز يستخدمه الجسم للطاقة بالخلايا والأنسجة، ويخزن أي سكر إضافي بالكبد والعضلات، كما يخزن الفائض أيضا في صورة دهون بالجسم.
وقد تناول المشاركون بالدراسة أقل من 130 غراما من الكربوهيدرات يوميا، مع التأكيد هنا أن الكربوهيدرات ليست سيئة بطبيعتها، إذ يحتاج الجسم إلى الغلوكوز للحصول على الطاقة، ولكن من المهم اختيار مصادر الطعام الغنية بالمغذيات.
ونقدم هنا حصصا من أغذية شائعة، تحتوي كل حصة على 15 غراما من الكربوهيدرات، لمساعدتك على حساب الكمية التي تأكلها يوميا:
قطعة صغيرة من الفاكهة
شريحة خبز واحدة
1/2 كوب من دقيق الشوفان المطبوخ
1/3 كوب معكرونة أو أرز مطبوخ
1/2 كوب من الفاصوليا السوداء أو غيرها من الخضار النشوية
1/4 بطاطا مخبوزة كبيرة
2/3 كوب زبادي خالي الدسم
1/2 كوب من الآيس كريم
6 قطع ناغتس الدجاج