العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ
نامي وعين من هواكِ ليس تنام
غفى فوق جفينكِ الشعر والمقام
وهفهفَ نسيم شُباكِ العلوي عطرهُ
كأنه يُنشئ في البوحِ سحر الكَلام
وتهامس البدرُ لإغفائتُكِ والنجومِ
كيف لسحرِ إنوثتها يتركنا وينام
في الصحوِ تشدُ إزرنا فنسرحُ
وإن اطبقت جفنيها يا بدرُ نلامُ
برقت النضارةُ في شدقيها نرداً
كأنها ضافت لُجينٍ بالروح كِلامُ
أيغفو الشوق في حناياكِ تارةً
ويستبيحُ ستر الهوى فيا ويضامُ
ارست مراكب العشقِ في ميناؤكِ
وهذا الفؤاد نورساً يلوح إليه ظلام
تأتأ في محضر الغرام فكتب اغنيةً
ولحن اللهفةِ سُرق وتبعثرت الانغامُ
مقصورةً في البدءِ والنصف والنهايةِ
والقصرُ في تلاشيهِ ينمو إلينا الختام
أشتاقُ لكل الليالي وأشتاق انفاسُكِ
وشموع الشوق يُخفتها بُعدُ المقام
ورديةً يلاعبها غمراً كالبراكين بنارهِ
ويدفءُ ما أثلجتهُ الغربة هذه والايام
29/03/2020
العـ عقيل ـراقي