الطائر الحر
Well-Known Member
أصدر فريق بحث دولي 14 توصية حول التنوع البيولوجي للمياه العذبة لإدراجها في الاتفاقيات الدولية المزمع تحديثها في المستقبل. واقترح الفريق اعتبار الأنهار والبحيرات والمناطق الرطبة "وسطا بيئيا ثالثا" مختلفا عن الوسطين المعروفين اليابسة والبحر.
ونشر الباحثون ورقة علمية تضمنت هذه التوصيات في دورية "كونزرفيشن لترز" (Conservation Letters) العلمية في 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
تنوع مهدد
مع نهاية "عقد الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي" (United Nations Decade on Biodiversity) الممتد بين 2011 و2020، يُظهر تقرير الأمم المتحدة المنشور في سبتمبر/أيلول أنه لم يتم تحقيق أي من أهداف حماية التنوع البيولوجي الـ 20 التي تم الاتفاق عليها في عام 2010.
لذلك، يظل الحفاظ على التنوع البيولوجي تحديا عالميا كبيرا خاصة في النظم البيئية للمياه العذبة التي لم تؤخذ في الاعتبار بشكل كافٍ حتى الآن في الاتفاقيات الدولية وقوانين حماية التنوع البيولوجي.
ورغم أن المياه العذبة تمثل موردا أساسيا للبشر وأحد العناصر الطبيعية الضرورية للحياة، فإنه يتم إغفال دور الأنهار والبحيرات والمناطق الرطبة كأوساط بيئية تؤوي أنواعا مختلفة من الكائنات.
https://www.youtube.com/watch?v=Ik43lsH2m-Q&feature=emb_title
وتتعرض تلك الأنواع للعديد من الضغوط من صنع الإنسان كتغير المناخ والاستغلال المفرط وفقدان الموائل والتلوث وخطر الأنواع الغازية، مما أدى إلى خسارة فادحة في الأنواع وتراجع أعدادها.يقول الباحثون إنه غالبا ما عولجت حماية المياه العذبة بطريقة لا تعكس أهميتها بالنسبة للطبيعة، فعلى سبيل المثال، يتم في اتفاقيات حماية التنوع البيولوجي تضمين المياه الداخلية في لوائح الأراضي لأنها بيئة غير بحرية. وقد أدى هذا التجاهل إلى فقدان حوالي 84% من الكائنات الحية التي تعيش في هذا الوسط بين عامي 1970 و2016.
14 توصية
وتستند التوصيات الـ 14 المنشورة للحماية العالمية للتنوع البيولوجي للمياه العذبة التي أعدها فريق من الباحثين من أوروبا والولايات المتحدة، إلى المعرفة البحثية والخبرة العملية، وفقا للبيان المنشور على موقع معهد لايبنيز لبيئة المياه العذبة والمصايد الداخلية (Leibniz Forschungsverbund Berlin e V) الألماني الذي أشرف على إعداد هذه التوصيات.
وضع الباحثون على رأس توصياتهم ضرورة اعتبار المياه العذبة "وسطا بيئيا ثالثا" مختلفا عن اليابسة والبحر، مع ما يتطلبه ذلك من إدارة خاصة في اتفاقيات التنوع البيولوجي المستقبلية. واقترحوا على سبيل المثال، إدراج أهداف محددة للنظم الإيكولوجية للمياه العذبة في أهداف التنمية المستدامة.
وكانت اتفاقية التنوع البيولوجي التي تم تبنيها في عام 1993 قد جمعت بين المياه الداخلية والمناطق الأرضية، بينما جاءت الخطة الإستراتيجية لاتفاقية التنوع البيولوجي 2011-2020 متضمنة 20 هدفا من أهداف "آيشي للتنوع البيولوجي" (Aichi Biodiversity Targets).
وتشمل أهم أهداف المياه العذبة، في هذه الاتفاقية، تقليل فقد الموائل إلى النصف والحد من التلوث ومنع الأنواع الغريبة الغازية ومراقبتها وزيادة المناطق المحمية وتطويرها ومنع الانقراض.
إضافة إلى ذلك، أشار الباحثون إلى أهمية النظم البيئية للمياه العذبة بالنسبة للإنسان وهي ليست "جزرا منعزلة" عن بقية المشهد الطبيعي لكنها تعكس التأثيرات البيئية من محيطها، لذلك ينبغي أن تكون مستجمعات المياه هي منطلق كل عملية تهدف لحماية التنوع البيئي. مع تحسين طرق مراقبة وإدارة هذه المناطق.
اعلان
كما أكد الباحثون أهمية زيادة الوعي بأزمة التنوع البيولوجي من خلال التركيز على أنواع رئيسية من الكائنات التي تعيش في المياه العذبة كالدلافين النهرية وأفراس النهر وسمك الحفش مع تحسين مراقبة الكائنات الحية التي تعيش في هذا الوسط وتطوير إدارة البيانات حولها لتكون متاحة للاطلاع والاستخدام المتبادل بين الدول.
وشدد الباحثون على ضرورة تعزيز التخطيط الإستراتيجي في إدارة أحواض الأنهار لتحقيق التوازن بين الاحتياجات المائية للسكان والحياة البرية.
ويأمل هؤلاء الباحثون في إدراج هذه التوصيات في مشروعي تحديث إطارين دوليين مهمين بشأن التنوع البيولوجي، هما اتفاقية التنوع البيولوجي وإستراتيجية التنوع البيولوجي التابعة للاتحاد الأوروبي.