*ملخص تفسير الجزء الرابع عشر*
*الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ*
”يتألف هذا الجزء من شطرين: *الشطر الأول:* سورة الحجر، *الشطر الثاني:* سورة النحل.
*الشطر الأول:* سورة الحجر ومحورها إبراز طبيعة المكذبين بهذا الدين ودوافعهم الأصيلة للتكذيب، وتصوير المصير المخوف الذي ينتظر الكافرين المكذبين، كما تعرض السورة بعض مشاهد الكون: السماء وما فيها من بروج، والأرض الممدودة والرواسي الراسخة، والنبات الموزون، والرياح اللواقح، والماء والسقيا، والحياة والموت والحشر. يلي ذلك قصة آدم وإبليس، منتهية بمصير أتباع إبليس ومصير المؤمنين. ومن ثم لمحات من قصص إبراهيم ولوط وشعيب وصالح منظورا فيها إلى مصائر المكذبين، وملحوظا فيها أن مشركي العرب يعرفون الآثار الدارسة لهذه الأقوام، وهم يمرون عليها في طريقهم إلى الشام.
*الشطر الثاني:* سورة النحل وتتناول توجيه النظر إلى آيات الله في الكون، وآلائه على الناس كما تتناول مشاهد القيامة، وصور الاحتضار، ومصارع الغابرين، وإلى أحوال البشر وهم أجنة في البطون، وهم في حالة الشباب والهرم والشيخوخة، وهم في حالات الضعف والقوة، وهم في أحوال النعمة والنقمة. كذلك تتخذ الأمثال والمشاهد والحوار والقصص الخفيف أدوات للعرض والإيضاح.فأما المسحة العميقة التي تلون جو السورة كله فهي الآيات الكونية تتجلى فيها عظمة الخلق، وعظمة النعمة، وعظمة العلم والتدبير.. وكلها متداخلة.. فهذا الخلق الهائل العظيم المدبر عن علم وتقدير، ملحوظ فيه أن يكون نعمة على البشر، لا تلبي ضروراتهم وحدها، ولكن تلبي أشواقهم كذلك، فتسد الضرورة. وتتخذ للزينة، وترتاح بها أبدانهم وتستروح لها نفوسهم، لعلهم يشكرون.ومن ثم تتراءى في السورة ظلال النعمة وظلال الشكر، والتوجيهات إليها، والتعقيب بها في مقاطع السورة، وتضرب عليها الأمثال، وتعرض لها النماذج، وأظهرها نموذج إبراهيم «شاكِراً لِأَنْعُمِهِ اجْتَباهُ وَهَداهُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ».
*هدف الجزء الرابع عشر من القرآن الكريم:*
التعريف بالله سبحانه وتعالى وتوحيده وتنزيهه باستعراض آيات الخلق، وآيات النعمة، وآيات التدبير في هذا الكون.
الجزء الرابع عشر من القرآن (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ...):هذا الجزء مكون من حزبين(27ـ28) في كل حزب أربعة أرباع:
*ـ الربع الأول من الحزب27:* في هذا الربع تعهد الله سبحانه وتعالى، لا بتنزيل القرآن من عنده فحسب، بل تعهد بصيانة القرآن وحفظه من كل خلل على مر العصور، ورغم أنف جميع الخصوم والأعداء، فهو محفوظ بحفظ الله في الصدور والسطور من كل تبديل أو تغيير.
*ـ الربع الثاني:* في بداية هذا الربع قرر كتاب الله مبدأ أساسيا في العقيدة الإسلامية، عليه يقوم الثواب والعقاب، وبه يرتبط الخوف والرجاء، فقال تعالى في إيجاز وإعجاز: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ}. وتناول كتاب الله بالذكر في هذا الربع قصة لوط وقومه، وبمناسبة ذكر قصة لوط وقومه أشار كتاب الله إلى جنوده من الملائكة الذين أرسلهم إلى قوم لوط وعرجوا في طريقهم على إبراهيم الخليل، واستضافوه فأكرم ضيافتهم، وبشروه بغلام عليم. ثم أشار كتاب الله هنا بغاية الإيجاز إلى قصة شعيب وقومه، وأصحاب الأيكة هم قوم شعيب، وانتقل كتاب الله إلى الحديث عن قصة أصحاب الحجر، وبها سميت هذه السورة " سورة الحجر "، والمراد بهم ثمود.
*ـ الربع الثالث:* بداية سورة النحل وتشير الآيات الكريمة إلى تعداد النعم التي أنعم الله بها على الإنسان متاعا وانتفاعا، رحمة منه وإحسانا، وبينت جملة من أنواع الدواب التي سخرها لخدمته ومنفعته، مما يرتفق به في مرافقه الضرورية، أو يتغذى منه بأطيب الأغذية.
*ـ الربع الرابع:* في هذا الربع بيَّن كتاب الله كيف يستقبل الوحيَ أنصارُ الرسل وأتباعهم الذين اتقوا وآمنوا، فقال تعالى في وصفهم: {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا} وذلك بيان منهم بما يحتوي عليه الوحي الإلهي من خير عظيم لهم ولأسرهم ولأممهم وللإنسانية جمعاء، خير يشمل الدين والدنيا والآخرة، خير يعم الفرد والمجتمع والدولة في آن واحد، فهو رحمة للعالمين.
*ـ الربع الأول من الحزب28:* في بداية هذا الربع، يؤكد كتاب الله الحقيقة الدينية الأولى، التي نادت بها جميع الكتب المنزلة، كتابا بعد كتاب، والتي بشَّر بها كافة الأنبياء والرسل، نبيا بعد نبي ورسولا إثر رسول، ألا وهي انفراد الحق سبحانه وتعالى بالألوهية والربوبية عن كل ما سواه، وضرورة التوجه إليه وحده بالخوف والرجاء دون ما عداه.
*ـ الربع الثاني:* في بداية هذا الربع، يقرر كتاب الله حقيقة واقعية بالمشاهدة والعيان، لا سبيل إلى إنكارها من أي إنسان، ألا وهي ظاهرة تفاوت الأرزاق فيما بين الناس، فهناك الموسر والمعسر، وهناك الغني والمتوسط والفقير، وهذا التفاوت الحاصل في الأرزاق، لا يخص الأرزاق المادية وحدها، بل يشملها ويشمل الأرزاق المعنوية نفسها، فالمواهب العقلية، والاستعدادات الفكرية، هي أيضا تتفاوت من شخص إلى آخر، وتتفاوت حتى فيما بين أعضاء الأسرة الواحدة، بين الوالد والولد، وبين الإخوة الأشقاء.
*ـ الربع الثالث:* اعتنى كتاب الله في هذا الربع ببيان الدعائم الأساسية التي يقوم عليها السلوك الإسلامي، فرديًا كان أو جماعيًا، وهذه الدعائم لا تقوم للمسلمين قائمة بدون مراعاتها والتزامها، فدعا إلى التزام العدل وممارسة الإحسان، وتجنب الظلم وتفادي الطغيان، ودعا إلى الوفاء بالعهد واحترام الأيمان، ونهى عن إشاعة الفواحش وإقرار المنكرات، كما نهى عن رواج سوق المكايد والمساومات بين الأفراد والجماعات. فقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى...}.
*ـ الربع الرابع والأخير:* في هذا الربع حذر كتاب الله من الحكم على الأشياء بالتحليل والتحريم دون سند شرعي، واعتبر المغامرين بذلك من عند أنفسهم متطاولين على الشرع ومفترين على الله، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ}.
من فضلك عزيزي القارئ اقرأ هذا الجزء *عازما على التزام العدل وممارسة الإحسان في كافة محالات الحياة.*“
*الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ*
”يتألف هذا الجزء من شطرين: *الشطر الأول:* سورة الحجر، *الشطر الثاني:* سورة النحل.
*الشطر الأول:* سورة الحجر ومحورها إبراز طبيعة المكذبين بهذا الدين ودوافعهم الأصيلة للتكذيب، وتصوير المصير المخوف الذي ينتظر الكافرين المكذبين، كما تعرض السورة بعض مشاهد الكون: السماء وما فيها من بروج، والأرض الممدودة والرواسي الراسخة، والنبات الموزون، والرياح اللواقح، والماء والسقيا، والحياة والموت والحشر. يلي ذلك قصة آدم وإبليس، منتهية بمصير أتباع إبليس ومصير المؤمنين. ومن ثم لمحات من قصص إبراهيم ولوط وشعيب وصالح منظورا فيها إلى مصائر المكذبين، وملحوظا فيها أن مشركي العرب يعرفون الآثار الدارسة لهذه الأقوام، وهم يمرون عليها في طريقهم إلى الشام.
*الشطر الثاني:* سورة النحل وتتناول توجيه النظر إلى آيات الله في الكون، وآلائه على الناس كما تتناول مشاهد القيامة، وصور الاحتضار، ومصارع الغابرين، وإلى أحوال البشر وهم أجنة في البطون، وهم في حالة الشباب والهرم والشيخوخة، وهم في حالات الضعف والقوة، وهم في أحوال النعمة والنقمة. كذلك تتخذ الأمثال والمشاهد والحوار والقصص الخفيف أدوات للعرض والإيضاح.فأما المسحة العميقة التي تلون جو السورة كله فهي الآيات الكونية تتجلى فيها عظمة الخلق، وعظمة النعمة، وعظمة العلم والتدبير.. وكلها متداخلة.. فهذا الخلق الهائل العظيم المدبر عن علم وتقدير، ملحوظ فيه أن يكون نعمة على البشر، لا تلبي ضروراتهم وحدها، ولكن تلبي أشواقهم كذلك، فتسد الضرورة. وتتخذ للزينة، وترتاح بها أبدانهم وتستروح لها نفوسهم، لعلهم يشكرون.ومن ثم تتراءى في السورة ظلال النعمة وظلال الشكر، والتوجيهات إليها، والتعقيب بها في مقاطع السورة، وتضرب عليها الأمثال، وتعرض لها النماذج، وأظهرها نموذج إبراهيم «شاكِراً لِأَنْعُمِهِ اجْتَباهُ وَهَداهُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ».
*هدف الجزء الرابع عشر من القرآن الكريم:*
التعريف بالله سبحانه وتعالى وتوحيده وتنزيهه باستعراض آيات الخلق، وآيات النعمة، وآيات التدبير في هذا الكون.
الجزء الرابع عشر من القرآن (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ...):هذا الجزء مكون من حزبين(27ـ28) في كل حزب أربعة أرباع:
*ـ الربع الأول من الحزب27:* في هذا الربع تعهد الله سبحانه وتعالى، لا بتنزيل القرآن من عنده فحسب، بل تعهد بصيانة القرآن وحفظه من كل خلل على مر العصور، ورغم أنف جميع الخصوم والأعداء، فهو محفوظ بحفظ الله في الصدور والسطور من كل تبديل أو تغيير.
*ـ الربع الثاني:* في بداية هذا الربع قرر كتاب الله مبدأ أساسيا في العقيدة الإسلامية، عليه يقوم الثواب والعقاب، وبه يرتبط الخوف والرجاء، فقال تعالى في إيجاز وإعجاز: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ}. وتناول كتاب الله بالذكر في هذا الربع قصة لوط وقومه، وبمناسبة ذكر قصة لوط وقومه أشار كتاب الله إلى جنوده من الملائكة الذين أرسلهم إلى قوم لوط وعرجوا في طريقهم على إبراهيم الخليل، واستضافوه فأكرم ضيافتهم، وبشروه بغلام عليم. ثم أشار كتاب الله هنا بغاية الإيجاز إلى قصة شعيب وقومه، وأصحاب الأيكة هم قوم شعيب، وانتقل كتاب الله إلى الحديث عن قصة أصحاب الحجر، وبها سميت هذه السورة " سورة الحجر "، والمراد بهم ثمود.
*ـ الربع الثالث:* بداية سورة النحل وتشير الآيات الكريمة إلى تعداد النعم التي أنعم الله بها على الإنسان متاعا وانتفاعا، رحمة منه وإحسانا، وبينت جملة من أنواع الدواب التي سخرها لخدمته ومنفعته، مما يرتفق به في مرافقه الضرورية، أو يتغذى منه بأطيب الأغذية.
*ـ الربع الرابع:* في هذا الربع بيَّن كتاب الله كيف يستقبل الوحيَ أنصارُ الرسل وأتباعهم الذين اتقوا وآمنوا، فقال تعالى في وصفهم: {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا} وذلك بيان منهم بما يحتوي عليه الوحي الإلهي من خير عظيم لهم ولأسرهم ولأممهم وللإنسانية جمعاء، خير يشمل الدين والدنيا والآخرة، خير يعم الفرد والمجتمع والدولة في آن واحد، فهو رحمة للعالمين.
*ـ الربع الأول من الحزب28:* في بداية هذا الربع، يؤكد كتاب الله الحقيقة الدينية الأولى، التي نادت بها جميع الكتب المنزلة، كتابا بعد كتاب، والتي بشَّر بها كافة الأنبياء والرسل، نبيا بعد نبي ورسولا إثر رسول، ألا وهي انفراد الحق سبحانه وتعالى بالألوهية والربوبية عن كل ما سواه، وضرورة التوجه إليه وحده بالخوف والرجاء دون ما عداه.
*ـ الربع الثاني:* في بداية هذا الربع، يقرر كتاب الله حقيقة واقعية بالمشاهدة والعيان، لا سبيل إلى إنكارها من أي إنسان، ألا وهي ظاهرة تفاوت الأرزاق فيما بين الناس، فهناك الموسر والمعسر، وهناك الغني والمتوسط والفقير، وهذا التفاوت الحاصل في الأرزاق، لا يخص الأرزاق المادية وحدها، بل يشملها ويشمل الأرزاق المعنوية نفسها، فالمواهب العقلية، والاستعدادات الفكرية، هي أيضا تتفاوت من شخص إلى آخر، وتتفاوت حتى فيما بين أعضاء الأسرة الواحدة، بين الوالد والولد، وبين الإخوة الأشقاء.
*ـ الربع الثالث:* اعتنى كتاب الله في هذا الربع ببيان الدعائم الأساسية التي يقوم عليها السلوك الإسلامي، فرديًا كان أو جماعيًا، وهذه الدعائم لا تقوم للمسلمين قائمة بدون مراعاتها والتزامها، فدعا إلى التزام العدل وممارسة الإحسان، وتجنب الظلم وتفادي الطغيان، ودعا إلى الوفاء بالعهد واحترام الأيمان، ونهى عن إشاعة الفواحش وإقرار المنكرات، كما نهى عن رواج سوق المكايد والمساومات بين الأفراد والجماعات. فقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى...}.
*ـ الربع الرابع والأخير:* في هذا الربع حذر كتاب الله من الحكم على الأشياء بالتحليل والتحريم دون سند شرعي، واعتبر المغامرين بذلك من عند أنفسهم متطاولين على الشرع ومفترين على الله، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ}.
من فضلك عزيزي القارئ اقرأ هذا الجزء *عازما على التزام العدل وممارسة الإحسان في كافة محالات الحياة.*“