“هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القاريء.. دون أي أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!
هذه الفقرة تهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيها لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف
انتهى حفل توزيع جوائز الفيفا، وذهبت كل جائزة إلى صاحبها، لكن الفكاهة مستمرة، لأن الحفل شهد العديد من التصريحات التي تستحق التوقف عندها، والتعلم منها.. بعد السخرية منا!
الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا كان حاضراً، رغم غياب خليفته لأسباب مجهولة.. ومعلومة! مارادونا صرح قائلاً: “أنا محبط بسبب غياب ميسي، لا يمكنه خوض معركة ضد أي شيء عن طريق مشاهدة التلفاز، لكن يمكنه أن يأتي إلى هنا ليحارب”! ما علاقة الأمر بالحرب والقتال؟! ميسي يعلم أنه سيأتي من أجل شيء واحد؛ التصفيق لرونالدو! ثم يسخر جمهور ريال مدريد من ذلك، كما سيسخر الجميع من بدلته! واللاعب الأرجنتيني يحب أن يمتع الجماهير، ولا يحب أن يضحكهم! فلماذا يأتي لينظر إليه الكثيرون كما ينظرون إلى المهرج؟!
مارادونا أضاف: “رونالدو فاز بالجائزة، بالتأكيد ليس لأن ميسي لم يحضر”! هذه معلومة في غاية الأهمية، وكنا في حاجة ماسة إلى معرفتها، حتى لا يختلط علينا الأمر! فنحن نعيش في عصر المؤامرات والاتهامات، وقد يظن البعض أن الجائزة ذهبت لرونالدو، لأن ميسي تعرض للاختطاف!
أما رونالدو الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم، فقد أطلق تصريحاً يقبل العديد من التفسيرات، حسب نوايانا وحسن ظننا، أو سوء ظننا! البرتغالي قال: “أشعر بالأسف لأن بعض الناس من برشلونة ليسوا معنا هنا، لكن ذلك شيء يمكن تفهمه”! رونالدو يشعر بالأسف فعلاً، لأن قيمة الجائزة لا تكتمل دون أن يشاهد ميسي يصفق له! أما لاعبو برشلونة الآخرين، فإنهم مشغولون بما هو أهم من تلك الحفلات التافهة، لأن لديهم مهمة جديدة؛ مهاجمة الحكام! يقود تلك المهمة الملحمية الزعيم بيكيه، أو مشروع الزعيم! فالمدافع الكتالوني يتعمد المبالغة في الدفاع عن فريقه، ويحاول تقمص دور البطل الذي يحمل لواء الدفاع عن القضية المقدسة، ويتصرف كما يتصرف الكثير من الناس، قبل ترشحهم في الانتخابات!
داني ألفيش كان له نصيب من التصريحات البليغة! البرازيلي انتقد غياب لاعبي برشلونة قائلاً: “كان عليهم الحضور للحفل، فهم مستعدون لمباراة الأربعاء ويمكنهم الحضور” لاعب يوفنتوس يريد حضور زملائه القدامى حتى لا يشعر بالوحدة! أضاف اللاعب: “شاهدت الكثير من اللون الأبيض (يقصد ريال مدريد)، وهو ما آلمني وضايقني كثيراً”، لماذا يضايقه رؤية لاعبى ريال مدريد؟ أين الروح الرياضية واحترام المنافس؟! هذه المبادئ يتمسك بها بعض الناس.. عندما يحتاجون إليها! لاعب برشلونة السابق يجب أن يكون سعيداً عندما يرى لاعبى الريال، لأنه سيتذكر انتصاراته عليهم، وسيتذكر مراوغته الشهيرة لرونالدو! لكن إذا كان الأمر مؤلماً بالفعل، فلماذا يريد ألفيش تواجد لاعبي برشلونة؟! هل يريدهم أن يتألموا مثله؟!
اللاعب واصل حديثه: “رونالدو استحق اللقب، صحيح أنني اخترت لاعباً آخر، لكني أرى أن فوزه كان مستحقاً”، تصريح يهدم مصداقية تلك الجوائز، إذا كان ألفيش يرى أن رونالدو يستحق الجائزة، فلماذا يختار لاعباً آخر؟! من الواضح أن الاختيارات لا تعبر عن آراء أصحابها، بل تعبر عن مشاعرهم! فهل يمكن أن نثق في تصويت يخضع للمشاعر؟!
نصل إلى تصريحات أفضل لاعبة في العالم، الأمريكية كارلي لويد، اللاعبة قالت: “بصراحة لم أكن أتوقع ذلك”، يجب أن تكون سعيدة.. لأنها ليست مثل رونالدو! فنجم ريال مدريد كان يعلم أنه الفائز قبل الحفل بأيام، وربما بشهور! وهذا يقتل جزءاً كبيراً من الفرحة، لكن مفاجأة الفوز لها مذاق خاص، لا يختلف كثيراً عن أهداف راموس!
اللاعبة أضافت: “لم أكن لأقف هنا دون مساعدة زملائي والجهاز الفني وكل من ساندوني”، سمعنا هذا التصريح كثيراً، كل من فاز بجائزة قال مثله، وكأن عدم قوله سيتسبب في بطلان شرعية الجائزة! لكننا لا نهتم بكرة القدم النسائية، ونسمع اسم أفضل لاعبة في العالم لأول مرة خلال حفل الفيفا، ثم ننساها، إلا إذا كانت جميلة!
