عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 81,739
- مستوى التفاعل
- 2,771
- النقاط
- 113
جواب القسم في سورة العصر
جواب القسم في سورة العصر
“إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ” هو جواب القسم في سورة العصر. والله سبحانه وتعالى يعني أن الإنسان في خسران ونقص في الدنيا والآخرة، إلا من استثناه الله عز وجل وعمل من أجل الآخرة. أما الإنسان بشكل عام فحاله في خسران.تم تأكيد هذه الجملة بثلاثة مؤكدات، وهي القسم، وإن، واللام. ويدل جواب القسم على أن الإنسان منغمس في الخسر، وهو محيط به في كل جانب.
جاءت هذه الآية لتنبه أن الإنسان في خسران وخيبة، وتكون سعادة الإنسان الحقيقية في اتباع ما أمرنا الله به وترك ما نهانا عنه. والله سبحانه وتعالى نبّهنا أنه بدء في خلق الإنسان في الكمال لكن انتهى إلى النقصان. السبب هو اتباع الإنسان لشهواته ليضل عن سبيل الله. قال تعالى في سورة التين: ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين ) [ التين : 4 ، 5 ] والأسباب التي تدعو الإنسان للتمسك بالدنيا هي لهو الإنسان وغفلته عن اتباع الحق. وكلما زاد انشغال الإنسان بالدنيا كلما زاد في الخسران والضلال.
الناجي من هذه الخسارة هو الإنسان المؤمن بالله عز وجل إيمانًا خالصًا لا شك فيه ولا تردد، وهو الذي يؤمن بالله ووجوده وأسمائه وصفاته وألوهيته. والذي يقوم بالأعمال الخالصة لله عز وجل بدون أي شرك أو مراءاة للناس.
الأمر الآخر للنجاة هو تواصي المؤمنين بعضهم البعض بالحق والشرع والواجب واجتناب الحرام والنهي عنه، كما يجب أن يتواصى المسلمون بالصبر. [1] [2]
دلالة جواب القسم في سورة العصر
أقسم الله تعالى في سورة العصر ، ولهذه السورة القصيرة تأثير كبير على النفس لمعانيها العميقة. الزمن المرتبط بقسم الله تعالى بقوله {وَالْعَصْرِ} مرتبط بحياة الإنسان، وفيه يتحول الزمن وتتحول حياة الإنسان. ويرتبط معناه بشكل كبير بدلالة السورةتم تأكيد جواب القسم في سورة العصر
- القسم و”إن “و”اللام”
فلو قال الله عز وجل أن الإنسان لفي خسر بدون أن يكمل السورة لهلكنا جميعًا لأن المراد في قوله هو العموم من الناس وهذا يشمل قارئ السورة أيضًا. لكن الله عز وجل رحيم بنا، وفي قوله “إلا الذين” علّمنا أن الخسارة ليست مطلقة، بل يمكن أن يتمسك الإنسان بطوق النجاة من الخسارة ويخرج إلى النجاة. والنجاة تكون كما رأينا بإقامة الدين كله بدون اختيار جزء منه وتركه، والله عز وجل جمع بين صفات الناجين من الخسارة بواو العطف وليس ب “أو” من أجل أن ندرك أن النجاة تكون باستحضار جميع هذه الشروط وليس البعض منها فقط.
معنى سورة العصر
سورة العصر هي سورة مكية. قال تعالى: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.المراد من هذه السورة هي أنه الله عز وجل يظهر لنا أنه خلق الإنسان من أجل العبادة والعمل الصالح، وتطبيق أوامر الله عز وجل في الدنيا والله استخلف الإنسان على الأرض فإما يحسن هذه الخلافة أو يكون ليس أهلًا لها.
أقسم الله عز وجل بالعصر والمراد بالعصر هو آخر النهار. وقيل أن المراد بالعصر هو الدهر لما فيه من تعاقب الضوء مع الظلام ومرور الليل والنهار. والقسم بالعصر دليل على قدرة الله تعالى وتوحيده بدون أي شريك.
وصف الله الإنسان بأنه في خسران ونقص مستمر إلا من رحم الله عز وجل، ومن أجل ألا يكون الإنسان في خسارة يجب عليه أن يتصف بالإيمان، والعمل الصالح، والتواصي بالحق، والصبر.
المعاني التي يمكن أن ندركها من هذه السورة هي
- خسارة الإنسان عظمى لكن النجاة ممكنة من هذه الخسارة وينبغي من أجل النجاة أن يستدرك الإنسان نفسه ويعود إلى طريق الصواب
- السورة يغلب عليها طابع الإنذار للإنسان الغافل عن طاعة الله
- تحمل السورة مع طابع التحذير مكان للتفاؤل لكن ليس التفاؤل المطلق بل يجب على الإنسان أن يحاسب نفسه وأن يجتهد في سبيل طاعة الله عز وجل.
المستثنون من الخسران في سورة العصر
استثنى الله عز وجل من الخسران الذي يتصف به الإنسان في سورة العصر الذين يتصفون بهذه الصفات الأربع المنجية من الخسران في الدنيا والآخرة، وهي:- {الَّذِينَ آمَنُوا}: هم أهل الإيمان بالله عز وجل وتصديق ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام والإيمان بجميع أركان الإيمان
- {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}: من شروط النجاة من الخسران في الآخرة هو العمل الصالح. وتشتمل الأعمال الصالحة على اتباع ما أمرنا الله به والقيام بأركان الإسلام الرئيسية التي تتضمن التوحيد الصلاة والزكاة والصيام والحج. بالإضافة إلى الأعمال الصالحة مثل بر الوالدين وصلة الرحم والصدقة وإغاثة الملهوف
- {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ}: هذا يعني أن المؤمنين يوصي بعضهم بعضًا بالحق بمختلف أشكاله، وهذا يشتمل على الكثير من المعاني الإسلامية مثل توحيد الله وتنزيهه عمّن سواه، وأداء جميع ما أمرنا به والوقوف في وجه الظلم. فلا يمكن النهوض بدون التواصي بالحق لأن هذا الأمر يحتاج إلى تكاتف المؤمنين مع بعضهم البعض.
- {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}: أي أن المؤمنين يوصي بعضهم بعضًا بالصبر، وحبس النفس عن ارتكاب الذنوب والصبر على المصائب