العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ
واقف والربيعاتِ تذهب
كأسراب النوارس
أسئلُ أين الخريف
أين الاوراق المتهالكةُ
أين ملامحها الصيفيةِ
أين ضحكاتها النرجسيةِ
تتركُ شالاً من الوهمِ
تغطي كل الماضي
وتغفو بلا وجعٍ
وبفأسٍ البعدِ
تهدمُ كل عذوبتها
واقف أُشيحُ البصر
فوق مراكب النوتيةِ
وأسمعُ صوت الحسونِ هناك
بين شجيراتٍ كانت هي
تُخبأُ فيها كل ضحكاتها
ورقصاتها وكل الفتورُ
المكتظُ بين شفتيها
وتملأ يدها بالعبق النازل
لتمسح بالعناقِ زنديها
حين تعانق نفسها بنفسها
واقف بين تراتيل الفجرِ
أقرأُ ايوب وصبره
وكيف أنتظر يعقوب طويلاً
وبماء النيلِ تترك إبنها
وكيف تَله للذبحِ
وهو أمةٍ قانتةً
وتجيءُ بيدها جنى التمرِ
وعينها بعيون المسيحُ
سلام عليهم في كل آنٍ
بين التراتيلِ تشخصُ بما فيك
اتعوذُ بالرحمن مراراً
لستُ انا تقيا
لكن بقلبي كل الإيمان
أعرف لله الارضُ
واعرف الوقت للهِ ايضاً
وأعرف ما لا اعرفهُ
أيضاً لله..
لكني ما لا اعرفه
بإسم الله تذبح الروح
ويقتلُ القلب
وتموت الامنيات
واقف بين البدءِ والبدء
خراب يملأ ذكرياتي
أشعلُ شموعاً للسهرة
وكنت أراهم مثل أغاريد البلبلِ
تفرحُ روحي لتغاريدهم
أكتب حرفين لهم
أحتاجُ عمراً كي تقرأهم
ارسمُ النفاش البري بخدها
وشامةُ حُسنٍ بزندها
اقتربي ...اقتربي لازال
الجرحُ ندياً
لففتهُ بكل الاحرازِ
وعوذتهُ بالبخورِ والياسمين
تتعرى بين صاليات الحجرةِ
كل الاحلام
حين تراني تتوشحُ بالعُري
ما أقبح الاحلام حين تفرُ
يا أيها الحلمُ
إني حالمٍ بالفطرةِ
أستشفُ عبق الحبيب
من ألف مسافةٍ ومسافة
واقف بين مقابر الروح
هنا سنديان وهنا إقحوان
وهذه زنبقةً تنمو بين
أشداق الموتِ المرعبِ
وأصرخُ بملء صمتي
ويعود الصمتُ بالصدى
ما أصعب الارثُ
حين تكون الاحلام
مصابة بالعقم
أغسلُ وجهي برذاذ البحرِ
وأمدُ اقدامي لبرودة البحرِ
اشعرُ التعبُ ينزلُ
من كل اعضائي للبحرِ
إلا القلبُ..
عصياً عليه ان يفرطُ
بلحظةٍ من تعبهِ
أبحثُ في كل الايام
عن فرحٍ أتوجُ
فيه كل الاحلام..
أراك بما فيك
أمام قلبي
واقف..
26/10/2015
العــ عقيل ــراقي