ابو مناف البصري
المالكي
ثقافة الفوز والخسارة
سُلوك تربوي مُهم يجب ان نُعلمه ابنائنا مُنذ صغرهم.
صحيح بأن هذا الموضوع يشمل حتى الكبار ولكن نحن هُنا نُريد تسليط الضوء على الصغار.
وتذكروا ايها الوالدين انكم قد تكونوا عاقين بأبنائكم إذا علمتوهم على ثقافة التعصب, سواءً التعصب للفور او ﻷمر تُشجعه.
ﻷنكم بذلك تزرعون فيهم شخصية عدائية وليست لديها رُوح مرنة او رياضية تتقبل الخسارة.
ولقد عاشر الكثير منا هذا النوع من الشخصيات وقد يكون ممن يقرأ هذا الموضوع هو احد الشخصيات.
شخصية الفرد المُتعصب والذي لا يتقبل الخسارة لنفسه او مُنافسة او في تشجيع امر يُحبه, هي شخصية غير مرنة ومُستعدة لصناعة عداوة لهذه الأمور حتى مع اقرب الناس إليها.
واكثر من ذلك, صاحب هذه الشخصية قد يصل لمرحلة يكون مُستعد فيها بأن يسب ويلعن ويشتم وحتى يتشاجر ويتضارب ويُوجه ابشع الألفاظ لمن يُخالفه او من هزمه او لمن يُشجع الطرف الذي لا يُشجعه.
لذلك من اهم الخطوات التربية على الوالدين ان يزرعوا في ابنائهم ثقافة تقبل الخسارة في المُنافسات وتقبل خسارة الجهة التي تُشجعها في اي مُنافسة.
وفي نفس الوقت بالنسبة للمنافسة الشخصية علينا ان نزرع فيهم بأنه حتى لو خسرت حاول, وحتى لو حاولت ولم تنجح فهذا امر طبيعي ولا داعي للحزن, ﻷن الناس تختلف قدراتهم وقوتهم.
المُهم انكم قضيتم وقت جميل في المنافسة وتعرفتم على افراد جُدد وفرغتوا طاقتكم وسويتوا كل اللي تقدرون عليه.
وامر الفوز والخسارة هو امر طبيعي, قد تخسرون في هذه المرة وتفوزون في غيرها.
اما بالنسبة لثقافة الفوز والخسارة في تشجيع طرف مُعين.
فعليكم ان تُعلموهم بأن تشجيعكم لهذا الجانب هو للتسلية فقط.
وعليكم تذكيرهم بأن هذا الجانب الذي تُشجعونه لا يعرفكم وحتى لو قابلتموه قد لا يستقبلكم ولن يُعطيكم اي اهتمام ولن يُقدم لكم اي شيء لا مُساعدة مادية لمُجتمعكم ولا لكم, فهذا واقع على الصغار والكبار ان يتفهموه وبناءاً عليه عليهم ان يجعلوا تصرفاتهم موزونة في مسألة التشجيع.
فكل ما يحصلون عليه من مال ومكافأت حتى لو كانت كبيرة فسوف يصرفونها على انفسهم ورفاهيتهم.
ولن تحصلون على اي شيء.
إذاً على ماذا تتشاجرون وتصنعون العداوات وتفترقون وقد تتجرؤون على بعضكم البعض حتى على اقرب الناس إليكم ؟!
ودعوهم يُفكرون قليلاً منذ البداية وقولوا لهم, هل يستحق ان تجعل احد يزعل منك او تزعل احد منك علشان تشجيع طرف لا يكن لك اي اهتمام ولا يعرفك ولن تحصل من تشجيعك له على اي شيء ؟!
لذلك علموهم ان تكون رُوحهم مرنة في امور التشجيع ويكون نقاشهم قصير وبسيط في حالة الفوز والخسارة.
لماذا خسر من تشجع ؟
قام باللي يقدر عليه وخسر واتمنى له حظ اوفر المرات الجاية وانتهى الموضوع.
لماذا فاز من تشجع ؟
قام باللي يقدر عليه وفاز ومبروك عليه الفوز وانتهى الموضوع.
ولا ننسى بأن نزرع فيهم بقدر ما نستطيع مسألة عدم الإستجابة للإستفزاز والسخرية سواءً عليهم او منهم, في الفوز والخسارة الشخصية او في التشجيع.
فإذا فزتم في التحدي صافحوا الطرف الآخر وابتسموا له وقولوا له الله يوفقك في المرة الجاية.
وإذا فاز من تشجع فعليهم ان يقولوا نعم فاز من اشجع, ولكن الفائدة لهم هُم فلا داعي لتسخر من احد او تستفزه وتزعله او تجعله يغضب منك على امر انت غير مُستفيد منه,
وحتى لو كُنت مستفيد منه مثل موضوع التحدي الشخصي, فهذا التصرف ليس من الأخلاق والأدب.
وإذا خسرت في تحدي شخصية وواجهة سخرية, فلا تستجيب لذلك واذكر الله عزوجل وصل على محمد وآل محمد, وتستطيع القيام بعدة تصرفات.
ان تتجاهل المُستزئ وتتركه ولا تهتم بردة فعله.
ان تُبارك له الفوز وتقول له المفروض تحمد الله وتشكره على الفوز بدل من السخرية واستفزاز الآخرين.
وإذا خسر الطرف الذي تُشجعه وواجهت سخرية واستفزاز.
تستطيع الرد بكل بساطة وتقول للطرف الآخر, طيب نحن خسرنا وانتم فزتم ماهي الفوائد والأرباح التي حصلت عليها ؟ فهل إذا زعلت اصدقائك او معارفك او اقربائك سوف يعرف من تشجع بتصرفك وسوف يعطيك مكافأة على ذلك ؟ وهل من تشجع يعرفك او يُعطيك قدر و أهمية وسوف يُساعدك إذا وقعت في مشكلة او احتجت امر مُعين ؟
وقل له لا تستهزئ بالناس المُحيطين بك وتخسر وتزعل كثير منهم منك على امر ما يستحق وطرف مايدري عنك ولن يُقدم لك شيء.
وقل له انتم ربحتم وفرحتوا بالفوز ومبروك عليكم وانتهى الموضوع, من تشجع سوف يعيش حياته ونحن خل ننشغل بإهتمامتنا بدل من ان ننشغل بهذا الطرف وذاك الطرف.
علينا ان نعتني بهذا الموضوع ﻷنه من المواضيع المُهمة في حياة ابنائنا وقد يستمر معهم طيلة حياتهم, لذلك علينا ان نحرص ان نبذر اول بذرة بشكل سليم وصحيح.
ونقطع كل اغصان التعصب الخاطئ لكي لا يخسروا علاقاتهم مع الغير.
قال تعالى (فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)
[سورة الزمر 17 - 18]
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد
سُلوك تربوي مُهم يجب ان نُعلمه ابنائنا مُنذ صغرهم.
صحيح بأن هذا الموضوع يشمل حتى الكبار ولكن نحن هُنا نُريد تسليط الضوء على الصغار.
وتذكروا ايها الوالدين انكم قد تكونوا عاقين بأبنائكم إذا علمتوهم على ثقافة التعصب, سواءً التعصب للفور او ﻷمر تُشجعه.
ﻷنكم بذلك تزرعون فيهم شخصية عدائية وليست لديها رُوح مرنة او رياضية تتقبل الخسارة.
ولقد عاشر الكثير منا هذا النوع من الشخصيات وقد يكون ممن يقرأ هذا الموضوع هو احد الشخصيات.
شخصية الفرد المُتعصب والذي لا يتقبل الخسارة لنفسه او مُنافسة او في تشجيع امر يُحبه, هي شخصية غير مرنة ومُستعدة لصناعة عداوة لهذه الأمور حتى مع اقرب الناس إليها.
واكثر من ذلك, صاحب هذه الشخصية قد يصل لمرحلة يكون مُستعد فيها بأن يسب ويلعن ويشتم وحتى يتشاجر ويتضارب ويُوجه ابشع الألفاظ لمن يُخالفه او من هزمه او لمن يُشجع الطرف الذي لا يُشجعه.
لذلك من اهم الخطوات التربية على الوالدين ان يزرعوا في ابنائهم ثقافة تقبل الخسارة في المُنافسات وتقبل خسارة الجهة التي تُشجعها في اي مُنافسة.
وفي نفس الوقت بالنسبة للمنافسة الشخصية علينا ان نزرع فيهم بأنه حتى لو خسرت حاول, وحتى لو حاولت ولم تنجح فهذا امر طبيعي ولا داعي للحزن, ﻷن الناس تختلف قدراتهم وقوتهم.
المُهم انكم قضيتم وقت جميل في المنافسة وتعرفتم على افراد جُدد وفرغتوا طاقتكم وسويتوا كل اللي تقدرون عليه.
وامر الفوز والخسارة هو امر طبيعي, قد تخسرون في هذه المرة وتفوزون في غيرها.
اما بالنسبة لثقافة الفوز والخسارة في تشجيع طرف مُعين.
فعليكم ان تُعلموهم بأن تشجيعكم لهذا الجانب هو للتسلية فقط.
وعليكم تذكيرهم بأن هذا الجانب الذي تُشجعونه لا يعرفكم وحتى لو قابلتموه قد لا يستقبلكم ولن يُعطيكم اي اهتمام ولن يُقدم لكم اي شيء لا مُساعدة مادية لمُجتمعكم ولا لكم, فهذا واقع على الصغار والكبار ان يتفهموه وبناءاً عليه عليهم ان يجعلوا تصرفاتهم موزونة في مسألة التشجيع.
فكل ما يحصلون عليه من مال ومكافأت حتى لو كانت كبيرة فسوف يصرفونها على انفسهم ورفاهيتهم.
ولن تحصلون على اي شيء.
إذاً على ماذا تتشاجرون وتصنعون العداوات وتفترقون وقد تتجرؤون على بعضكم البعض حتى على اقرب الناس إليكم ؟!
ودعوهم يُفكرون قليلاً منذ البداية وقولوا لهم, هل يستحق ان تجعل احد يزعل منك او تزعل احد منك علشان تشجيع طرف لا يكن لك اي اهتمام ولا يعرفك ولن تحصل من تشجيعك له على اي شيء ؟!
لذلك علموهم ان تكون رُوحهم مرنة في امور التشجيع ويكون نقاشهم قصير وبسيط في حالة الفوز والخسارة.
لماذا خسر من تشجع ؟
قام باللي يقدر عليه وخسر واتمنى له حظ اوفر المرات الجاية وانتهى الموضوع.
لماذا فاز من تشجع ؟
قام باللي يقدر عليه وفاز ومبروك عليه الفوز وانتهى الموضوع.
ولا ننسى بأن نزرع فيهم بقدر ما نستطيع مسألة عدم الإستجابة للإستفزاز والسخرية سواءً عليهم او منهم, في الفوز والخسارة الشخصية او في التشجيع.
فإذا فزتم في التحدي صافحوا الطرف الآخر وابتسموا له وقولوا له الله يوفقك في المرة الجاية.
وإذا فاز من تشجع فعليهم ان يقولوا نعم فاز من اشجع, ولكن الفائدة لهم هُم فلا داعي لتسخر من احد او تستفزه وتزعله او تجعله يغضب منك على امر انت غير مُستفيد منه,
وحتى لو كُنت مستفيد منه مثل موضوع التحدي الشخصي, فهذا التصرف ليس من الأخلاق والأدب.
وإذا خسرت في تحدي شخصية وواجهة سخرية, فلا تستجيب لذلك واذكر الله عزوجل وصل على محمد وآل محمد, وتستطيع القيام بعدة تصرفات.
ان تتجاهل المُستزئ وتتركه ولا تهتم بردة فعله.
ان تُبارك له الفوز وتقول له المفروض تحمد الله وتشكره على الفوز بدل من السخرية واستفزاز الآخرين.
وإذا خسر الطرف الذي تُشجعه وواجهت سخرية واستفزاز.
تستطيع الرد بكل بساطة وتقول للطرف الآخر, طيب نحن خسرنا وانتم فزتم ماهي الفوائد والأرباح التي حصلت عليها ؟ فهل إذا زعلت اصدقائك او معارفك او اقربائك سوف يعرف من تشجع بتصرفك وسوف يعطيك مكافأة على ذلك ؟ وهل من تشجع يعرفك او يُعطيك قدر و أهمية وسوف يُساعدك إذا وقعت في مشكلة او احتجت امر مُعين ؟
وقل له لا تستهزئ بالناس المُحيطين بك وتخسر وتزعل كثير منهم منك على امر ما يستحق وطرف مايدري عنك ولن يُقدم لك شيء.
وقل له انتم ربحتم وفرحتوا بالفوز ومبروك عليكم وانتهى الموضوع, من تشجع سوف يعيش حياته ونحن خل ننشغل بإهتمامتنا بدل من ان ننشغل بهذا الطرف وذاك الطرف.
علينا ان نعتني بهذا الموضوع ﻷنه من المواضيع المُهمة في حياة ابنائنا وقد يستمر معهم طيلة حياتهم, لذلك علينا ان نحرص ان نبذر اول بذرة بشكل سليم وصحيح.
ونقطع كل اغصان التعصب الخاطئ لكي لا يخسروا علاقاتهم مع الغير.
قال تعالى (فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)
[سورة الزمر 17 - 18]
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد