الطائر الحر
Well-Known Member
الأفلام الوثائقية كنز من المعلومات والحقائق الممتعة (مواقع التواصل)
جاءت بدايات السينما وثائقية بطبيعة الحال، حيث قام "الأخوان لوميير" وغيرهما من رواد الفن السابع بوضع الكاميرا في مكان ثابت لتوثيق حدث واحد في كل مرة، مثل خروج العمال من المصنع، ودخول القطار المحطة.
وضعت هذه الأفلام القصيرة الكثير من القواعد السينمائية التي استمرت حتى الآن، ولكن لم تمر سنوات قليلة حتى اكتشف هؤلاء الصناع أن الحقيقة وحدها ليست التي تستحق التوثيق، وبدأ صنع الأفلام الروائية، أو الخيالية، ولكن هذا لم يعطل السينما الوثائقية كما يتصور البعض، بل أخذت تتغير وتتحول، غير أن البعض حصرها في نطاق ضيق للغاية، وهي الأفلام التعليمية، أو الأفلام التي تقدم معلومات بصورة واضحة ومباشرة.
ورغم ذلك، أخذ صناع السينما الوثائقية يجربون ويغيرون في أسس نوعهم السينمائي الخاص للغاية، الذي ألزم نفسه بتقديم الحقائق من دون خيال درامي، ولكن لا يجب أن تكون كل الحقيقة مملة، أليس كذلك؟ وصنع بعضهم أفلامًا تسجيلية ممتعة، قدمت قصصًا مثيرة ومشوقة ربما أكثر من بعض الأفلام الروائية.
عزيزي زكاري
فيلم "عزيزي زكاري: رسالة لابن حول أبيه" (Dear Zachary: A Letter to a Son About His Father) من إنتاج 2008 وإخراج وتأليف ومونتاج كورت كوين؛ رسالة حزينة وأخيرة يكتبها عن صديقه أندرو باجبي، الذي قتلته صديقته السابقة بعد إنهاء علاقته بها، وبعد القبض عليها أعلنت أنها حامل، فقرر كوين أن يخلد ذكرى صديقه الراحل في فيلم وثائقي ويقدمه إلى ابنه ليخبره عن والده الذي لن يراه، وكيف كان شخصًا لطيفًا ومحبوبًا من أصدقائه وعائلته.فبدأ الفيلم بوصفه مشروعا فقط، ليتم عرضه على أصدقاء وعائلة أندرو باجبي. ومع ذلك، عندما تكشفت الأحداث، قرر كوين عرض الفيلم علنا.
وبعد مشاهدة الفيلم الوثائقي قدم النائب سكوت أندروز بيل قانون رقم "سي-464" (C-464) (المعروف أيضًا باسم "مشروع قانون زاكاري") إلى البرلمان الكندي. وتم التوقيع على مشروع القانون، الذي يساعد على حماية الأطفال في ما يتعلق بجلسات الكفالة ونزاعات الحضانة، وتبرع كوين بجميع أرباح الفيلم لمنحة دراسية تأسست باسم أندرو وزاكاري باجبي.
الصوت والغضب
فيلم "الصوت والغضب" (Sound and Fury) إنتاج 2000 وإخراج جوش آرنسون، ويتتبع قصة عائلة آرتنيان التي اشتهرت بـ3 أجيال من المصابين بالصمم، مع التركيز على شقيقين هما بيتر الأصم وكريس الذي يستطيع السمع، مع زوجاتهم وأطفالهم.ويكشف الفيلم أنه بسبب التكنولوجيا الحديثة أصبح من الممكن أن يُعالج الأطفال المصابون، ولكن على عكس المتوقع لم يكن الآباء والأمهات سعداء بهذا الأمر، بل يتناقشون خلال هذا الفيلم حول مدى التغيرات التي ستحدث للصغار وفقدانهم ما أسموها "ثقافة الصم".
وكان على كل من الأخوين اختيار الطريقة المختلفة في تربية أبنائه، مع التركيز على رأي الأطفال كذلك في هذا الأمر. وتم ترشيح الفيلم للعديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي.
القبض على فريدمان
فيلم "القبض على فريدمان" (Capturing the Friedmans) إنتاج 2003 يحمل قصة مخيفة للغاية وراء إنتاجه؛ فالفيلم الذي بدأ كعمل قصير عن قصص المهرجين في أعياد ميلاد الصغار فتح الباب لبحث مرعب عن عائلة من المهرجين قامت بالعديد من جرائم الاعتداءات والإيذاء الجنسي للأطفال.كان مخرج الفيلم أندرو جاركي يصور في البداية فيلمًا قصيرًا بعنوان "فقط مهرج" (Just a Clown)، عن فناني حفلات أعياد الميلاد للأطفال في نيويورك، بما في ذلك المهرج الشهير ديفيد فريدمان الذي كان لقبه "سيلي بيلي"، وخلال بحثه علم جاركي أن جيسي شقيق ديفيد فريدمان ووالده أرنولد اعترفا بالذنب في حالات اعتداء جنسي على الأطفال، فأجرى جاركي مقابلات مع بعض الأطفال المشاركين، وانتهى به الأمر إلى صنع فيلم يركز على فريدمان واعتداءاته الجنسية؛ مما أدى إلى سجنه بعد ذلك وانتحاره.
تم ترشيح الفيلم لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي عام 2003، وكتب بعض ضحايا فريدمان وأفراد عائلاتهم إلى لجنة الجوائز احتجاجًا على الترشيح والكشف عن هوياتهم خلال الفيلم.
البحث عن شوغرمان
فيلم "البحث عن شوغرمان" (Searching for Sugar Man) إنتاج 2012 وإخراج مالك بن جلول، ويستعرض رحلة أسطورية للغاية في البحث عن مغن مغمور في الولايات المتحدة، ولكنه الأشهر في جنوب أفريقيا دون علمه.يقدم الفيلم تفاصيل الجهود التي قام بها في أواخر التسعينيات اثنان من محبي الفن في كيب تاون لمعرفة إذا كانت الإشاعات عن وفاة الموسيقي الأميركي سيكستو رودريغيز صحيحة، واكتشاف ما حدث له.
أصبحت موسيقى رودريغيز -التي لم تحقق نجاحًا مطلقًا في الولايات المتحدة- ذات شعبية كبيرة في جنوب أفريقيا، رغم عدم معرفة الكثير عنه في ذلك البلد، بعد انتقالها بالصدفة عبر شريط كاسيت من زائر للولايات المتحدة إلى جنوب أفريقيا.
حصل الفيلم على جائزة البافتا لأفضل فيلم وثائقي في حفل توزيع جوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام في لندن، وبعد أسبوعين فاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي.