الطائر الحر
Well-Known Member
توفر نتائج هذه الدراسة أرشيفا متكاملا للمناخ الأرضي على مدار 5 ملايين سنة، مما يعد أساسا قيّما لنماذج المناخ المستقبلية.
السجل الرسوبي في شارين كانيون يوثق لـ5 ملايين عام من تفاعل المناخ واليابسة (غيتي)
عثر فريق دولي من الباحثين على سجل رسوبي بسمك 80 مترا في شارين كانيون في كازاخستان يوثق تفاعلات التغير المناخي في ما بين الأرض والغلاف الجوي والمحيط، طوال 5 ملايين سنة ماضية.
ويعد هذا السجل الرسوبي المكتشف أول دليل موثوق في مكان واحد على التفاعلات طويلة الأمد بين أنظمة المناخ الرئيسية في القارة الأورو-آسيوية، التي تعرضها طبقات الغبار والتربة المتناوبة المحفوظة على هيئة رواسب في شارين كانيون (Charyn Canyon)، والتي مكّنت الباحثين من إثبات صحة فرضية تدفق المياه العذبة إلى المحيط المتجمد الشمالي.
ونشرت نتائج الدراسة في دورية "كوميونيكيشن إيرث آند إنفايرومنت" (Communications Earth and Environment)، ونشر عنها معهد ماكس بلانك للكيمياء بيانا صحفيا بتاريخ الثالث من يونيو/حزيران الجاري.
تسلسل رسوبي يبلغ سمكه 80 مترا في شارين كانيون بكازاخستان (يوريك ألرت)
بين الأنظمة المناخية واليابسة
يبدو أن أسطح اليابسة في أوراسيا قد أسهمت بشكل كبير في دورة مياه اليابسة والغلاف الجوي والمحيطات على مدار 5 ملايين سنة ماضية.
واختار الباحثون موقع الدراسة ليكون وسط آسيا الوسطى، في مكان داخلي بعيد عن المحيط قدر الإمكان، وقاموا بفحص السجل الرسوبي الذي يبلغ سمكه 80 مترا، وأخذوا عينات من التربة على ارتفاعات مختلفة لضمان مسح شامل له.
ومن ثم قاموا بقياس التراكيز النسبية للنظائر داخل كربونات التربة، وأعادوا نمذجة تغير الرطوبة في التربة عبر الزمن، إضافة إلى تأريخ اليورانيوم والرصاص لكربونات التربة ومعدلات تراكمها في سجل الرواسب.
التربة كانت أكثر رطوبة في أوائل العصر البليوسيني مما كانت عليه في العصور اللاحقة (غيتي)
وكشفت عينات التربة التي تم تحليلها عن منطقة تتميز بجفاف متزايد على مدى 5 ملايين سنة الماضية، ووجد الباحثون أن التربة كانت أكثر رطوبة في أوائل العصر البليوسيني مما كانت عليه في العصور اللاحقة، أو مما هي عليه اليوم.
ومن ثم بدأت الجفاف، إلا أن عملية جفافها لم تكن ذات طابع منتظم في تغيرها، بل كانت متغيرة بسبب التقلبات المناخية قصيرة المدى، التي يمكن أن نعزوها بشكل رئيسي إلى التفاعل بين الرياح الغربية على خطوط العرض الوسطى ونظام الضغط العالي في سيبيريا.
ويمثل عصر البليوسين الفترة الزمنية الجيولوجية الأخيرة التي كان فيها تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي مشابها لما هو عليه اليوم، أي ما يقدر بـ400 جزء في المليون، واستمرت هذ الحقبة الزمنية بدءا من 5 إلى 2.6 مليون سنة.
تركيز ثاني أكسيد الكربون في عصر البليوسين كان مشابها لما هو عليه اليوم (غيتي)
الرياح الغربية السيبيرية
مكّن البحث في شارين كانيون العلماء من التحقيق في التفاعل طويل المدى بين مرتفعات سيبيريا والرياح الغربية المحملة بالأمطار.
ووجد الفريق أن المناخ المائي في شارين كانيون يعكس مناخ السهوب إلى الشمال، حيث يتدفق عدد من أنهار سيبيريا الكبيرة التي تتأثر بحركة الكتل الهوائية العالية والغربية هناك. وهكذا يمكن أن يكون نشاط نهر سيبيريا في الشمال سببا رئيسيا في تغيرات رطوبة التربة في موقع شارين كانيون.
وتوفر نتائج هذه الدراسة أرشيفا متكاملا للمناخ الأرضي على مدار 5 ملايين سنة الماضية، الذي يعد أساسا قيما لنماذج المناخ المستقبلية.
السجل الرسوبي في شارين كانيون يوثق لـ5 ملايين عام من تفاعل المناخ واليابسة (غيتي)
عثر فريق دولي من الباحثين على سجل رسوبي بسمك 80 مترا في شارين كانيون في كازاخستان يوثق تفاعلات التغير المناخي في ما بين الأرض والغلاف الجوي والمحيط، طوال 5 ملايين سنة ماضية.
ويعد هذا السجل الرسوبي المكتشف أول دليل موثوق في مكان واحد على التفاعلات طويلة الأمد بين أنظمة المناخ الرئيسية في القارة الأورو-آسيوية، التي تعرضها طبقات الغبار والتربة المتناوبة المحفوظة على هيئة رواسب في شارين كانيون (Charyn Canyon)، والتي مكّنت الباحثين من إثبات صحة فرضية تدفق المياه العذبة إلى المحيط المتجمد الشمالي.
ونشرت نتائج الدراسة في دورية "كوميونيكيشن إيرث آند إنفايرومنت" (Communications Earth and Environment)، ونشر عنها معهد ماكس بلانك للكيمياء بيانا صحفيا بتاريخ الثالث من يونيو/حزيران الجاري.
تسلسل رسوبي يبلغ سمكه 80 مترا في شارين كانيون بكازاخستان (يوريك ألرت)
بين الأنظمة المناخية واليابسة
يبدو أن أسطح اليابسة في أوراسيا قد أسهمت بشكل كبير في دورة مياه اليابسة والغلاف الجوي والمحيطات على مدار 5 ملايين سنة ماضية.
واختار الباحثون موقع الدراسة ليكون وسط آسيا الوسطى، في مكان داخلي بعيد عن المحيط قدر الإمكان، وقاموا بفحص السجل الرسوبي الذي يبلغ سمكه 80 مترا، وأخذوا عينات من التربة على ارتفاعات مختلفة لضمان مسح شامل له.
ومن ثم قاموا بقياس التراكيز النسبية للنظائر داخل كربونات التربة، وأعادوا نمذجة تغير الرطوبة في التربة عبر الزمن، إضافة إلى تأريخ اليورانيوم والرصاص لكربونات التربة ومعدلات تراكمها في سجل الرواسب.
التربة كانت أكثر رطوبة في أوائل العصر البليوسيني مما كانت عليه في العصور اللاحقة (غيتي)
وكشفت عينات التربة التي تم تحليلها عن منطقة تتميز بجفاف متزايد على مدى 5 ملايين سنة الماضية، ووجد الباحثون أن التربة كانت أكثر رطوبة في أوائل العصر البليوسيني مما كانت عليه في العصور اللاحقة، أو مما هي عليه اليوم.
ومن ثم بدأت الجفاف، إلا أن عملية جفافها لم تكن ذات طابع منتظم في تغيرها، بل كانت متغيرة بسبب التقلبات المناخية قصيرة المدى، التي يمكن أن نعزوها بشكل رئيسي إلى التفاعل بين الرياح الغربية على خطوط العرض الوسطى ونظام الضغط العالي في سيبيريا.
ويمثل عصر البليوسين الفترة الزمنية الجيولوجية الأخيرة التي كان فيها تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي مشابها لما هو عليه اليوم، أي ما يقدر بـ400 جزء في المليون، واستمرت هذ الحقبة الزمنية بدءا من 5 إلى 2.6 مليون سنة.
تركيز ثاني أكسيد الكربون في عصر البليوسين كان مشابها لما هو عليه اليوم (غيتي)
الرياح الغربية السيبيرية
مكّن البحث في شارين كانيون العلماء من التحقيق في التفاعل طويل المدى بين مرتفعات سيبيريا والرياح الغربية المحملة بالأمطار.
ووجد الفريق أن المناخ المائي في شارين كانيون يعكس مناخ السهوب إلى الشمال، حيث يتدفق عدد من أنهار سيبيريا الكبيرة التي تتأثر بحركة الكتل الهوائية العالية والغربية هناك. وهكذا يمكن أن يكون نشاط نهر سيبيريا في الشمال سببا رئيسيا في تغيرات رطوبة التربة في موقع شارين كانيون.
وتوفر نتائج هذه الدراسة أرشيفا متكاملا للمناخ الأرضي على مدار 5 ملايين سنة الماضية، الذي يعد أساسا قيما لنماذج المناخ المستقبلية.