نادر
Well-Known Member

كانت خَضراءُ وكانتِ الشمسُ تُشرقُ على سَنابِلُها النَدية
تتمايلُ نسائِمُ الفجرِ بين أكنافُ جَداوِلها النَقية
ترسمُ طريقاً يعبقُ بِعطرِ التُراب المَمزوج بِندى الفجر البهي
الهدوء والسكينة تُرافق ذاك العطر
تدفق الفراش ~ ورفرفت الطيور كان يملأها بالحنين
لم يكن موسمَ الجرادِ حين غزاها الجرادُ ذات ليلة
ريحٌ هوجاء
غمامةٌ سوداء
أرعدت و (أمطرت )
وأصوات الصخب وأزيزُ اللهب
يعصفُ السنابل
سنابُلي الصَغيرة .. ذات السيقان البيضاء
ترتعد وتتنفس بعناء ... وتتمايل وتتضارب ببعضها دون شعور
وتبددت أيامُ السكينة وغابت الشمسُ وبكت .. وأنتحبت
ثلاثة سنوات .. مُظلمات
ثلاثُ سنواتٍ عجاف حَصدَ الجرادَ فيها رؤوس السنابلَ الفتية وأوراقها النقية
ثم أنبلج فجرٌ جديد بشمسٍ كانت تُكابدُ الأمرين كي تُرسل شُعاعها عَبر الغَمامُ الاسود
وبداء عامٌ جديد ~ وأملٌ جديد
وأرضاً جديدة تنتظر سنابِلُها ليَعودوا الى حُضنها وتعود معهم فراشاتُ الصَباح
نادر محمود
2017/10/7
2017/10/7