كانت بغداد في مطلع الخمسينات من القرن الماضي مدينة نتفاخر بها على الصعيد الاقليمي لانها كانت قبله لكل دول
المنطقه وكان فيها دائما ماهو جديد وتدخلها الحداثه قبل غيرها وكانت تتمتع بصناعه بسيطه من الحلوى والسكاكر
ولكنها محدوده وبسيطه وهنا سوف اتطرق الى حلويات الاطفال في تلك الفتره من الزمان الرائع ..
كانت معظم هذه الحلويات تصنع يدويا اما في محلات مختصه او في البيوت وكانت هناك حلويات لايتم تداولها الافي
المناسبات مثل (البقلاوه , الزلابيه , من السما , الحلاوه ) وخاصة في شهر رمضان او الاعراس وغيرها ولكن كانت
ايضا انواع اخرى تتواجد على مدار السنه ومنها ما ساذكره مع شيء من التعريف للاخوه الذين لم يسبق لهم ان سمعوا
بها او شاهدوها او ذاقوها ..
المتحف البغدادي
اولا . عنبر ورد . وهو عباره عن مزيج من السكر وبعض المطيبات والالوان ويشبه الشيره المكثفه يوضع في صينيه
مقسمه الى عدة اقسام صغيره على شكل مثلثات في كل مثلث نوع ولون ويباع هذا على عود صغير واشبه بالمصاص .
ثانيا .العنجور . وهو ماده مطاطيه من السكر والنشأ وبلون ابيض بخطوط ملونه يضعه البائع على كربة سعف ويترك
ساق الكربه لكي يتكأعليه وويبيع منه قطع حسب المبلغ .
ثالثا. بيض القلق . وهذه السكريه من الانواع الرقيقه جدا واشبه بالرغوه الناشفه وعلى شكل حيوانات والجميل فيها ان
البائع يضع هذه الحلويات في سله ويضع عمود في وسط السله مرفوع الى الاعلى ويحيطه بالقماش مع ترك فتحه
صغيره لاخراج الحلوى ..
رابعا. البالوته . وهي نوع من انواع الكاستر السميك وكانت تعمل بالنشأ ويضاف اليها النكهه والالوان وتباع في
اواني(صينيه) باحجام مختلفه .
خامسا. المكاويه . وهي الكيك الحالي ولكن يمتاز بالصلابه ويضاف اليه الكاكاو ويرش عليه مبروش جوز الهند
وبعض الالوان .
سادسا. جق جق قدر . الماده الاساسيه هي الدبس وبعد ان يغلى يوضع في صحن (صينيه) ثم يوضع عليه اللوز بشكل
مرصوف ,وكثيرا ما كانت هذه الحلوى تعمل بالبيوت.
المتحف البغدادي
سابعا.المدكوكه. وهي تعمل من التمر (الاشرسي) حصرا مع الجوز ويتم الدك لحين ان تتلابس مع بعضها وتقدم للاكل
.
ثامنا. اللهوم . وهو خليط من السمسم والسكر بعد طحنها وتقديمها وخاصة في أيام زكريا.
تاسعا. البادم . وهو نوع من المعجنات أقرب الى البسكويت وعلى شكل دوائر لاتزيد قطرها3ـ 4 سم وتوضع على
شريط ورقي بنفسجي اللون بشكل مزدوج.
عاشرا. المثلجات( الدوندرمة ، الأزبري، على العودة ، اللكي ستك، الموطا، الأيس كريم) كل هذه الأسماء
تشير الى المثلجات التي يتداولها الناس منذ ذلك الحين والى آلآن ولابد من مختصر لهذه التحلية لمكانتها وخاصة في
صيف بغداد اللاهب.
كانت هذه المثلجات قديمة في بغداد ودخلت مع دخول معامل الثلج اليها وكانت تصنع يدويا بواسطة أواني من النحاس
المطلي ويوضع في نصف برميل خشبي ويحاط بالثلج والملح الخشن لكي يحافظ على برودته ثم يوضع السائل داخل
الوعاء وتتم عملية التدوير يدويا إلا أن يتجمد السائل ويقدم للأكل ، والسائل مكون من الماء والنكهة والسكر
وهو(الأزبري) ، أما الحليب والنكهة أو بدون نكهة فيسمى ( الدوندرمة).
ثم تطورت هذه الصناعة في مطلع الخمسينيات وأنشأ أول معمل ملحق بمعمل الثلج في الكرخ ( محلة التكارتة) من قبل
الحاج المرحوم ( سلمان الجبوري) ولكون طاقة المعمل أكبر من أستيعاب المنطقة عمد الحاج الى صناعة عربات ذات
ثلاث عجلات وعلى شكل صندوق يتم فيها توزيع المنتوج لمسافات أبعد.
أما الموطا فأنه أسم لشركة ايطالية انشأت معمل للأيس كريم في بغداد في منتصف الستينيات وقامت بتوزيع مجمدات
بأسمها لغرض حفظ المنتوج عند أصحاب المحلات الذين لم يكونوا على معرفة بهذه الأجهزة.
وخلاصة القول وبالرغم من كل ما أستحدث من الحلويات والمثلجات لاتزال تلك الأنواع لها طعم خاص
لأنه يرتبط بشريط الذكريات ومحلات بغداد وأصدقاء الطفولة والمدرسة وكل ما هو جميل ..
.
