ملخص تفسير الجزء الخامس عشر
”(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِه...)
يتألف هذا الجزء من شطرين:
الشطر الأول: سورة الإسراء.
الشطر الثاني: أغلب سورة الكهف.
الشطر الأول: سورة الإسراء وهي تبدأ بتسبيح الله وتنتهي بحمده وتضم موضوعات شتى معظمها عن العقيدة وبعضها عن قواعد السلوك الإنساني الفردي والجماعي وآدابه القائمة على العقيدة إلى شيء من القصص عن بني إسرائيل يتعلق بالمسجد الأقصى الذي كان إليه الإسراء. وطرف من قصة آدم وإبليس وتكريم الله للإنسان. ولكن العنصر البارز في كيان السورة ومحور موضوعاتها الأصيل هو شخص الرسول- صلى الله عليه وسلم- وموقف القوم منه في مكة. واستطراد إلى طبيعة الرسالة والرسل، وإلى امتياز الرسالة المحمدية بطابع غير طابع الخوارق الحسية وما يتبعها من هلاك المكذبين بها، وإلى تقرير التبعة الفردية في الهدى والضلال، والتبعة الجماعية في السلوك العملي في المحيط المجتمعي. كل ذلك بعد أن يعذر الله- سبحانه- إلى الناس، فيرسل إليهم الرسل بالتبشير والتحذير والبيان والتفصيل «وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلًا» .
الشطر الثاني: سورة الكهف، والقصص هو العنصر الغالب في هذه السورة. ففي أولها تجيء قصة أصحاب الكهف، وبعدها قصة صاحبي الجنتين، ثم إشارة إلى قصة آدم وإبليس. وفي وسطها تجيء قصة موسى مع العبد الصالح. وفي نهايتها قصة ذي القرنين. ويستغرق هذا القصص معظم السورة، ومعظم ما يتبقى من آيات السورة هو تعليق أو تعقيب على القصص فيها. وإلى جوار القصص بعض مشاهد القيامة، وبعض مشاهد الحياة التي تصور فكرة أو معنى معين.
أما المحور الموضوعي للسورة الذي ترتبط به موضوعاتها، ويدور حوله سياقها، فهو تصحيح العقيدة والقيم الأخلاقية ، وتصحيح منهج النظر والفكر.
هدف الجزء الخامس عشر من القرآن الكريم:
تقرير قاعدة التبعة الفردية في الهدى والضلال، وقاعدة التبعة الجماعية في التصرفات والسلوك.
الجزء الخامس عشر من القرآن (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِه...):
هذا الجزء مكون من الحزبين (29ـ30) وفي كل حزب أربعة أرباع:
ـ الربع الأول من الحزب29: في هذا الربع ذكرت الآيات الميزة الخاصة التي امتاز بها القرآن الكريم، وأنه اشتمل على لب الدين الصحيح وجوهره الكامل، وعلى شريعة الله الفاضلة في أسمى أطوارها، وأنه بعد نزوله لم تبق هناك طريقة أقوم من طريقته، ولا شريعة أفضل من شريعته، فهو الحري والأحق بالإتباع، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى في إيجاز وإعجاز: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} أي يهدي للعقيدة التي هي أقوم، والشريعة التي هي أقوم، والحياة التي هي أقوم.
ـ الربع الثاني: وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويسانده.
ـ الربع الثالث: وفي بداية هذا الربع ردَّ الله على منكري البعث ردًّا مفحما قاطعا، مؤكدا إمكان البعث ووقوعه بأمر الله الذي فطر السماوات والأرض. ووصف كتاب الله في هذا الربع صورة الناس عندما يركبون البحر ابتغاء التجارة والربح، وما يلحقهم من الجزع ويصيبهم من الفزع عند تغير أحواله، ومفاجأة أهواله، فلا يجدون ملجئا إلا الله.
ـ الربع الرابع: في الربع الماضي أشار كتاب الله إلى ما لإبليس من حقد دفين على الإنسان، وعقدة نفسية تجاهه ما أكرمه الله به من المزايا والخصائص، وحكى عن إبليس ، وهو يتحرق غيظا وكمدا من أجل تكريم الله للإنسان:{قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ}، وفي بداية هذا الربع تولى كتاب الله الإعلان عن حقيقة "تكريم الإنسان" بأصرح وأفصح وأقوى بيان، فكان هذا الإعلان الإلهي تحديا صارخا لإبليس وحزبه من طغاة بني الإنسان، الذين استبدوا به واستعبدوه قرونا طوالا.
الربع الأول من الحزب 30: بداية هذا الربع أعاد كتاب الله الرد على منكري البعث، ليقيم عليهم حجة أخرى لا تدع لعنادهم سبيلا، فقال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ} إذ ما هي نسبة الإنسان إلى بقية الأكوان؟
وبديهي أن من قدر على خلق "ما هو أكبر" لا يعجز عن خلق "ما هو أصغر"، ومن أنشأ "النشأة الأولى" لا يعجز عن أن ينشئ "النشأة الثانية"، على غرار قوله تعالى في آية أخرى: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ}.
الربع الثاني: في هذا الربع يواصل كتاب الله الحديث عن "الفتية" الذين اهتدوا وآمنوا واعتزلوا قومهم وما يعبدونه من دون الله، فآووا إلى أحد الكهوف الخالية، فارين بدينهم من الفتنة والأذى، بعد أن وصف كتاب الله في الربع الماضي ما كانوا عليه من إيمان راسخ بالله، واستنكار بالغ لمعتقدات الشرك والوثنية التي كان عليها قومهم.
ـ الربع الثالث: وفي نهاية هذا الربع ركز كتاب الله الحديث حول قيام الساعة وما يرافقها من أهوال وأحوال، بما فيها النشر والحشر والعرض والحساب، فقال تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً} أي سطحا مستويا.
ـ الربع الرابع والأخير: في بداية هذا الربع أعاد كتاب الله الحديث عن تتويج آدم وبنيه بتاج الخلافة عن الله في الأرض، للقيام بعمارتها، وتنظيم شؤونها، طبقا للتوجيهات الإلهية، والنواميس الأخلاقية، وأشار إلى كبر إبليس وعناده، وتمرده على أمر الله.
من فضلك عزيزي القارئ *اقرأ هذا الجزء عازما على الالتزام بالأخلاق الفاضلة وبالذات طاعة الوالدين والدعاء الدائم لهما، رب ارحمهما كما ربياني صغيرا* .“
”(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِه...)
يتألف هذا الجزء من شطرين:
الشطر الأول: سورة الإسراء.
الشطر الثاني: أغلب سورة الكهف.
الشطر الأول: سورة الإسراء وهي تبدأ بتسبيح الله وتنتهي بحمده وتضم موضوعات شتى معظمها عن العقيدة وبعضها عن قواعد السلوك الإنساني الفردي والجماعي وآدابه القائمة على العقيدة إلى شيء من القصص عن بني إسرائيل يتعلق بالمسجد الأقصى الذي كان إليه الإسراء. وطرف من قصة آدم وإبليس وتكريم الله للإنسان. ولكن العنصر البارز في كيان السورة ومحور موضوعاتها الأصيل هو شخص الرسول- صلى الله عليه وسلم- وموقف القوم منه في مكة. واستطراد إلى طبيعة الرسالة والرسل، وإلى امتياز الرسالة المحمدية بطابع غير طابع الخوارق الحسية وما يتبعها من هلاك المكذبين بها، وإلى تقرير التبعة الفردية في الهدى والضلال، والتبعة الجماعية في السلوك العملي في المحيط المجتمعي. كل ذلك بعد أن يعذر الله- سبحانه- إلى الناس، فيرسل إليهم الرسل بالتبشير والتحذير والبيان والتفصيل «وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلًا» .
الشطر الثاني: سورة الكهف، والقصص هو العنصر الغالب في هذه السورة. ففي أولها تجيء قصة أصحاب الكهف، وبعدها قصة صاحبي الجنتين، ثم إشارة إلى قصة آدم وإبليس. وفي وسطها تجيء قصة موسى مع العبد الصالح. وفي نهايتها قصة ذي القرنين. ويستغرق هذا القصص معظم السورة، ومعظم ما يتبقى من آيات السورة هو تعليق أو تعقيب على القصص فيها. وإلى جوار القصص بعض مشاهد القيامة، وبعض مشاهد الحياة التي تصور فكرة أو معنى معين.
أما المحور الموضوعي للسورة الذي ترتبط به موضوعاتها، ويدور حوله سياقها، فهو تصحيح العقيدة والقيم الأخلاقية ، وتصحيح منهج النظر والفكر.
هدف الجزء الخامس عشر من القرآن الكريم:
تقرير قاعدة التبعة الفردية في الهدى والضلال، وقاعدة التبعة الجماعية في التصرفات والسلوك.
الجزء الخامس عشر من القرآن (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِه...):
هذا الجزء مكون من الحزبين (29ـ30) وفي كل حزب أربعة أرباع:
ـ الربع الأول من الحزب29: في هذا الربع ذكرت الآيات الميزة الخاصة التي امتاز بها القرآن الكريم، وأنه اشتمل على لب الدين الصحيح وجوهره الكامل، وعلى شريعة الله الفاضلة في أسمى أطوارها، وأنه بعد نزوله لم تبق هناك طريقة أقوم من طريقته، ولا شريعة أفضل من شريعته، فهو الحري والأحق بالإتباع، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى في إيجاز وإعجاز: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} أي يهدي للعقيدة التي هي أقوم، والشريعة التي هي أقوم، والحياة التي هي أقوم.
ـ الربع الثاني: وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويسانده.
ـ الربع الثالث: وفي بداية هذا الربع ردَّ الله على منكري البعث ردًّا مفحما قاطعا، مؤكدا إمكان البعث ووقوعه بأمر الله الذي فطر السماوات والأرض. ووصف كتاب الله في هذا الربع صورة الناس عندما يركبون البحر ابتغاء التجارة والربح، وما يلحقهم من الجزع ويصيبهم من الفزع عند تغير أحواله، ومفاجأة أهواله، فلا يجدون ملجئا إلا الله.
ـ الربع الرابع: في الربع الماضي أشار كتاب الله إلى ما لإبليس من حقد دفين على الإنسان، وعقدة نفسية تجاهه ما أكرمه الله به من المزايا والخصائص، وحكى عن إبليس ، وهو يتحرق غيظا وكمدا من أجل تكريم الله للإنسان:{قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ}، وفي بداية هذا الربع تولى كتاب الله الإعلان عن حقيقة "تكريم الإنسان" بأصرح وأفصح وأقوى بيان، فكان هذا الإعلان الإلهي تحديا صارخا لإبليس وحزبه من طغاة بني الإنسان، الذين استبدوا به واستعبدوه قرونا طوالا.
الربع الأول من الحزب 30: بداية هذا الربع أعاد كتاب الله الرد على منكري البعث، ليقيم عليهم حجة أخرى لا تدع لعنادهم سبيلا، فقال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ} إذ ما هي نسبة الإنسان إلى بقية الأكوان؟
وبديهي أن من قدر على خلق "ما هو أكبر" لا يعجز عن خلق "ما هو أصغر"، ومن أنشأ "النشأة الأولى" لا يعجز عن أن ينشئ "النشأة الثانية"، على غرار قوله تعالى في آية أخرى: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ}.
الربع الثاني: في هذا الربع يواصل كتاب الله الحديث عن "الفتية" الذين اهتدوا وآمنوا واعتزلوا قومهم وما يعبدونه من دون الله، فآووا إلى أحد الكهوف الخالية، فارين بدينهم من الفتنة والأذى، بعد أن وصف كتاب الله في الربع الماضي ما كانوا عليه من إيمان راسخ بالله، واستنكار بالغ لمعتقدات الشرك والوثنية التي كان عليها قومهم.
ـ الربع الثالث: وفي نهاية هذا الربع ركز كتاب الله الحديث حول قيام الساعة وما يرافقها من أهوال وأحوال، بما فيها النشر والحشر والعرض والحساب، فقال تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً} أي سطحا مستويا.
ـ الربع الرابع والأخير: في بداية هذا الربع أعاد كتاب الله الحديث عن تتويج آدم وبنيه بتاج الخلافة عن الله في الأرض، للقيام بعمارتها، وتنظيم شؤونها، طبقا للتوجيهات الإلهية، والنواميس الأخلاقية، وأشار إلى كبر إبليس وعناده، وتمرده على أمر الله.
من فضلك عزيزي القارئ *اقرأ هذا الجزء عازما على الالتزام بالأخلاق الفاضلة وبالذات طاعة الوالدين والدعاء الدائم لهما، رب ارحمهما كما ربياني صغيرا* .“