أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

تكامل الأدوار في حركة الإمام السجاد (ع)

فتنةة العصر

رئيسة اقسام الصور 🌹شيخة البنات 🌹
إنضم
7 أغسطس 2015
المشاركات
1,312,930
مستوى التفاعل
173,875
النقاط
113
الإقامة
السعودية _ الأحساء ♥️
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
هذا ابن خير عباد الله كلهم
هذا الذي أحمد المختار والده
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله
يكاد يمسكه عرفان راحته
بكفه خيزران ريحه عبق
ينشق ثوب الدجى عن صبح غرته
ما قال لا قط إلا في تشهده
إذا رأته قريش قال قائلها
من معشر حبهم دين وبغضهم كفر
إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم










والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا التقي النقي الطاهر العلم
بجده أنبياء الله قد ختموا
العرب تعرف من أنكرت والعجم
ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
بكف أروع في عرنينه شمم
كالشمس ينجاب عن إشراقها الظلم
لولا التشهد كانت لاؤه نعم
إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
وقربهم منجى ومعتصم
أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم
كثير من الباحثين وكثير من العلماء والخطباء إذا استعرضوا سيرة إمام من الأئمة كالإمام زين العابدين
a2.gif
فإنهم يتعاملون مع السيرة بأسلوب التجزئة وبأسلوب التبعيض، يقولون مثلا الإمام زين العابدين
a2.gif
كان له عدة أدوار وكانت له عدة صفحات: الدور الروحي المتمثل في عبادته ومحرابه، والدور الاجتماعي المتمثل في صدقاته ونفقاته، والدور السياسي المتمثل في خطبه في بلاد الشام وفي بكائه ثلاثين سنة على أبيه الحسين، فهناك أدوار متعددة وهناك إشراقات متعددة للإمام زين العابدين
a2.gif
.

أنا أقول هذا الأسلوب يشتمل على نوع من التجزئة، هذا الأسلوب يشتمل على لون من التبعيض، أن نقول بأن للإمام دورًا روحيًا ودورًا ثقافيًا ودورًا سياسيًا ودورًا اجتماعيًا، فكأن هذه الأدوار ينفصل بعضها عن البعض الآخر، وينفك بعضها عن البعض الآخر، كأن الإمام إذا مارس الدور الاجتماعي فإنه يمارس دورًا منفصلاً عن الدور السياسي، وإذا مارس الدور السياسي كأنه يعيش عالمًا آخر منفصلاً عن الدور الروحي، وإذا مارس الدور الروحي كأنه يعيش ظلالاً أخرى غير الظلال السياسية، إذا صورنا سيرة الإمام
a2.gif
بأنها أدوار مختلفة وصفحات متغايرة فقد أحدثنا التجزئة وأحدثنا الانفصال وأحدثنا الانفكاك بين هذه الأدوار، كأن دوره الروحي مستقل عن دوره السياسي، ودوره السياسي مستقل عن دوره الاجتماعي، ودوره الاجتماعي مستقل عن دوره الثقافي مثلا، هذا التصوير وهذا الأسلوب في العرض ليس أسلوبًا متطابقًا مع واقع سيرة الأئمة
a3.gif
ومع واقع حياتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ما هو الأسلوب الأمثل، ما هو الأسلوب الصحيح في عرض سيرتهم بحيث يكون منسجمًا مع واقع شخصياتهم ومع واقع ذواتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؟

الأسلوب الصحيح هو إيجاد الوحدوية بين الأدوار لا إيجاد التعددية بين الأدوار، الباحث، العالم، الخطيب، عندما يستعرض سيرة الإمام زين العابدين
a2.gif
يحاول أن يخلق نوعًا من التكامل بين هذه الأدوار، يحاول أن يخلق نوعًا من الوحدوية بين هذه الأدوار، بمعنى أن الدور السياسي للإمام هو نفسه دور اجتماعي، هو نفسه دور روحي، هو نفسد دور ثقافي، ليس هناك انفكاك بين هذه الأدوار، ليس هناك مسألة انفصال وانفكاك بين هذه الأدوار، الإمام لا يمارس أدوارًا مستقلة، اليوم يخطط لأن يمارس دورًا سياسيًا، وغدًا يخطط أن يمارس دورًا روحيًا، وبعد غد يخطط أن يمارس دورًا ثقافيًا، فكأن له أدوار مستقلة، وعقول مستقلة، وأنفاس مستقلة!

ليس الأمر كذلك، عظمتهم
a3.gif
وإعجازهم وعلو مقامهم يكمن في الوحدوية لا في الاستقلالية، إذا أردنا فعلاً أن نستكشف عظمتهم، إذا أردنا فعلاً أن نقف على مواطن الإعجاز والإبداع في شخصياتهم فعلينا أن نركز على الوحدوية، كيف يكون الدور الواحد منهم أدوارًا متعددة؟ نفس الدور الصادر من الإمام هو يحمل بين طياته ويحمل بين ثناياه أدورًا متعددة وإشراقات متعددة، العمل الواحد الصادر عن الإمام هو بنفسه يحمل في أطرافه إنجازات متعددة، يحمل بين أطرافه وظائف وأدوار متعددة، لا أن هناك أدورًا مستقلة ينفصل بعضهًا عن البعض الآخر.

ولكي أركز وأعمق هذه الفكرة لاحظوا الإمام زين العابدين
a2.gif
عندما يخرج من بيته ليلا في وسط ظلام الليل، والليل مخيم على المدينة والناس نيام يخرج الإمام ويحمل جرابًا من الطعام على ظهره مملوءًا من الخبز واللحم يدور به على فقراء المدينة، يقول ابن شهاب الزهري: رأيته ليلة مظلمة يحمل هذا الجراب ويمشي، قلت: سيدي إلى أين؟ قال: إلى سفر أعددت له زادًا، فرأيته بعد أيام في المدينة ولم يسافر، قلت: سيدي رأيتك الليلة الكذائية وقلت بأنك في سفر أعددت له زادًا، قال: ليس السفر ما ظننت، إنه سفر الآخرة، وزاد هذا السفر الورع عن محارم الله وبذل الندى في الخير.

هذا العمل في حد ذاته «حمل جراب الطعام على الظهر، ويدور بين فقراء المدينة» هذا العمل الواحد هو في حد ذاته إنجازات متعددة، هذا العمل الواحد يجب أن يدرس على أساس حلقة متكاملة، لا على أساس أنه دور اجتماعي منفصل عن الأدوار الأخرى، هذا العمل الواحد يحمل بين ثناياه وبين طياته أعمال ومشاريع متعددة، ومشاريع متغايرة.
مثلا هذا العمل في حد ذاته هو دور عبادي، الإنسان الذي يحمل الصدقة على ظهره ويدور بين الفقراء وهو في كل خطوة يسبح الله ويقدسه وهو يتقرب إلى الله بجهده، بطاقته، بصدقاته، بمشيه، بجميع أنفاسه، هذا العمل الذي يقوم به الإمام في وسط ظلام الليل لا يقل عبادة ولا يقل في عطائه الروحي عن صلاة الليل، هذه صورة أخرى عن صلاة الليل، صلاة الليل لها صورتان: صورة أن يقف في محرابه ليصلي أحد عشر ركعة، وصورة أخرى أن يحمل جراب الطعام على ظهره وهو يحمل أنفاس القدس ويحمل أنفاس التعلق والارتباط بالله، هذه صورة أخرى من صلاة الليل، صلاة الليل لا تقتصر على نوافل المحراب، صلاة الليل هي الصداقات السرية الاجتماعية التي يقوم بها قائد الأمة آنذاك ليؤدي الوظيفة كما أمره الله تبارك وتعالى، هذا في حد ذاته عبادة ودور روحي.
ولذلك ترى الإمام عليًا
a2.gif
وهو يصلي، وهو غارق في السبحات القدسية يمد إصبعه ليتصدق بخاتمه على الفقير، هو في أثناء العبادة يضم عبادة أخرى، هو في أثناء الصلاة يضم صلاة أخرى، وهي صلاة الصدقة، ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾.

