حدثني عن الجنة 
قال تعالى { ۞ لِّلَّذِینَ أَحۡسَنُوا۟ ٱلۡحُسۡنَىٰ وَزِیَادَةࣱۖ وَلَا یَرۡهَقُ وُجُوهَهُمۡ قَتَرࣱ وَلَا ذِلَّةٌۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ }[سُورَةُ يُونُسَ: ٢٦]
من رحمة وكرم الله عزوجل بأنه خص لنا اوقات ومُناسبات في السنة تُضاعف فيها ثواب الأعمال الصالحة والثواب وغُفران الذنوب, وذلك بمثابة فُرصة لنا علينا ان نستغلها.
رُوي عن أَبُي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام): مَنْ حَجَّ يُرِيدُ بِهِ اللَّهَ لَا يُرِيدُ بِهِ رِيَاءً وَ لَا سُمْعَةً غَفَرَ اللَّهُ لَهُ الْبَتَّةَ. رُوي عن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عليهما السلام) يَقُولُ: حُجُّوا وَ اعْتَمِرُوا تَصِحَّ أَجْسَامُكُمْ وَ تَتَّسِعْ أَرْزَاقُكُمْ وَ يَنْصَلِحْ إِيمَانُكُمْ وَ تُكْفَوْا مَؤُنَةَ عِيَالِكُمْ.المصدر:
ثواب وعقاب الأعمال للشيخ الصدوق.
فعلينا ان نسعى ﻷداء فريضة الحج والعمرة حين تتوفر لنا الإستطاعة وان نُحاول ان نُؤديها استحباباً,
وكذلك بأن ندخل السرور في قلوب من نحب وذلك بمُساعدتهم مالياً بشكل مًفرد او بالتعاون لكي يستطيعوا اداء هذه الفريضة العظيمة. قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خطبنا ذات يومٍ فقال : أيها الناس !..إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة ، شهرٌ هو عند الله أفضل الشهور ، وأيامه أفضل الأيام ، ولياليه أفضل الليالي ، وساعاته أفضل الساعات ، هو شهرٌ دُعيتم فيه إلى ضيافة الله ، وجُعلتم فيه من أهل كرامة الله .
المصدر:
عيون أخبار الرضا.
الصوم, فرض الله علينا صوم شهر رمضان في السنة وله فضل وثواب كبير ومن يُريد ان يستزيد فعليه ان يقرأ خطبة النبي (صلى الله عليه وآله) في قدوم شهر رمضان ليعرف فضل هذا الشهر الكريم.
وكذلك الصيام مُستحب طيلة السنة وله فضل اكثر في بعض الأيام من الشهور وفي بعض المُناسبات فيكون الثواب والأجر وغفران الذنوب لذلك علينا ان نحرص على صيام الأيام المخصوصة بقدر مانستطيع. عن أبي بصير قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) يحدث عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما لأصحابه: أيكم يصوم الدهر؟ فقال سلمان رحمة الله عليه: أنا يا رسول الله.فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فأيكم يحيي الليل؟
قال سلمان: أنا يا رسول الله،
قال: فأيكم يختم القرآن في كل يوم؟
فقال سلمان: أنا يا رسول الله،
فغضب بعض أصحابه، فقال: يا رسول الله: إن سلمان رجل من الفرس يريد أن يفتخر علينا معاشر قريش، قلت: أيكم يصوم الدهر؟ فقال أنا، وهو أكثر أيامه يأكل، وقلت: أيكم يحيي الليل؟ فقال: أنا، وهو أكثر ليلته نائم، وقلت: أيكم يختم القرآن في كل يوم؟ فقال: أنا، وهو أكثر نهاره صامت،
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): مه يا فلان، أنى لك بمثل لقمان الحكيم، سله فإنه ينبئك،
فقال الرجل لسلمان: يا أبا عبد الله أليس زعمت أنك تصوم الدهر؟
فقال: نعم،
فقال: رأيتك في أكثر نهارك تأكل،
فقال: ليس حيث تذهب، إني أصوم الثلاثة في الشهر،
وقال الله عز وجل:{ مَن جَاۤءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ عَشۡرُ أَمۡثَالِهَاۖ } [سُورَةُ الأَنۡعَامِ: ١٦٠] و أصل شعبان بشهر رمضان، فذلك صوم الدهر،
فقال: أليس زعمت أنك تحيي الليل؟
فقال: نعم،
فقال: أنت أكثر ليلتك نائم،
فقال ليس حيث تذهب، ولكني سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من بات على طهر فكأنها أحيى الليل كله، فأنا أبيت على طهر،
فقال: أليس زعمت أنك تختم القرآن في كل يوم؟
قال: نعم، قال:
فأنت أكثر أيامك صامت،
فقال: ليس حيث تذهب، ولكني سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي (عليه السلام) يا أبا الحسن مثلك في أمتي مثل قل هو الله أحد، فمن قرأها مرة قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاثا فقد ختم القرآن، فمن أحبك بلسانه فقد كمل له ثلث الايمان ومن أحبك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا الايمان، ومن أحبك بلسانه وقلبه ونصرك بيده فقد استكمل الايمان، والذي بعثني بالحق يا علي لو أحبك أهل الأرض كمحبة أهل السماء لك لما عذب أحد بالنار, وأنا أقرأ قل هو الله أحد في كل يوم ثلاث مرات، فقام وكأنه قد ألقم حجرا.
المصدر:
امالي الصدوق.
نستلهم من هذه الرواية علم الصحابي الجليل سلمان المُحمدي (رضي الله عنه) وكيف بأنه سمع وفهم وطبق العبادات بشكل مُميز يُفترض بنا ان نقتدي به. قال تعالى { وَقَالَ ٱلَّذِیۤ ءَامَنَ یَـٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُونِ أَهۡدِكُمۡ سَبِیلَ ٱلرَّشَادِ (٣٨) یَـٰقَوۡمِ إِنَّمَا هَـٰذِهِ ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَا مَتَـٰعࣱ وَإِنَّ ٱلۡـَٔاخِرَةَ هِیَ دَارُ ٱلۡقَرَارِ (٣٩) مَنۡ عَمِلَ سَیِّئَةࣰ فَلَا یُجۡزَىٰۤ إِلَّا مِثۡلَهَاۖ وَمَنۡ عَمِلَ صَـٰلِحࣰا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنࣱ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ یَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ یُرۡزَقُونَ فِیهَا بِغَیۡرِ حِسَابࣲ (٤٠) }[سُورَةُ غَافِرٍ: ٣٨-٤٠]
علينا ان نستغل فضل العبادات المخصوصة ونُؤديها ونُساعد غيرنا على ادائها بقدر مانستطيع وان نستغل المُناسبات التي ذُكر فيها فضل ﻷداء اعمال مُعينة لنكون من اهل هذه الأعمال فننال رضى الله عزوجل وثوابه وغُفرانه.قال تعالى (فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)[سورة الزمر 17 - 18]
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد
