حـقـيـقـة الإسـتـغـفـار
الإستغفار ليس كما يظنه البعض أنه مجرد ذكر بسيط أو مجرد كلمة نتلفَّظ به بل الإستغفار الحقيقي له عالمٌ روحاني يجهله الكثير من الناس
.
فعندما تقول للبعض إستغفر ربك يقول لك " لماذا أنا لـم أفعل شئياً لم أذنب لم أرتكب حراماً " و كأن الإستغفار مشروع فقط للتوبة ولمسح الذنوب وهذا فهم خاطئ مقصر في حق الإستغفار
.
أوَّلاً : مـا معنى الإستغفار ؟
.
المعنى لٌغَويَّاً: الإستغفار قادم من أصل إستفعال الغُفُر
والغُفُر هو الستر والتغطية وجاءت الألف والسين للدلالة على الطلب فيدل بطلب العبد العون الإلهي
.
ثانياً : مـا مفهوم الإستغفار ؟
الإستغفار له مفهومان ، مغلق و آخر مطلق
.
المفهوم ( المغلق ) : هو المفهوم الخاطئ المقصر في حق الإستغفار وهو المعنى ( المحدد و المؤقت ) أيْ يكون فيه الإستغفار ( مُقيَّد ) بوقت محدد في موقف محدد وهو وقت إرتكاب الذنوب فقط ، أن يطلب العبد من ربه محو ذنوبه و سترها
.
المفهوم ( المطلق ) : الإستغفار هو الإستحضار و الإستلهام
وهو مرتبط بالمعنى اللغوي أيْ يكون فيه العبد طالباً من ربه العـون والمساعدة الروحانية
.
فهنا يكون الإسـتـغـفـار بمثابة ( الـدعـاء ) الذي يدعوه العبد لقضاء الحوائج
وهذا ما نص عليه القرآن الكريم لكل من:
.
الزواج المبكر والرزق الكثير والذرية والبنين
"فقلت إستغفروا ربكم أنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم ( بأموال وبنين ) ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا"
.
إستسقاء المطر من السماء
"فقلت إستغفروا ربكم أنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدرارا"
التقوية العقلية والبدنية والروحية
"ويا قومِ استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ( ويزدكم قـوة إلى قوتكم ) ولا تتولوا مجرمين"
.
- السعادة وزيادة المتاع والراحة النفسية والطمأنينة
"إستغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا"
.
النجاة من العذاب في الدنيا والآخرة
"وَمـا كان الله معذبهم وَهم يستغفرون"
وهنا جاءت كلمة معذب بصيغة الإسم وليس بالفعل للدلالة على الشمول والعموم لأنواع العذاب في الدنيا والآخرة
الثواب الكثير والمغفرة للذنوب
"وقولوا حطة نغفرلكم خطاياكم وسنزيد المحسنين"
.
فكل هذا ( مجاني ) فقط أكثروا من الإستغفار
