استطاع رجل من نانجينغ بالصين تصدر عناوين الصحف مؤخراً، بعد أن تبين أنه نجح في صناعة جهاز غسيل كلوي خاص به، وتمكن من البقاء على قيد الحياة على مدى 13 عاماً، بعدما عجز عن دفع نفقات تلقي الرعاية في المستشفى.
ووفقاً لما ذكره موقع odditycentral في عدده الصادر بتاريخ 29 يناير 2013، فقد أظهر بحث أجري في عام 2008، أن واحداً فقط من كل 10 صينيين يستطيع أن يتحمل نفقات علاج الغسيل الكلوي. لكن هذا الرجل رفض أن يستسلم لمرضه، لمجرد أنه لا يستطيع دفع تكاليف المستشفى الباهظة.
وتجدر الإشارة إلى أن Hu Songwen كان يدرس ليصبح عالماً بالأرصاد الجوية، عندما تم تشخيص حالته بالإصابة بالفشل الكلوي في عام 1993. ومن هنا، كان عليه زيارة المستشفى مرة كل ستة أيام لتنقية دمه من خلال الخضوع للغسيل الكلوي، وهو وسيلة العلاج التي تكلفه ما يقدر ب80 دولاراً في كل زيارة. واستطاع هو وعائلته دفع هذه التكاليف على مدى ست سنوات، حتى استنفذت جميع مدخراتهم. وفي هذه اللحظة، قرر Hu Songwen أن يصنع جهاز الغسيل الكلوي الخاص به، مستخدماً فقط كتاب مدرسي، أدوات المطبخ، وبعض الإمدادات الطبية.
ويقول Songwen عندما أخبرت الأطباء بما أفعله، قالوا أنني مجنون، لكن جهازه الغريب محلي الصنع نجح في أن يبقيه على قيد الحياة على مدى ال13 سنة الماضية، بتكاليف منخفضة عن تكاليف المستشفى. حيث أنفق في البداية 800 دولاراً لشراء مضخة، بعد أن فشل في صناعة واحدة خاصة به، وتكلفه الآن كل جلسة غسيل كلوي 10 دولارات فقط من أجل الفلاتر والمواد الكيميائية. ويوضح Songwen أن أهم جزء في الجهاز هو الفلتر، مشيراً إلى أنه يتمكن من استخدام كل فلتر 8 مرات. وتبلغ تكلفة شراء فلتر جديد 16 دولاراً، بينما يتكلف شراء جهاز الغسيل الكلوي الطبي المناسب مئات الآلاف من الجنيهات.
وأشار Songwen إلى أنه طالما الشخص قد حصل على شهادته من المدرسة الثانوية، ويفهم مباديء الغسيل الكلوي، ويتبع التعليمات التنفيذية ويراقب عن كثب عملية الغسيل الكلوي أثناء الخضوع لها، لن يحدث أي أخطاء. وأضاف أن اثنين من أصدقائه قد لقوا حتفهم بعد استخدام أجهزة غسيل كلوية مماثلة محلية الصنع، لكن هذا لم يمنعه من الاستمرار في علاجه لنفسه. ويعمل اختراعه بمثابة كلى خارجية، ويتكون من مقصورتين (حجرتين/خزانين) يتم فصلهما بفلتر يسمح فقط لبعض الجسيمات بالمرور من خلاله. ويتم توصيل الجهاز بيده عن طريق زوجين من الأنابيب، حيث يخرج الدم الفاسد عبر أحد هذه الأنابيب، ويدخل مرة أخرى إلى الجسم بواسطة الأنبوب الآخر بعد أن يتم تنقيته. ويتكون سائل الغسيل الكلوي عن طريق خلط كلوريد البوتاسيوم، كلوريد الصوديوم، كربونات الصوديوم الهيدروجينية (بيكربونات) بالماء النقي. وقد حذر الأطباء Songwen من مخاطر الإصابة بالعدوى أو غيرها من المضاعفات الناتجة عن عدم استخدام الماء المعقم، لكن الرجل الذي لا يزال يعيش في منزل والدته يقول أن خياراته محدودة.
وبفضل نشر قصته في الصحف، حصل Songwen على المساعدات الطبية من الحكومة الصينية. ولكن على الرغم من أن هذه المساعدات المالية ستجعل تكاليف العلاج بالمستشفى أقل مما ينفقه الآن، يقول Songwen أنه لا يزال متردداً حيال الأمر، خاصة وأن أقرب مستشفى له بعيدة ومزدحمة للغاية.