العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ
مرة أخرى يحملُ الحسونَ أوزارهُ
ويخفق بجناحيهِ لكنه لا يطير
يرى الفراشاتِ تحومُ بالاعالي
وهو لما جناهُ من الحبِ أسير
يَمدُ القلبَ بالدربِ كنذرٍ
ويستفهمُ بعيون المارةِ
لما هو كسير
يُحني كل اشعارهِ
ويغلق الابواب خوفاً
من الريح توقظ الشحارير
يلمُ من الغسقِ بعض امنياتهِ
ويرى محبوبتهِ عنه بالوجهِ تُدير
لم يعد في الدرب غير السكارى
وهناك بعض أصوات النواقيس
ينهض الشوق بقلبه
ويجرُ اقدامه بثقلٍ حسير
يضحكُ مما فيه
و يسألُ عن رحلته القادمة
والحسونُ من صغار الطير
يلفُ على عينيهُ غيمة وردٍ
ويترك اللذةَ فوق جنحيهِ
علها تسقطُ فوق النواعير
لتروي عطش الذين ناموا
فوق عذابات الغرام
ويغني لهم وإن هم تناسوا
يرسمُ فوق وسائدهم
حلمهم الاخير
كل شيءٍ طعمهُ..طعم الموت
يختال شموع السهرة
ويدفعُ للروح خبراً مرير
حينما تغتصب الوردةُ عفتُها
ويتركُ هذا الشوق بلا تدبير
إعرف أنك لم تجتازُ بدربكِ
غير رجوعاً ألف ميل
وتدعو الجميع لحفلتك الكبرى
لكن وجهاً في زاوية القلبِ
تعمد الغياب
وتراهم يسألونكَ دون كلام
عمن غاب وترك صدركَ
بلا شهيقٍ او زفير..
14/10/2015
الــ عقيل ـراقي