ناطق العبيدي
Well-Known Member
- إنضم
- 16 نوفمبر 2013
- المشاركات
- 5,184
- مستوى التفاعل
- 1,631
- النقاط
- 113
﴿ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31)﴾
أيْ أنَّ اسم الله (العدل) لابدَّ من أن يحقَّق، لابدَّ من تسوية الحِسابات، لابدَّ من يوم الدين، لابدَّ من يوم الدَيْنونة، لابدَّ من يوم الجزاء، لابدَّ من يومٍ تسوَّى فيه الحُقوق، لابدَّ من يومٍ يضعف القوي ويقوى الضعيف، لابدَّ من يومٍ يُكَرَّم المُحسن ويعاقب المسيء.
أما في الدنيا الأوراق مختلطة، قد يكرَّم المسيء ويعاقب المحسن، قد يخوَّن الأمين ويؤْتَمن الخائن، قد يكذَّب الصادق ويصدَّق الكاذب، قد يرتفع الفاسق ويختفي المستقيم، بالدنيا الأوراق مختلطة، لكن لابدَّ من يومٍ تسوَّى فيه الحسابات.
واللهِ لولا هذا اليوم ـ لولا يوم الدين ـ الحياة لا تُحْتَمَل، لولا يوم الدين فبطن الأرض للإنسان خيرٌ له من ظهرها، ولكن يوجد يوم تسوَّى فيه الحقوق فاطمئنوا، أي:﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ﴾ سورة الزلزلة: آية " 7 "
ـ قال له: " عظني ولا تطل ". فتلى عليه النبي هذه الآية.
ـ فقال: كفيت. أعرابيٌ اكتفى بآيةٍ واحدة.
ـ فقال عليه الصلاة والسلام: " فقُهَ الرجل ".
فأكبر شيءٍ يسلي، ويعزي، ويريِّح، ويطمئن أن الله موجود وسيحاسب الخَلْقَ جميعاً، إنسان هكذا لنزوة طارئة يعطي أمر بإلقاء قنبلة ذرية بهيروشيما، فيُذهِب ثلاثمائة ألف في أربع ثوانٍ، هكذا ؟ ثلاثمائة ألف إنسان تدمَّروا واحترقوا والأمر يمشي هكذا ؟ إنسان عايش على أنقاض الآخرين، دوَل عُظمى تطعم كلابها من اللحم ما لا تأكله شعوب الأرض، فترى غنى يفوق حد الخيال، وترى شعوب تموت من الجوع، وتنتهي الحياة هكذا ؟! إنسان يكيد، قال:﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ(46( سورة إبراهيم
هؤلاء المُنْقطعون عن الله عزَّ وجل مستعدون أن يعيشوا وحدهم، الآن توجد أخبار مزعجة أن هناك شركات أدوية، تجرِّب الدواء على البشر في إفريقيا، كانوا يجرِّبوه على القوارِض، الآن على البشر يجربوه، لا يهم إذا فتك الدواء بمائة إنسان، أو بألف إنسان فلا يهم، يبعثوا الدواء ويروا نتائجه، يا ترى كان مسرطن، لأن التجربة على الإنسان أسرع.
وهل من الممكن لإنسان أن يسرق طفل، ويأخذ عينيه، فيبيعهم لبنك العيون، يأخذ كليتاه ثم يلقيه في الحفرة. هناك قصص عن جرائم العالم العقل لا يصدقها، والإله لا يتحرَّك ؟! تنتهي الحياة هكذا ؟ مستحيل، لابدَّ من يومٍ تسوَّى فيه الحسابات.
