أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

تفسير أيات سورة غافر

ناطق العبيدي

Well-Known Member
إنضم
16 نوفمبر 2013
المشاركات
5,189
مستوى التفاعل
1,631
النقاط
113
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
تفسير آيات - سورة غافر: الخلل في العقيدة يقابله خلل في السلوك
﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ﴾[سورة غافر الآية:69]
الإنسان له فكر, وله سلوك, لكن هناك تلازم ضروري, تلازم ضروري بين صحة العقيدة وبين استقامة السلوك, فكل خلل في العقيدة, يقابله خلل في السلوك, فهذا الذي يرفض الحق, يأبى أن ينصاع لله عز وجل, يجادل, يريد أن يكون الدين على هواه, يريد أن يحل بعض ما حرم الله, هذا الإنسان الذي يرد الحق ولا يقبله, ويناقش, ويجادل, دعك من كلامه, ودعك من حججه, ودعك من تفكيره, وانظر إلى سلوكه, (سلوكه)
﴿أَنَّى يُصْرَفُونَ﴾[سورة غافر الآية:69]
﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ﴾[سورة الماعون الآية:1]
﴿فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ﴾[سورة الماعون الآية:2]
﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ﴾[سورة القصص الآية:50]
يعني: أنت أريح لك تترك مناقشته, وتراقب سلوكه, انظر تعامله المادي, انظر علاقاته الاجتماعية؛ أين يسهر؟ مع من يخالط؟ كيف ذمته؟ فانحراف سلوكه دليل انحراف عقيدته:
﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ﴾[سورة غافر الآية:69]
معنى المجادلة هنا: الإنسان إذا أوتي الفكر, أو هذا الذكاء, أصر على شهواته, يستخدم هذا الفكر, لا ليدله على الحق, بل ليبرر سلوكه, فالنقاش نوعان؛ نوع تبريري: كل إنسان الله آتاه فكر, وكان عنده ذكاء عال, هذا الذكاء يستخدمه لتبرير سلوكه, دعك من أفكاره, ومن حججه, ومن آرائه, وانظر إلى أعماله, أعماله الدنيئة تدل على فكره السقيم. في آية أخرى:﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى﴾[سورة العلق الآية:9]
﴿عَبْداً إِذَا صَلَّى﴾[سورة العلق الآية:10]
انتهت الآية, يعني انظر إلى علاقاته المالية لا يوجد ذمة, انظر إلى علاقاته الاجتماعية لا يوجد عنده وفاء, لا يوجد عنده عفة, مستعد يفعل كل شيء, فهذه الآية تبين التلازم الضروري بين صحة الفكر وصحة العقيدة, وبين صحة السلوك, فإذا التبس عليك الأمر, أعطاك حجة قوية, أو طعن, طعن, ما تمكنت ترد عليه, دعك من فكره, وانظر إلى عمله, عمله السيء دليل فكره السقيم:
﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ﴾[سورة الماعون الآية:1]
﴿فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ﴾[سورة الماعون الآية:2]
هذه الآية, وعدة آيات في كتاب الله تبين هذا التلازم الضروري: بين صحة الفكر وسلامة العقيدة, وبين سلامة الأسلوب أو انحراف الأسلوب, يوجد آية وحيدة في كتاب الله, لأن كتاب الله -كما تعلمون- مثاني, الآية تنثني على أختها فتفسرها, في آيات كثيرة جداً يُعزى فيها الإضلال إلى الله:
﴿يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾[سورة النحل الآية:93]
﴿وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴾[سورة الرعد الآية:33]
هذه الآية, هذه تبين ما هو الضلال الذي يضله الله عز وجل. يقول الله عز وجل:
﴿الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾[سورة غافر الآية:70]
هذه الآية اثنان وسبعون:﴿إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ﴾[سورة غافر الآية:71]
﴿فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ﴾[سورة غافر الآية:72]
﴿ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ﴾[سورة غافر الآية:73]
أين الأصنام التي عبدتموها من دون الله؟ أين فلان وعلان الذي ألهتموه في الدنيا؟ أين زيد أو عبيد الذي عصيتم الله من أجل إرضائه؟:﴿أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ﴾[سورة غافر الآية:73]
﴿مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا﴾
-أين هم هؤلاء الذين عبدتموهم؟ أين هم الآن؟ دعوهم كي ينجوكم من هذا العذاب-:
﴿ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئاً﴾
-هذا الذي عبدوه طوال حياتهم, إن كان صنماً, أو شخصاً, أو رجلاً. قال-:
﴿ بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئاً ﴾
-طلع لا شيء, ولم يطلع أقل مما يتصورون.
أحياناً الإنسان: يكون هذا الشيء عنده كبير, ثم يبدو له أصغر مما يتصور, لا شيء إطلاقاً, لا شيء, يعني إنسان معه مليون, أنت تظن معه مئة مليون, طلع معه مليون, ما معه ولا قرش, نعم-:
﴿ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئاً ﴾
-الآن-:﴿ كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ﴾[سورة غافر الآية:74]
يعني: الله جل جلاله يضل عن شركائه, لا عن ذاته, يضل عن شركائه, وهذا الشيء ثابت في أي لحظة, تتوهم: أن فلان أو علان, زيد أو عبيد, يقدر يخلصك, أو ينجيك, الله عز وجل يخيب أملك فيه حتى تتركه, وهذا هو الشرك الذي ربنا عز وجل يعالجه, كلما ارتكيت على إنسان, واعتمدت على إنسان, وقلت: فلان صاحبي, وفلان يده طايلة, الله عز وجل يلهمه يتخلى عنك, يسيره, لا أقول: يلهمه, يسيره, يتخلى عنك:
﴿قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا﴾-الله قال-:﴿ كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ﴾[سورة غافر الآية:74]
فإذا عزي الإضلال إلى الله, فهو الإضلال عن شركائه, لا عن ذاته, أو إذا عزي الإضلال إلى الله, فهو الإضلال الجزائي المبني على الضلال الاختياري.
يعني: دائماً الإنسان حسن الظن بالله ثمن الجنة, ولا تستقيم العقيدة, إلا إذا جاء القرآن متناسق. الله قال:
﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾[سورة الأعراف الآية:180]
﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾[سورة الأعراف الآية:180]
أسماؤه كلها حسنى, فإذا قلنا: إنه مضل, يعني يضل عن شركائه, لا عن ذاته, يعني الخير كله عند الله, والسعادة كلها عنده, والجنة عنده, والحياة بيده, والممات بيده, فلما الإنسان يتجه لغيره, رحمة الله به تقتضي أن يصرفه عن هذا الشريك إلى ذاته, فغيره يخيب له ظنه, يكون لئيم معه.
يعني أحياناً الإنسان: إذا كان عبد غير الله عز وجل, أو علق آماله بغير الله, هذا الإنسان يا ضعيف, يا لئيم, إما أن يمتنع عن خدمتك لضعفه, أو يكون قوي, لكن للؤمه, بالحالتين ما استفدت منه, فهذا الشرك الذي ربنا عز وجل يعالجه بهذه الطريقة, كلما الإنسان اتجه لغير الله:
﴿قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئاً﴾[سورة غافر الآية:74]
النقطة الدقيقة: أنه ما كان يظنه بحجم, وبدا له أقل, طلع لا شيء.
يعني لما النبي الكريم قال:((الدُّعاءُ مُخُّ العبادةِ))[أخرجه الترمذي عن أنس بن مالك]
ممكن نحن وهذا علم نادر جداً, وأشار له ابن القيم: أن أعلى أنواع العلم: أن تكتشف هذه الأحاديث الشريفة, أين أصلها في القرآن الكريم؟ لما النبي قال((الدعاء مخ العبادة))
يعني أعظم شيء في العبادة: أن تدعو الله, والإنسان بالصلاة يدعو الله, الصلاة دعاء, وفي الصيام له دعوة عند إفطاره مستجابة, قبل أن يأكل: ادع الله, إذا الإنسان ذهب للحج, أول ما تقع عينه على الكعبة, له دعوة مستجابة, والطواف في دعاء, كله دعاء, والسعي دعاء, والوقوف بعرفة دعاء, ومن دعاء الحج كله دعاء, والصيام دعاء, والصلاة دعاء, وإذا الإنسان زكى في دعاء خاص, وفي أدعية للنبي مأثورة, فمن أين جاب النبي:الدعاء مخ العبادة))﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾
-انظر-:﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي ﴾[سورة غافر الآية:60]
هذه أساساً: ادعوني, والذي يتكبر عن دعائي. قال لك:﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي ﴾[سورة غافر الآية:60]
فنحن الكلمة المناسبة حسب السياق هو الدعاء, فربنا حذفها, حل محلها العبادة, معناها: الدعاء هو العبادة, أو الدعاء مخ العبادة, والدعاء أعلى مستوى في العبادة.
انظر: لما الإنسان يكون واقع تحت ضيق, له عند الله حاجة, يكون اتصاله بالله مكثف؛ في حرارة, في ضرورة, في التجاء, لذلك: ربنا عز وجل لما يضعف, يضعف الصدق في الدعاء, تأتي مشكلة, هذه تسوقك إلى باب الله, فالإنسان البطل الذي يدعو بحرارة, دائماً هو في أمن: يعني يا رب عفوك ورضاك مثلاً, يا رب استرنا بسترك الجميل, يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث, فالإنسان وهو في بحبوحة: عليه أن يدعو بحرارة, وإلا تأتي الحرارة من مشكلة, لذلك:﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾[سورة غافر الآية:60]
وفي كلمة لطيفة: أن الله سبحانه وتعالى ما أمرك أن تدعوه, إلا ليستجيب لك, يعني يوجد أناس عنده يأس من الدعاء, أن الله عز وجل لا يستجيب, لكن الله عز وجل له قوانين في الدعاء. قال لك:
﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾[سورة الأعراف الآية:55]
يعني: أنا لا أستجيب لمن يعتدي على خلقي, إذا كان يوجد لك عدوان, آكل مال حرام, معتدي , في تطاول, أد ما دعيت بفصاحة وببلاغة, وأتيت بأدعية مأثورة, الله لا يستجيب لها:
﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾[سورة الأعراف الآية:55]
هذا المعتدي لا يستجيب له, من آيات الله الدالة على عظمته:﴿اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً﴾
-انظر البناء, صار له أربعمئة, خمسمئة هذا البناء, ما فيه شق, لو في اهتزاز بسيط جداً, لظهرت الشقوق على........ الأرض تدور حول نفسها, وتدور حول الشمس, وتنطلق بسرعات هائلة, استقرار تام, والذي يؤكد هذا الاستقرار: الزلزال, كيف الزلزال يخرب مدن بأكملها؟ طيب: استقرار الأرض, هذه من نعم الله الكبرى-:﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً﴾
-يعني: رغم الحركة في استقرار, في سكون متحرك, أو حركة ساكنة, الآن: السيارة تهتز, الطائرة تهتز, لكن أحياناً الطائرة: يكون الجو لطيف, والطائرة جيدة جداً, تجد كأنها واقفة, لولا أنه في صوت, أو في سحب تحت, تكون تشعر بالحركة, تشعر كأنها واقفة, فالحركة مع السكون, هذا شيء راق جداً, الله جعل الأرض قرار, يعني كان تهتز, لا يصبح في بناء, لو اهتزاز دائم, ما دام في حركة, في اهتزاز, لو في اهتزاز, ما في بناء, كل شيء يتصدع.
المعنى الثاني: أن كل شيء تمسكه يقع, معنى في جاذبية, لولا الجاذبية: ما استقر عليها شيء, الجو ثقيل, لأنه في جاذبية, لو ألغيت الجاذبية, ما استقر حجر على حجر, ضع الحجر يطير, أما في أشياء لها وزن, ما هو الوزن؟ هو قوة جذب الأرض للأشياء؛ فأولاً: الجذب يعمل استقرار, ثانياً: الحركة مستقرة-:
﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ﴾[سورة غافر الآية:64]
يعني: الإنسان لو دقق, أن أي مركبة تُصنع كل عام في تطوير, تطوير, من أجل أن تعرف كيف تم التطوير؟
انظر مركبة عمرها مئة سنة, صنع ألف وتسعمئة مثلاً, وراقبها مع مركبة حديثة جداً, تجد الشيء لا يصدق, التطوير الذي صار, لكن خلق الإنسان ما أصابه تطوير أبداً.
هذه النقطة الدقيقة: أن الله خبرته قديمة, لأن خبرته قديمة, ليست مستحدثة, لذلك: لا يطرأ على خلقه تعديل إطلاقاً
 

mohammed.shams

نائب الادارة
طاقم الإدارة
إنضم
31 يناير 2017
المشاركات
2,289,131
مستوى التفاعل
47,683
النقاط
113
شكرا للجهود المبذولة
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )