[font=&] بسم الله الرحمن الرحيم [/font]
[font=&]وبه نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .
[/font]
[font=&]الشعر العربي هو النظم الموزون ، وجميع المذاهب الاسلامية افتت بجواز قول الشعر في حد ذاته وبنفسه ما لم يصاحبه محرما اخر كوصف إمرأة مؤمنة معينة ومعروفة في الفاظ الشعر ، أو التغزل بوصف النساء على وجه يؤدي الى الوقوع الرجال في الحرام بسبب ذلك ، او هجاء انسان مؤمن والانتقاص منه والتعريض والتشهير به عن طريق انشاد الابيات الشعرية . [/font]
[font=&]ولقد ذكر الله سبحانه وتعالى الشعراء وذمهم على بعض الافعال التي يقومون بها ، والصفات التي يتخلقون فيها، ولم يذم نفس قول الشعر او يحرمه ، قال تعالى : { وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ } . (الشعراء 224 - 227 ) .[/font]
[font=&]فالشعر - بملاحظة ظاهر الآية - اذا كان الغرض منه كشف الحق واظهار وفضح الباطل والظلم فلابأس به ايضا ، بل قد يكون راجحا ومستحبا شرعا وخصوصا اذا كان لإظهار مظلومية سيد الشهداء الامام ابي عبد الله الحسين (ع) و مظلومية جميع اهل البيت (ع) .
[/font]
[font=&]روي عن سيّد البّشر فيما جاء من الخبر , أنّه قال (ص) : (( مَن ذُكر الحُسين (ع) عنده ، فخرج من عينه من الدّموع بقدر جناح الذّبابة ، كان ثوابه على الله تعالى ، ولم يرض له بدون الجنّة جزاء )) .[/font][font=&] المنتخب للطريحي > ص 27 .
[/font]
[font=&]وعن أبي هارون المكفوف أنّه قال : قال لي الصّادق (ع) : (( يا أبا هارون ، أنشد لي في الحُسين شعراً . فأنشدته قصيدة ، فبكا بكاءاً شديداً وكذلك أصحابه ، فقال : زدني قصيدة اُخرى . فأنشدته ، فبكى طويلاً وسمعت أيضاً نحيباً من وراء السّتر من أهل بيته ، ولم أزل أسمع نحيب عياله وأهل بيته حتّى فرغت من إنشاد القصيدة ، فلمّا فرغت ، قال لي : يا أبا هارون ، مَن أنشد في الحُسين (ع) شعراً فبكى أو أبكى واحداً كتب الله له (ولهما) الجنّة )) .
[/font][font=&]كامل الزيارات > الباب 33 .
[/font]
[font=&]عن الحسن بن علي بن أبي المغيرة عن أبي عمارة المنشد عن أبي عبد الله (ع) قال : (( قال لي يا أبا عمارة أنشدني للعبدي في الحسين (ع) قال فأنشدته فبكى ، قال ثم أنشدته فبكى ، قال فو الله ما زلت أنشده ويبكي حتى سمعت البكاء من الدار ، فقال لي يا أبا عمارة من أنشد في الحسين بن علي (ع) فأبكى خمسين فله الجنة ومن أنشد في الحسين (ع) فأبكى أربعين فله الجنة ومن أنشد في الحسين (ع) فأبكى ثلاثين فله الجنة ومن أنشد في الحسين (ع) فأبكى عشرين فله الجنة ومن أنشد في الحسين (ع) فأبكى عشرة فله الجنة ومن أنشد في الحسين شعرا فأبكى واحدا فله الجنة ومن أنشد في الحسين (ع) شعرا فبكى فله الجنة ومن أنشد في الحسين (ع) شعرا فتباكى فله الجنة )) . ثواب الأعمال > الشيخ الصدوق > الصفحة ظ¨ظ¤[/font][font=&] .
[/font]
[font=&]عن أبي عبد الله (ع) انه قال : (( من أنشد في الحسين (ع) بيتا من شعر فبكى وأبكى عشرة فله ولهم الجنة فلم يزل حتى قال : ومن أنشد في الحسين (ع) شعرا فبكى - وأظنه قال : أو تباكى - فله الجنة )) . ثواب الاعمال > ص 84[/font][font=&] .
[/font]
[font=&]وقال الصادق (ع) قال له : (( بلغني أن اُناساً من أهل الكوفة يأتون قبر أبي عبد الله (ع) في النصف من شعبان ، فبيّن مَن يقرأ ويقص إلى أنْ قال : ونساء يندبنه ، قال حمّاد : قد شهدت بعض ما تصف ، فقال : الحمد لله الذي جعل في شيعتنا مَن يفد إلينا ، ويمدحنا ويرثي لنا )) . كامل الزيارات > ص 325 > باب 108 > اول النوادر .
[/font]
[font=&]وحكى دعبل الخُزاعي ، قال : دخلت على سيّدي ومولاي عليّ بن موسى الرّضا (ع) في مثل هذه الأيام ، فرأيته جالساً جلسة الحزين الكئيب وأصحابه من حوله ، فلمّا رآني مُقبلاً , قال لي : (( مرحباً بك يا دعبل ، مرحباً بناصرنا بيده ولسانه )) . ثمّ إنّه وسع لي وأجلسني إلى جانبه ، ثمّ قال لي : (( يا دعبل ، أحبّ أن تنشدني شعراً ، فإنّ هذه الأيّام أيّام حزن كانت علينا أهل البيت ، وأيّام سرور كانت على أعدائنا خصوصاً بني اُميّة . يا دعبل مَن بكى أو أبكى على مصابنا ولو كان واحداً أجره على الله . يا دعبل مَن ذرفت عيناه على مصابنا وبكى لما أصابنا من أعدائنا حشره الله معنا في زمرتنا . يا دعبل مَن بكى على مصاب جدّي الحُسين غفر الله له ذنوبه البّتة . ثمّ إنّه (ع) نهض وضرب ستراً بيننا وبين حرمه ، وأجلس أهل بيته من وراء السّتر ، ليبكوا على مصاب جدّهم الحُسين (ع) ، ثمّ التفت إليّ وقال : يا دعبل , ارث الحُسين ، فأنت ناصرنا ومادحنا ما دمت حيّاً ، فلا تقصّر عن نصرتنا ما استطعت )) .[/font]
[font=&]قال دعبل : فاستعبرت وسالت عبرتي ، وأنشأت أقول :[/font]
[font=&]أفـاطم لو خلت الحُسين مجدلا وقـد مات عطشاناً بشط فرات[/font]
[font=&]إذاً لـلطمت الـخد فـاطم عنده وأجريت دمع العين في الوجنات[/font]
[font=&]أفـاطم قـومي يابنة الخير واندبي نـجوم سـماوات بـأرض فلات[/font]
[font=&]قـبور (بـكوفان) واُخرى بطيبة واُخـرى (بـفخ) نـالها صلوات[/font]
[font=&]قبور ببطن النهر من جنب (كربلا) مـعـرسهم فـيها بـشط فـرات[/font]
[font=&]تـوفوا عـطاشى بـالعرى فليتني تـوفيت فـيهم قـبل حـين وفاة[/font]
[font=&]إلـى الله أشكوا لوعة عند ذكرهم سـقتني بـكأس الثكل والصعقات[/font]
[font=&]إذا فـخروا يـوماً أتـوا بـمحمّد وجـبريل والـقرآن والـسورات[/font]
[font=&]وعـدوا عـلياً ذا المناقب والعلى وفـاطمة الـزهراء خـير بـنات[/font]
[font=&]وحـمزة والعبّاس ذا الدين والتقى وجـعفرها الـطيار في الحجبات[/font]
[font=&]أولـئك مـشؤمون هـنداً وحربها سـمية مـن نـوكى ومن قذرات[/font]
[font=&]هـم مـنعوا الآباء من أخذ حقهم وهـم تـركوا الأبناء رهن شتات[/font]
[font=&]سـأبكيهم مـا حـج لـله راكـب ومـا نـاح قمري على الشجرات[/font]
[font=&]فـيا عـين أبكيهم وجودي بعبرة فـقـد آن لـلتسكاب والـهملات[/font]
[font=&]بـنات زيـاد في القصور مصونة وآل رســـول الله مـنـهتكات[/font]
[font=&]وآل زيـاد فـي الـحصون منيعة وآل رســول الله فـي الـفلوات[/font]
[font=&]ديـار رسـول الله أصـبحن بلقعاً وآل زيــاد تـسكن الـحجرات[/font]
[font=&]وآل رسـول الله نـحف جسومهم وآل زيــاد غـلـظ الـقصرات[/font]
[font=&]وآل رسـول الله تـدمى نحورهم وآل زيــاد ربــة الـحجلات[/font]
[font=&]وآل رسـول الله تـسبى حريمهم وآل زيــاد آمـنـوا الـسربات[/font]
[font=&]إذا وتـروا مـدوا إلـى واتـرهم أكـفاً عـن الأوتـار مـنقبضات[/font]
[font=&]سـأبكيهم ما در في الأرض شارق ونـادى مـنادي الخير للصلوات[/font]
[font=&]ومـا طلعت شمس وحان غروبها وبـالـليل أبـكـيهم وبـالغدوات[/font][font=&] . [/font]
[font=&]عيون أخبار الرضا > ج 2 > ص 263 > حديث 34 و 35 . [/font]