دولة فقيرة فيها حرب أهليَّة، أرسلوا لها باخرة مساعدات غذائية، نصف الباخرة نفايات ذرية أُلقيت في شاطئها، شعب يقاتل بعضه البعض، وهولا ليفه شيء، أرسوا له باخرة مواد غذائية، نصف الباخرة نفايات ذرية أُلقيت في سواحل الصومال، الذي أمر بهذا لن يعاقب ؟ لن يحاسب ؟ فقضية الآخرة يجب أن نؤمن بها إيماننا بوجود الله عزَّ وجل، الآخرة تريِّح، أنت ارضِ الإله، واستقم على أمره ولا تعبأ بشيءٍ آخر.﴿ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31)
هناك توجيه إلهي آخر:﴿ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ﴾سورة النجم: آية " 32 "
فالإنسان كلما قلل من كلمة (أنا) يكون أرقى عند الله، وقدوتنا في هذا يوسف عليه السلام﴿ وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ(33)سورة يوسف
كن مفتقراً إلى الله، بالافتقار ترقى، أنت حينما تقول: الله، يتولاَّك الله، إذا قلت: أنا. يتخلى الله عنك..﴿ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32)
فأجمل كلمة قالها سيدنا الصديق عندما مدحه أُناس، قال: " اللهمَّ أنت أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهمَّ حقِّق فيَّ ما يقولون، واغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون ".وهناك رواية ثانية: " واجعلني خيراً مما يقولون ". حقق، واجعلني خيراً مما يقولون، واغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون. فالحياة كلها أدب مع الله.قال له: " يا بني نحن إلى أدبك أحوج منا إلى علمك ". فالأدب مع الله أعلى درجة بالإيمان..﴿ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32)
توجد آيتان مؤثرتان، الآية الأولى:﴿ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا﴾ سورة ص: آية " 44 " )
عندما يصاب الإنسان بمصيبة ويصبر، ويحتسب، ويرضى عن الله، ولا يشكو هذه المصيبة لأحد، هذا يرقى عند الله. والآية الثانية هذه:﴿ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37)سورة النجم
﴿وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ﴾سورة الأعراف: آية " 102 " ﴿ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37)
إذا الإنسان عاهد الله ووفَّى بالعهد يرقى عند الله. المبدأ الأساسي في القرآن:﴿ أَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾
لا يوجد إنسان يُحاسب عن إنسان، ولا في إنسان يتحمَّل شر إنسان، ولا في إنسان يتحمل وِزر إنسان، ولا في إنسان يعاقب ولا يد له في المشكلة، الله عزَّ وجل يحاسب كلاً على حدى، حتى لو كان الابن من زنا، فهو ليس له علاقة..
﴿ أَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾أيْ أنَّ ذنب أمه وأبيه لا يلحقانه، هو بريء، على الفطرة..﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39)
هذه الآية هي أصل في الدين، أيْ لا يمكن إنسان يعمل عمل عن إنسان، لو فرضنا شخص مريض واستحق الدواء، لو شرب صديقه هذا الدواء هل يُشفى المريض ؟ لا يمكن إلا أن تأخذ الدواء أنت..﴿ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41)﴾
أنا أقول ثلاث كلمات: إن علمت أن الله موجود، ويعلم، وسيحاسب، وسيعاقب، لا يمكن تعصيه. موجود، ويعلم، وسيحاسب، وسيعاقب..﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41)
الآن:﴿ وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43)
كل واحد منكم إذا كان جالس مع أصدقائه، مع إخوانه، مع جيرانه، مع أولاده، مع زوجته فضحكوا، يجب أن تذوب شكر لله أن سمح لك أن تضحك، لأنه ليس لديك مشكلة، لا توجد مشكلة كبيرة، لا يوجد بيت لا يوجد فيه مشكلة ولكن لا توجد مشكلة كبيرة، أما لو جاء مرض عضال للبيت لم يعد هناك ضحك إطلاقاً، لو صار إفلاس كامل، لو إنسان فقد حريته كلياً، لو فقد أعز أحبابه انتهى الضَحِك، أما ربنا يقول لك: عندما تضحك أنا سمحت لك..﴿ وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43)
مادام سمح لك أن تضحك معنى هذا أن الله عزَّ وجل كرَّمك..﴿ وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43) وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (44) وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46)
يوجد حكم شرعي ـ سأله الأخ شادي الله يجزيه الخير ـ لو فرضنا انتهت القراءة بآية سجدة، الركوع والسجود وحده يكفي، وصلنا ( وأنتم سامدون فاسجدوا لله واعبدوه ) نركع ونسجد كالعادة، لا يوجد حاجة نسجد ثم نقف ونقرأ كلمة واحدة من سورة ثانية ونتابع. الحكم الشرعي: أنك إذا أنهيت قراءتك بآية سجدةٍ فركوع الركعة وسجودها يجزءان عن سجود التلاوة.
مراجعة وتنسيق ناطق ابراهيم العبيدي