أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

تفسير أيات سورة هود

ناطق العبيدي

Well-Known Member
إنضم
16 نوفمبر 2013
المشاركات
5,184
مستوى التفاعل
1,631
النقاط
113
تفسير آيات - سورة هود -: قصة سيدنا شعيب .

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الأخوة الكرام:
لا شك أن لله جل جلاله حكماً كثيرة من ذكر قصص الأنبياء, إنهم قدوة لنا, وإنما جرى في حياتهم دروس بليغة لنا, فهذا شعيب -عليه السلام- يقول:
﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ﴾ -في لطيفة للعلماء:
((أنه ذكر الله نقص المكيال والميزان))
كنموذج: يعني أية معصية يرتكبها الإنسان بخلاف منهج الله عز وجل, هذه توجب تأديبه-:
﴿وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ﴾
[سورة هود الآية:84]
العلماء فسروا كلمة خير: يعني توافر المواد, ورخص الأسعار.
كلكم يرى أو يسمع, كيف أن هناك ألوفاً مؤلفة, تدع بلادها, وتنزح في العراء, وتنام تحت الخيام, ويموت بعضها جوعاً وبرداً, فما دام الإنسان في مأواه, وفي بلده, وفي بحبوحة , ومعه قوت يومه, ولا يوجد عنده مشكلة, فمعناها نحن بخير, فإذا ارتكبنا معصية, كأننا نقول: يا ربي دمرنا, هذا لسان حالنا:
﴿وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ﴾
[سورة هود الآية:84]
يعني: هذا الخير لا يدوم مع إنقاص المكيال والميزان, هذا الخير لا يدوم مع إنقاص المكيال والميزان, هذا درس, أنت ببحبوحة, تسكن بمأوى, صحتك طيبة, عندك زوجة وأولاد, أنت معناها بخير, كرامتك موفورة, ابنك بحجرك, ابنتك لا يوجد عندها مشكلة, معك قوت يومك, أنت بخير, معافى, فلو أن هناك معصية أصررت عليها, وأقررت
عليها, كأن هذه المعصية تنذر بزوال هذه النعم.
وفي أدعية النبي -عليه الصلاة والسلام-:
((اللهم إنا نعوذ بك من فجأة نقمتك, وتحول عافيتك, وجميع سخطك, لك العتبى حتى ترضى))
أحيان: تأتي المصيبة مفاجئة:
﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾
[سورة الشورى الآية:30]

﴿وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾
[سورة هود الآية:85]
الآن دقق:
﴿بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ﴾
[سورة هود الآية:86]
ما في شيء الله أودعه فينا, إلا له منهج صحيح, له حركة سليمة, له منطقة مباحة, له قناة نظيفة, فهذه القناة, وهذه المنطقة, وهذا الحيز, وهذا المنهج, هذا يكفي لك من المرأة امرأتك زوجتك, ولك أن تنظر إلى محارمك, لكن ليس لك أن تملأ عينيك من امرأة لا تحل لك, أنت تجاوزت الحد, لك أن تأخذ المال الحلال, وأن تنفقه في المال الحلال, هذا ليس لك, لكن ليس لك أن تأكل المال الحرام, وأن تنفقه في معاصي الله. كلمة:
﴿بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ﴾
[سورة هود الآية:86]
يعني: ما أباح الله لكم من كل شهوة أودعها فيكم, هذا يكفيكم, وبتقدير خالق الكون, بتقدير العليم الخبير:
﴿قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا﴾
-انظر التقاليد والعادات هم يعبدونها-:
﴿أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ﴾
-هذه حرية, نحن أحرار, أنت حر, لكن حر ضمن منهج الله عز وجل, الله عز وجل أعطاك حرية الحركة, لكن ضمن حدود, أما إذا اعتديت على من عند الآخرين بدافع الحرية, فهذا يوجب العقاب-:
﴿إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ﴾
[سورة هود الآية:87]
﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾
[سورة هود الآية:88]
﴿وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ﴾
-يعني: إذا أنت متألم من إنسان مؤمن, هذا الألم يمنع عند تأديب الله عز وجل, إن حقدت على جهة تدعو إلى الله, هذا الحقد يمنعك من عذاب الله؟:
لا يحملنكم شقاقي أن تخالفوا منهج الله.
يعني: هذا الشيء واقع, أنت زوجة لها زوج يعاملها بقسوة بالغة, فأصبحت تعصي الله نكاية به, يعني إذا شفت صدرها من زوجها, وعصت ربها, هذا يمنعها من أن تؤدب من الله عز وجل؟
يعني: نقطة دقيقة جداً. و-:
﴿لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ﴾
سورة هود الآية:89]
ثم يقول له قومه:
﴿يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ﴾
[سورة هود الآية:90]
يعني: الإنسان قد لا ينتبه, قد يؤثر مصلحته, ولو تمكن لأطفأ نور الله عز وجل كما يدعي هو, فيعني: قد تقف موقف في خندق المنافقين:
﴿وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ﴾
[سورة هود الآية:90]
يعني: لا قيمة عندنا كرسول, لكن نحن عملنا حسابات, في معادلات معقدة, فما قربنا عليك لا حباً بك, ولا خوفاً من الله, ولكن لمصلحة نريدها, وهذه سياسة أهل الأرض الآن, يتخذون قراراً لا طاعة لله, ولا حباً به, ولكن انطلاقاً من مصالحهم فقط, فقد تسمح لهم مصالحهم أن يبطشوا بالمؤمنين, وقد تسمح لهم مصالحهم أن يدعموهم, ليكونوا ضد أعداء لهم, هكذا يصدق العالم كله:
﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيّاً إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾
[سورة هود الآية:92]
﴿وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ﴾
[سورة هود الآية:93]
العبرة للمستقبل, الأمور تتحرك, يصعد أناس, ويسقط أناس, ولا تستقر الأمور إلا على الحق:
﴿وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ﴾
[سورة القمر الآية:3]
فالعبرة بالنهاية, العبرة لمن يضحك أخيراً.
قال بعضهم:
((الذي يضحك أولاً يضحك قليلاً, والذي يضحك آخراً يضحك كثيراً))
العبرة: أن تضحك آخر الناس, حينما ترى لك مقعد صدق عند الله عز وجل, وحينما ترى أنك جئت إلى الدنيا وعرفت حقيقتها, وجئت إلى الدنيا وعرفت حقيقة نفسك, وجئت إلى الدنيا وعرفت أن العمل الصالح هو كل شيء.
أخواننا الكرام, يعني: إذا الإنسان أحياناً يركز, إذا ركز على بيته يتفوق, يربي أولاده أعلى تربية, يضبط أموره, وإذا ركز على عمله يتفوق, والبطولة: أن تركز على الجهتين معاً ؛ على بيتك, وعلى عملك, وإذا ركز على أمور أخرى يتفوق.
الآن: حال المسلمين: أنهم يركزون على الدنيا, فإذا شددوا عليها, وركزوا عليها, وانصرفوا إليها, لا أقول: هم يعصون الله, لكن في المباحات, ما الذي يحصل؟ إذا وازنوا أحوالهم مع أحوال أهل الدنيا يتضاءلون, أما لو أنهم ركزوا على الآخرة, لكانوا في حال آخر , هذه تريد جرأة, يجب أن تحاسب نفسك حساباً عسيراً, يوجد آخرة أو لا يوجد؟ إذا لست متأكداً, هذا ليس إيمان, الإيمان:
﴿ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا﴾
[سورة الحجرات الآية:15]
لكن قال:
زعم المنجم والطبيب كلاهما لا تبعث الأموات قلت إليكما
إن صح قولكـما فلست بخاسر أو صح قولي فالخسار عليكما
ليس هذا هو الإيمان, المؤمن لا يرتاب, فأنت تريد سؤال دقيق جداً: يوجد آخرة إلى الأبد أم لا يوجد؟ إذا يوجد ينبغي أن تعمل لها, وأن تنقل اهتماماتك إليها, وأن يمتلىء يومك بأعمال صالحة من أجل الآخرة, عندئذ تعيش حياة لا توصف من السعادة, لأنك أهملت الدنيا.
((إن أسعد الناس في الدنيا أرغبهم عنها, وأشقاهم فيها أرغبهم فيها))
((وأوحى ربك إلى الدنيا: أنه من خدمك فاستخدميه, ومن خدمني فاخدميه
يعني: هذه بالتعبير العامي:
((الدنيا تقهر))
متى الإنسان يعني يريد أن يرتاح؟ بعد ما نضج, يكون عنده خمسون مشكلة.
شخص أحب أن ينتحر, -هكذا قصة رمزية-, لكن لها معنى عميق جداً, فجاءه ملك الموت, قال له: لا تنتحر, طبعاً: لضيق ذات يده, قال له: اعمل طبيب, فدله, إذا جئت إلى مريض, ورأيتني عند رأسه, فهو سيموت قطعاً, فابتعد عنه ولا تعالجه, واهرب, أما إن رأيتني عند قدميه, هذا ليس مرض الموت, سوف يُشفى, أي شيء تصفه له سوف يشفى, فهذا أتى بسوائل لونها, وحقيبة, يجد ملك الموت عند رأسه يعتذر, هذا ليس اختصاصي, يجده عند قدميه يعالج, ذاع صيته, وتألق نجمه, واشتهر كثيراً, وصار ببحبوحة كثيرة, وشكر الله الذي جاءه ملك الموت في الوقت المناسب, ومنعه أن ينتحر, فلمع نجمه, فإذا بابنة الملك تمرض, والملك جعل لمن يشفي ابنته أن يتزوجها, وأن يكون ولي العهد, فهذا جاء, طبعاً: صار مشهوراً جداً, وجده ملك الموت واقف عند قدمي ابنة الملك, قال: ملكنا كل شيء, عالجها وطابت, وعقد زواجه على ابنة الملك, وصار ولي العهد, ويوم التتويج جاءه ملك الموت: تفضل معي, قال له: الآن!؟ قال له: الآن, مشكلة والله, قال له: والله وقتها أهون كان.
فالإنسان يصل إلى أعلى درجة شرف, هذا نراه كل يوم بأعيننا, تجد إنسان بعد ما استقر, وأمن دخل كبير, وبيت رائع جداً, ومكانة, تجده جاءه ملك الموت: تفضل على باب صغير, على مثواه الأخير.
فأنا أقول كلمة: هل أنت متأكد مئة بالمئة أن هناك بعد الموت حياة إلى الأبد؟
((فو الذي نفس محمد بيده, ما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار))
فإذا كان الكلام صحيح, متأكد منه, كل يوم تمضي دون أن تعمل فيه عملاً صالحاً, فهو خسارة. قال تعالى:
﴿وَالْعَصْرِ﴾
[سورة العصر الآية:1]
﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾
[سورة العصر الآية:2]
-والعصر: مضي الزمن يستهلكه-:
﴿إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾
[سورة العصر الآية:3]
لذلك: من بعض الأدعية المأثورة:
((لا بورك لي في طلوع شمس يوم لم أزدد فيه من الله علما, ولا بورك لي في شمس يوم لم أزدد فيه من الله قربا))
فالقضية مصيرية؛ تقرأ كتاب سخيف, تتثاءب وتنام, تقرأ كتاب خطير, تبدأ بعد قراءة الكتاب متاعبك, فنحن أمام امتحان صعب, في مغادرة بلا عودة, وهذه المغادرة لا نعلم متى؟
يعني: سبحان الله! في هذه الأيام شاب في الرابعة والثلاثين, شاب في الواحدة والأربعين.
البارح من أخواننا, أحد المحامين توفاه الله عز وجل, ثلاثة وأربعون عمره بحادث, صلي عليه في المسجد, لكن كان صالح فيما أعلم, كان له طلب علم جيد جداً, وكان فيما أعلم صالح؛ لكن ثلاث وأربعون, وأربع وثلاثون, واثنان وثلاثون, وواحد وثلاثون, سبع وعشرون مغادرة, فمتى تسعد؟
حينما تشعر أنه لو جاء ملك الموت, في عندك شيء, أنت معك رصيد, معك شيء للآخرة:
﴿أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ﴾
[سورة النجم الآية:59]
﴿وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ﴾
[سورة النجم الآية:60]
﴿وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ﴾
[سورة النجم الآية:61
 

قيصر الحب

::اصدقاء المنتدى و اعلى المشاركين ::
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
369,315
مستوى التفاعل
3,191
النقاط
113
جزاك الله خيـر

بارك الله في جهودك

وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعا الله وإياك بما تقدمه
 

ناطق العبيدي

Well-Known Member
إنضم
16 نوفمبر 2013
المشاركات
5,184
مستوى التفاعل
1,631
النقاط
113
جزاك الله خيـر

بارك الله في جهودك

وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعا الله وإياك بما تقدمه


والأروع مرورك من هنا .....بأبهى العبارات
ممنون لك بذلك أخي العزيز
سلامي وودي
 

الرااااكد

رئيس قسم الاقسام الاخبارية
طاقم الإدارة
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
313,171
مستوى التفاعل
44,369
النقاط
113
جزاك الله خير
اخي الغالي ناطق
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )