أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

حلية المتعلم

ذوآتا أفنان

Well-Known Member
إنضم
21 يوليو 2013
المشاركات
1,378
مستوى التفاعل
21
النقاط
38
الإقامة
فَيّ رِضُى رُبِيِ
بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلامعلى رسول الله ومن والاه وبعــــد
حليةطالب العلم ورأس ماله الحقيقيِّ: الأدب والأخلاق؛ فهي المكسب الحقيقي لطالب العلم:
والعلم ُ إن لم تكتنفه شمائل ٌ *** تـُـعليه كانمطية ٌ الإخفاق ِ
لا تحسبنَّ العلم ينفع وحده *** ما لم يُتَوَّج ربُّـــه بخــــلاق
رضي الله عنهم - يحرصون على الأدب قبل العلم،
قال البو شنجي رحمه الله -: (من أراد العلم والفقه بغير أدبٍ، فقد اقتحم أن يكذب على الله ورسوله).
وقال سفيان الثوري - رحمه الله -: (كان الرجل إذا أراد أن يكتب الحديث تأدَّب، وتعبَّد قبل ذلك بعشرين سنة).
وقالالإمام رويم بن أحمدالبغدادي لابنه: "يا بني اجعل علمك ملحا وأدبك دقيقا". أي استكثر
من الأدب حتى تكون نسبته في الكثرة نسبة الدقيق إلى الملح في العجين.
وعن أبي زكريا ا لعنبري قال: "علم بلا أدب كنار بلا حطب، وأدب بلا علم كجسم بلا روح
وأشرف الليث بن سعدعلى بعض أصحاب الحديث فرأى منهم شيئاً فقال: "ما هذا؟
أنتم إلى يسير من الأدب أحوج منكم إلى كثير من العلم".وكما قيل: تأدَّب قبل أن تتعلم، فإنك لن تنال من العلم طرفاً إذا لم تنل من الأدب أطرافه.
وإن تهذيب النفس وإصلاح خللِها ليس بالأمر اليسير،إلا من وفـَّقه الله -تعالى-. فأصلح ما بينك وبين الله يستقيم حالك.. ومن تلك الآداب:
أولا:
: طهارةالقلب من الأدناس؛ ليصلح لقبول العلم واستثماره، ففي الصحيحين عن رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)
وعنابن عمر -رضي الله عنهما- قال: (وعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جبريل أن يأتيه فراث عليه حتى اشتد على رسول -صلى الله عليه وسلم- فخرج فلقيه جبريل فشكا إليه
فقال :إنا لا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلاَ كَلْبٌ) متفق عليه. (فراث عليه أي فأبطأ عليه).
فإذاكانت الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب، فكيف ينزلون قلباً مليئاً بالأنجاسِ والخبائثِ
ومذموم الصفات مثل: الغضب، والشهوة، والحقد، والحسد، والكبر،والعجب، ونحوها؟!!
وهذه الصفات كالكلاب النابحات في الباطن، فكيف يمكن أن تتفق هذه الصفات مع ملائكةالرحمة؟؟!!
قال بعضهم:
شكــــوت إلى وكيـع سوء حفظي *** فأرشـدني إلى ترك المعاصـــي
وأخــبرنـي بـأن الــعلـم نــور*** ونــور الله لا يُهدى لـعاصـي
فعلى طالب العلم أن يطهر ظاهره بمجانبة البدعة، والتحلي بسنةرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أحواله كلها، والمحافظة على الوضوء،ونظافة الجسم من غير تكلف وعلى قدرالمستطاع.
وعليه أن يطهر قلبَه من كل غش ودنس، وغل وحسد، وسوء عقيدة وخُلق، ليصلح
بذلك لقبو ل العلم وحفظه،والاطلاع على دقائق معانيه وحقائق غوامضه.
وكما قيل "التخلية قبل التحلية"،وإن أردت أن تعرف أهمية ذلك فاعمد إلى إناء عندك ليس نظيفا ً واملأه من أطايب الشراب! هل يمكنك شربه أو الانتفاع به؟
ثانيــــــــــــــــــــــــا
:: إخلاص النية: فليكن قصدنا وجه الله والدار الآخرة، ولنحذرالرياء، وحب الظهور والاستعلاء على الأقران فقد قال رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " من تعلم الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْلِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ"، رواه النسائي وحسنه الألباني في صحيح النسائي
ثالثــــــــــــــــا :
دوام وصدق اللجوء إلى الله أن يفتح عليك، وأن يرزقك علماً نافعاً،فإنك إن صدقت مع
الله وفقك وأعانك، وبلغك مبلغ العلماء الربانيين.
 

ذوآتا أفنان

Well-Known Member
إنضم
21 يوليو 2013
المشاركات
1,378
مستوى التفاعل
21
النقاط
38
الإقامة
فَيّ رِضُى رُبِيِ
رد: حلية المتعلم

رابعـــــــــــــــــــــــــــا :
: الصبر: اعلم.. إن طلب العلم من معالي الأمور، والعُلَى لا تُنال إلا على جسر من التعب قال أبو تمام مخاطباً نفسه:
ذر يني أنالُ ما لا يُنال من العُلى *** فصَعْبُ العلى في الصعب والسَّهْلُ في السَّهل
تريدين إدراك المعالي رخيـصة ** ولا بد دون الشهد من إبَر النحـل(الشَّهد هو العسل
وقال آخر:
دببت للمجد والساعون قد بلغوا *** جُهد النفوس وألقـوا دونـها لأُُزُرا
وكابدوا المجد حتى ملَّ أكثرُهُم *** وعانق المجد من أوفى ومن صبرا
لا تحسبن المجد تمراً أنت آ كله *** لن تبلغ المجد حتى تَلْعَقَ الصَـبِرَا
الصَبِر دواءٌ مُرٌّ) فاصبر وصابر، فلئن كان الجهاد ساعةً من صبر، فصبر طالب العلم إلى نهاية العمر. قال الله تعالى:
(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُواوَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (سورة آلعمران200)
خــــــــــــــــــامسا :
: التحلي بالسكينة والوقار فعن ابن وهب قال: سمعت مالكاً يقول (إنَّ حقَّاً على من
طلب العلم أن يكون له وقارٌ وسكينة وخشية، وأن يكون مُتَّبِعَاً لأثر من مضى قبله).
فاستحضر في مجلسك أنك في مجلس تحفّهُ الملائكة، ويذكرك الله في من عنده، روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، و حفتهم الملائكة
، و ذكرهم الله فيمن عنده؛ ومن بطأ به عمله، لم يسرع به نسبه"؛ رواه مسلم.
" لا يقعد قوم يذكرون الله عزوجل إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة،وذكرهم الله فيمن عنده "؛ رواه مسلم.
واستحضر في مجلسك أن الله يباهي بك ملائكته فقد خرج معاوية على حلقة في
المسجد. فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكرالله. قال: آلله! ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: والله! ما أجلسنا إلا ذاك. قال: أما إني لم أستحلفكم
تهمة لكم. وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلىالله عليه وسلم
أقل عنه حديثا مني.وإن رسول الله صلىا لله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه.
فقال (ما أجلسكم؟" قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام، ومن به
علينا. قال "آلله! ماأجلسكم إلا ذاك؟" قالوا: و الله ! ما أجلسنا إلا ذاك. قال "أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم. و لكنه
أتاني جبريل فأخبرني؛ أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة."؛ رواه مسلم.
--- > ومن مجالس الذكر ولاشك مجالس طلب العلم.
"يباهي بكم الملائكة": معناه يظهر فضلكم لهم، ويريهم حسن عملكم ويثني عليكم عندهم، وأصل البهاء الحسن والجمال، وفلان يباهي بماله أي يفخر ويتجمّل بهم على غيرهم ويظهر حسنهم؛)
* استحضر أنك في مجلس تغفر فيه الذنوب وتبدل إلى حسنات، ففي الحديث الصحيح
 

ذوآتا أفنان

Well-Known Member
إنضم
21 يوليو 2013
المشاركات
1,378
مستوى التفاعل
21
النقاط
38
الإقامة
فَيّ رِضُى رُبِيِ
رد: حلية المتعلم

، ففي الحديث الصحيح يذكر النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل
الذكر، فإذا وجدوا قومايذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم. قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، قال: فيسألهم ربهم، وهو أعلم منهم،ما يقول عبادي؟قال: تقول: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك، قال: فيقول: هل رأوني؟
قال: فيقولون: لا والله ما رأوك، قال: فيقول: وكيف لو رأوني؟قال:
يقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة فيقول: وكيف لو رأوني؟وأشد لك تمجيدا وأكثر لك تسبيحا، قال: يقول: فما يسألونني؟
قالوا: يسألونك الجنة، قال: يقول: وهل رأوها؟قال: يقولون: لا والله يا رب ما رأوها، قال:
يقول: فكيف لو أنهم رأوها؟قال: يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا، وأشد لها طلبا،وأعظم فيها رغبة،قال: فمم يتعوذون؟قال: يقولون: من النار ،قال : وهل رأوها؟قال: يقولون لا ، والله يا رب ما رأوها، قال: يقول: فكيف لو رأوها؟قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فرارا، وأشد لها مخافة، قال
فيقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم. قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان
ليس منهم، إنما جاء لحاجة. قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم)رواه البخاري
وقال عليه الصلاة والسلام: "ما جلس قوم يذكرون الله تعالى فيقومون حتى يقال لهم: قوموا قد غفر الله لكم ذنوبكم، وبدّلت سيئاتكم حسنات"؛ السلسلةالصحيحة(2210).
ســـــــــــادسا ً:
العلم بالعمل : اعلم بأن العمل بالعلم هو ثمرة العلم، فمن علم ولم يعمل فقد أشبه اليهود الذين مثلهم الله بأقبح مثلٍ في كتابه فقال:
(مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَاكَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ
مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (سورة الجمعة: 5.
و من عمل بلا علم فقد أشبه النصارى، وهم الضالون المذكورون في سورة الفاتحة.
قا ل علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (هتف العلم بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل).
وقال بعض السلف: "يا حملة العلم،اعملوا فإنما العالم من عمل بما علم،ووافق علمه عمله ،وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز
تراقيَهم،يخالف عملهم علمهم،ويخالف سريرتهم علانيتهم،يجلسون حلقا
يباهيب عضهم بعضاً، حتى إنّ الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره
ويدَعَه، أولئك لا يصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى
 

ذوآتا أفنان

Well-Known Member
إنضم
21 يوليو 2013
المشاركات
1,378
مستوى التفاعل
21
النقاط
38
الإقامة
فَيّ رِضُى رُبِيِ
رد: حلية المتعلم

سابعا:
وفيه إطالة للأهمية والحاجة:
آداب طالب العلم مع شيخه وقدوته وما يجب عليه :
وفيه إطالة للأهمية والحاجة مختصرا ًمن الكتاب الماتع: "تَذْكِرَةُ السَّامِعِ والمُتَكَلِّم في أَدَب العَالِم والمُتَعَلِّم" للحافظ ابن جماعة رحمه الله تعالى. وهو ثلاثة عشر نوعًا
- الأول:
أنه ينبغي للطالب أن يقدم النظر ويستخير الله فيمن يأخذ العلم عنه ويكتسب حسن والأخلاق والآداب منه وليكن إن أمكن ممن كملت أهليته وتحققت شفقته وظهرت
مروءته وعرفت عفته واشتهرت صيانته وكان أحسن تعليمًا وأجود تفهيمًا ولا يرغب الطالب في زيادة العلم مع نقص في ورع أو دين أو عدم خلق جميل
فعن بعض السلف: هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.
وليجتهد على أن يكون الشيخ ممن له على العلوم الشرعية تمام الإطلاع، وله مع من
يوثق به من مشايخ عصره كثرة بحث وطول اجتماع، لا ممن أخذ عن بطون الأوراق ولم
يعرف بصحبة المشايخ الحذاق. قال الشافعي رضي الله عنه: من تفقه من بطون الكتب ضيع الأحكام. وكان بعضهم يقول:
من أعظم البلية تشيخ الصحيفة. أي الذين تعلموا من الصحف.
- الثاني:
أن ينقاد لشيخه في أموره ولا يخرج عن رأيه وتدبيره، بل يكون معه كالمريض مع
الطبيب الماهر فيشا روه فيما يقصده ويتحرى رضاه فيما يعتمده، ويبالغ في حرمته يتقرب إلى الله تعالى بخدمته،
ويعلم أن ذله لشيخه عز، وخضوعه له فخر، وتواضعه له رفعة.
ويقال إن الشافعي رضي الله عنه عوتب على تواضعه للعلماء، فقال:
أهين لهم نفسي فهم يكرمونها *** ولن تكرم النفس التي لا تهينها
وأخذ ابن عباس رضي الله عنهما مع جلالته ومرتبته بركاب زيد بن ثابت الأنصاري وقال: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا وقال أحمد بن حنبل لخلف الأحمر:
لا أقعد إلا بين يديك، أمرنا أن نتواضع لمن نتعلم منه.
وقال الغزالي: لا ينال العلم إلا بالتواضع وإلقاء السمع، قال: ومهما أشار عليه شيخه بطريق في التعليم فليقلده وليدع رأيه، فخطأ مرشده أنفع له من صوابه في نفسه،وقد نبه الله تعالى على ذلك في قصة موسى
والخضر عليهما السلام بقوله: {إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً} [الكهف: 67]،
هذا مع علو قدر موسى الكليم في الرسالة والعلم حتى شرط عليه السكوت فقال: عَن{فَلا تَسْأَلْنِي ْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً} [الكهف: 70].
- الثالث:
أن ينظره بعين الإجلال ويعتقد فيه درجة الكمال فإن ذلك أقرب إلى نفعه به، وكان بعض السلف إذا ذهب إلى شيخه تصدق بشيء وقال: اللهم استر عيب شيخي عني ولا تذهب بركة علمه مني.
و قال الشافعي رضي الله عنه كنت أصفح الورقة بين يدي مالك صفحًا
رفيقًا هيبة له لئلا يسمع وقعها.
وقال الربيع: والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إليَّ هيبة له.
و ينبغي أن لا يخاطب شيخه بتاء الخطاب وكافه، ولا يناديه مِنْ بُعْدٍ بل يقول: يا سيدي ويا أستاذي.
وقال الخطيب: يقول: أيها العالم، وأيها الحافظ ونحو ذلك، وما تقولون في كذا وما رأيكم في كذا وشبه ذلك، ولا يسميه في غيبته أيضًا باسمه إلا مقرونًا بما يشعر بتعظيمه
كقوله قال الشيخ أو الأستاذ كذا، وقال شيخنا أو نحو ذلك.
- الرابع:
أن يعرف له حقه ولا ينسى له فضله، قال شعبة: كنت إذا سمعت من الرجل الحديث كنت له عبدًا ما يحيا، وقال: ما سمعت من أحد شيئًا إلا واختلفت إليه أكثر مما
سمعت منه ومن ذلك أن يعظم حرمته ويرد غيبته ويغضب لها، فإن عجز عن ذلك قام وفارق ذلك المجلس.وينبغي أن يدعو له مدة حياته ويرعى ذريته وأقاربه بعد وفاته، ويتعمد زيارة قبره والاستغفار له والصدقة عنه ويسلك في السمت والهدى مسلكه، ويراعي في العلم والدين عادته ويقتدي بحركاته
وسكناته، في عاداته وعباداته، ويتأدب بآدابه ولا يدع الاقتداء به
 

ذوآتا أفنان

Well-Known Member
إنضم
21 يوليو 2013
المشاركات
1,378
مستوى التفاعل
21
النقاط
38
الإقامة
فَيّ رِضُى رُبِيِ
رد: حلية المتعلم

الخامس:
أن يصبر على جفوة تصدر من شيخه أو سوء خلق ولا يصده ذلك عن ملازمته وحسن ،
عقيدته ،ويتأول أفعاله التي يظهر أن الصواب خلافها على أحسن تأويل، ويبدأ هو عند
جفوة الشيخ بالاعتذار والتوبة مما وقع والاستغفار،وينسب الموجب إليه ويجعل العَتْبَ عليه فإن ذلك أبقى لمودة شيخه و أحفظ لقلبه وأنفع للطالب في دنياه وآخرته
وعن بعض السلف: من لم يصبر على ذل التعليم بقي عمره في عماية الجهالة، ومن صبرعليه آل أمره إلى عز الدنيا والآخرة
ولبعضهم:
واصبر لجهلك إن جفوت معلمًا *** اصبر لدائك إن جفوت طبيبه
وعن ابن عباس: ذللت طالبًا فعززت مطلوبًا. وقال قبله:
إن المعلم والطبيب كليهما *** لا ينصحان إذا هما لم يكرما
وقال الشافعي رضي الله عنه: قيل لسفيان بن عيينة: إن قومًا يأتونك من أقطار الأرض تغضب عليهم يوشك أن يذهبوا أو يتركوك، فقال للقائل: هم حمقى إذًا مثلك إن تركوا ما ينفعهم لسوء خلقي .
- السادس:
أن يشكرالشيخ على توقيفه على ما فيه فضيلة، وعلى توبيخه على ما فيه نقيصة، أو
على كسل يعتريه، أو قصور يعاينه أو غير ذلك مما في إيقافه عليه وتوبيخه إرشاده وصلاحه، ويعد ذلك من الشيخ من نعم الله تعالى عليه باعتناء الشيخ به ونظره إليه،
فإن ذلك أمثل إلى قلب الشيخ وأبعث على الاعتناء بمصالحه..
وإذا أوقفه الشيخ على دقيقة من أدب أو نقيصة صدرت منه وكان يعرفه من قبل فلا يظهر أنه كان عارفًا به وغفل عنه، بل يشكر الشيخ على إفادته ذلك واعتنائه بأمره، فإن
كان له في ذلك عذر وكان إعلام الشيخ به أصلح فلا بأس به وإلا تركه، إلا أن يترتب على ترك بيان العذر مفسدة فيتعين إعلامه به.
- السابع:
أن لا يدخل على الشيخ في غير المجلس العام إلا باستئذان سواء كان الشيخ وحده أو كان معه غيره، فإن استأذن بحيث يعلم الشيخ ولم يأذن له انصرف ولا يكرر الاستئذان،
وإن شك في علم الشيخ به فلا يزيد في الاستئذان فوق ثلاث مرات أو ثلاث طرقات بالباب أو الحلقة، وليكن طرق الباب خفيًا بأدب بأظفار الأصابع
،ثم بالأصابع،ثم بالحلقة قليلاً قليلاً،فإن كان الموضع بعيدًا عن الباب والحلقة فلا بأس
برفع ذلك بقدر ما يسمع لا غير،وإذا أذن وكانوا جماعة يُقَدَّم أفضلهم
وأسنهم بالدخول والسلام عليه، ثم سلم عليه الأفضل فالأفضل.
وينبغي أن يدخل على الشيخ كامل الهيئة متطهر البدن والثياب نظيفهما.
وينبغي أن يدخل على الشيخ أو يجلس عنده وقلبه فارغ من الشواغل له وذهنه صاف
لا في حال نعاس أو غضب أو جوع شديد أو عطش أو نحو ذلك؛ لينشرح صدره لما يقال ويعي مايسمعه.
وإذا حضر مكان الشيخ فلم يجده جالسًا انتظره كيلا يفوت على نفسه درسه؛فإن كل درس يفوت لا عوض له ولا يطرق عليه ليخرج إليه، وإن كان نائمًا صبر حتى يستيقظ أو ينصرف ثم يعود والصبر خير له، فقدروي عن ابن عباس
كان يجلس في طلب العلم على باب زيد بن ثابت حتى يستيقظ
فيقال له: ألا نوقظه لك؟ فيقول: لا، وربما طال مقامه وقرعته الشمس،
 

ذوآتا أفنان

Well-Known Member
إنضم
21 يوليو 2013
المشاركات
1,378
مستوى التفاعل
21
النقاط
38
الإقامة
فَيّ رِضُى رُبِيِ
رد: حلية المتعلم

، وكذلك كان السلف
يفعلون .ولا يطلب من الشيخ إقراءه في وقت يشق عليه فيه أو لم تجر عادته بالإقراء فيه ولايخترع عليه وقتًا خاصًا به دون غيره وإن كان رئيسًا كبيرًا
لما فيه من الترفع والحمق على الشيخ والطلبة والعلم،وربما استحياالشيخ
منه فترك لأجله ما أهم عنده في ذلك الوقت فلا يفلح الطالب،
فإن بدأه الشيخ بوقت معين أو خاص بعذر عائق له عن الحضور مع الجماعة أو لمصلحة رآها الشيخ فلا بأس بذلك.

- الثامن:
أن يجلس بين يدي الشيخ جلسة الأدب كما يجلس الصبي بين يدي المقري أو متربعًا
بتواضع وخضوع وسكون وخشوع ويصغي إلى الشيخ ناظرًا إليه ويقبل بكليته عليه متعقلاً لقوله بحيث لايحو جهِ إلى إعادة الكلام مرة ثانية
ولا يلتفت من غير ضرورة، ولا ينظر إلى يمينه أو شماله أو فوقه
أوقدامه بغير حاجة و لاسيما عند بحثه له أو عند كلامه معه.
فلا ينبغي أن ينظرإلا إليه ولا يضطرب لضجة يسمعها أو يلتفت إليها و لاسيما عند بحث
له ولاينفض كميه ولا يحسر عن ذراعيه ولا يعبث بيديه أو رجليه أو غيرهما من أعضائه
ولا يضع يده على لحيته أو فمه أو يعبث بها في أنفه أو يستخرج منها شيئًا ولا يفتح فاه، ولا يقرع سنه، ولا يضرب الأرض براحته أو يخط عليها بأصابعه،ولا يشبك بيديه أو يعبث بأزراره ولا يسند بحضرة الشيخ إلى حائط أو مخدة أودرابزين، أو يجعل يده عليها،
ولا يعطي الشيخ جنبه أو ظهره، ولا يعتمد على يده إلى ورائه أو جنبه ،ولا يكثر كلامه من غير حاجة،ولايحكي ما يضحك منه أو ما فيه بذاءة أو يتضمن سوء مخاطبة أو سوء
أدب، ولايضحك لغير عجب، ولا يعجب دون الشيخ، فإن غلبه تبسم تبسمًا بغير صوت البتة.ولا يكثر التنحنح من غير حاجة ولا يبصق ولا يتنخع ما أمكنه، ولا يلفظ النخامة من
فيه بل يأخذهامن فيه بمنديل أو خرقة أو طرف ثوبه ويتعاهد تغطيةأقدامه وإرخاء ثيابه
وسكون يديه عند بحثه أومذاكرته، وإذا عطس خفض صوته جهده وستر وجهه بمنديل أو نحوه، وإذا تثاءب ستر فاه بعد رده جهده.
وعن علي رضي الله عنه قال: من حق العالم عليك أن تسلم على القوم عامة وتخصه بالتحيةوأن تجلس أمامه ولا تشير ن عنده بيديك ولا تغمز بعينيك غيره،ولا تقولن: قال فلان خلاف قوله،ولاتغتا بن عنده أحدًا،ولا تطلبن عثرته وإن زل قبلت معذرته، وعليك
أن توقره لله تعالى،وإن كانت له حاجة سبقت القوم إلى خدمته ولا تسا رّ في مجلسه ولا تأخذ بثوبه ولا تلح عليه إذا كسل، ولا
كالنخلة تنتظرمتى يسقط عليك منها شيء،ولقد جمع رضي الله
عنه في هذه الوصية ما فيه كفاية.
التاسع:
أن يحسن خطابه مع الشيخ بقدرالإمكان ولا يقول له: "لِمَ؟"، ولا: "لا نسلم!"، ولا: "مَنْ نقلَ
هذا؟"،ولا: "أين موضعه؟"، وشبه ذلك فإن أراد استفادته تلطف في الوصول إلى ذلك،ثم هو في مجلس آخر أولى على سبيل الإفادة.
عن بعض السلف: مَن قال لشيخه: لِمَ؟ لَمْ يُفلحْ أبدًا، وإذا ذكر الشيخ شيئًا فلا يقل: هكذا قلتُ أو خطر لي أو سمعت أو هكذا قال فلان،إلا أن يعلم إيثار الشيخ ذلك، وهكذا لا يقول: قال فلان خلاف هذا، وروى فلان خلافه، أو هذا غير صحيح ونحو ذلك.
وإذا أصر الشيخ على قول أو دليل ولم يظهر له أو على خلاف صواب سهوًا فلا يغير وجهه أو
عينيه أو يشير إلى غيره كالمنكر لما قاله بل يأخذه ببشر ظاهر ، وإن لم يكن ا لشيخ مصيبًا لغفلة أو سهو أوقصور نظر في تلك الحال فإن العصمة في البشر للأنبياء صلى الله عليهم
وكذلك ينبغي أن يقول في موضع لم ولا نسلم فإن قيل لنا كذا أو فإن منعنا ذلك، أو فإن سئلنا
عن كذا أو فإن أورد كذا وشبه ذلك ليكون مستفهمًا للجواب سائلاً له بحسن أدب ولطف عبارة.
 

ذوآتا أفنان

Well-Known Member
إنضم
21 يوليو 2013
المشاركات
1,378
مستوى التفاعل
21
النقاط
38
الإقامة
فَيّ رِضُى رُبِيِ
رد: حلية المتعلم

- العاشر:
إذا سمع الشيخ يذكر حُكمًا في مسألة أو فائدة مستغربة أو يحكي حكاية أو ينشد شعرًا وهو
يحفظ ذلك أصغى إليه إصغاء مستفيد له في الحال متعطش إليه فرحبه كأنه لم يسمعه قط.
قال عطاء: إني لأسمع الحديث من الرجل وأنا
أعلم به منه فأريه من نفسي أني لا أحسن منه شيئًا.
وعنه قال: إن الشاب ليتحدث بحديث فأسمع له كأني لم أسمعه ولقد سمعته قبل أن يولد.
ولا ينبغي للطالب أن يكرر سؤال ما يعلمه ولا استفهام ما يفهمه؛فإنه يضيع الزمان وربما أضجر
الشيخ، قال الزهري: إعادة الحديث أشد من نقل الصخر،وينبغي أن لا يقصر في الإصغاء
والتفهم أو يشتغ لذهنه بفكر أو حديث ثم يستعيد الشيخ ما قاله لأن ذلك إساءة أدب بل يكون
مصغيًا لكلامه حاضر الذهن لما يسمعه من أول مرة.
وكان بعض المشايخ لا يعيد لمثل هذا إذا استعاده ويزيده عقوبة له، وإذا لم يسمع كلام الشيخ
لبعده أو لم يفهمه من الإصغاء إليه والإقبال عليه، فله أن يسأل الشيخ إعادته وتفهيمه بعد بيان
عذره بسؤال لطيف.

- الحادي عشر:
أن لا يسبق الشيخ إلى شرح مسالة أو جواب سؤال منه أو من غيره ولا يسا وقه فيه ولا يظهر
معرفته به أو إدراكه له قبل الشيخ، فإن عرض الشيخ عليه ذلك ابتداء والتمسه منه فلا بأس.
وينبغي أن لا يقطع على الشيخ كلامه؛ أي كلام كان، ولا يسابقه فيه ولا يسا وقه بل يصبر مع غيره والشيخ يتحدث معه أو مع جماعة المجلس.
وليكن ذهنه حاضرًا في كل وقت بحيث إذا أمره بشيء أو سأله عن شيء أو أشار إليه لم
يحو جه إلى إعادته ثانيًا بل يبادر إليه مسرعًا ولم يعاوده فيه أو يعترض عليه بقوله فإن لم يكن الأمر كذا.
- الثاني عشر:
إذا ناوله الشيخ شيئًا تناوله باليمين وإن ناوله شيئًا ناوله باليمين، فإن كان ورقة يقرؤها كفتيا أو
قصة أو مكتوب شرعي ونحو ذلك نشرها ثم دفعها إليه ولا يدفعها إليه مطوية إلا إذا علم أو ظن إيثار الشيخ لذلك، وإذا أخذ من الشيخ ورقة بادر إلى أخذها منشورة قبل أن يطويها أو يتربها.
وإذا ناول الشيخ كتابًا ناوله إياه مهيئًا لفتحه والقراءة فيه من غير احتياج إلى إدارته فإن كان النظر في موضع معين فليكن مفتوحًا كذلك، ويعين له المكان، ولا يحذف إليه الشيء حذفًا من
كتاب أو ورقة أو غير ذلك. ولا يمد يديه إليه إذا كان بعيدًا ولا يحوج الشيخ إلى مد يده أيضًا لأخذ
منه أو عطاء بل يقوم إليه قائمًا ولا يزحف إليه زحفًا، وإذا جلس بين يديه لذلك فلا يقرب منه قربًا كثيرًا ينسب فيه إلى سوء أدب. ولا يضع رجله أو يده أو شيئًا من بدنه أو ثيابه على ثياب
الشيخ أو وسادته أو سجادته، ولا يشير
إليه بيده أو يقربها من وجهه أو صدره أو يمس بها شيئًا من بدنه أو ثيابه.
وإذا ناوله قلمًا ليمد به فليمده قبل إعطائه إياه، وإن وضع بين يديه دواة فلتكن مفتوحة الأغطية
مهيأة لكتابة منها،
وقيل: أربعة لا يأنف الشريف منهن وإن كان أميرًا؛ قيامُه من مجلسه لأبيه، وخدمته للعالم
يتعلم منه، والسؤال عن ما لا يعلم، وخدمته للضيف
 

ذوآتا أفنان

Well-Known Member
إنضم
21 يوليو 2013
المشاركات
1,378
مستوى التفاعل
21
النقاط
38
الإقامة
فَيّ رِضُى رُبِيِ
رد: حلية المتعلم

- الثالث عشر:
إذا مشى مع الشيخ فليكن أمامه بالليل وخلفه بالنهار إلا أن يقتضي الحال خلاف ذلك لزحمة أو غيرها.
ولا يمشي لجانب الشيخ إلا لحاجة أو إشارة منه، ويحترز من مزاحمته بكتفه أو بركابه إن كانا
راكبين وملاصقة ثيابه، ويؤثره بجهة الظل في الصيف وبجهة الشمس في الشتاء وبجهة الجدار
في الر صفا نات ونحوها، وبالجهة التي لا تقرع الشمس فيها وجهه إذا التفت إليه، ولا يمشي
بين الشيخ وبين من يحدثه ويتأخر عنهما إذا تحدثا أو يتقدم، ولا يقرب ولا يستمع ولا يلتفت فإن
أدخله في الحديث فليأت من جانب آخر ولا يشق بينهما، وإذا مشى مع الشيخ اثنان فاكتنفاه فقد رجح بعضهم أن يكون أكبرهما عن يمينه وإن لم يكتنفاه تقدم أكبرهما وتأخر أصغرهما.
وإذا صادف الشيخ في طريقه بدأه بالسلام، ويقصده بالسلام إن كان بعيدًا ولا يناديه ولا يسلم
عليه من بعيد ولا من ورائه، بل يقرب منه ويتقدم عليه ثم يسلم، ولا يشير عليه ابتداء بالأخذ في طريق حتى يستشيره ويتأدب فيما يستشيره الشيخ بالرد إلى رأيه.
ولا يقول لما رآه الشيخ وكان خطأ هذا خطأ ولا هذا ليس برأي، بل يُحسن خطابه في الرد إلى
الصواب كقوله: يظهر أن المصلحة في كذا، ولا يقول الرأي عندي كذا وشبه ذلك.
غفر الله لنا سوء أدبنا مع معلمينا وشيوخنا الأفاضل وجزاهم عنا خير الجزاء ورزقنا حسن الأدب
والحمد للـــــــــــه رب العالمين
 

ياسمين العسل

لا مكان لمن يعلن عن منتديات ..
إنضم
12 يونيو 2014
المشاركات
483
مستوى التفاعل
5
النقاط
18
الإقامة
موصل
رد: حلية المتعلم

رووووووووووووووووعه كبد
ولو مقريت كلهاا بس قريت او وحده
بس تخبللللللللللل رووعه كلبي
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )