أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

تفسير بعض آيات من سورة البقرة ( متسلسل )

إنضم
19 أبريل 2013
المشاركات
22
مستوى التفاعل
0
النقاط
1

تفسير سورة البقرة

(الم ) إنّ الحروف التي في أوائل السور كلّ حرفٍ منها يرمز إلى كلمة ، والحرف يكون في أوّل الكلمة ، فالألف معناه إقرأ ، والخطاب للنبيّ (ع ) ، وهذه أوّل سورة نزلت على النبيّ : {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} . واللام معناه لَهم أي للناس ، والميم يرمز إلى إسم محمّد ، فيكون المعنى : إقرأ للناس يا محمّد ، أو إقرأ لَهم يا محمّد ، والمعنى واحد .

(ذَلِكَ الْكِتَابُ ) ويريد بالكتاب ما نزل من السوَر والآيات قبل سورة البقرة وكتبها أصحاب النبيّ عندهم ، وهي سورة القلم والمزمّل والمدثّر وغيرها ، لأنّ الكلام الذي لا يُكتب في القرطاس وغيره لا يسمّى كتاباً ، وإنّ جبرائيل (ع ) لم ينزل بكتاب من السماء ، بل نزل بسور وآيات كان يتلوها على محمّد ، ولَمّا كتبها أصحابه وحفظوها عندهم حينئذٍ جاز تسميتها بالكتاب ، فلفظة ذلك وتلك تشير إلى ما كتبوه من السور والآيات قبل نزول هذه السورة ، كقوله تعالى في سورة يونس {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ}.

17 – (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً) أي مثَل هؤلاء المنافقين كمثَل أصحاب الذي استوقد ناراً ، يعني طلب إيقاد النار ، وهو موسى بن عمران . قال الله تعالى في سورة القصص {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } .

والمعنى : مثَل هؤلاء النافقين وفعلهم معك يا محمّد كمثَل المنافقين من قوم موسى وفعلهم معه ، ومِمّا يؤيّد ذلك قوله تعالى في سورة الأحزاب {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا} .

(فَلَمَّا أَضَاءتْ ) يعني فلمّا أضاءت الشجرة التي كلّم الله تعالى منها موسى وهي شجرة الزيتون ، أضاءت بالعلم والهداية (مَا حَوْلَهُ ) يعني أضاءت على موسى ومن حوله وهم بنو إسرائيل بأن أنقذهم من يد فرعون وخلّصهم من عذابه ، وفعلاً كانت الشجرة تضيء بالنور ولذلك ظنّها موسى ناراً . فكفر بنو إسرائيل بعد ذلك وفسقوا وخيّم الجهل عليهم فقالوا أرِنا الله جهرةً فأخذَتهم الصاعقة وصارت ظلمة ، وهذا معنى قوله تعالى (ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ ) أي بنور الهداية من فاسقي بني إسرائيل (وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ ) الجهل (لاَّ يُبْصِرُونَ ) الحقّ .


منقول من كتاب تفسير المتشابه
للراحل محمد علي حسن الحلي ( رحمه الله )
 

Noor Aldeen

:: القلم المميز ::
إنضم
21 مايو 2012
المشاركات
3,768
مستوى التفاعل
38
النقاط
48
الإقامة
ام الربيعين
رد: تفسير بعض آيات من سورة البقرة ( متسلسل )

شكرا عالتفسير تحياتي
 

ظل آليآسمين

Well-Known Member
إنضم
9 نوفمبر 2012
المشاركات
2,626
مستوى التفاعل
10
النقاط
38
رد: تفسير بعض آيات من سورة البقرة ( متسلسل )

باركـ الله فيكمـ
..//~
 
إنضم
19 أبريل 2013
المشاركات
22
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
تفسير بعض آيات من سورة البقرة ( 2)



19 – (أَوْ ) مثَلهم (كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء ) أي كأصحاب الصيّب ، وهو السحاب الكثير الصوب ، والصوب هو المطر الشديد ، ومن ذلك قول الحسين (ع ) : "بين أناسٍ لا سُقوا صوب المزن" . والمعنى : أو مثَلهم كمثَل قومٍ أخذَتهم السماء بالسحاب والمطر والظلمة والبرق والرعد ليخوّفهم الله بالصواعق ويردعهم كي يرجعوا عن غيّهم ويتركوا طلبتهم التي ساروا خلفها يطلبونها ولكنّهم لم يرتدعوا بتلك الحوادث ولم يرجعوا عن غيّهم بل أخذوا يسيرون عند إنارة البرق ويقيمون عند الظلمة لأنّ سفرهم كان بالليل ، وذلك قوله تعالى [ في الآية التالية] : {كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ} وهم قوم فرعون ساروا في طلب موسى وقومه وكان مسيرهم ليلاً ، فردعهم الله تعالى بالمطر والرعد والبرق والصواعق فلم يرتدعوا بل ساروا في طلبهم حتّى أدركوهم صباحاً فأغرقهم الله في البحر وأهلكهم جزاءً لعنادهم ، فكذلك المنافقون من قومك يا محمّد إن لم يرجعوا عن غيّهم ويصلحوا أعمالهم فإنّ الله يهلكهم كما أهلك فرعون وقومه ، وذلك قوله (فِيهِ) أي في ذلك الصيّب يعني السحاب (ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم ) الضمير يعود لأصحاب الصيّب وهم قوم فرعون (مِّنَ الصَّوَاعِقِ) أي من شدّة الصواعق وأصوات الرعد (حَذَرَ الْمَوْتِ) أي خوفاً من أن يموتوا (واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ) يعني لا يفوتونه مهما لزموا الحذر .

وإليك بعض آراء المفسّرين حول هذه الآية كي تقارن بين تفسيري وتفسيرهم .



آراء المفسّرين

عن كتاب مجمع البيان للشيخ الطبرسي المجلّد الأوّل صفحة 56 قال :

"مثَل هؤلاء المنافقين في جهلهم وشدّة عنادهم (كَصَيِّبٍ ) أي كأصحاب مطر (مِّنَ السَّمَاء) أي منزل من السماء (فِيهِ ) أي في هذا المطر أو السماء لأنّ المراد بالسماء السحاب فهو مذكّر (ظُلُمَاتٌ ) لأنّ السحاب يغشى الشمس بالنهار والنجوم بالليل فيظلم (وَرَعْدٌ ) وقيل إنّ الرعد صوت ملّك يزجر السحاب وقيل الرعد هو ملّك موكّل بالسحاب يسبّح ، روِي ذلك عن ابن عباس ومجاهد وهو المروي عن أئمّتنا عليهم السلام ، وقيل هو ريح تختنق تحت السماء رواه أبو الجلد عن ابن عباس ، وقيل هو صوت اصطكاك أجرام السحاب ، ومن قال أنّه ملَك قدّر فيه صوتاً كأنّه قال فيه ظلمات وصوت رعد لأنّه روي أنّه يزعق كما يزعق الراعي بغنمه ، وقوله (وَبَرْقٌ ) قيل أنّه مخاريق الملائكة من حديد تضرب به السحاب فتنقدح عنه النار عن علي (ع ) ، وقيل أنّه سوط من نور يزجر به الملَك السحاب عن ابن عباس ، وقيل هو مصع ملَك عن مجاهد والمصاع المجالَدة بالسيوف وغيرها ، وقيل أنّه نار تنقدح من اصطكاك الأجرام ، وفي تأويل الآية وتشبيه المثَل أقوال أحدها أنّه شبّه المطر المنزل من السماء بالقرآن وما فيه من الظلمات بما في القرآن من الابتلاء وبما فيه من الرعد بما في القرآن من الزجر وما فيه من البرق بما فيه من البيان وما فيه من الصواعق بما في القرآن من الوعيد آجلاً والدعاء إلى الجهاد عاجلاً عن ابن عباس ، وثانيها أنّه مثل للدنيا شبّه ما فيها من الشدّة والرخاء بالصيّب الذي يجمع نفعاً وضرراً وأنّ المنافق يدفع عاجل الضرر ولا يطلب آجل النفع ، وثالثها أنّه مثل الإسلام لأنّ فيه الحياة وشبّه ما فيه من الظلمات بما في أسلافهم من إبطان الكفر وما فيه من الرعد بما في الإسلام من فرض الجهاد وخوف القتل ولِما يخافونه من وعيد الآخرة لشكّهم في دينهم وما فيه من البرق بما في إظهار الإسلام من حقن دمائهم ومناكحتهم وموارثتهم ، وما فيه من الصواعق بما في الإسلام من الزواجر بالعقاب في العاجل والآجل .

ورابعها ما روِي عن ابن مسعود وجماعته من الصحابة أنّ رجلين من المنافقين من أهل المدينة هربا من رسول الله (ص) فأصابهما المطر الذي ذكره الله تعالى فيه رعد شديد وصواعق وبرق وكلما أضاء لهما الصواعق جعلا أصابعهما في آذانهما مخافة أن تدخل الصواعق في آذانهما فتقتلهما وإذا لمع البرق مشيا في ضوئه وإذا لم يلمع لم يبصرا فأقاما فجعلا يقولان يا ليتنا قد أصبحنا فنأتي محمداً فنضع أيدينا في يديه فأصبحا فأتياه فأسلما وحسن إسلامهما فضرب الله شأن هذين الرجلين مثلاً لمنافقي المدينة وأنهم إذا حضروا النبي جعلوا أصابعهم في آذانهم فَرَقاً من كلام النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزل فيهم شيء كما كان ذلك الرجلان يجعلان أصابعهما في آذانهما وكلما أضاء لهم مشوا فيه يعني إذا كثرت أموالهم وأصابوا غنيمة أو فتحاً مشوا فيه وقالوا دين محمد صحيح وإذا أظلم عليهم قاموا يعني إذا هلكت أموالهم وأصابهم البلاء قالوا هذا من أجل دين محمد فارتدوا كما قام ذانك الرجلان إذا أظلم البرق عليهما وقولـه: { والله محيط بالكافرين } يحتمل وجوهاً: أحدها: أنه عالم بهم فيعلم سرائرهم ويطلع نبيّه على ضمائرهم عن الأصم وثانيها: أنه قادر عليهم لا يستطيعون الخروج عن قدرته قال الشاعر:

أَحَطْنَا بِهِمْ حتَّى إِذَا مَا تَيَقَّنُوا بِما قَدْ رَأوا مَالُوا جَميعاً إلى السِّلْمِ

أي قدرنا عليهم وثالثها: ما روي عن مجاهد أنه جامعهم يوم القيامة يقال أحاط بكذا إذا لم يشذّ منه شيء ومنه أحاط بكل شيء علماً أي لم يشذ عن علمه شيء ورابعها: أنه مهلكهم يقال أحيط بفلان فهو محاط به إذا دنا هلاكه قال سبحانه { وأحيط بثمره } [الكهف: 42] أي أصابه ما أهلكه وقولـه: { إلاّ أن يحاط بكم } معناه أن تهلكوا جميعاً." انتهى .



أقول لو صحّ ما روِي عن ابن مسعود في أمر الرجلين وأنّ الله تعالى ضرب بِهما مثَلاً لَجاء سياق الآية والكلام على التثنية ، ولم يأتِ على الجمع فكيف وقد قال الله تعالى {يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم} وقال أيضاً {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ} ، وهم قوم فرعون ساروا ليلاً في طلب موسى وقومه حتّى أدركوهم صباحاً .

23 – (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ) أي في شكّ ، والخطاب للمشركين (مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا) محمّد (فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ) يعني من مثل القرآن فصاحة وبلاغة (وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم) جمع شهيد وهو الجليس الذي تراه وتجالسه ، والمعنى : وادعوا أصنامكم التي تجلسون عندها وتنظرون إليها ، ومن كانت هذه صفته فليس بإله ؛ فإنّ الله تعالى لا تجالسه البشر ولا تراه العيون ، وقوله (مِّن دُونِ اللّهِ) أي التي اتّخذتموها بدلاً عن الله مع كونِها حقيرة، والتقدير : وادعوا شهداءكم من دون الله فليستجيبوا لكم (إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) في دعواكم بأنّ الأصنام آلهة تدعونَها فتستجيب .



منقول من كتاب تفسير المتشابه
للراحل محمد علي حسن الحلي ( رحمه الله )
 
إنضم
19 أبريل 2013
المشاركات
22
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
تفسير بعض آيات من سورة البقرة (3)



23 – (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ) أي في شكّ ، والخطاب للمشركين (مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا) محمّد (فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ) يعني من مثل القرآن فصاحة وبلاغة (وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم) جمع شهيد وهو الجليس الذي تراه وتجالسه ، والمعنى : وادعوا أصنامكم التي تجلسون عندها وتنظرون إليها ، ومن كانت هذه صفته فليس بإله ؛ فإنّ الله تعالى لا تجالسه البشر ولا تراه العيون ، وقوله (مِّن دُونِ اللّهِ) أي التي اتّخذتموها بدلاً عن الله مع كونِها حقيرة، والتقدير : وادعوا شهداءكم من دون الله فليستجيبوا لكم (إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) في دعواكم بأنّ الأصنام آلهة تدعونَها فتستجيب .

24 – (فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ) يعني فإن لم تأتوا بسورة من مثله وعجزتم عن ذلك ولن يستجيب لكم شهداؤكم عند دعائكم لهم ، إذاً (فَاتَّقُواْ النَّارَ) بإيمانكم ، أي صدّقوا محمّداً كي تتّقوا النار ولا تتعذّبوا فيها تلك (الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ) يعني تكون الناس لَها مقام الحطب (وَالْحِجَارَةُ) هي نار البراكين والأحجار المبيضة من شدة الحرارة التي تقذف بِها البراكين من جوف الأرض ، وقد سبق تفسيرها في كتابنا (الكون والقرآن) ، (أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) أي هيّئت لهم .



آراء المفسّرين

لقد اختلف المفسّرون في كلمة { شُهَدَاءكُم} فظنّوها جمع شاهد ، ولذلك لم يفهموا معنى الآية وإليك أقوالهم عن [مجمع البيان] صفحة 62: " { وادعوا شهداءكم } قال ابن عباس يعني أعوانكم وأنصاركم الذين يظاهرونكم على تكذيبكم وسمى أعوانهم شهداء لأنهم يشاهدونهم عند المعاونة والشهيد يكون بمعنى المشاهد كالجليس والأكيل ويسمى الشاهد على الشيء لغيره بما يحقق دعواه بأنه شهيد أيضاً وقولـه: { من دون الله } أي من غير الله كما يقال ما دون الله مخلوق يريد وادعوا من اتخذتموهم معاونين من غير الله: { إن كنتم صادقين } في أن هذا الكتاب يقولـه محمد من نفسه. وقال الفراء: أراد وادعوا آلهتكم وقال مجاهد وابن جريج: أراد قوماً يشهدون لكم بذلك ممن يقبل قولـهم وقول ابن عباس أقوى لأن معناه استنصروا أعوانكم على أن يأتوا بمثله لأن الدعاء بمعنى الإستعانة كما قال الشاعر:

فَلَمَّا الْتَقَتْ فرْسانُنا وَرِجالُنَا دَعَوْا يا لَكَعْبٍ واعْتَزَيْنَا لِعامِرِ

وقال آخر:

وَقَبْلَكَ رُبَّ خَصْمٍ قَدْ تَمالُوا عَلَيَّ فَما جَزَعْتُ وَلاَ دَعَوْتُ

وأما قول مجاهد فلا وجه له لأن الشاهدين لا يخلو إما أن يكونوا مؤمنين أو كفاراً فالمؤمنون لا يكونون شهداء للكفار والكفار لا بّد أن يسارعوا إلى إبطال الحق أو تحقيق الباطل إذا دعوا إليه فمن أي الفريقين يكون شهداؤهم ولكن ينبغي أن يجري ذلك مجرى قولـه تعالى:
{ قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً }
[الإِسراء: 88] وقال قوم إن هذا الوجه جائز أيضاً صحته لأن العقلاء لا يجوز أن يُحملوا نفوسهم على الشهادة بما يفتضحون به في كلام أنه مثل القرآن ولا يكون مثله كما لا يجوز أن يُحملوا نفوسهم على أن يعارضوا ما ليس بمعارض على الحقيقة." انتهى .

25 – (وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ ) سبق تفسيرها في كتابنا (الإنسان بعد الموت) .

26 - (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا) يعني مثلاً من الأمثال من صغير الحشرات إلى كبار الحيوانات ، وذلك قوله تعالى (بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا) أي فما تجاوزها وزاد عليها ، لأنّ الله تعالى لَمّا ضرب مثلاً بالذباب والعنكبوت تكلّم فيه قوم من المشركين وعابوا ذكره وقالوا ماذا أراد الله بالعنكبوت فيضرب به مثلاً ، وما هذه الأمثال إلاّ من محمّد ؛ فأنزل الله هذه الآية ، ومعنى {لاَ يَسْتَحْيِي} يعني لا يرى في ذلك من حياء ، أي لا يرى من عيب في ضرب الأمثال بالحشرات لأنّه هو الذي خلقها وهو أعلم بضعفها وقوّتِها وطباعها ولا فرق بينكم وبينها في الخلقة فهي مخلوقاته وأنتم عبيده . والبعوض صغار البقّ وإنّما لم يقل بعوضةً فما أكبر منها ، لأنّ ذلك يدلّ على الكبر فقط ، وأراد سبحانه بلفظة {فَمَا فَوْقَهَا} الغريزة والقوّة والكبر ، (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ) أي القرآن منزل من ربّهم وليست هذه الأمثال من محمّد (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا) أي بالحشرات فيضرب بِها (مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً) لأنّ الناس على قسمين صالح وفاسق : فالصالح من كانت أخلاقه حسنة صادق القول كريم النفس رحيم القلب رؤوف بالمساكين لا يتكبّر على الضعفاء ، وأمّا الفاسق فهو عكس ذلك كاذب في قوله متكبّر في نفسه ظالم جائر نمّام بخيل ، فإن لم تكن هذه الصفات كلّها فيه فبعضها . فالصالحون يتّبعون المحكم من القرآن فيهتدون به ويتركون حكم المتشابه إلى الله . أمّا الفاسقون فيتركون المحكم ويعترضون على المتشابه فيضلّون به ، وذلك قوله تعالى {يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً} يعني كثيرٌ من الناس يضلّون عن الحقّ باتباعهم المتشابه من القرآن ، وكثيرٌ من الناس يهتدون باتباعهم المحكم من القرآن دون الالتفات إلى المتشابه (وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ) يعني إلاّ من كان سيّء الأخلاق . ثمّ أخذ سبحانه في ذمّ الفاسقين فقال :




منقول من كتاب تفسير المتشابه
للراحل محمد علي حسن الحلي ( رحمه الله )
 
إنضم
27 أغسطس 2012
المشاركات
2,816
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
العمر
26
رد: تفسير بعض آيات من سورة البقرة ( متسلسل )

▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒
3ef3c006448de6106f441222c2ed0986.gif

جزاك الله خيـر
وجعله في موازين حسناتك
آنآر الله قلبك بالآيمآن وطآعة الرحمن
دمت بحفظ الرحمن
3ef3c006448de6106f441222c2ed0986.gif


♥♡▓█▒☆ミ ☆彡☆ミ ☆彡☆ミ ☆彡☆ミ ☆彡☆ミ ☆彡☆ミ ☆彡
 
إنضم
19 أبريل 2013
المشاركات
22
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
تفسير بعض آيات من سورة البقرة (4)



25 – (وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ ) سبق تفسيرها في كتابنا (الإنسان بعد الموت) .

26 - (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا) يعني مثلاً من الأمثال من صغير الحشرات إلى كبار الحيوانات ، وذلك قوله تعالى (بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا) أي فما تجاوزها وزاد عليها ، لأنّ الله تعالى لَمّا ضرب مثلاً بالذباب والعنكبوت تكلّم فيه قوم من المشركين وعابوا ذكره وقالوا ماذا أراد الله بالعنكبوت فيضرب به مثلاً ، وما هذه الأمثال إلاّ من محمّد ؛ فأنزل الله هذه الآية ، ومعنى {لاَ يَسْتَحْيِي} يعني لا يرى في ذلك من حياء ، أي لا يرى من عيب في ضرب الأمثال بالحشرات لأنّه هو الذي خلقها وهو أعلم بضعفها وقوّتِها وطباعها ولا فرق بينكم وبينها في الخلقة فهي مخلوقاته وأنتم عبيده . والبعوض صغار البقّ وإنّما لم يقل بعوضةً فما أكبر منها ، لأنّ ذلك يدلّ على الكبر فقط ، وأراد سبحانه بلفظة {فَمَا فَوْقَهَا} الغريزة والقوّة والكبر ، (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ) أي القرآن منزل من ربّهم وليست هذه الأمثال من محمّد (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا) أي بالحشرات فيضرب بِها (مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً) لأنّ الناس على قسمين صالح وفاسق : فالصالح من كانت أخلاقه حسنة صادق القول كريم النفس رحيم القلب رؤوف بالمساكين لا يتكبّر على الضعفاء ، وأمّا الفاسق فهو عكس ذلك كاذب في قوله متكبّر في نفسه ظالم جائر نمّام بخيل ، فإن لم تكن هذه الصفات كلّها فيه فبعضها . فالصالحون يتّبعون المحكم من القرآن فيهتدون به ويتركون حكم المتشابه إلى الله . أمّا الفاسقون فيتركون المحكم ويعترضون على المتشابه فيضلّون به ، وذلك قوله تعالى {يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً} يعني كثيرٌ من الناس يضلّون عن الحقّ باتباعهم المتشابه من القرآن ، وكثيرٌ من الناس يهتدون باتباعهم المحكم من القرآن دون الالتفات إلى المتشابه (وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ) يعني إلاّ من كان سيّء الأخلاق . ثمّ أخذ سبحانه في ذمّ الفاسقين فقال




منقول من كتاب المتشابه من القرآن
لـ( محمد علي حسن ) رحمه الله تعالى
===========================
ننقل هنا من التفسير الميسر للمقارنه والتوضيح




إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ ( 26 )
إن الله تعالى لا يستحيي من الحق أن يذكر شيئًا ما, قلَّ أو كثر, ولو كان تمثيلا بأصغر شيء, كالبعوضة والذباب ونحو ذلك, مما ضربه الله مثلا لِعَجْز كل ما يُعْبَد من دون الله. فأما المؤمنون فيعلمون حكمة الله في التمثيل بالصغير والكبير من خلقه, وأما الكفار فَيَسْخرون ويقولون: ما مراد الله مِن ضَرْب المثل بهذه الحشرات الحقيرة؟ ويجيبهم الله بأن المراد هو الاختبار, وتمييز المؤمن من الكافر; لذلك يصرف الله بهذا المثل ناسًا كثيرين عن الحق لسخريتهم منه, ويوفق به غيرهم إلى مزيد من الإيمان والهداية. والله تعالى لا يظلم أحدًا; لأنه لا يَصْرِف عن الحق إلا الخارجين عن طاعته.
 
إنضم
19 أبريل 2013
المشاركات
22
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
تفسير بعض آيات من سورة البقرة ( 5 )

27 – (الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ) يعني ينقضون العهد الذي عاهدوا به أنبياء الله الماضين بان لا يشركوا بالله شيئاً ولا يقتلوا النفس التي حرّم الله قتلها ولا يزنوا ، وقد أخلفوا الله ما عاهدوه (وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ) يعني ويقطعون صلة الرحم التي أمر الله بصلتها (وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ) بالفتن وقطع السبيل ويصدّون من آمَن بمحمّد (أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) الذين خسروا أنفسهم وأهليهم فأبدلوا النعيم بالجحيم .

28 – (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ) إنّ هذه الآية لَها معنيان أحدهما يدلّ على خلق آدم والثاني يدلّ على خلق نسله ، أمّا خلق آدم فقد شرحتها شرحاً وافياً في كتابي (الكون والقرآن) تحت عنوان (الحياة انتقالية) ، أمّا خلق نسله فخلقهم من عناصر أرضية فكان منها الغذاء وكان من الغذاء المني وكان من المني الجنين ، فقوله تعالى {كُنتُمْ أَمْوَاتاً} يعني كنتم جماداً فجعلكم أحياء تسمعون وتبصرون . ويؤيّد ذلك قوله تعالى في سورة ياسين {وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ} . فجسم الإنسان يتكوّن من مواد أرضية وذلك من مركّبات الكبريت والفسفور والصوديوم والبوتاسيوم والكلس والحديد ، فالأشجار تمتصّ هذه المواد من الأرض فتصبح فيها فاكهة فإذا أكلها الإنسان أخذ جسمه ينمو ويكبر بِهذه الأغذية ( ثُمَّ يُمِيتُكُمْ) عند انتهاء أعماركم ( ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) الحياة الأثيرية ، وذلك بعد الموت في عالم الأثير (ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) يوم القيامة ، أي يرجع حكمكم إليه فيحكم بينكم بالعدل .



منقول من كتاب المتشابه من القرآن
لـ( محمد علي حسن ) رحمه الله تعالى
===========================
ننقل هنا من التفسير الميسر للمقارنه والتوضيح




الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ( 27 )
الذين ينكثون عهد الله الذي أخذه عليهم بالتوحيد والطاعة, وقد أكَّده بإرسال الرسل, وإنزال الكتب, ويخالفون دين الله كقطع الأرحام ونشر الفساد في الأرض, أولئك هم الخاسرون في الدنيا والآخرة.
كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ( 28 )
كيف تنكرون - أيُّها المشركون- وحدانية الله تعالى, وتشركون به غيره في العبادة مع البرهان القاطع عليها في أنفسكم؟ فلقد كنتم أمواتًا فأوجدكم ونفخ فيكم الحياة, ثم يميتكم بعد انقضاء آجالكم التي حددها لكم, ثم يعيدكم أحياء يوم البعث, ثم إليه ترجعون للحساب والجزاء.
 
إنضم
19 أبريل 2013
المشاركات
22
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
تفسير بعض آيات من سورة البقرة ( 6 )



29 – (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً) من جبال وأنهار ونبات وأنعام ، وقد سبق تفسير هذه الآية في كتابنا (الكون والقرآن)في تعريف السماوات الغازية :

http://www.quran-ayat.com/kown/index.htm#السماوات_الغازيّة_



30 – (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) يخلف مَن مضى قبله من الأمم (قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء) كما فسدت الأمم الماضية 1 ، (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) ألا تكتفي بنا عبيداً (قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) أي أنا أعلم أنّ أولاد آدم يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء ولكن لي منهم نخبة وفيهم الكفاية فهؤلاء يعبدونني ولا يشركون بي شيئاً ، ويريد بذلك الأنبياء والهداة . وقد سبق شرح هذه الآية في كتابنا (الكون والقرآن) .

-------------------------------------------

1[بينما المفسّرون السابقون يخالون أنّه تعالى جعل آدم خليفة لله , ويا عجباً كيف ظنّوا ذلك والخليفة يفسد في الأرض ويسفك الدماء ! والمؤلّف هو أوّل من أوضح الخلافة هذه وبيّن كون أبينا آدم هذا آخر أب للجنس الرابع . – المراجع]



31- (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا) أي أسماء الأنبياء والهداة (ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ) أي عرض كنيتهم على الملائكة ، فقال تعالى : أتعرفون خليلي منهم ؟ قالوا : لا ، قال : أتعرفون كليمي منهم ؟ قالوا : لا ، فقال : أتعرفون روحي منهم ؟ قالوا : لا ، فقال : أتعرفون حبيبي منهم ؟ قالوا : لا ، فقال : أتعرفون أمري منهم ؟ قالوا : لا نعرف ، (فَقَالَ) الله تعالى للملائكة (أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء) الدعاة إلى الله (إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) بأنّكم تعلمون أنّ أولاد آدم يفسدون في الأرض .





منقول من كتاب المتشابه من القرآن
لـ( محمد علي حسن ) رحمه الله تعالى
===========================
ننقل هنا من التفسير الميسر للمقارنه والتوضيح





هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ( 29 )
اللهُ وحده الذي خَلَق لأجلكم كل ما في الأرض من النِّعم التي تنتفعون بها, ثم قصد إلى خلق السموات, فسوَّاهنَّ سبع سموات, وهو بكل شيء عليم. فعِلْمُه - سبحانه- محيط بجميع ما خلق.وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ ( 30 )
واذكر - أيها الرسول- للناس حين قال ربك للملائكة: إني جاعل في الأرض قومًا يخلف بعضهم بعضًا لعمارتها. قالت: يا ربَّنا علِّمْنا وأَرْشِدْنا ما الحكمة في خلق هؤلاء, مع أنَّ من شأنهم الإفساد في الأرض واراقة الدماء ظلما وعدوانًا ونحن طوع أمرك, ننزِّهك التنزيه اللائق بحمدك وجلالك، ونمجِّدك بكل صفات الكمال والجلال؟ قال الله لهم: إني أعلم ما لا تعلمون من الحكمة البالغة في خلقهم.
وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ( 31 )
وبيانًا لفضل آدم عليه السلام علَّمه الله أسماء الأشياء كلها, ثم عرض مسمياتها على الملائكة قائلا لهم: أخبروني بأسماء هؤلاء الموجودات, إن كنتم صادقين في أنكم أَوْلى بالاستخلاف في الأرض منهم.
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )