ناطق العبيدي
Well-Known Member
- إنضم
- 16 نوفمبر 2013
- المشاركات
- 5,184
- مستوى التفاعل
- 1,631
- النقاط
- 113
فالحرام ما حرمه الله، والحلال ما أحله الله، وفي عندنا أمر تنظيمي، وعندنا أمر تشريعي، وفرقٌ كبيرٌ بينهما، فالرُماةُ في أُحُد حينما عصوا أمر رسول الله، النبي صلى عليهم، العلماء قالوا: إنهم لم يعصوا أمراً تشريعاً، ولكنهم عصوا أمراً تنظيمياً، فالمعصية التي يحاسب عليها الإنسان هي معصيةٌ تشريعية، فالله شرع الحلال، والحرام حرَّمه، فحينما تقع في حرام فهذه معصية، أما إنسان قال لك: اطلع من هذا الباب، فطلعت من الباب الآخر، فهذا أمر تنظيمي، طبعاً الأولى أن تطبِّق التوجيهات، أنا إذا إنسان طلع من باب خلاف الباب الذي أعطي توجيه ليس شرب خمر، هذه غير تلك، فلذلك:
﴿ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ﴾
( سورة الممتحنة: آية " 12 " )
المعصية التي تُسَمَّى معصية عند الله فيما هو معروف، وأجمل ما في كلمة معروف أن الفِطَرَ السليمة تعرفه بداهةً ز
في العالم الغربي عندهم بالقضاء هيأة اسمها هيأة المحلفين، فإذا حدثت جريمة، يأخذون من الطريق عشرة أشخاص، من عامة الناس، قد يكون واحد أُمِّي، قد يكون واحد بأي حرفة، يعرضون عليهم وقائع الجريمة، في شيء اسمه فطرة، في شيء اسمه حِس مباشر، حاسة سادسة، فالفَطَر السليمة تعرف الحق، والعقول السليمة تعرف الحق.
فقد سمعت حينما كنت في سفرتي الأخيرة، الآن صار نوع من التأمين بالعالم الغربي جديد اسمه تأمين تعاوني، هذا هو الحق، فرضاً مائة طبيب، والطبيب هناك مُعَرَّض إذا أقيمت دعوى عليه بخطأ ارتكبه مع مريض، أن يدفع مبلغاً قد يكون خمسين مليون دولار، فشيء فوق طاقته، لا بيته يكفي، ولا مركبته ولا كل ممتلكاته، ففي خطر كبير جداً، شركات التأمين تأخذ مبالغ خيالية من الأطباء، قريباً من عشرين ألف دولار بالسنة، حتى إذا كان أقيمت عليه دعوى، يدفع عنه المبلغ، فإذا كان ما غلط طول السنة دفع عشرين ألف دولار أي مليون ليرة بلا مقابل، فقاموا بتأسيس شركات تأمين تعاونية، مائة طبيب يتفقوا معاً، يعملوا صندوق لهم، يضعون في الصندوق فرضاً كل واحد عشرة آلاف دولار، وإذا ما صار ولا حادثة، فالمبلغ لهم، بقي لهم، يستثمروه، ينمّوه، يتوازعوه، يسترجعوه، مثلما يريدون، هذا التأمين حلال بالمائة مليون، بالعكس هذا التأمين نُدِبْنا أن نفعله، تأمين تعاوني..
﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾
( سورة المائدة: آية " 2 " )
فكلما الإنسان كان فطرته أَسْلَم، أو فكر، يهتدي إلى الدين وهو لا يشعر، والآن أكثر شيء رائج هو التأمين التعاوني، أما التأمين التجاري دفعت مبلغ كبير، ولكن لم تأخذ مقابله شيء، هم يعتمدون على الصُدَف، على الاحتمالات ؛ ألف واحد أمَّنوا عندهم، كم إنسان في عنده مشكلة ؟ ثلاثة، يدفعوا للثلاثة تعويضات، وعندهم ربح بالمائة خمسمائة، أما الناس قد انتبهوا، لا نحن نعمل تأمين تعاوني، لو ما صارت ولا مشكلة، فالمبلغ لنا، لذلك المعروف الله قال:
﴿ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ﴾
( سورة التوبة: آية " 71 " )
ما هو المعروف ؟ هو الدين، لأن الفِطَر تعرفه بديهةً، والفِطَر تنكر خلافه بديهةً، فعظمة الدين أنه ينطبق مع الفطرة، ينطبق مع المنطق، ينطبق مع العقل، ينطبق مع الواقع، فالإنسان بفطرته يعرف الدين ؛ الحلال حلال، والحرام حرام، إذاً:
﴿ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ﴾
( سورة الممتحنة: آية " 12 " )
* * * * *
في أيضاً بشارة للمسلمين:
﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)﴾
( سورة الصف )
يجوز إنسان يتوهم الآن أنه في حرب عالمية ضد المسلمين بالعالم كله، تجد مرة بالشيشان، ومرة بإندونيسيا، ومرة بالبوسنة، ومرة بكسوفا، أبداً بالتسلسل، هناك حربٌ عالميةٌ ضد المسلمين في العالم، بخطط خبيثة جداً وذكية جداً، وإذا كان صار في قضية، يجب أن نتدخل كما فعلوا في قضية تيمور الشرقية إندونيسيا، تدخل قوي جداً، أما بمكان آخر، يقولون لك: هذا شأن داخلي. لماذا بمكان تدخلوا بكل قوتكم، وتمنعوا، وتعملوا انفصال، وبمكان آخر شأن داخلي، إذا الضحية المسلمون فهذا شأن داخلي، أما إذا الضحية غير المسلمين صار في حقوق إنسان، وصار فيها يا غيرة الله، واضح، ومع ذلك، المستقبل للمسلمين.
أنا أذكر أخ كريم أجرى إحصائية في بريطانيا عن الذين دخلوا الإسلام من البريطانيين بسبب كتاب سلمان رشدي أربعين ألف إنسان، بسبب كتابه، لأن كتابه غير معقول، إنسان منطقي تجده يتساءل: هذا الإسلام العظيم، هكذا النبي وأصحابه ؟ كان بيت النبي بيت دعارة؟ يرفض، يشتري كتاب عن الإسلام، فيسلم، فبحرب الخليج عدد المسلمين الأمريكان أربعين ألف أسلموا، والآن بالجيش الأمريكي صار مثل توجيه ديني إسلامي، وصار في بكل قطعة مسجد، وصار في عدد كبير من المسلمين، فالله عز وجل يقول:
﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)﴾
( سورة الصف )
فالمستقبل للإسلام، ويكاد الإسلام يكون القضية الأولى في العالم كله تقريباً، وأعداء المسلمين ؛ يزوِّرون، ويفتعلون أحداث عنيفة، المسلمون منها بريئين، فإذا قال الطيار: توكَّلت على الله. صار مجرم، الصندوق الأسود ذكر في التسجيل به أن الطيار قال: توكلت على الله. صار الطيار هو الذي انتحر، وقتل معه العدد الكبير. في تقريباً انحياز جداً ضد المسلمين، على كلٍ المصير للمسلمين.
ثم يقول الله عز وجل:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10)﴾
( سورة الصف )
تجارة، هم كلهم كم سنة تستقيم فيهم، وتلتزم الشرع، وتصلي، وتغض بصرك، وتفعل الخيرات، والربح هو الأبد، جنةٌ إلى الأبد، فهذه تجارة، الآن واحد، يقول لك: رأس مالي ألف ليرة، رابح مائة مليون، فما هذه التجارة ؟ ألف ليرة رأس ماله، كلها كم سنة، مع أنه بالإسلام لا يوجد حرمان، لكن يوجد فقط تنظيم، لم يحرمك الله شهوة أودعها فيك، ولكن قال لك: المال خذه بالحلال، والمرأة من الزواج، وعندك عشرة آلاف نوع من المشروبات كلها حلال عدا الخمر، فيك تأكل مائة نوع لحم عدا الخنزير..
﴿ وَكُلا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ﴾
( سورة البقرة: آية " 35 " )
نسبة المُحَرَّمات إلى الحلال ضئيلة جداً، فبهذه السنوات المحدودة بالدنيا، لا يوجد شيء أودعه فيك إلا فيه قنوات نظيفة، والحرام قليل جداً أمام الحلال، وهذا الثمن لجنةٍ عرضها السماوات والأرض، هذه إذاً تجارة:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11)﴾
( سورة الصف )
فإن لم تفعلوا ذلك أنتم لا تعلمون، إن كنتم تعلمون تفعلون هذا.
﴿ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)﴾
( سورة الصف )
الآن والدنيا ؟
﴿ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13﴾
( سورة الصف )
أيْ في الدنيا والآخرة:
﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ(46)﴾
( سورة الرحمن )
جنة في الدنيا، وجنةٌ في الآخرة
والحمد لله رب العالمين
جزا الله تعالى كل الخير للشيخ الفاضل
محمد النابلسي
والاخوة القائمين على هذا العمل الطيب وتقديمه لاخوانهم المسلمين
﴿ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ﴾
( سورة الممتحنة: آية " 12 " )
المعصية التي تُسَمَّى معصية عند الله فيما هو معروف، وأجمل ما في كلمة معروف أن الفِطَرَ السليمة تعرفه بداهةً ز
في العالم الغربي عندهم بالقضاء هيأة اسمها هيأة المحلفين، فإذا حدثت جريمة، يأخذون من الطريق عشرة أشخاص، من عامة الناس، قد يكون واحد أُمِّي، قد يكون واحد بأي حرفة، يعرضون عليهم وقائع الجريمة، في شيء اسمه فطرة، في شيء اسمه حِس مباشر، حاسة سادسة، فالفَطَر السليمة تعرف الحق، والعقول السليمة تعرف الحق.
فقد سمعت حينما كنت في سفرتي الأخيرة، الآن صار نوع من التأمين بالعالم الغربي جديد اسمه تأمين تعاوني، هذا هو الحق، فرضاً مائة طبيب، والطبيب هناك مُعَرَّض إذا أقيمت دعوى عليه بخطأ ارتكبه مع مريض، أن يدفع مبلغاً قد يكون خمسين مليون دولار، فشيء فوق طاقته، لا بيته يكفي، ولا مركبته ولا كل ممتلكاته، ففي خطر كبير جداً، شركات التأمين تأخذ مبالغ خيالية من الأطباء، قريباً من عشرين ألف دولار بالسنة، حتى إذا كان أقيمت عليه دعوى، يدفع عنه المبلغ، فإذا كان ما غلط طول السنة دفع عشرين ألف دولار أي مليون ليرة بلا مقابل، فقاموا بتأسيس شركات تأمين تعاونية، مائة طبيب يتفقوا معاً، يعملوا صندوق لهم، يضعون في الصندوق فرضاً كل واحد عشرة آلاف دولار، وإذا ما صار ولا حادثة، فالمبلغ لهم، بقي لهم، يستثمروه، ينمّوه، يتوازعوه، يسترجعوه، مثلما يريدون، هذا التأمين حلال بالمائة مليون، بالعكس هذا التأمين نُدِبْنا أن نفعله، تأمين تعاوني..
﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾
( سورة المائدة: آية " 2 " )
فكلما الإنسان كان فطرته أَسْلَم، أو فكر، يهتدي إلى الدين وهو لا يشعر، والآن أكثر شيء رائج هو التأمين التعاوني، أما التأمين التجاري دفعت مبلغ كبير، ولكن لم تأخذ مقابله شيء، هم يعتمدون على الصُدَف، على الاحتمالات ؛ ألف واحد أمَّنوا عندهم، كم إنسان في عنده مشكلة ؟ ثلاثة، يدفعوا للثلاثة تعويضات، وعندهم ربح بالمائة خمسمائة، أما الناس قد انتبهوا، لا نحن نعمل تأمين تعاوني، لو ما صارت ولا مشكلة، فالمبلغ لنا، لذلك المعروف الله قال:
﴿ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ﴾
( سورة التوبة: آية " 71 " )
ما هو المعروف ؟ هو الدين، لأن الفِطَر تعرفه بديهةً، والفِطَر تنكر خلافه بديهةً، فعظمة الدين أنه ينطبق مع الفطرة، ينطبق مع المنطق، ينطبق مع العقل، ينطبق مع الواقع، فالإنسان بفطرته يعرف الدين ؛ الحلال حلال، والحرام حرام، إذاً:
﴿ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ﴾
( سورة الممتحنة: آية " 12 " )
* * * * *
في أيضاً بشارة للمسلمين:
﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)﴾
( سورة الصف )
يجوز إنسان يتوهم الآن أنه في حرب عالمية ضد المسلمين بالعالم كله، تجد مرة بالشيشان، ومرة بإندونيسيا، ومرة بالبوسنة، ومرة بكسوفا، أبداً بالتسلسل، هناك حربٌ عالميةٌ ضد المسلمين في العالم، بخطط خبيثة جداً وذكية جداً، وإذا كان صار في قضية، يجب أن نتدخل كما فعلوا في قضية تيمور الشرقية إندونيسيا، تدخل قوي جداً، أما بمكان آخر، يقولون لك: هذا شأن داخلي. لماذا بمكان تدخلوا بكل قوتكم، وتمنعوا، وتعملوا انفصال، وبمكان آخر شأن داخلي، إذا الضحية المسلمون فهذا شأن داخلي، أما إذا الضحية غير المسلمين صار في حقوق إنسان، وصار فيها يا غيرة الله، واضح، ومع ذلك، المستقبل للمسلمين.
أنا أذكر أخ كريم أجرى إحصائية في بريطانيا عن الذين دخلوا الإسلام من البريطانيين بسبب كتاب سلمان رشدي أربعين ألف إنسان، بسبب كتابه، لأن كتابه غير معقول، إنسان منطقي تجده يتساءل: هذا الإسلام العظيم، هكذا النبي وأصحابه ؟ كان بيت النبي بيت دعارة؟ يرفض، يشتري كتاب عن الإسلام، فيسلم، فبحرب الخليج عدد المسلمين الأمريكان أربعين ألف أسلموا، والآن بالجيش الأمريكي صار مثل توجيه ديني إسلامي، وصار في بكل قطعة مسجد، وصار في عدد كبير من المسلمين، فالله عز وجل يقول:
﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)﴾
( سورة الصف )
فالمستقبل للإسلام، ويكاد الإسلام يكون القضية الأولى في العالم كله تقريباً، وأعداء المسلمين ؛ يزوِّرون، ويفتعلون أحداث عنيفة، المسلمون منها بريئين، فإذا قال الطيار: توكَّلت على الله. صار مجرم، الصندوق الأسود ذكر في التسجيل به أن الطيار قال: توكلت على الله. صار الطيار هو الذي انتحر، وقتل معه العدد الكبير. في تقريباً انحياز جداً ضد المسلمين، على كلٍ المصير للمسلمين.
ثم يقول الله عز وجل:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10)﴾
( سورة الصف )
تجارة، هم كلهم كم سنة تستقيم فيهم، وتلتزم الشرع، وتصلي، وتغض بصرك، وتفعل الخيرات، والربح هو الأبد، جنةٌ إلى الأبد، فهذه تجارة، الآن واحد، يقول لك: رأس مالي ألف ليرة، رابح مائة مليون، فما هذه التجارة ؟ ألف ليرة رأس ماله، كلها كم سنة، مع أنه بالإسلام لا يوجد حرمان، لكن يوجد فقط تنظيم، لم يحرمك الله شهوة أودعها فيك، ولكن قال لك: المال خذه بالحلال، والمرأة من الزواج، وعندك عشرة آلاف نوع من المشروبات كلها حلال عدا الخمر، فيك تأكل مائة نوع لحم عدا الخنزير..
﴿ وَكُلا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ﴾
( سورة البقرة: آية " 35 " )
نسبة المُحَرَّمات إلى الحلال ضئيلة جداً، فبهذه السنوات المحدودة بالدنيا، لا يوجد شيء أودعه فيك إلا فيه قنوات نظيفة، والحرام قليل جداً أمام الحلال، وهذا الثمن لجنةٍ عرضها السماوات والأرض، هذه إذاً تجارة:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11)﴾
( سورة الصف )
فإن لم تفعلوا ذلك أنتم لا تعلمون، إن كنتم تعلمون تفعلون هذا.
﴿ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)﴾
( سورة الصف )
الآن والدنيا ؟
﴿ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13﴾
( سورة الصف )
أيْ في الدنيا والآخرة:
﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ(46)﴾
( سورة الرحمن )
جنة في الدنيا، وجنةٌ في الآخرة
والحمد لله رب العالمين
جزا الله تعالى كل الخير للشيخ الفاضل
محمد النابلسي
والاخوة القائمين على هذا العمل الطيب وتقديمه لاخوانهم المسلمين