تعلم لغة لخطابك وليس لهجة 
قال تعالى { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَـٰكُم مِّن ذَكَرࣲ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَـٰكُمۡ شُعُوبࣰا وَقَبَاۤىِٕلَ لِتَعَارَفُوۤا۟ۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرࣱ }[سُورَةُ الحُجُرَاتِ: ١٣]
لكثير من الشعوب لغة خاصة بهم ولنتواصل معهم بشكل كامل ومفضل يُفترض بنا ان نتعلم لغتهم. في الخطاب الديني او الثقافي الذي تُريد ان تُوجهه للآخرين وتود منهم استماعه سواءً كُنت خطيب ديني او محاضر ثقافي او شخص يرغب بتقديم النصيحة والعلم للآخرين.
بالخصوص إذا كُنت شيخ ديني تبع حوزة معينة او مُحاضر ثقافي تبع جهة مُعينة. عليك ان تُحاول تتعلم لغة آخرى ﻷحد الشعوب لكي تُوصل لهم العلم والمعرفة التي تمتلكها.
فمن الخطأ ان تجد كل هؤلاء يسعون لتعلم لهجة مُعينة لكي يُقدموا الخطاب للآخرين ولا اعرف ما فائدة ذلك.
انت ابتعدت بذلك حتى عن لهجة ابناء منطقتك وتعلمت لهجة لدولة آخرى فما المردود المعرفي والثقافي لهذا الأمر ؟ وهذه مسؤولية كبيرة تقع على جانب الحوزات العلمية.
فحين يُسافر الإنسان لدول مُختلفة يجد الجهل الكبير بمذهب وتعاليم اهل البيت (عليهم السلام) وثقافتهم واخلاقهم.
والسبب ؟! ان غالبية الخطباء يتعلم لهجة حين يخطب ويُلقي المحاظرات وتُقدم المحاضرات غالباً بلغتين. ولكن اين الخطاب المُوجه للشعوب الآخرى بلغات العالم المُختلفة ؟
حتى المؤلفات باللغات الآخرى قليلة وغير متوفرة في كل المواقع وفي مواضيع جداً محدودة. اين الترجمة لكُتب الأخلاق والحديث وسيرة اهل البيت (عليهم السلام) وموافقهم ؟! حتى ﻷتباع المذهب الشيعي في بعض الدول التي لديهم لغات آخرى غير الإنجليزية او العربية ولا يتقنونها قد تجد تصرفاتهم ابداً لا تمت ﻷهل البيت بصلة او بعيدة عنهم. والسبب ؟! بأنه لا يُوجد خطاب ديني يُواجه لهم ويُعلمهم نهج وسيرة اهل البيت (عليهم السلام). فهل نتوقع من الشعوب الآخرى ان تتعلم اللغة العربية او الإنجليزية لكي تستمع خطابنا ؟!
تُوجد مسؤولية على الحوزات وطلبة العلم, فالأمر ليس مُجرد حفظ فقه قراءة مراثي وكم موضوع في المجالس الحسينية وتقديم الواجب للناس.
وعلينا تداول هذه الرسالة للشخصيات الدينية. يُفترض ان تمتلئ مواقع التواصل بالمحاضرات والسيرة واخلاق اهل البيت (عليهم السلام) في وسائل التواصل الإجتماعي وتزداد حركة الترجمة للكُتب.
فإذا قام اي شخص من اي دولة بكتابة مفردة شيعة او مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) او اسم من اسمائهم يجد كمية كبيرة من المعلومات عنهم. حتى نُغطي على الطابع السلبي الذي قد يجدونه حين يبحثون في محرك البحث بلغتهم.
ﻷن اعدائهم يسعون لتشويه صورتهم بوضع المقاطع والخطابات والصور التي تُشوه صورة اتباع مذهب اهل البيت (عليهم السلام). وللآسف يُوجد لدى الكثير نظرية خاطئة فبدل جذب الآخرين, تجدهم يُكرسون وقتهم للرد على شخصيات لا تستحق الرد وهذا اهدار للجهد والوقت. فبدل من اضاعة الوقت على هؤلاء لو خصصوا وقت لهم لتعلم لغة مُعينة لكي ينشروا علوم واخلاق وسيرة اهل البيت (عليهم السلام) لكان افضل بكثير. لدينا جميعاً تقصير ويجب ان نُصلحه وذلك بالتعلم وتداول امثال هذه الرسائل التي تُشخص الخلل وتقترح الحلول والعمل على ذلك. ولنتذكر بأن الخطاب الديني لا يقتصر على عقائد مُختلف فيها او شعائر او مراثي او طرح المرجعية التي يتبعها الخطيب.
قال تعالى (فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)[سورة الزمر 17 - 18]
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد
