لعثمة مشاعر
سر حبي فيك غامض
تنمية الوفاء بالعهد عند الطفل :
لأجل أن يحيا الوفاء بالعهد في المجتمع ، وتلتزم جميع الطبقات بهذا الواجب الإِنساني ، يجب أن تبذر بذور هذه الخصلة الحميدة في نفوس الأطفال من أولى أدوار الطفولة ، ومن حين إدراكهم لمعنى (العهد) . يجب أن يتلقّوا هذا الدرس القيم نظرياً وعملياً حتى يستقر في نفوسهم بصورة ملكه ثابتة مستقرة . يجب أن يربّى الأطفال بصورة يجدون معها الوفاء بالعهد من واجباتهم القطعية والضرورية ، فلا ينقضون عهودهم وحسب بل لا يسمحون لهذه الفكرة الفاسدة أن تمر بخواطرهم ، وهذه التربية لا تحصل إلا في المحيط الطاهر والسليم الذي أعدّ للطفل ، المحيط الذي لا يعرف نقض العهد والخداع . إن الطفل يتخذ من كل كلام يسمعه أو عمل يشاهده ، صالحاً كان أو فاسداً ، قدوة له يجري عليها في حياته ، وفي محيط الأُسرة يخضع قبل كل شيء لسلوك
الوالدين . ففي الأسرة التي يلتزم الأبوان فيها بعهودهما ، ولا يخلفان مواعيدهما ، ولا يخدعان الطفل . . . ينشأ الأطفال على هذه الفضائل الحميدة ، ويلتزمون بعهودهم أيضاً ، أما الأبوان اللذان يرتكبان الأفعال الفاسدة فان طفلهما يتأثر بأفعالهما وينشأ على تلك الأساليب المنحرفة .
«لأجل أن تكون الإِطاعة لقوانين الحياة تامة ، يجب أن تظهر بصورة فطرية» .
«إن الشخص الذي اعتاد منذ بداية حياته على معرفة الخير والشر ، يسهل عليه اختيار الفضيلة والإِجتناب عن الرذيلة في جميع أيام عمره ، وكما يبتعد عن النار يتجنّب الإِقتراب من الرذائل . فنقض العهد والكذب والخيانة لا تعدّ أعمالاً قبيحة في نظره ، بل تعدّ مستحيلة عنده ولإِيجاد ردود الفعل هذه في الفرد يجب توفر محيط يعني فيه بالفضائل عناية بالغة . إن الإِنسان يميل ـ كالقرد ـ إلى التقليد بغريزته ولكنه يقلد الشر أسهل من الخير . وهكذا يقتبس الطفل سلوك الأفراد الذين يعرفهم أو يسمع تاريخ حياتهم أو يقرأه ، ولهذا فانه يتخذ من الأصدقاء والأساتذة ، والأب والأم ، وبصورة خاصة نجوم السينما ، والشخصيات الحقيقية أو الخيالية التي يقرأها في المجلات والصحف . . قدوة له في حياته . وكما يقول (فلتون) فان الأطفال لو سلّموا في منزلق تقليدهم للغير إلى أفراد بعيدين عن الفضيلة ، نشأت من ذلك نقائض كبيرة في سلوكهم . إن المربي الجيد هو الذي يعتقد بما يقول ويطبقه على نفسه»(١) .
المصدر
الطفل بين الوراثة والتربية - ج ٢
الشيخ محمد تقي فلسفي
لأجل أن يحيا الوفاء بالعهد في المجتمع ، وتلتزم جميع الطبقات بهذا الواجب الإِنساني ، يجب أن تبذر بذور هذه الخصلة الحميدة في نفوس الأطفال من أولى أدوار الطفولة ، ومن حين إدراكهم لمعنى (العهد) . يجب أن يتلقّوا هذا الدرس القيم نظرياً وعملياً حتى يستقر في نفوسهم بصورة ملكه ثابتة مستقرة . يجب أن يربّى الأطفال بصورة يجدون معها الوفاء بالعهد من واجباتهم القطعية والضرورية ، فلا ينقضون عهودهم وحسب بل لا يسمحون لهذه الفكرة الفاسدة أن تمر بخواطرهم ، وهذه التربية لا تحصل إلا في المحيط الطاهر والسليم الذي أعدّ للطفل ، المحيط الذي لا يعرف نقض العهد والخداع . إن الطفل يتخذ من كل كلام يسمعه أو عمل يشاهده ، صالحاً كان أو فاسداً ، قدوة له يجري عليها في حياته ، وفي محيط الأُسرة يخضع قبل كل شيء لسلوك
الوالدين . ففي الأسرة التي يلتزم الأبوان فيها بعهودهما ، ولا يخلفان مواعيدهما ، ولا يخدعان الطفل . . . ينشأ الأطفال على هذه الفضائل الحميدة ، ويلتزمون بعهودهم أيضاً ، أما الأبوان اللذان يرتكبان الأفعال الفاسدة فان طفلهما يتأثر بأفعالهما وينشأ على تلك الأساليب المنحرفة .
«لأجل أن تكون الإِطاعة لقوانين الحياة تامة ، يجب أن تظهر بصورة فطرية» .
«إن الشخص الذي اعتاد منذ بداية حياته على معرفة الخير والشر ، يسهل عليه اختيار الفضيلة والإِجتناب عن الرذيلة في جميع أيام عمره ، وكما يبتعد عن النار يتجنّب الإِقتراب من الرذائل . فنقض العهد والكذب والخيانة لا تعدّ أعمالاً قبيحة في نظره ، بل تعدّ مستحيلة عنده ولإِيجاد ردود الفعل هذه في الفرد يجب توفر محيط يعني فيه بالفضائل عناية بالغة . إن الإِنسان يميل ـ كالقرد ـ إلى التقليد بغريزته ولكنه يقلد الشر أسهل من الخير . وهكذا يقتبس الطفل سلوك الأفراد الذين يعرفهم أو يسمع تاريخ حياتهم أو يقرأه ، ولهذا فانه يتخذ من الأصدقاء والأساتذة ، والأب والأم ، وبصورة خاصة نجوم السينما ، والشخصيات الحقيقية أو الخيالية التي يقرأها في المجلات والصحف . . قدوة له في حياته . وكما يقول (فلتون) فان الأطفال لو سلّموا في منزلق تقليدهم للغير إلى أفراد بعيدين عن الفضيلة ، نشأت من ذلك نقائض كبيرة في سلوكهم . إن المربي الجيد هو الذي يعتقد بما يقول ويطبقه على نفسه»(١) .
____________________
(١) راه ورسم زندگى ص ١٦٢ .
المصدر
الطفل بين الوراثة والتربية - ج ٢
الشيخ محمد تقي فلسفي