| بيروت - «الراي» |
... على طريقة «قرشك الابيض ليومك الاسود»، يلهو لبنان بـ «أبيضه» في غمرة الايام السود الكثيرة التي يعيشها في السياسة والامن والاقتصاد والمعيشة.
وعلى طريقة «ربّ ضارة نافعة»، خرج من رحم «اولغا»، العاصفة الاعتى منذ نحو اربعة عقود التي ضربت لبنان اخيراً، مشهد و«لا أجمل» صار لوحات بعدسات محترفة وهاوية «زيّنت» مواقع التواصل الاجتماعي التي تَباهت بلقطات ساحرة رسمتها «ريشة» الطبيعة.
قمم «رصّعها» الثلج الذي «افترش» رمل البحر وعانق في مرات نادرة «فقش الموج»، حتى بدا الجبل والساحل «على الموجة البيضاء» نفسها وكأن الطبيعة في «عرسٍ» ضخّ الفرح في ربوع وطنٍ يصارع اليأس ويعاند من اجل بصيص أمل.
من أقصاه الى أقصاه، لفّ لبنان «زنّار أبيض» سرعان ما تلقّفه اللبنانيون المتلهّفون لما يثلج قلوبهم التي تعيش «حرْقة» الأزمات المتوالدة وكأنها «جبل جليد» لا يعرف الذوبان.
ساحات بيض، حوّلها اللبنانيون مساحاتٍ لـ«التنفيس» عن احتقاناتهم اليومية و«التنفيخ» عن همومهم، يقصدونها وكأنها واحات «تَجمّد» فيه «الزمن السيئ» الذي يعيشونه بـ«عوارضه المرَضية» التي يعبّر عنها «الجدل البيزنطي» حول قانون الانتخاب و«جنْسه» والعناوين الخلافية حول كل شيء و... أيّ شيء.
فمع الأبيض لا مكان لـ«القلوب السود» التي بدا وكأنها تعيد «اللعب بنار» الطائفية والمذهبية، ولا للأفكار القاتمة التي توحي بالعودة باللبنانيين الى زمنٍ لا يشبه «البلد الرسالة»، ولا للتداعيات الداكنة التي ربما تكمن لـ«بلاد الأرز» على «كوع» الأزمة السورية بتشعباتها الاقليمية والدولية، ولا لأفق الصراع الداخلي الذي وضع لبنان في «ثلاجة» الانتظار الثقيل.
انه «الذهب الأبيض» الذي يبقى «الرصيد الاحتياطي» لفرح اللبنانيين في موسم «القلّة» التي «تولّد النقار»، رصدته «الراي» في عدستها التي قامت بجولة على... «بساط الثلج».
عدسة «الراي» عاينتْه في رويسات صوفر اللبنانية
«الأبيض» احتضن قصر أمير «الأيادي البيضاء»
بيروت ـ «الراي»:
... «قبلةٌ بيضاء» خطّها الثلج على «خد» قصرٍ أميريّ غمره... دفء لبنان.
في رويسات صوفر، وعلى تلة جميلة تطلّ على بيروت، يرتسم بـ «الأبيض» مشهدٌ يستحضر «بالأسْود» فصولاً من الحرب اللبنانية «منقوشة» على جدران «قصر الذكريات» الجميلة التي تختصر العلاقات «الناصعة» بين لبنان والكويت.
هو قصر سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي بني في الستينات من القرن الماضي حين كان وزيراً للخارجية، يغفو هذه الايام في حضن الثلوج التي كست لبنان من رأسه حتى أخمص قدميه وحملتها «امّ العواصف» التي لم تشهد «بلاد الارز» مثيلاً لها منذ نحو اربعة عقود.
قصرٌ فتح ذراعيه لثلجٍ يليق بـ «بياضِ» قلب ويديْ سمو الامير الذي لم يكن يترك صيفاً إلا ويمضيه في رويسات صوفر مع عائلته، قبل ان تغدرَ حرب العام 1975 بلبنان ويغادرَ الفرحُ المصايف التي كان الكويتيون يضربون معها مواعيد صارت كـ «الوعود» بعدما أرسوا في «مثلث العز» (صوفر وبحمدون وعاليه) حركة عمرانية واعدة فبنوا القصور والمنازل والفنادق وساهموا في تحريك العجلة الاقتصادية.
قصر سمو الامير الذي لا يزال يرابط على أرض تبلغ مساحتها 36 ألف متر مربع هي اليوم متروكة ومسيّجة بشريط من الأشواك، بدا كأنه استعاد «الروح» مع «الضيف الأبيض» الذي بلسم «جروح» جدرانٍ نخرتْها شظايا القذائف فاذا بها تستعيد حرارةً افتقدتْها لأعوامٍ هي عمر غياب «اهل الدار» عن «ديرتهم» في «ضيعتهم اللبنانية».
فجأةً سدّ الثلج «الثقوب»، وذاب «الجليد» عن ذكريات الزمن الجميل المحفورةِ في زوايا قصرٍ صار مسكوناً بالحنين الى الماضي «الذهبي» للبنان والحضور الكويتي فيه.
انه القصر الذي يغفو كـ «الاميرة النائمة» مكلَّل بالثلج وبـ «غار» المحبة الخالصة من لبنان الى صاحب «الأيادي البيض» الذي لطالما طبع على «وجنتيْ» بلاد الارز قبلةً أيقظته من «الكوابيس» وأنقذته من «أحلامه... السود».