- إنضم
- 31 يناير 2017
- المشاركات
- 2,289,069
- مستوى التفاعل
- 47,673
- النقاط
- 113
*ملخص تفسير الجزء الثاني عشر*
*(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْض...)*
هذا الجزء يتألف من شطرين: *الشطر الأول:* سورة هود عليه السلام، *والشطر الثاني:* النصف الأول من سورة يوسف.
*الشطر الأول:* سورة هود كاملة، وفيها قصص الأنبياء التي تمثل جسم السورة، وهذه القصص وإن جاءت شاهدا ومثالا لتصديق الحقائق الاعتقادية التي تستهدفها السورة إلا أنه يبدو فيها أن استعراض حركة العقيدة الربانية في التاريخ البشري هو الهدف الواضح البارز؛ لذلك نجد تركيب السورة يحتوي على ثلاثة قطاعات متميزة: *الأول* يتضمن حقائق العقيدة في مقدمة السورة ويشغل حيزًا محدودًا، *والثاني* يتضمن حركة هذه الحقيقة في التاريخ ويشغل معظم سياق السورة، *والثالث* يتضمن التعقيب على هذه الحركة في حيز محدود.
*الشطر الثاني:* النصف الأول من سورة يوسف وفيها يقص الله سبحانه وتعالى على نبيه الكريم قصة أخ له كريم- يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام وهو يعاني صنوفا من المحن والابتلاءات: محنة كيد الإخوة، ومحنة الجب والخوف والترويع فيه، ومحنة الرق وهو ينتقل كالسلعة من يد إلى يد على غير إرادة منه، ولا حماية ولا رعاية من أبويه ولا من أهله، ومحنة كيد امرأة العزيز والنسوة، وقبلها ابتلاء الإغراء والشهوة والفتنة! ومحنة السجن بعد رغد العيش وطراوته في قصر العزيز.
*هدف الجزء الثاني عشر من القرآن الكريم:*
تثبيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والذين معه على الحق والتسرية عنه مما يساور قلبه من الوحشة والضيق والغربة.
الجزء الثاني عشر من القرآن (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْض..):
هذا الجزء مكون من ثمانية أرباع:
*ـ الربع الأول:* وفي مطلع سورة هود يبتدئ الحديث بالتنويه بكتاب الله، وما تتضمنه آياته من حكمة وإحكام، ودعا المؤمنين إذا أرادوا أن يمتعهم الله متاعا حسنا بالنعم والأرزاق والخيرات، وأن يحييهم حياة طيبة، إلى استغفار ربهم، والتوبة إلى الله من ذنوبهم، حتى يفتح الله في وجوههم طريق العمل الصالح، ويعينهم على سلوكه بنجاح في جميع مجالات الحياة.
*ـ الربع الثاني:* في هذا الربع، ضرب كتاب الله المثل لفريق الذين كفروا وعملوا السيئات، ولفريق الذين آمنوا وعملوا الصالحات. فأما الفريق الأول فهو كالأعمى بالنسبة للبصير، وكالأصم بالنسبة للسميع، وفيه قصة نوح عليه السلام مع قومه، وإنذاره لهم وتبليغه التام لدعوة ربه إليهم.
*ـ الربع الثالث:* في بداية هذا الربع يواصل كتاب الله الحديث عن المرحلة الأخيرة من قصة نوح عليه السلام. ويحكي لنا أن نوحا عندما أراد أن يركب السفينة التي صنعها بوحي من ربه لم ينس ما عليه من واجب الشكر لله، والتوكل على الله، فأمر المتأهبين للركوب معه عند ركوبهم " سفينة النجاة " أن يذكروا عند ركوبهم اسم الله عليها، وأن يحصنوها باسمه الأقدس من كل سوء ينزل بها، حتى يتم جري سفينة نوح ورسوها في أحسن حال، كما ذكرت قصة هود عليه السلام مع قومه عاد.
*ـ الربع الرابع:* وأول ما يواجهنا من قصة صالح أن الدعوة التي وجهها إلى قومه ثمود هي صورة طبق الأصل من دعوة من سبقه من الأنبياء والمرسلين، وانتقل كتاب الله من الحديث عن قصة صالح وما انتهت به من عذاب لكفار ثمود إلى قصة لوط مع قومه، ولهذه القصة علاقة بإبراهيم الخليل عليه السلام إذ كان بينه وبين لوط قرابة روح وقرابة نَسَب.
*الربع الخامس:* تتناول الآيات الكريمة في أكبر قسم من هذا الربع قصة شعيب عليه السلام مع قومه مدين، وفي هذه القصة نواجه نوعا جديدا من الانحراف عن منهج الله ، فهم يطففون الكيل، ويطففون الوزن، ويبخسون الناس أشياءهم، وهم مثل فاضح للجشع والاستغلال المادي الفاحش.
*الربع السادس والسابع:* هنا يواصل كتاب الله الحديث عن يوم القيامة، وقد بدأ الحديث عن هذا اليوم الموعود في نهاية الربع الماضي، وهنا مطلع سورة يوسف وأول ما نذكر في هذه السورة أنها مشتملة على جملة من آداب الأنبياء صلوات الله عليهم، وجملة من آداب الأخلاق، والتمسك بالصبر والحلم، وتوقع الفرج بعد حين، والتشدد في الصبر على المعاصي واحتمال المكاره، على ما لو تأمله القارئ، وتمسك بكله أو بعضه، لعظم موقع ذلك في دينه ودنياه، وفيها رؤيا يوسف ومحنته معه إخوته ومحنة الرق والعبودية ومحنته من امرأة العزيز.
*ـ الربع الثامن والأخير:* ترتبط الآية الأولى من هذا الربع، ارتباطا وثيقا بالآيات السابقة قبلها في نهاية الربع الماضي، ذلك أن امرأة العزيز التي راودت يوسف عن نفسه فصرف الله عنه السوء والفحشاء، ابتدأت تروج الإشاعات عن مراودتها له بين نسوة كبار القوم، مع توجيه اللوم لها والتشنيع عليها سراً، وسعياً منها في إيقاف تلك الإشاعات عند حدها، والقضاء عليها في مهدها دعتهن إلى مأدبة في قصرها، وكان من جملة ما قدمت إليهن في تلك المأدبة فواكه وسكاكين صغيرة معدَّة لتقشيرها وقطعها، وعندما كانت بأيديهن الفواكه والسكاكين الخاصة بها، أمرت فتاها يوسف -وكان إذ ذاك لا يزال مملوكا لزوجها- بالخروج فجأة على النسوة الحاضرات والمرور أمامهن، فما كاد يباغتهن يوسف مقبلا ومدبرا، حتى بُهت ضيوف امرأة العزيز من مرآه، وجرحن بالسكاكين أيديهن، بدلا من تقشير الفواكه، دون شعور منهن، وعند ذلك اتجهت إليهن امرأة العزيز، مبررة أمامهن ما وقع لها قبلهن من الشغف به، ثم أخبرت ضيوفها بأنها قد راودته فعلا، لكنه امتنع امتناعا باتا.
من فضلك عزيزي القارئ اقرأ هذا الجزء *بنفسية من يريد الاقتداء بالأنبياء وجهادهم وما واجهوه في حياتهم فصبروا واستمروا حتى جاءهم الفرج.*
إلى اللقاء غدا في الجزء الثالث عشر (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ...)
هذا الجزء يتألف من شطرين: *الشطر الأول:* سورة هود عليه السلام، *والشطر الثاني:* النصف الأول من سورة يوسف.
*الشطر الأول:* سورة هود كاملة، وفيها قصص الأنبياء التي تمثل جسم السورة، وهذه القصص وإن جاءت شاهدا ومثالا لتصديق الحقائق الاعتقادية التي تستهدفها السورة إلا أنه يبدو فيها أن استعراض حركة العقيدة الربانية في التاريخ البشري هو الهدف الواضح البارز؛ لذلك نجد تركيب السورة يحتوي على ثلاثة قطاعات متميزة: *الأول* يتضمن حقائق العقيدة في مقدمة السورة ويشغل حيزًا محدودًا، *والثاني* يتضمن حركة هذه الحقيقة في التاريخ ويشغل معظم سياق السورة، *والثالث* يتضمن التعقيب على هذه الحركة في حيز محدود.
*الشطر الثاني:* النصف الأول من سورة يوسف وفيها يقص الله سبحانه وتعالى على نبيه الكريم قصة أخ له كريم- يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام وهو يعاني صنوفا من المحن والابتلاءات: محنة كيد الإخوة، ومحنة الجب والخوف والترويع فيه، ومحنة الرق وهو ينتقل كالسلعة من يد إلى يد على غير إرادة منه، ولا حماية ولا رعاية من أبويه ولا من أهله، ومحنة كيد امرأة العزيز والنسوة، وقبلها ابتلاء الإغراء والشهوة والفتنة! ومحنة السجن بعد رغد العيش وطراوته في قصر العزيز.
*هدف الجزء الثاني عشر من القرآن الكريم:*
الجزء الثاني عشر من القرآن (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْض..):
هذا الجزء مكون من ثمانية أرباع:
*ـ الربع الأول:* وفي مطلع سورة هود يبتدئ الحديث بالتنويه بكتاب الله، وما تتضمنه آياته من حكمة وإحكام، ودعا المؤمنين إذا أرادوا أن يمتعهم الله متاعا حسنا بالنعم والأرزاق والخيرات، وأن يحييهم حياة طيبة، إلى استغفار ربهم، والتوبة إلى الله من ذنوبهم، حتى يفتح الله في وجوههم طريق العمل الصالح، ويعينهم على سلوكه بنجاح في جميع مجالات الحياة.
*ـ الربع الثاني:* في هذا الربع، ضرب كتاب الله المثل لفريق الذين كفروا وعملوا السيئات، ولفريق الذين آمنوا وعملوا الصالحات. فأما الفريق الأول فهو كالأعمى بالنسبة للبصير، وكالأصم بالنسبة للسميع، وفيه قصة نوح عليه السلام مع قومه، وإنذاره لهم وتبليغه التام لدعوة ربه إليهم.
*ـ الربع الثالث:* في بداية هذا الربع يواصل كتاب الله الحديث عن المرحلة الأخيرة من قصة نوح عليه السلام. ويحكي لنا أن نوحا عندما أراد أن يركب السفينة التي صنعها بوحي من ربه لم ينس ما عليه من واجب الشكر لله، والتوكل على الله، فأمر المتأهبين للركوب معه عند ركوبهم " سفينة النجاة " أن يذكروا عند ركوبهم اسم الله عليها، وأن يحصنوها باسمه الأقدس من كل سوء ينزل بها، حتى يتم جري سفينة نوح ورسوها في أحسن حال، كما ذكرت قصة هود عليه السلام مع قومه عاد.
*ـ الربع الرابع:* وأول ما يواجهنا من قصة صالح أن الدعوة التي وجهها إلى قومه ثمود هي صورة طبق الأصل من دعوة من سبقه من الأنبياء والمرسلين، وانتقل كتاب الله من الحديث عن قصة صالح وما انتهت به من عذاب لكفار ثمود إلى قصة لوط مع قومه، ولهذه القصة علاقة بإبراهيم الخليل عليه السلام إذ كان بينه وبين لوط قرابة روح وقرابة نَسَب.
*الربع الخامس:* تتناول الآيات الكريمة في أكبر قسم من هذا الربع قصة شعيب عليه السلام مع قومه مدين، وفي هذه القصة نواجه نوعا جديدا من الانحراف عن منهج الله ، فهم يطففون الكيل، ويطففون الوزن، ويبخسون الناس أشياءهم، وهم مثل فاضح للجشع والاستغلال المادي الفاحش.
*الربع السادس والسابع:* هنا يواصل كتاب الله الحديث عن يوم القيامة، وقد بدأ الحديث عن هذا اليوم الموعود في نهاية الربع الماضي، وهنا مطلع سورة يوسف وأول ما نذكر في هذه السورة أنها مشتملة على جملة من آداب الأنبياء صلوات الله عليهم، وجملة من آداب الأخلاق، والتمسك بالصبر والحلم، وتوقع الفرج بعد حين، والتشدد في الصبر على المعاصي واحتمال المكاره، على ما لو تأمله القارئ، وتمسك بكله أو بعضه، لعظم موقع ذلك في دينه ودنياه، وفيها رؤيا يوسف ومحنته معه إخوته ومحنة الرق والعبودية ومحنته من امرأة العزيز.
*ـ الربع الثامن والأخير:* ترتبط الآية الأولى من هذا الربع، ارتباطا وثيقا بالآيات السابقة قبلها في نهاية الربع الماضي، ذلك أن امرأة العزيز التي راودت يوسف عن نفسه فصرف الله عنه السوء والفحشاء، ابتدأت تروج الإشاعات عن مراودتها له بين نسوة كبار القوم، مع توجيه اللوم لها والتشنيع عليها سراً، وسعياً منها في إيقاف تلك الإشاعات عند حدها، والقضاء عليها في مهدها دعتهن إلى مأدبة في قصرها، وكان من جملة ما قدمت إليهن في تلك المأدبة فواكه وسكاكين صغيرة معدَّة لتقشيرها وقطعها، وعندما كانت بأيديهن الفواكه والسكاكين الخاصة بها، أمرت فتاها يوسف -وكان إذ ذاك لا يزال مملوكا لزوجها- بالخروج فجأة على النسوة الحاضرات والمرور أمامهن، فما كاد يباغتهن يوسف مقبلا ومدبرا، حتى بُهت ضيوف امرأة العزيز من مرآه، وجرحن بالسكاكين أيديهن، بدلا من تقشير الفواكه، دون شعور منهن، وعند ذلك اتجهت إليهن امرأة العزيز، مبررة أمامهن ما وقع لها قبلهن من الشغف به، ثم أخبرت ضيوفها بأنها قد راودته فعلا، لكنه امتنع امتناعا باتا.
من فضلك عزيزي القارئ اقرأ هذا الجزء *بنفسية من يريد الاقتداء بالأنبياء وجهادهم وما واجهوه في حياتهم فصبروا واستمروا حتى جاءهم الفرج.*
إلى اللقاء غدا في الجزء الثالث عشر (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ...)