هذا العمل الذي يقوم به الإمام زين العابدين صحيح أنه عمل سري، يحمل جراب الطعام وهو ملثم لا يعرفه أحد ويدور على فقراء المدينة لكنه في نفسه عمل سياسي، هو في حد ذاته عمل سياسي، هو في حد ذاته إعلام مضاد للسلطة الأموية آنذاك، السلطة الأموية تعاملت مع شيعة أهل البيت بالذات معاملة التجويع والحرمان وقطع أسباب الرزق، تضيق عليهم في أرزاقهم، تضيق عليهم في أعمالهم، تضيق عليهم في ثرواتهم، كان المسلمون في زمان الإمام زين العابدين يعيشون مآساة مروعة من التجويع والحرمان، مآساة سياسية مخطط لها ومدروسة من قبل السلطة الأموية آنذاك.
الأئمة لا يحتاجون أن يخرجوا إلى الشوارع ويصرخون ويقولون: هؤلاء بني أمية ظالمون منتهكون للحرمات يتعاملون معنا بسياسية التجويع والحرمان، لا، الإمام عندما يدور على فقراء المدينة بجراب الطعام ليليًا ولسنين طويلة هو يريد أن يقول لهذه الطبقة من الفقراء، هو يريد أن يقول للأمة الإسلامية بأننا لابد أن نعاملكم بما يعوضكم عن سياسة التجويع والحرمان، هذه الصدقات هي وسيلة إعلامية لفضح جرائم الأمويين ولسياسة التجويع والحرمان التي كان يقوم بها الأمويون آنذاك، فالإمام يمارس دورًا سياسيًا في الوقت الذي يمارس فيه دورًا روحيًا ودروًا عباديًا.
الإمام زين العابدين
a2.gif
وهو يحمل جراب الطعام على ظهره ليدور به على فقراء المدينة يمارس دورًا اجتماعيًا، لجان التكافل الاجتماعي، لجان التضامن الاجتماعي، من يملك إحساسًا اجتماعيًا، من يملك ضميرًا اجتماعيًا، هل يرى صورة معبرة عن التكافل الاجتماعي أجلى من هذه الصورة؟ هل هناك صورة رائعة تعبر عن التكافل الاجتماعي والتضامن الاجتماعي أعظم من هذه الصورة؟ أن قائد الأمة بنفسه يخرج ليحمل جراب الطعام ليلتقي مع الفقراء ليكسوهم، ليشبعهم، ليطعمهم، هل هناك صورة أعظم من هذه الصورة كمثل وأنموذج للتكافل الاجتماعي وللتضامن الاجتماعي؟ إذًا الإمام يمارس دورًا اجتماعيًا في عين وفي نفس ممارسته للدور الروحي وللدور العبادي وللدور السياسي.

الإمام في هذا الدور الذي يمارسه يمارس دورًا خلقيًا، الإمام زين العابدين يريد أن يعلم الأمة على التواضع، وهذا الدور دور التواضع، الإمام زين العابدين يريد أن يعلم الأمة على أن القائد لا يحجب نفسه عن الفقراء والمساكين، على أن القائد لا يتمنع في بيوت عالية والفقراء يعيشون طبقة، يعيشون حالة حرمانية مأساوية، الإمام زين العابدين بهذا العمل الذي يقوم به في وسط ظلام الليل يمارس التواضع، يمارس الحث، حث الالتقاء بالفقراء، وحث الارتباط بهذه الطبقة المحرومة، ويمارس حسن التعامل الذي قال عنه الرسول محمد
a1.gif
: ”الدين المعاملة“ هذه هي المعاملة، هذه هي الدين الواقعي، ليس الدين مجرد أشكال محرابية أو صور محرابية، الدين المعاملة، الدين الذي يتجلى في أن يقوم قائد الأمة بهذه الطاقة وبهذا الجهد بنفسه، ليستشعر العبادة، ليستشعر العلاقة مع المجتمع، ليستشعر الارتباط مع أبناء المجتمع، فالإمام يمارس دورًا خلقيًا في الوقت الذي يمارس فيه دورًا اجتماعيًا.

وهو دور ثقافي أيضًا، هذا الدور ينقل للأجيال، ينقل للتاريخ، ليتعلم منه الناس كيف يتعاملون مع المجتمعات وكيف يؤدون الحقوق الاجتماعية، هذا الدور قرأه ابن شهاب الزهري، لعل الإمام كان متعمدًا أن يمر بطريق فيه ابن شهاب الزهري لينقل له هذه الكلمة: ”ليس السفر ما ظننت، إنه سفر الآخرة، وزاد هذا السفر الورع عن محارم الله وبذل الندى في الخير“ كان الإمام يريد أن يتحول هذا الدور الاجتماعي إلى دور ثقافي، إلى دور تعليمي، إلى دور تربوي.
أرجع للنقطة التي أردت بحثها، أريد أن أقول علينا أن ندرس أدوار أهل البيت كحلقة متكاملة، كل دور يستبطن دورًا آخر، علينا أن ندرس أدوارهم لا بشكل تجزيئي وبشكل تبعيضي فهذا لا يكشف عن عظمتهم وموطن إبداعهم، علينا أن ندرس أدوارهم كل دور كيف يحمل بين طياته وبين ثناياه إنجازات متعددة ومشاريع متعددة وثمار مختلفة، ليتبين لنا أن قوة الإمام وإبداع الإمام في أن يسجل أدوار متعددة بعمل واحد وبحركة واحدة.
والحمد لله رب العالمين
 
إنضم
1 ديسمبر 2017
المشاركات
47,268
مستوى التفاعل
199
النقاط
63
الإقامة
الدنمارك
رد: تكامل الأدوار في حركة الإمام السجاد (ع)

شكرا لك ولنشرك الرائع
تقديــــــــــــــــــــــــري
............................
.................
 
إنضم
1 ديسمبر 2017
المشاركات
47,268
مستوى التفاعل
199
النقاط
63
الإقامة
الدنمارك
رد: تكامل الأدوار في حركة الإمام السجاد (ع)

شكرا لك ولنشرك الرائع
تقديــــــــــــــــــــــــري
............................
..................
 

الشاعر مصعب باشا

أنتي في قلبي حياة
إنضم
30 سبتمبر 2018
المشاركات
40,084
مستوى التفاعل
149
النقاط
63
الإقامة
Iraq & Zakho
الموقع الالكتروني
www.youtube.com
رد: تكامل الأدوار في حركة الإمام السجاد (ع)

جزاكم الله كل الخير

موضوع في غايه الروعه

تحياتيـ
 

سعد العراقي راقي

قرب شاطىء العذوبة
إنضم
10 سبتمبر 2017
المشاركات
361,389
مستوى التفاعل
7,027
النقاط
113
الإقامة
العراق
رد: تكامل الأدوار في حركة الإمام السجاد (ع)

تسلمين
جزاك الله خير
شــــكرا لك
 

قيصر الحب

::اصدقاء المنتدى و اعلى المشاركين ::
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
369,315
مستوى التفاعل
3,191
النقاط
113
رد: تكامل الأدوار في حركة الإمام السجاد (ع)

جزاك الله خيرا

يًعّطيًكْ آلِعّآفيًه
عّلِى آلِمجهوَدِ آلِرٍآئعّ
وَلآعّدِمنآ جدِيًدِكْ آلِرٍآقيً
وَدِيً وَآحتِرٍآميً
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )