الطائر الحر
Well-Known Member
يرسم الفيلم في 108 دقائق رحلة بيليه الرائعة ليصبح "ملك كرة القدم" (مواقع التواصل)
https://www.facebook.com/sharer/sharer.php?u=https://aja.me/2rvgd
https://twitter.com/share?text=نجم ...arethis&via=AJArabic&url=https://aja.me/2rvgdفي الثمانين من عمره، يجلس إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو على مقعد منفرد، يحمل في حِجره صندوقًا خشبيًا لتلميع الأحذية، أمام شاشة عرض ضخمة تمتد أبعادها على الجدار، بينما ماكينة عرض سينمائية تعرض لقطات مسجلة من حياته التي نشط فيها لأكثر من 20 عامًا.
هو "ملك كرة القدم" البرازيلي "بيليه". وأما صندوق تلميع الأحذية فكان أول وسيلة كسب بها النقود، وأما الشاشة الضخمة فيظهر عليها جوانب من مسيرته الضخمة الحافلة بالانتصارات والتي حُمل فيها على الأعناق داخل المستطيل الأخضر وخارجه.
وأما هذه المشاهد فهي من الفيلم الوثائقي الجديد من نتفليكس عن حياة بيليه أكثر لاعب سجل أهدافاً في تاريخ كرة القدم بحسب موسوعة "غينيس ريكوردز".
أعلنت منصة نتفليكس عن موعد طرح فيلمها عن "الملك" يوم 23 فبراير/شباط الجاري. وفي الفيلم وحسبما نرى في الإعلان التشويقي، ينقر بيليه بأصابعه على الصندوق بينما هو يحكي ويجيب عن تساؤلات محدثه، ويعلّق على مشاهد مسيرته الكروية والسياسية التي سجلتها كاميرات التلفزيون منذ كان البث التلفزيوني بالأبيض والأسود.
يستعرض الوثائقي الفترة الاستثنائية من حياة بيليه، اللاعب الوحيد الذي فاز بـ 3 ألقاب لكأس العالم، من نجم شاب عام 1958 إلى بطل قومي، خلال فترة مضطربة في تاريخ البرازيل.
أرقام قياسية
في مراهقته كان بيليه يلعب الكرة داخل الصالات المغلقة، وينسب لها الفضل في مساعدته على اتخاذ القرارات بسرعة، إذ مثلت كرة الصالات تحديات صعبة، فقد كانت أسرع بكثير من كرة القدم على العشب، مما يدفع اللاعبين للتفكير بشكل أسرع لأن الجميع قريبون من بعضهم البعض في الملعب وهو ما جعله سريعًا على كلا المستويين الحركة واتخاذ القرارات، وأهلته ليصبح هداف بطولة محلية وهو بعد لم يكمل السادسة عشر من عمره.
عام 1956 انضم بيليه لفريق "سانتوس" ليبدأ مسيرة احترافية، وفي نفس العام شارك مع منتخب بلاده في مباراة دولية ضد الأرجنتين وسجل الهدف الوحيد لمنتخب البرازيل والذي كان أول أهدافه الدولية. ومن خلاله جذب الأنظار قبل أن يتم عامه السابع عشر. ويصبح عضوًا أساسيًا في منتخب السامبا الذي سيلعب معه لمدة 21 عامًا.
خلال كأس العالم 1958، حقق بيليه عددًا من التسجيلات القياسية، فقد كان أصغر لاعب في البطولة، وفي ذلك الوقت كان أصغر لاعب في تاريخ كأس العالم، وبعد هدفه في منتخب ويلز أصبح أصغر لاعب يسجل هدفا في كأس العالم. كما أصبح أصغر لاعب في نهائي لكأس العالم لكرة القدم قبل أن يتم عامه الثامن عشر.
مصدر فرحة
واصل بيليه مشواره الكروي في فترة اضطرابات سياسية، فبعد عامين من فوز منتخب البرازيل ببطولة كأس العالم 1962، تمت الإطاحة بالرئيس جواو غولار من قبل أعضاء في القوات المسلحة، وبدعمٍ من حكومة الولايات المتحدة، مما كان له تأثير على الحياة بشكل عام في البرازيل، لا سيما الأوضاع الكروية.
قدم منتخب البرازيل أسوأ أداء له في بطولة كأس العالم التالية عام 1966، وخرج من الدور الأول في تلك البطولة للمرة الأولى منذ كأس العالم لكرة القدم 1934، وحينها صرح بيليه أنه لا يريد اللعب في كأس العالم مرة أخرى.
لكن عندما استُدعي بيليه إلى المنتخب عام 1969 رفض في البداية، ولكنه لأسباب لم تُذكر حتى الآن قبل ولعب 6 مباريات في تصفيات كأس العالم، وسجل 6 أهداف، وتعد بطولة كأس العالم لكرة القدم 1970 في المكسيك الأخيرة لبيليه. حيث قدم منتخب السامبا أداءً قويًا وفاز بالمباراة النهائية بـ 4 أهداف مقابل هدف واحد سجله منتخب إيطاليا، سجّل منها بيليه هدفًا واحدًا وصنع هدفين ليصبح مصدر فرحة الشعب البرازيلي وسط أجواء سياسية مضطربة.
وفي مسيرته الكروية الممتدة استطاع بيليه تسجيل 1281 هدفاً في 1363 مباراة خاضها، بما في ذلك المباريات الودية غير الرسمية، وأصبح بذلك أكثر من سجل أهدافاً في تاريخ كرة القدم، وتم إدراج الرقم في موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
شهادة حية في 108 دقائق
يرسم الفيلم في 108 دقائق رحلة بيليه الرائعة ليصبح "ملك كرة القدم" وقيادة فريق بلاده للفوز التاريخي في كأس العالم 1970. من خلال محتوى مصور نادر وحصري عن بيليه نفسه، يعرض الفيلم النجم وهو يعكس حياته المهنية الحافلة.
ويتضمن الوثائقي أيضًا أرشيفًا نادرًا من التسجيلات التلفزيونية لبيليه ومقابلات من زملائه الأسطوريين السابقين في نادي "سانتوس فوتبول" والمنتخب البرازيلي، منهم زاغالو وأماريلدو وجيرزينيو، بالإضافة إلى شهادات غير عادية من أفراد أسرته والصحفيين والفنانين الذين شهدوا العصر الذهبي لكرة القدم البرازيلية.
ربما سنعرف من الفيلم أسباب تراجع بيليه عن قراره الرافض للعب كأس العالم عام 1970، وربما سيفضل عدم الإفصاح عن أسباب عودته، لكن بالتأكيد سنرى بدءًا من الأربعاء 23 فبراير/شباط الجاري، شهادة حية حول تلك الفترة، ومشاهد احتفال واحتفاء البرازيليين بجوهرتهم السوداء على مدار بطولات كأس العالم التي خاضها وتحديدًا آخر كأس عالم حملها وسط فترة التخبط السياسي والاجتماعي في السبعينات.