عبدالله الجميلي
Well-Known Member
- إنضم
- 30 يونيو 2017
- المشاركات
- 1,835
- مستوى التفاعل
- 934
- النقاط
- 115
حسان في مطعم الإحسان
قصة قصيرة
في إحدى الليالي، قررت الذهاب إلى أحد المطاعم لتناول وجبة العشاء. كان المكان مكتظًا بالزبائن، يمتلئ بالضجيج وأحاديثهم، ورائحة الطعام الشهية التي تزيد من شهية كل من يدخل. اخترت طاولتي وجلست أنتظر طلبي.
فجأة، اقتحم "حسان" المطعم. كان هذا الرجل معروفًا في المنطقة بملابسه الممزقة وشكله المهمل. كان مشردًا يعيش في الشوارع، فاقدًا للعقل بسبب مرضه النفسي، وصحته تبدو سيئة للغاية. كان السعال لا يفارقه، والمخاط يسيل من أنفه دون أن يكترث. أثار ظهوره المفاجئ صدمة بين الزبائن، لكن ما حدث بعد ذلك كان غير متوقع.
توجه حسان مباشرة إلى داخل المطبخ، حيث الشواية التي تدور فيها الدجاجات المليئة بالعصارة. مدّ يده العارية ليأخذ واحدة مباشرة من النار. أصيب العمال بالفزع، وبدأوا بمحاولة إخراجه، لكن حسان كان مصممًا ومقاومًا بشدة.
الزبائن، بدورهم، لم يتمكنوا من إخفاء اشمئزازهم. البعض غادر المطعم غاضبًا، والبعض الآخر ظل يراقب المشهد بامتعاض. كانت إدارة المطعم عاجزة عن التصرف بشكل حاسم. السماح لشخص بمثل حالته بالدخول إلى المطبخ كان خطأً كبيرًا أثّر على سمعة المكان.
قررت أن أتدخل. ناديت حسان بصوت هادئ وحاولت لفت انتباهه. عندما نظر إليّ، أخرجت من جيبي مبلغًا من المال بفئة كبيرة ورفعتها له. قلت له بهدوء: "تعال معي إلى الخارج، وسأعطيك هذا المال."
بدهشة، ترك الشواية واتجه نحوي. خرج معي خارج المطعم، وهناك ناولته المال. نظر إلي بامتنان غامض، ثم ابتعد مسرعًا.
عدت إلى طاولتي وأنا أفكر في حال هذا الرجل وفيما يمكننا فعله تجاه أمثاله. صحيح أن الإنسانية تتطلب مساعدة من هم في حاجة، لكن لا بد من إيجاد حلول تحافظ على كرامة الجميع، دون أن تؤثر على النظام العام أو راحة الآخرين.
بقلم محمد الخضيري الجميلي
قصة قصيرة
في إحدى الليالي، قررت الذهاب إلى أحد المطاعم لتناول وجبة العشاء. كان المكان مكتظًا بالزبائن، يمتلئ بالضجيج وأحاديثهم، ورائحة الطعام الشهية التي تزيد من شهية كل من يدخل. اخترت طاولتي وجلست أنتظر طلبي.
فجأة، اقتحم "حسان" المطعم. كان هذا الرجل معروفًا في المنطقة بملابسه الممزقة وشكله المهمل. كان مشردًا يعيش في الشوارع، فاقدًا للعقل بسبب مرضه النفسي، وصحته تبدو سيئة للغاية. كان السعال لا يفارقه، والمخاط يسيل من أنفه دون أن يكترث. أثار ظهوره المفاجئ صدمة بين الزبائن، لكن ما حدث بعد ذلك كان غير متوقع.
توجه حسان مباشرة إلى داخل المطبخ، حيث الشواية التي تدور فيها الدجاجات المليئة بالعصارة. مدّ يده العارية ليأخذ واحدة مباشرة من النار. أصيب العمال بالفزع، وبدأوا بمحاولة إخراجه، لكن حسان كان مصممًا ومقاومًا بشدة.
الزبائن، بدورهم، لم يتمكنوا من إخفاء اشمئزازهم. البعض غادر المطعم غاضبًا، والبعض الآخر ظل يراقب المشهد بامتعاض. كانت إدارة المطعم عاجزة عن التصرف بشكل حاسم. السماح لشخص بمثل حالته بالدخول إلى المطبخ كان خطأً كبيرًا أثّر على سمعة المكان.
قررت أن أتدخل. ناديت حسان بصوت هادئ وحاولت لفت انتباهه. عندما نظر إليّ، أخرجت من جيبي مبلغًا من المال بفئة كبيرة ورفعتها له. قلت له بهدوء: "تعال معي إلى الخارج، وسأعطيك هذا المال."
بدهشة، ترك الشواية واتجه نحوي. خرج معي خارج المطعم، وهناك ناولته المال. نظر إلي بامتنان غامض، ثم ابتعد مسرعًا.
عدت إلى طاولتي وأنا أفكر في حال هذا الرجل وفيما يمكننا فعله تجاه أمثاله. صحيح أن الإنسانية تتطلب مساعدة من هم في حاجة، لكن لا بد من إيجاد حلول تحافظ على كرامة الجميع، دون أن تؤثر على النظام العام أو راحة الآخرين.
بقلم محمد الخضيري الجميلي